لبنان ٢٤:
2024-11-07@19:12:53 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان 

الجهود الدولية لتمديد الهدنة في غزة اثمرت يومين اضافيين من التقاط الانفاس في غزة المدمرة والمنكوبة. الاتفاق حصل قبل ساعات من انتهاء هدنة الايام الاربعة وقد اعلنت عنه دولة قطر بنفس شروط الهدنة السابقة. 
من جهتها اكدت مصر إن هدنة اليومين ستتضمن الإفراج عن عشرين محتجزا إسرائيليا وستين أسيرا فلسطينيا.


بالتوازي أطلقت دعوات لحل الدولتين من منتدى الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة ولفت ما قاله مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن إسرائيل تجاوزت حد الدفاع عن النفس معتبرا انه لن يكون هناك سلام أو أمن لإسرائيل من دون دولة فلسطينية. وكان تأكيد من وزير الخارجية السعودي بان لا بديل عن حل الدولتين ووجوب خطة للسلام في الشرق الأوسط
وفي الداخل اللبناني تتسارع المحطات   مع محطتين  ديبلوماسية وسياسية:الاولى الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت،  والتي يصل اليها غدا من المملكة العربية السعودية، على أن يجري بدءا من الاربعاء محادثات مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وعدد من المسؤولين والقيادات، حاملا معه من المملكة العربية السعودية الى بيروت، سلسلة دعوات ونصائح، مستفيدا من اعادة تقييم ما حصل منذ زيارته الأخيرة الى لبنان قبل أكثر من شهرين.
وفي المعلومات  فان مهمة لودريان ستركز على ضرورة اعادة بناء المؤسسات، بدءا من رئاسة الجمهورية الى تكليف رئيس جديد للحكومة الى تشكيل حكومة تضم كافة الاطراف المعنية والممثلة في المجلس النيابي.
اما المحطة الثانية  فهي جلسة مجلس الوزراء الثانية عشرة ظهر الاربعاء بجدول اعمال مؤلف من سبعة عشرة بندا من دون ان يكون ملف قيادة الجيش مطروحا للبحث كما تقول اوساط حكومية معنية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان 

وفي اليوم الاخير من هدنة الايام الاربعة في غزة اعلنت دولة قطر عبر خارجيتها تمديد الهدنة ليومين اضافيينليسقط بذلك عرض العضلات المصطنع الذي قام به بنيامين نتنياهو خلال حديثه مع الرئيس الاميركي جو بايدن عن ان الكيان العبري سوف يستأنف عملياته بكل قوة في غزة مع انتهاء الهدنة
كلام نتنياهو الإستهلاكي كان نقضه في الاساس اعلان المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية عن ان حماس تعرف أنفتاح اسرائيل على تمديد الهدنة وقال: نريد إطلاق سراح 50 إسرائيليا آخرين.
هذا في وقت اعلن فيه الأميركيون عن لسان الإسرائيليين انهم وافقوا على مواصلة وقف القتال لتحرير مزيد من الرهائن ولدخول مزيد من المساعدات.
الى ذلك كانت تسلمت إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى لدى حركة حماس المتوقع إطلاق سراحهم اليوم الاثنين في المرحلة الرابعة والأخيرة من صفقة التبادل فيما أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن تل أبيب تنتظر رد الحركة بشأن تمديد الهدنة التي تنتهي اليوم
جنوبا سيطر الهدوء الحذر على القطاع الشرقي والمناطق الحدودية الجنوبية ولم يخرقه سوى تحليق طائرات التجسس الاسرائيلية التي لا تفارق الأجواء الجنوبية
في السياسة ارتفع منسوب الاهتمام بالاستحقاقات الداخلية في ضوء زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيصل مساء غد لتحريك ملف الاستحقاق الرئاسي
لودريان سيبقى في بيروت حتى الجمعة المقبل ويلتقي عددا من المسؤولين الرسميين ورؤساء الكتل النيابية
في ملف المؤسسة العسكرية نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن الخيارات لملء الشغور في قيادة الجيش محصورة بين التعيين أو التمديد ولا يوجد خيار ثالث ولا تكليف
الرئيس بري دعا الى جلسة للجان المشتركة الاربعاء المقبل لدراسة سلة من القوانين التي تتعلق بحياة الناس من إنشاء نظام رعاية صحية اولية شاملة الزامية الى تأمين مساهمة مالية لصالح وزارة الصحة العامة وإنشاء نظام التقاعد والحماية الإجتماعية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في 

من لبنان الى غزة كلمة سحرية تختصر الوضع: التمديد.. 
في القطاع الأمر حسم، بعد جهود قوية ومفاوضات شاقة شاركت فيها بشكل اساسي : قطر ومصر والولايات المتحدة الاميركية. 
الدوحة اعلنت قبل قليل عن التوصل الى اتفاق لتمديد الهدنة ليومين اضافيين، ما يعني ان عملية اطلاق الرهائن ستتواصل . 
والسؤال: هل ستنتهي الهدنة فعلا بعد يومين، ام انها ستمدد مرة أخرى لتصبح دائمة، كما دعا الى ذلك مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي؟  
في لبنان التمديد لقائد الجيش لا يزال محور الحراك السياسي والمحادثات الثنائية ، مع تسجيل اسبقية لخيار التمديد من خلال قانون في مجلس النواب، بعدما تبين ان المسار الحكومي لانجاز التمديد متعثر. 
رئاسيا، تمديد الشغور مستمر، والارجح ان زيارة لودريان لن تحمل جديدا، فالتعقيدات المحلية كبيرة، وصراعات المنطقة لم تبلور توازن قوى جديدا يسمح بتظهير صورة الرئيس العتيد.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

رابع ايام الهدنة الى الانقضاء، فعاجلته المفاوضات المكثفة باعلان عن تمديد يومين اضافيين بالشروط نفسها بحسب الخارجية القطرية وحركة حماس والحكومة الصهيونية..

وبحسب الاعلام العبري فان التمديد مطلب الجميع، لا سيما القيادتين السياسية والعسكرية المتعبتين واللتين لا ترغبان بمعاودة القتال .

وان رفعت حكومتهم من تهديداتها وعنتريات قادتها، فالرغبة الحقيقية هي تمديد متواصل للهدنة ومواصلة اطلاق الاسرى بحسب المحللين والخبراء الصهاينة، الذين دعوا قادتهم الى ما سموه التخفيف من الثرثرة والهدوء وتخفيض اسقف خطاباتهم ..

وفوق سقف توقعات الصهاينة قادة وجيشا ومستوطنين كانت ثالثة مراحل تبادل الاسرى، حيث وقفت حركة حماس على ارض مدينة غزة بكامل هيبتها العسكرية تسلم الصليب الاحمر الاسرى الصهاينة وتنزع من المحتل هيبته وكل ادعاءاته بالقضاء على حماس في الشمال . فامام عدسات الكاميرات ظهر المقاومون المنظمون يديرون عملية تبادل على ارض مدينة غزة، فيما الارض تهتز تحت اقدام بنيامين نتنياهو الخاسر الاكبر من كل ما يجري ..

وما يجري داخل الادارة الاميركية لم يكن بأشفى حالا، حيث الانقسامات الحادة داخل الادارة الديمقراطية باتت حديث الصحافة الاميركية، مع ازدياد الدعوات لا سيما من الشباب لوقف دعم العدوان الصهيوني وردع حكومة نتنياهو عن مواصلة مذبحتها بحق الفلسطينيين ..

اما الرادع الحقيقي بحسب قياديي حزب الله فهم المقاومون الذين سيرسمون المشهد الاخير الذي هو كسر العدو الصهيوني على مختلف الجبهات.

اما ما خلفه عدوانه من دمار في الجنوب فحزب الله له بالمرصاد، حيث بدأت جهاته المعنية بدفع التعويضات للمتضررين، مؤكدة ثابتة نحمي ونبني التي تجسدت على الارض ببذل الدماء لحماية اللبنانيين ونصرة الفلسطينيين والقيام بواجب الوقوف الى جانب الصامدين المضحين...

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في 

تماما كما كان متوقعا، نجحت الجهود المبذولة في تمديد الهدنة في غزة، حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري تمديد الهدنة الانسانية بين إسرائيل وحماس ليومين إضافيين، علما أن مفاعيل الهدنة السابقة التي استمرت أربعة أيام تنتهي اليوم.
وبعدما كان المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني أمل نهارا في أن يكون وقف إطلاق النار الحالي مستقرا، أكدت حماس في بيان مسائي الاتفاق مع قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة، علما أن الحكومة الاسرائيلية كانت أعلنت قبل ساعات أنها قدمت خيارا للحركة بذلك.
وعلى وقع تمديد الهدنة في غزة، وانعكاسها استمرارا للهدوء الحذر في الجنوب، تمديد للأزمة في لبنان، في وقت تستقطب زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي يصل الى بيروت غدا الاهتمام المحلي الرسمي في موازاة انطباع شعبي عام بأنها ستكون كسابقاتها من حيث الدوران في الحلقة المفرغة نفسها، خصوصا اذا حملت تجديدا للطروحات الفرنسية السابقة، التي اسقطها الموقف الداخلي الرافض. 
اما مسألة قيادة الجيش، فلا معطيات جديدة حولها، على رغم الدعوة الى جلسة حكومية الاربعاء. فالمواقف على حالها، فيما المهلة الفاصلة عن احالة العماد جوزيف عون على التقاعد تتقلص.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي 

الإعلان عن تمديد الهدنة ليومين، أي غدا وبعد غد، فماذا سيكون عليه يوم الخميس؟ 

هل في الساعات الأخيرة من مساء الأربعاء، مع قرب انتهاء "الهدنة الثانية" يتم الإعلان عن الهدنة الثالثة؟ 

بيان التمديد تحدث عن الشروط ذاتها التي وردت في اتفاق الهدنة الأولى.
 
ويبدو أن تقسيط الهدن بات مرتبطا بالتوصل إلى اتفاق أشمل، وهذا الإتفاق المفترض، يحتاج إلى هدوء لا إلى البحث فيه تحت طوفان الغارات والصواريخ.

المزيد من الهدن يطور كل هدنة ويصحح ما شابها من عيوب وملاحظات سواء من حماس أو من إسرائيل، وهناك حديث عن طلب حماس وصول المساعدات الطبية والمحروقات إلى شمال غزة، كما طلب أن تشمل الهدنة الضفة الغربية، فهل سيكون هناك امتثال لهذه المطالب؟

الجواب ينتظر آلية تطبيق الهدنة في جزئها الثاني... 

في الانشغالات اللبنانية، جان إيف لودريان في بيروت مساء غد، وتحديث لأجندته التي يحملها: ما بعد حرب غزة سيطرح ملف المنطقة برمته على الطاولة، ومن ضمنه القرار 1701، فهل لبنان جاهز لهذا الطرح؟ وكيف يكون جاهزا في غياب رئيس جمهورية وحكومة اصيلة؟ هل يشكل تحديث الأجندة الفرنسية حافزا لتسريع الانتخابات الرئاسية، ليكون هناك رئيس في حال استجد مؤتمر دولي؟.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

قبل أن يلفظ النهار الرابع دقائقه الباردة والمزنرة بالنار، كانت إسرائيل وحماس قد وافقتا على تمديد الهدنة بوساطة قطرية مصرية وترتيب أميركي مع إسرائيل وبيومين إضافيين من وقف إطلاق النار، سيتم تبادل الأسرى والرهائن وفق شروط الاتفاق السابق، وإطلاق سراح عشرين إسرائيليا مقابل ستين فلسطينيا استنادا الى معادلة كل أسير إسرائيلي بثلاثة معتقلين فلسطنيين.

ولكن العمل السياسي الفاعل هو ما يعمل على تأبيد التمديد وسحب  الهدنة الثانية الى وقف دائم لإطلاق النار، لاسيما وأن كلا من الثنائي حماس والجهاد سيدخل مع إسرائيل مرحلة تفاوض شائك، لوضع قوائم التبادل على جنود الاحتياط الاسرائيليين أو الجنود ممن هم في الخدمة الفعلية والضباط وحسبة هذه النخبة ستختلف عن سابقاتها، ليس لناحية الأعداد فقط، إنما لوقوعها على خط زلزالي بالنسبة الى إسرائيل، ولن يكون سهلا عليها غدا أن توقع اتفاق الافراج عن نجوم المعتقلات الاسرائيلية والمحكومين بمؤبدات يتقدمهم: أحمد سعدات وليد دقة مروان برغوتي وحسن سلامة وكل اسم من هذا الصف الفلسطيني سيتسبب بعوارض طوفان جديدة لدى العدو، لما تشكله هذه القيادات من نكسة للاحتلال وبطولة ل‍فلسطين بكامل فصائلها ووفق كل التأكيدات من حماس والجهاد فإن لائحة الشرف هذه ستشملها عمليات التبادل  وإن اضطر الامر  لتعطيل كامل الاتفاق . ولا شيء لدى اسرائيل لتجاهر بانجازه بعدما  كشفت عملية التبادل الثالثة بالامس عن استعراض القوة لحماس في قلب شمال غزة، الذي ادعى العدو انه اصبح يسيطر عليه .

واذا كانت اسرائيل تقرأ من إعلامها وصحفها ومحلليها، فإن هؤلاء كشفوا عن ضعف قياداتهم الامنية والسياسية، وقالت هآرتس إن  الجيش الإسرائيلي لا يشعر بحاجة ملحة لاستئناف القتال في قطاع غزة، وإنه يدعم تمديد الهدنة لاصلاح اعطاله، فيما قال محللون في موقع ولاه العبري إن حركة حماس "فقأت عين إسرائيل" بمشهد تسليمها أسرى إلى الصليب الأحمر بمدينة غزة مساء الأحد. وتحت عنوان "إصبع في عين إسرائيل"، قال الموقع إن المشهد الذي بثته كتائب القسام أثار سخط الإسرائيليين، ونسف رواية جيشهم في الأيام الأخيرة بأنه سيطر على مدينة غزة وقضى على مقاتلي الحركة فيها، حيث بدت المنطقة مناقضة تماما لما قاله الجيش، إذ خرج مقاتلو القسام بعتادهم العسكري الكامل، وبدوا مسيطرين تماما على المكان.

وهدنة غزة الممددة وصلت الى لبنان على صورة ايقاظ القرار 1701 وربطه بمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية ، لذلك تحولت مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وعلى وجه السرعة الى مهام امنية سياسية على حد سواء ويستعجل الرئيس ايمانويل ماكرون الخطى لكي يكون له "مرقد عنزة رئاسي" في لبنان لأن قطر سبقته الى حلول من غزة نحو بيروت. واذ تنسق الدوحة في الملف المحلي مع كل من ايران واميركا، فإن باريس ستجد نفسها على قارعة الطرق الدولية ما لم تنقذ مبادرتها التي يجمع كل الاطراف على أنها لا تحمل جديدا.

لكن الثنائي ماكرون لودريان التقط المستجد المتعلق بتطبيق القرار 1701 الذي سيشهد على ضغط دولي في الايام المقبلة غير ان هذا الضغط يمكن له أن يبدأ من اسرائيل نفسها التي لم تحترم او تنفذ قرارا دوليا واحدا في النزاع العربي الاسرائيلي وفي احتلال اراض لبنانية، وبينها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونصف الغجر وازالة الخط الازرق المؤقت لعقدين من الزمن .

وأمام تحريك قرار دولي لجنوب لبنان، والعمل على تهدئة الجبهة جنوبا، وجولة الترسيم البري لاحقا، وتداعيات جبهة غزة، فإن  وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان والموفد الاميركي اموس هوكستين يتكلمان اللغة نفسها بالفارسية والانكليزية. 

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تمدید الهدنة الهدنة فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟

"حقيقة أن حماس هي من بدأ الحرب في السابع أكتوبر/تشرين الأول معروفة لا يجادل فيها معظم الناس، ولكن هناك بلدا واحدا ينفي هذه الحقيقة وهو النرويج"، إنه تصريح للسفير الإسرائيلي في أوسلو نير فيلدكلين يعكس حالة الاستياء الشديد التي تنتاب إسرائيل جراء المواقف النرويجية.

وفي أغسطس/آب الماضي، طردت حكومة الاحتلال 8 دبلوماسيين نرويجيين، معلنة أن سياسة الحكومة النرويجية منذ بدء عملية طوفان الأقصى تجاه فلسطين متطرفة ومنحازة ومعادية لإسرائيل.

وجاء في بيان للحكومة الإسرائيلية أن النرويج فقدت ثقتهم بعد أن اختارت دعم دعوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، واعترفت بدولة فلسطينية، وترفض بعد حوالي عام من أكبر هجوم يتعرض له اليهود منذ الهولوكوست تصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية، حسب البيان الإسرائيلي.

تسلط هذه التصريحات الضوء على مواقف دولة النرويج تجاه القضية الفلسطينية، وقد يأخذنا ذلك للعودة إلى الوراء للوقوف على محطاتها قبل وبعد طوفان الأقصى والتي أغضبت الاحتلال الإسرائيلي.

محطات في مواقف النرويج قبل طوفان الأقصى في عام 1993 احتضنت النرويج المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي توجت اتفاقيات أوسلو. في مارس/آذار 2007، اعترفت الحكومة النرويجية بحكومة الوحدة الفلسطينية بقيادة حماس. في 2009، وبعد شن إسرائيل هجوم "الرصاص المصبوب" على غزة، أعلن محامون نرويجيون رفع دعوى قضائية ضد مسؤولين إسرائيليين من ضمنهم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" وطالبت النرويج بسحب جائزة نوبل للسلام من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. في 2010، اعتبرت النرويج الوجود الإسرائيلي في القدس الشرقية انتهاكا للقانون الدولي. في يونيو/حزيران 2010، بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية المتجهة إلى غزة، طالبت النرويج بإجراء تحقيق دولي في العدوان الإسرائيلي. في سبتمبر/أيلول 2010 منعت النرويج غواصتين إسرائيليتين من دخول مياهها الإقليمية. في 2011، تلقى السفير الإسرائيلي في أوسلو إخطارا من الحكومة النرويجية بضرورة نقل السفارة الإسرائيلية إلى ضواحي المدينة بعد انزعاج السكان من وجودها بجانبهم. في مارس/آذار 2011 أصدر أساتذة نرويجيون عريضة تدعو إلى مقاطعة إسرائيل ومنعت النرويج المحامي الأميركي المشهور والباحث القانوني في جامعة هارفارد ديرشوفيتز من إلقاء محاضرات في جامعتي أوسلو وتروندهايم، وأبلغته أنه غير مرحب به في النرويج، بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل. في سبتمبر/أيلول 2023، زارت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت فلسطين، ورأت أنه من المأساوي أن الدولة الفلسطينية لم تنشأ بعد، مضيفة أن الإحباط الفلسطيني يتزايد مع استمرار الاحتلال والاستيطان وسياسات الحكومات الإسرائيلية المتشددة. هويتفيلدت: الإحباط الفلسطيني يتزايد مع استمرار الاحتلال والاستيطان  (غيتي) طوفان الأقصى

منذ بدء الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تميزت دولة النرويج عن نظيراتها الأوروبية بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، وأطلق المسؤولون النرويجيون تصريحات حادة منتقدة لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من إبادات جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

وقد وصف وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي ما يحدث في غزة بأنه "جحيم على الأرض"، وقارن بين إسرائيل وروسيا، معتبرا أن "أوروبا تفتقر إلى المصداقية عندما لا تدين إسرائيل لارتكابها نفس الأفعال والممارسات التي ترتكبها روسيا ويتلقاها الغرب بالإدانة والشجب".

وطلبت حكومة النرويج من ملك البلاد هارلد الخامس العدول عن إصدار رسالة تعزية كان ينوي إرسالها لإسرائيل بعد هجوم طوفان الأقصى، وهو ما أثار خنقها واعتبرته مؤشرا آخر على المعاداة المتنامية لليهود في النرويج.

وكان الوزير النرويجي بارث إيدي -الوزير الغربي الوحيد الذي شارك في اجتماع اللجنة الدولية لمساعدة سكان قطاع غزة التي التأمت في القاهرة بعد أسبوعين من اندلاع الحرب- أدان حينها بقوة العدوان الإسرائيلي، وعبر عن اعتزازه بأن بلاده لا تبيع أسلحة لإسرائيل، داعيا الدول التي تقوم بذلك إلى التوقف عنه، لأن تلك الدول قد تصبح متورطة بشكل غير مباشر في إبادة جماعية محتملة.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستور إن إسرائيل تجاوزت قواعد القانون الدولي الإنساني في حربها على قطاع غزة عبر ردها "غير المتكافئ" على هجوم حركة حماس.

وبسبب المخاوف من احتمال مساهمتها في تسهيل انتهاك حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة، سحب أكبر صندوق تقاعد خاص في النرويج استثماراته في شركة صناعة المعدات الثقيلة الأميركية كاتربيلر، في يونيو/حزيران 2024.

حماس والأونروا

في موقف يشكل استثناء في مواقف الدول الأوروبية، رفضت النرويج تصنيف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منظمة إرهابية، بل إنها حافظت على تواصل مع الحركة، وأوضح رئيس وزرائها ستور أن بلاده مستعدة للتحدث دائما مع حماس للتوصل إلى حل لإنهاء الحرب.

وكان المسؤولون النرويجيون قد تواصلوا في عدة مناسبات مع الحركة، وقبل ما يقرب من 15 عاما، زار وفد -يقوده وزير نرويجي- قطاع غزة لتهنئة قادة حماس بعد انتخابهم.

وفي الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حملة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) متهمة بعض موظفيها بالانتماء لحماس والمشاركة في أحداث السابع من أكتوبر وتطالب العالم بإيقاف تمويلها وتساندها في ذلك أميركا وعدد من الدول الأوروبية، أعلنت النرويج رفضها لهذا الموقف الإسرائيلي بل قررت زيادة تمويلها للوكالة.

وصرحت وزيرة التنمية النرويجية آن بيث كريستيانسن بأن "بعد 9 أشهر من الحرب أصبح الوضع كارثيا بالنسبة لسكان غزة، إنهم يفتقرون إلى كل شيء، الكثيرون يتضورون جوعا، والأونروا هي العمود الفقري لجميع الجهود الإنسانية في غزة، ولهذا السبب قررت النرويج تقديم دعم إضافي للوكالة بما يقارب 9.5 ملايين دولار لتصل مساهمة النرويج في تمويل الأونروا هذا العام إلى حوالي 47 مليون دولار".

مستعدة لاعتقال نتنياهو

في المقابل، كانت النرويج أول دولة أوروبية ترحب بتحريك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية دعوى ضد إسرائيل على ما تقوم به من جرائم حرب وإبادة في حق الشعب الفلسطيني.

كما رحبت أوسلو بإصدار المحكمة مذكرات اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وأعلن وزير خارجية النرويج أن بلاده مستعدة لاعتقال الرجلين إذا وطأت أقدامهما البلاد.

وجاء ذلك بعد أن انضمت النرويج في يوليو/تموز إلى جنوب أفريقيا في قضيتها أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمها فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إنسانية في قطاع غزة، وقد قدمت أوسلو مذكرة إلى المحكمة لتعزيز تلك الدعوى.

لماذا اعترفنا بدولة فلسطين؟

في مقال لرئيس وزراء النرويج تحت عنوان: لماذا اعترفنا بدولة فلسطين؟ -نشره موقع بوليتيكو في مايو/أيار الماضي- اعتبر أن لدى الفلسطينيين الحق المطلق في تقرير مصيرهم، ولدى الإسرائيليين والفلسطينيين معا الحق في العيش في سلام.

ويرى ستور أن حل الدولتين هو وحده القادر على توفير الأمن والازدهار والأمل للشعبين، ولا يمكن أن يكون هذا بدون دولة فلسطينية، وبعبارة أخرى فإن الدولة الفلسطينية شرط أساسي لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.

وعدد ستور مبررات النرويج للاعتراف بفلسطين، فذكر منها أن الحرب المستمرة في غزة تبرهن على أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يعتمد على حل القضية الفلسطينية.

ستور: الدولة الفلسطينية شرط أساسي لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط (رويترز)

ويقول إن الحرب الحالية هي نتاج وتطور سلبي لهذا الصراع المطول بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وها هي هذه الحرب تشعل الاضطرابات في الضفة الغربية، وتزيد التوترات بين بلدان المنطقة.

ويضيف ستور أن الاعتراف بدولة فلسطينية يشكل دعما لخطة السلام العربية التي كان كبار اللاعبين في المنطقة يعملون عليها، فإنشاء الدولة وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل يشكلان محورين جوهريين من هذه الخطة، وتتعاون النرويج الآن بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية لحشد الدعم الدولي لهذه الخطة، على حد قوله.

وختم ستور مقاله بالقول "إذا كنا بعيدين عمليا اليوم عن حل الدولتين، فإن الدعم السياسي لهذا الخيار يزداد، وحينما تضع الحرب الحالية أوزارها يجب أن يتمتع الفلسطينيون بحقهم في قيام دولتهم المستقلة، واعتراف النرويج المسبق مساهمة في هذا".

إسرائيل: النرويج أشد الأوروبيين عداوة لنا

أثارت المواقف النرويجية هذه غضب تل أبيب، وجعلتها تصنف البلد باعتبارها الدولة الأوروبية الأشد عداوة لليهود، إذ قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن أيرلندا كانت لفترة طويلة، تعد الدولة الأكثر عداء لإسرائيل في أوروبا، ولكن النرويج تفوقت عليها، وهي تواجه حاليا أزمة دبلوماسية حادة مع إسرائيل، يقع في قلبها وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي.

وبالتوازي مع ذلك، شن الإعلام الإسرائيلي حملة شنعاء ضد النرويج، ففي صحيفة "جيروزاليم بوست" كتب شون ساكس في أغسطس/آب الماضي مقالا بعنوان "فخ حياد النرويج" اعتبر فيه أن قشرة حياد النرويج تحطمت بسبب سياسات الحكومة النرويجية الحالية التي وصفها بأنها تمول التطرف، وتعمل بوضوح على تقويض أمن إسرائيل وسيادتها.

وقال الكاتب إن النرويج تمول العديد من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية التي تتجاهل الفظائع التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتصور بدلا من ذلك إرهاب حماس على أنه مقاومة، مضيفا أن أوسلو تستخدم تقارير تلك المنظمات في سياستها الخارجية لزيادة عزلة إسرائيل.

ساكس: استمرار النرويج في زيادة تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لدعم الفلسطينيين يقوض أمن إسرائيل (الأوروبية)

ورأى ساكس أن استمرار النرويج في زيادة تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لدعم الفلسطينيين يقوض أمن إسرائيل، ويعيق الجهود الحقيقية الرامية لتحقيق السلام.

أما يديعوت أحرونوت، فأكدت في تقرير نشرته في فبراير/شباط 2024 أن النرويج باتت أكثر دولة أوروبية عداء لإسرائيل، متفوقة على أيرلندا التي كانت تحتل تلك المرتبة لفترة طويلة.

وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية النرويجي إيدي اصطحب معه زوجة ولي العهد النرويجي إلى القاهرة، وجمعها بمنظمات الإغاثة العاملة في غزة لتسمع منها قصصا مفجعة عما يحدث في القطاع، ووقف الوزير أمام الكاميرات مع زوجة وريث العرش وهي تذرف الدموع، تعبيرا عن تعاطفها مع الفلسطينيين.

وأوردت الصحيفة بأن "الرواية الكاذبة بأن إسرائيل هي التي بدأت الحرب على حماس" قد ظهرت في وسائل الإعلام النرويجية، متهمة النرويج بأنها تسعى دائما إلى شيطنة إسرائيل، مما جعل العداء لها منتشرا في النرويج، حيث تم تصوير ناشط سلام نرويجي وهو يبصق على صور المحتجزين قرب مدخل السفارة الإسرائيلية في أوسلو.

وفي دراسة بعنوان "النرويج: من وسيط إلى مضطهد لإسرائيل" -نشرها معهد العلاقات الخارجية الأميركي- اعتبر الباحث الأميركي المقرب من إسرائيل إليوت أبرامز أن النرويج تخلت عن حيادها التاريخي وعن جهود الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، وتحولت بدلا من ذلك إلى أشد منتقدي إسرائيل.

وقال الباحث إن النرويج استخدمت في الماضي حيادها وثرواتها النفطية والغازية الهائلة للمساعدة في التوسط في النزاعات، وعملت بالخصوص على تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

لكن أبرامز -الذي شغل من قبل منصب نائب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش- اتهم النرويج بالتحيز للفلسطينيين منذ تولي الأحزاب اليسارية السلطة في البلاد، واعتبر أنه منذ أن أصبح إسبن بارث إيدي وزيرا للخارجية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحولت علاقة بلاده مع إسرائيل إلى عداء محض.

النرويج شجعت الاستعمار اليهودي

وفي وجهة نظر مختلفة، جاء في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" في يوليو/تموز 2023 وكتبه أستاذ السياسة العربية الحديثة والتاريخ الفكري في جامعة كولومبيا بنيويورك جوزيف مسعد أن النرويج ظلت فاعلا نشطا في قمع الفلسطينيين وساهمت في الاستعمار اليهودي لبلادهم منذ عام 1947.

واعتبر الباحث أن النرويجيين رحبوا بقوة وبمختلف مشاربهم السياسية بإنشاء إسرائيل، وفي عام 1949 أطلق حزب العمال النرويجي حملة لجمع التبرعات مكنت من إنشاء "مستوطنة نرويجية" في إسرائيل عرفت فيما بعد باسم موشاف يانوف.

كما ساعدت المنظمات النرويجية الصهاينة في نقل اليهود التونسيين إلى إسرائيل -بحسب مسعد- وفي عام 1959 زود النرويجيون إسرائيل بأكثر من 20 طنا من الماء الثقيل لبرنامجها النووي في مفاعل ديمونة الذي بني بمساعدة فرنسا.

ويؤكد جوزيف مسعد أن الدعم النرويجي لإسرائيل استمر أثناء وبعد حربي 1967 و1973، وانخرطت البلد الأوروبي في قوة حفظ السلام في لبنان (يونيفيل) منذ أواخر السبعينيات، وهو ما مكنها من إقامة اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت.

ويورد الكاتب أن النرويج لعبت في الثمانينيات دور الوسيط بين الولايات المتحدة ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، الأمر الذي أدى إلى استسلام عرفات للإملاءات الأميركية من خلال الكفاح المسلح وإلغاء ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية.

ويضيف مسعد أن دور النرويج تطور في عامي 1992 و1993 عندما رتبت لقاءات سرية بين قادة من منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين، واشترطت على الطرفين حظر نقاش "مظالم الماضي".

ويؤكد مسعد أن وزير خارجية النرويج آنذاك يوهان هولست المشرف على المفاوضات كان يعمل مستشارا ومخبرا للإسرائيليين يزودهم بمعلومات بالغة الأهمية حول المجالات التي قد يكون الفلسطينيون على استعداد للتنازل عنها.

وخلص الكاتب إلى أن محاولات النرويج لتصوير نفسها كوسيط إنساني محب للسلام لا تقنع أحدا من الفلسطينيين باستثناء السلطة الفلسطينية التي تمولها النرويج من أجل قمع المقاومة الفلسطينية المناهضة للاحتلال وحماية المحتل الإسرائيلي.

في النهاية، يبقى أنه لا مراء في أن النرويج -على المستويين الرسمي والشعبي- اتخذت مواقف متقدمة مقارنة مع نظيراتها الغربية تجاه القضية الفلسطينية وبالخصوص إزاء العدوان الإسرائيلي الراهن.

وقد يكفي للدلالة على ذلك أن السفير الإسرائيلي الحالي في النرويج نير فيلدكلين قال إنه "سيتعين على إسرائيل بعد الحرب أن تقرر من هم شركاؤها، وليس من المؤكد أن النرويج ستكون منهم لأن العلاقات بين البلدين في أزمة، بسبب مواقف النرويج من الحرب في غزة".

مقالات مشابهة

  • تعطيل الدوام المسائي للمدارس في الديوانية بسبب سوء الأحوال الجوية
  • هل يكون الحل للبنان .. بالـ1701 واتفاقية الهدنة
  • مظاهرات حاشدة في إسرائيل بعد قرار إقالة وزير الدفاع
  • وزير دفاع إسرائيل الجديد.. من هو يسرائيل كاتس؟
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • وزير دفاع إسرائيل الجديد يتعهد بإعادة المحتجزين والقضاء على حماس
  • ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟
  • تمديد اعتقال المتحدث باسم نتنياهو والمشتبه بتسريب معلومات أمنية
  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية