قال لي أحدهم إنه سمع مقطعاً متداولاً بأن بعض القطط عيونها قوية وقد تصيب الانسان بالعين!
قلت :هناك أشياء غير ملموسه نسمع ونقرأ عنها ونشعر بها ولانشاهدها ، إلا في من وقعت عليه وأصابته بسهامها وحدثك بها . وهذه هي العيون الكهرومغناطيسية القاتلة عين الحسود الحاسد ( الزعور ) وقانا الله جميعا منها . ولكن هناك سؤال يسأله الكثيرون وأنا منهم : هل هذا حقيقة أم خيال؟
والجواب أنها حقيقة غير شعورية وغير ملموسة، ومُرّة بطعم العلقم .
العين حق وحقيقة وواقع كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وأوضح لأمته طرق الوقاية والتحّصين والحفظ من شرها. فذكر الله ،وقول: “ما شاء الله تبارك الله”، والتوكل والظن والثقة بالله ، تحفظ من أثر العيون. وعلى الإنسان أن يلتزم بما أخبر به رسولنا صلى الله عليه وسلم : (إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه وماله ما يعجبه فليباركه، فإن العين حق).
وعين العاين تختلف من شخص لآخر، فبعضهم معروفون للعامة، وعيونهم قوية لا تخطئ، وبعضهم غير معروفين، وبعضهم يجاهر ويتحكّم بها، ويختار المكان الذي يضعها فيه.
وبعض العيون تصيب بسهام عفوية، تقع نتيجة الإعجاب، وقد لاتتكرر كثيراً في دقّة إصابتها الهدف، فربما تكون رمية من غير قصد، لكنها سهام العين خرجت فأصابت، وهذه غالباً تكون إصابتها بسيطة وغير قاتلة.
وعادة ما يكثر المعاينون (الزعران) في المدن الصغيرة والقرى، وبين الأصدقاء والزملاء والمعارف، وكثيرا ما تقع في المناسبات وفي صور التواصل الاجتماعي وخاصة إذا كانت الصور بالفلاتر فتكون الصور أجمل من الواقع بكثير
وصورها من صورها بدون التحصين والذكر.من هنا قد تقع العين والعياذ بالله من العائن المشاهد الذي لايبارك على مايشاهد.
وأخيراً، من أصابته العين ، عليه أن يذهب إلي العاين إذا عرفه، ويطلب منه أن يتوضأ، كما في حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم (العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).
وإذا لم يعرف العاين ، فعليه بالإكثار من ذكر الله، والتضرُّع إلى الله بالشفاء ، فالعين حق وفتنة، فعلى الإنسان وواجبه أن يحافظ على الأذكار، ويتق الله في عينه وحركتها ورمشها وسهامها، فكم من طريح فراش ومريض ومجنون، بسبب سهام عين.
وقانا الله والمسلمين والقراء، من كل عين حاسد، وما شاء الله تبارك الله والحمد لله على نعمه، وأعوذ برب الفلق من كل عين إنس وجان وحيوان.
lewefe@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رأس السنة الهجرية ١٤٤٦.. قصة الهجرة النبوية للأطفال
في بداية كل عام هجري جديد، نستذكر قصة عظيمة من تاريخ الإسلام، هي قصة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. هذه القصة تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر التي يمكن أن نتعلمها ونستفيد منها.
سنروي قصة الهجرة بأسلوب مبسط يناسب الأطفال، لنساعدهم على فهم هذه الحادثة التاريخية المهمة.
قصة الهجرة النبوية للاطفالبداية الدعوة الإسلاميةفي مكة، بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام.
استجاب بعض الناس لدعوته، لكن كثيرين من قريش لم يعجبهم هذا الأمر وأرادوا أن يوقفوا الدعوة الإسلامية.
عانى المسلمون الأوائل الكثير من الأذى والاضطهاد بسبب إيمانهم.
التفكير في الهجرةعندما اشتد الأذى على المسلمين في مكة، بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم يفكر في مكان آخر يمكنهم أن يعيشوا فيه بسلام ويمارسوا دينهم بحرية.
علم النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل المدينة، التي كانت تُعرف حينها بيثرب، قد سمعوا عن الإسلام وأحبوا دعوته، فرحبوا بفكرة هجرة المسلمين إليهم.
التخطيط للهجرةكان من المهم أن يتم التخطيط للهجرة بسرية حتى لا يعترض المشركون طريق المسلمين.
طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يهاجروا إلى المدينة فرادى أو في مجموعات صغيرة.
وفي الليلة التي كان يخطط فيها للهجرة، نام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في فراش النبي ليغطي على خروجه.
الرحلة إلى المدينةاصطحب النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في رحلته إلى المدينة.
اختبأ الاثنان في غار ثور لمدة ثلاثة أيام حتى يهدأ بحث المشركين عنهم.
بعد ذلك، واصلا رحلتهما عبر الصحراء، وقد حفظهما الله ورعاهما حتى وصلا إلى المدينة بسلام.
استقبال أهل المدينةعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة، استقبلهما أهلها بالفرح والسرور.
رحب الأنصار (سكان المدينة الذين آمنوا بالنبي) بالمسلمين المهاجرين، وشاركوا معهم بيوتهم وأموالهم، ليصبحوا جميعًا إخوة في الإسلام.
أهمية الهجرةتعلمنا قصة الهجرة النبوية دروسًا كثيرة، منها الصبر على الأذى، والتخطيط الجيد، والتوكل على الله، وأهمية الأخوة والتعاون بين المسلمين.
كانت الهجرة بداية لتأسيس أول مجتمع إسلامي في المدينة، حيث عاش المسلمون معًا في سلام وبنوا دولتهم على أساس العدل والإحسان.