محللون: إسرائيل تنزل من فوق الشجرة.. وحماس انتصرت
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
اعتبر محللون أن قبول إسرائيل بتمديد الهدنة مع فصائل المقاومة الفلسطينية يعطي مؤشرا على تراجع أسهم الرهان على الحل العسكري لدى جيش الاحتلال، بما يمثل انتصارا للمقاومة الفلسطينية.
ووصف المفكر السياسي، فهمي هويدي، قبول إسرائيل بتمديد الهدنة بأنه بداية تراجع إسرائيل عن موقفها المتشدد في أول الحرب، وأهدافها المعلنة، التي كانت تتحدث عن محو حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما يعني أنها "بدأت تنزل من فوق شجرة الوعيد وادعاء القوة والرغبة الوحشية في الانتقام"، حسبما أوردت قناة "الجزيرة".
وقال أستاذ العلوم السياسية، بلال الشوبكي، إن فكرة الهدنة بالأساس كانت تهدف لمنح تل أبيب فرصة للتراجع عن أهدافها الأولى وتعهداتها الكبيرة، وتحقق هذا بالفعل إذ بدأت بعض الأصوات داخل إسرائيل تتحدث عن أهمية الوصول إلى النتائج المرجوة حتى لو كان ذلك عبر التفاوض وليس الحرب.
وأضاف أن الوسطاء لم يكونوا مهتمين بتفاصيل الهدنة، وإنما بإقرارها كخطوة أولى لدفع إسرائيل إلى الخلف والعمل على تبريد الشارع.
ولفت الشوبكي إلى أن جنرالات سابقين مؤثرين في الشارع الإسرائيلي يتحدثون حاليا عن ضرورة استفادة حكومة، بنيامين نتنياهو، من أي فرصة للإفراج عن المحتجزين عبر الوسطاء.
رسائل مؤلمة
وبعثت طريقة تسليم المحتجزين رسائل مؤلمة لكل الذين تعهدوا بالقضاء على حماس، برأي الشوبكي، الذي يرى أن المقاومة تحاول دفع الإسرائيليين نحو مراجعة مواقفهم وإعادة النظر في جدوى العملية العسكرية بقطاع غزة بعد 50 يوما إذا كان تسليم الأسرى يتم في الشمال، حيث يتركز القتال.
واتفق هويدي مع الشوبكي، قائلا إن حماس نجحت إعلاميا في هذه المعركة رغم أن إسرائيل بدأت معركة الدعاية الكاذبة مبكرا عندما روجت مزاعم كثيرة تبناها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ودول الغرب، ومع ذلك "فندت حماس الروايات الإسرائيلية الكاذبة من خلال تعاملها مع الأسرى"، حسب قوله.
وفيما يتعلق بإمكانية تحول الهدنة المؤقتة التي جرى تمديدها يومين إضافيين، قال هويدي إنها ربما لا تؤدي فقط لوقف القتال، بل ستفضح الأكاذيب الإسرائيلية بشكل أكبر وتفكيك روايتها بمضي الوقت، خصوصا أن إسرائيل "ستشهد كوارث سياسية بعد انتهاء الحرب، وسيكون نتنياهو أول ضحاياها"
وبحسب الشوبكي، فإن الرواية الإعلامية الإسرائيلية بدأت تتغير بالفعل، "لأن المقاومة تقدم روايات موثقة وصورة أكثر مصداقية وهو ما دفع الإعلام الإسرائيلي للبحث عن طريقة جديدة للتعامل مع هذا الموقف والتخلي عن تبني رواية الحكومة كجزء من الحرب النفسية"، حسب قوله.
اقرأ أيضاً
أسيرة إسرائيلية محررة تشكر حماس: ابنتي كانت ملكة في غزة بفضل إنسانيتكم
وأشار إلى أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي لم يعد قادرا على مواصلة نزع الإنسانية عن المقاومة بعدما أرسلت الأخيرة رسائل لا يمكن تفنيدها، وبالتالي فكلما طالت الهدنة أصبحت العودة للحرب أكثر صعوبة.
وعبر الشوبكي عن اعتقاده بأن المقاومة لن تقبل باستمرار الآلية الحالية في تبادل الأسرى عند انتقال الصفقة إلى العسكريين المحتجزين لديها، وستطلب الحديث عن إنهاء الحرب برمتها وتبييض السجون مع وجود ضمانات كبيرة.
فيما نوه هويدي إلى أن المفاوضات كلما تقدمت صارت أكثر تعقيدا، و"من ثم فإن على حماس مواصلة إدارة المعركة برشد ووعي كما فعلت خلال الأسابيع الماضية" حسب قوله.
ووصف هويدي أداء حماس على المستوى السياسي والعسكري بأنه "مبهر"، مضيفا: "عليها الاستفادة من تآكل الرواية الإسرائيلية في المفاوضات المقبلة، خاصة أن الإسرائيليين يجيدون لعبة السياسة والتفلت من القرارات والالتزامات الدولية والأممية".
الرواية الإسرائيلية
وعن أسباب تراجع الدعم الغربي للرواية الإسرائيلية عن ما كان عليه في أول الحرب، قال هويدي إن "الحكومات تنظر باهتمام كبير لشوارعها التي تحركت بقوة من أجل فلسطين، وهو ما عزز موقف حماس وفضح أكاذيب إسرائيل"، حسب قوله.
وعن أسباب صعوبة المفاوضات المقبلة، قال الشوبكي إن الحديث عن تبادل العسكريين لن يكون سهلا، لأن المقاومة ستطلب تبييض السجون وحتى لو تم التبادل جزئيا فسيكون التركيز على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم ونوعيتهم، فضلا عن أمور أخرى مثل رفع الحصار عن غزة والسماح بحرية الحركة.
وقال الشوبكي إن "الوساطة تميزت بأنها ضاغطة وليست ناقلة"، وهو ما جعل عوامل نضوج الصفقة الكبيرة تتشكل، لأن الغرب استشعر اهتزاز الأرض تحت قدمي نتنياهو.
وأضاف أن "بايدن أيضا أدرك أنه يخسر شعبيته في الشارع الأمريكي، وهو ما قد يحدث تغيرا في المواقف مستقبلا".
وفي هذه الظروف، اعتبر هويدي أن تمديد الهدنة وإدخال مزيد من الوقود والمساعدات وإراحة سكان القطاع من القصف دعما لقوة حماس وجعلها أكثر قدرة على التشدد في التفاوض، لأنها ستستند إلى حاضنة شعبية قوية، فضلا عن ورقة الضغط الأقوى المتمثلة في الأسرى.
واختتم هويدي حدثه بأن ما تحتاجه حماس حاليا ليس موقفا عربيا، بل "صمتا عربيا"، وأن تلتزم الدول العربية بمبدأ أن مستقبل فلسطين يحدد الفلسطينيون، "لأنهم لو تحدثوا عن وضع قوات دولية أو عربية في غزة سيضعفون الموقف الفلسطيني وسيعززون هذه الأطروحات التي تريدها إسرائيل"، حسب قوله.
اقرأ أيضاً
إعلام إسرائيلي: حماس لم تعذب الأسرى المفرج عنهم ولم تخضعهم لسوء معاملة
المصدر | الخليج الجديد + الجزيرةالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة حماس إسرائيل تل أبيب فلسطين أن المقاومة حسب قوله وهو ما
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضان
أغلقت إسرائيل، الأحد، جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة وقررت وقف دخول الإمدادات والمساعدات الإنسانية، في خطوة قالت إنها جاءت ردًا على رفض حركة حماس لمقترح أميركي جديد لتمديد الهدنة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة أمرت الجيش بتنفيذ القرار فورًا، بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "عواقب إضافية" إذا استمرت حماس في رفضها للمقترح، مؤكدًا أن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق نار دون إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
وكانت إسرائيل قد وافقت على خطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، تنص على وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، من 12 إلى 20 أبريل. وبموجب المقترح، يتم إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين في اليوم الأول، على أن يتم الإفراج عن البقية عند التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.
ورفضت حماس الخطة، معتبرة أنها محاولة إسرائيلية للتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق السابق، والتي تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ووقف الحرب بشكل دائم، والبدء بإعادة الإعمار في القطاع المدمّر.
من جانبه، قال محمود مرداوي، القيادي في الحركة، إن الحل الوحيد لاستقرار المنطقة هو الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقًا.
وبحسب تقديرات تل أبيب، فإن هناك 62 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم أحياء وأموات، بينما لم تعلن الفصائل الفلسطينية العدد الفعلي لديها. وخلال المرحلة الأولى من الهدنة، التي بدأت في 19 يناير الماضي واستمرت 42 يومًا، أُطلق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم 8 متوفين، مقابل إفراج الدول العبرية عن نحو 1700 أسير فلسطيني.
وكان من المفترض أن تشمل المرحلة الثانية استكمال تبادل الأسرى مقابل انسحاب إسرائيلي كامل، لكن المفاوضات تعثرت بسبب الخلاف حول آلية التنفيذ، حيث تؤكد حماس استعدادها لإطلاق جميع الأسرى لديها دفعة واحدة بمجرد بدء الانسحاب، بينما ترفض إسرائيل ذلك.
يظل مستقبل غزة غير واضح في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية، بينما تقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 53 مليار دولار. ويرتبط تنفيذ هذه المرحلة باتفاق سياسي أوسع، في ظل غياب التزام إسرائيلي واضح بشأن إعادة بناء القطاع.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الولايات المتحدة أو قطر أو مصر، وهي الدول الوسيطة التي ترعى المفاوضات، كما لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستتخذ خطوات تصعيدية إضافية في الأيام المقبلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تحقيق لـ"الغارديان" يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصاص إسرائيلي في الخليل تقرير هجوم 7 أكتوبر: فشل دفاعي إسرائيلي ومعلومات صادمة عن خطط حماس طويلة الأمد محور فيلادلفيا إلى الواجهة مجددا.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟ قطاع غزةحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني المساعدات الإنسانية ـ إغاثةبنيامين نتنياهو