ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة ؟، لعله أحد أسرار الموت الخفية عن الكثيرين والتي تثير المخاوف في القلوب، فدائمًا للموت رهبة كما أنه أكبر واعظ لمن هم في غفلة ، ولعل في استفهام ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة ؟، دلالة على خطورة هذا الأمر ، لذا فإنه ليس من العقل الاستهانة به أو تجاهله ، وإنما ينبغي معرفة ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة ؟.

ثلاث علامات يرسلها الله لك قبل موتك تنذر بقرب الأجل.. فهل تعرفها؟ مشروب يريح القلب ويذهب الحزن أوصى به النبي في المرض والموت.. فهل تعرفه؟ ما هي الشجرة التي قال عنها الرسول أكثروا من الطعام منها؟.. اعرفها لماذا أمرنا الرسول بإطفاء الأنوار ليلا عند النوم؟.. 3 أسباب لا تعرفها
ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة

ورد أنه تدور حول وصية نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من موت الفجأة الكثير من الأقاويل التى تشير إلى أن الأحاديث الواردة فيها أحاديث قال بضعفها الكثير من العلماء، وأكد علماء الأزهر الشريف على أن الأحاديث الضعيفة يعمل بها فى فضائل الأعمال وأن تضعيف سند الحديث لا يقدح فى صحة معناه.

وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استعاذ من موت الفجأة ووردت عدة أحاديث نبوية تدل على ذلك، مستشهداً بحديث ورد عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ؟ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ».

وأوضح «الجندي »، أن السبب فى استعاذة النبى من موت الفجأة هو أن الإنسان لا يستطيع عند موت الفجأة أن يتوب من فعل المعاصى والذنوب التى كان يفعلها فى دنياه، أو أن يقضى ما عليه من حقوق فى رقبته للعباد أو لله تعالى، أو الاستزادة من فعل الخيرات والأعمال الصالحة، مشيراً إلى أنه بعض العلماء قد ضعفوا الأحاديث التى تدل على استعاذة النبى من موت الفجأة.

 وأضاف أن الأحاديث الواردة فى موت الفجأة وإن كانت غير متواترة أو كانت أحاديث آحاد، ولكن يعمل بها فى فضائل الأعمال كما أجمع على ذلك الكثير من المحدثين والفقهاء لأن هذه الأحاديث تقوي الصلة بين العبد وربه.

وأفاد بأن مادام أن الأعمال التى يفعلها الإنسان تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية فلا بأس من الأخذ بالأحاديث الضعيفة فى هذه الأمور، منوهًا بأن التوبة لا تقبل من الإنسان عند سكرات الموت ووصول الروح إلى الحلقوم وهى ما تسمى بـ«الغرغرة».

واستشهد بقوله تعالى: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ»، وبقوله تعالى عند غرق فرعون: «آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً».

وأشار إلى أن السبب من عدم قبول توبة الإنسان عند خروج الروح هو أن الشخص عند سكرات موته يرى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب لذلك يكون قد انتقل من الدنيا إلى الدار الآخرة فلا تقبل توبة أى شخص فى هذا الوقت.

وأكد أن النبى –صلى الله عليه وسلم- استعاذ من موت الفجأة وقد ورد ذلك فى السنة النبوية، مستشهداً بحديث ورد عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ».

أسباب استعاذة رسول الله من موت الفجأة

 ونبه إلى أن الأسباب التى دعت سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من الاستعاذة من موت الفجأة هى أن قلب الإنسان قد يكون فى حالة غفلة عن الله تعالى أو التفكير فى معصية فإذا مات فى هذه الحالة يكون قد مات على ذنب.

ونوه بأن العلماء قالوا: بأن الأصل أن يكون المسلم على استعداد تام للموت بأن يكون على طريق الله فى كل وقت، مشيراً إلى أن الصالحين والطائعين لايُخاف عليهم من موت الفجأة أما العصاة والمذنبون هم من يخاف عليهم من ذلك، لقوله تعالى : « مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ* فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ».

وبين أن بعض من العلماء حكموا على الأحاديث الورادة فى استعاذة النبى من موت الفجأة بالضعف ولكن ليس معنى ضعف السند أن معنى الحديث ليس بصحيح لأن تضعيف الإسناد لا يقدح فى صحة متن الحديث وخاصة إذا كان متفقاً مع مقاصد الشريعة وأحكامها، منوهاً أن أحاديث الاستعاذة من موت الفجأة تكون بمثابة جرس إنذار للغافلين عن طريق الله تعالى حتى يستقيموا.

ولفت إلى أن توبة العبد لاتقبل عند سكرات الموت أو خروج الروح من الجسد أى -إذا بلغت الروح إلى الحلقوم-، فقال تعالى: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ»، منوهاً أن من عاش على شىء مات عليه فمن عاش حياته على فعل الطاعات والعبادة لله يختم الله له بالخاتمة الحسنة حتى وإن فعل بعض الزلات والمعاصى دون قصد منه وفقه الله إلى التوبة قبل الموت.

واستطرد : «وأما من عاش على المعاصى والذنوب ولم يتب إلى اللله قبل موته ختم الله له بالخاتمة السوء».

وأشار الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إلى أن موت الفجأة مؤلم جدا ولذلك يجب أن يستعيذ الإنسان منه، موضحًا أن موت الفجأة لا يتيح فرصة للإنسان لرد الديون إذا كانت عليه ديون أو نطق الشهادتين أو التوبة من الذنوب والمعاصي أو الإكثار من فعل الخيرات، ولذلك أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلم بالاستعاذة من موت الفجأة.

ما هو موت الفجأة 

ورد في تعريف موت الفجأة يُراد بموت الفجأة؛ الموت الذي يأتي بغتةً على حين غفلةٍ، ووقوعه بلا سببٍ سابقٍ مؤدي له؛ كمرضٍ وغيره، ودون حدوث معاناةٍ أو مشقّةٍ؛ من مقدّماته أو سَكَراته،  كما يُعرف موت الفجأة بموت الفوات، أو موت السكتة؛ أي أنّه يأخذ الإنسان من حياته الدنيا على غفلةٍ. 

علاقة موت الفجأة بالخاتمة

 ورد أنه لا يصحّ القول بأنّ موت الفجأة دلالةٌ على سوء الخاتمة، فقد يكون شخصٌ ما طيباً، طائعاً لأوامر الله، مجتنباً نواهيه طوال حياته، إلّا أنّه مات فجأةً، وقد يقع عكس ذلك، أي أنّه لا يُحكم على صلاح الإنسان أم لا بحالته حين موته، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنسان يُبعث يوم القيامة على حالته التي توفي فيها.

وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ علَى ما ماتَ عليه)، وموت الفجأة رفقٌ ورحمةٌ بالمؤمنين من الله -سبحانه-؛  فالموت قد يكون خيراً لصاحبه إن كان من الصالحين، والملتزمين بأداء الطاعات والصالحات التي تقرّبه من الله -سبحانه-، سواءً مات بشكلٍ مفاجئٍ أو لسببٍ ما؛ ويكون ذلك رحمةً به من الله -تعالى-، ومغفرةً له، فلا يشعر بألمٍ أو شدّةٍ قبل موته، وإن شعر بشدةٍ ما قبل موته، وصبر عليها؛ فيكون صبرة سببٌ لرفع منزلته ومكانته عند الله، وتكفيراً لسيئاته وذنوبه.

و قال النبي -صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلّق بما سبق: (العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ)،  ولذلك كان جديراً بالعبد المسارعة إلى ربه دائماً بالتوبة، والإقبال إلى أعمال البرّ والخير. 

 دعاء موت الفجأة

 لم يرد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أي دعاءٍ بخصوص موت الفجأة، ولم يثبت أيٍ منها في كتب السنة النبوية، ويجدر بالمسلم أن يدعو بما ورد وصحّ عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من أدعيةٍ، منها: ما رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)،  أما ما ورد من استعاذة النبي -عليه الصلاة والسلام- من موت الفجأة، فقد بيّن العلماء أنّ في إسناد ذلك الحديث ضعفٌ ولا يصحّ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: موت الفجأة صلى الله علیه وسلم ن العلماء ى الله ع إلى أن

إقرأ أيضاً:

دعاء نبوي سيغير حياتك إلى الأبد.. الشعراوي: ردده في صلاتك وسترى العجب

ما أسرار استجابة الدعاء ؟ يستجيب الله سبحانه وتعالى الدعاء من عباده جميعاً، وعلى الداعي أن يلتزم بـ شروط استجابة الدعاء ليكون دُعاؤه مقبولًا، ووعدنا الله تعالى باستجابة الدعاء في قوله: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»، ويجب على المسلم أن يحسن الظن بالله حتى يستجيب الله له دعاءه، وعليه أن يكون مأكله ومشربه حلال، وسيدنا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ»وعلى المسلم أن يكون لديه الثقة بالله -تعالى- وبإجابته للدعاء: ويكون ذلك بأن يؤمن العبد بالله -تعالى-، ويثق في استجابته، ويُصدّق بأنّ قوله الحقّ، وأنّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلم- رسوله الصادق فيما بَلّغ عنه.

كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، في فيديو سابق له، عن سر من أسرار الدعاء يغير حياتك، قائلاً: «إنه ما علم الله تعالى نبيه أن يدعو إلا لسبقه في القدر أن يجيب، فيقول سعيد بن المسيب: لا أجد آية في كتاب الله أرجى للداعي من قول الله سبحانه: «قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالِم الْغَيْب وَالشَّهَادَة أَنْتَ تَحْكُم بَيْن عِبَادك فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ».

وأضاف الشيخ الشعراوي في فيديو له بعنوان «سر من أسرار الدعاء سيغير حياتك وكان يفعله رسول الله فردده في صلاتك وسترى العجب»: «فناداه اللهم فاطر السماوات والأرض، فالله سبحانه وتعالى علم رسوله كيف يدعو من أجل مسألته، وعندما سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها- بأي شيء كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو إذا قام في الليل، قالت رضي اللّه عنها: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ اهدِني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ تهدي من تشاءُ إلى صِراطٍ مستقيمٍ».

واستشهد بما روى مسلم في صحيحه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة رضي اللّه عنها بأي شيء كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت رضي اللّه عنها: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم»رواه مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها.

وأشار إلى أنه وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: من قال: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الدنيا، أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهداً توفينيه يوم القيامة، إنك لا تخلف المعياد، إلا قال اللّه عزَّ وجلَّ لملائكته يوم القيامة: إن عبدي قد عهد إليَّ عهداً فأوفوه إياه، فيدخله اللّه الجنة" "أخرجه الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي اللّه عنه".

ودلل بما روى الإمام أحمد، عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما فقلت له: حدثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فألقى بين يدي صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فنظرت فيها، فإذا فيها أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه قال: يا رسول اللّه علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، أن أقترف على نفسي سوءاً، أو أجره إلى مسلم»" "أخرجه الإمام أحمد ورواه الترمذي وقال: حسن غريب" ، منوهًا بأنه طالما أن الله سبحانه وتعالى هو من علم رسوله -صلى الله عليه وسلم - هذا الدعاء فهو أحرى للاستجابة.

دعاء الثلث الأخير من الليل مستجاب.. ردده الآن لقضاء الحوائج والفرج والرزق السريعمتى ترفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان؟ اغتنموا هذه الليلة ورددوا الأدعية المستجابة


كيف يستجاب الدعاء بسرعة

وعد الله - تعالى- عباده بإجابة الدعاء، ولكن هذه الإجابة لها أسباب، وقد تؤخَّر إجابة الدعاء لحكمة بالغة، فإما أن تستجاب الدعوة في الدنيا، أو أن أنها تؤخر إلى الآخرة، أو أن الله يصرف عن العبد فيها شرًا، فالله -حكيم عليم- بما يقدره؛ و لكى يستجاب دعاء الانسان يجب عليه أولًا الأخد بأسباب الإجابة الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:

-تحرّي الأوقات الشريفة للدعاء؛ كيوم عرفة، وشهر رمضان، وليلة القدر، ووقت السحر، وما بين الأذان والإقامة.

-استغلال حالات الضرورة التي يمر بها الإنسان في حياته، فإنه يدعو ربه في هذه الأوقات بتضرع وتذلل واستكانة.

-حضور مجالس الذكر، ففيها الدعاء مستجاب، ومغفور لأهلها ببركة جلوسهم فيها.

-العلم بأن الله يجيب للمضطر والمظلوم إذا دعاه، وكذلك لمن يدعو لأخيه في ظهر الغيب، وللوالدين، والمسافر، والمريض، والصائم، والإمام العادل.

-الإخلاص لله في الدعاء، وحسن الظن به، فإن الله لا يستجيب لمن دعاه بقلب غافل.

-حضور القلب أثناء الدعاء، والتدبر في معاني ما يقوله الداعي.

-الصبر وعدم تعجل إجابة الدعاء.

-التوبة من كل المعاصي، وإعلان الرجوع إلى الله.



آداب استجابة الدعاء


بعد أخذ الإنسان بالأسباب السابق ذكرها لاستجابة الدعاء؛ يوجد عدد من الآداب التى يستحب له المحافظة عليها لكى يكون دعاؤه مستجابًا- بإذن الله تعالى- وهى :

-البدء بحمد الله والصلاة على رسوله - صلّى الله عليه وسلّم-، والختم بذلك، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ ربِّهِ والثَّناءِ علَيهِ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ-، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاءَ».

-الدعاء في الرخاء والشدة، فمَن أحب أن يستجيب الله -سبحانه- له وقت الشدائد، فليكثر من الدعاء في حالة الصحة والفراغ والعافية، لأن من صفات المؤمن وشيَمه أنه دائم الصلة مع الله.

-عدم الدعاء على الأهل، أو المال، أو الولد، أو النفس، فقد نهى رسول الله عن ذلك.

-إخفات الصوت أثناء الدعاء ما بين المخافتة والجهر، قال تعالى: «ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدين ».

-التضرع إلى الله أثناء الدعاء، والضراعة من الذل والخضوع والابتهال.

-الإلحاح في الدعاء، وهو الإقبال على الشيء والمواظبة عليه؛ فالعبد يكثر من الدعاء ويكرره، ويلحّ بذكر ألوهية الله وربوبيته، وأسمائه وصفاته، وذلك من أعظم ما يطلب به الدعاء.

-التوسّل إلى الله بأنواع التوسل المشروعة؛ كالتوسل باسم من أسماء الله أو بصفة من صفاته، أو التوسل إلى الله بعمل صالح قام به الداعي، أو التوسل إلى الله بدعاء رجل صالح.

-الاعتراف بالذنب والنعمة وقت الدعاء.

-عدم تكلف السجع في الدعاء.

-الدعاء ثلاثًا، واستقبال القبلة، ورفع اليدين أثناء الدعاء، والوضوء قبل البدء بالدعاء إن كان ذلك ميسرًا على الداعي.

-من خشية الله تعالى، وإظهار الافتقار إلى الله، والشكوى إليه.


فضل الدعاء وفوائده


إن للدعاء أهمية كبيرة، وفضائل عظيمة، وفوائد كثيرة، ومن هذه الفضائل والفوائد:

-الدعاء طاعة لله -عزّ وجلّ-، وامتثال لأمره؛ حيث أمر به، فالداعي مطيع لله، مستجيب لأمره. تجنب الكبر؛ حيث قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»، فلما أمر الله بالدعاء جعله عبادة، ووصف بتارك هذه العبادة بأنه مستكبر، والإنسان السويّ لا يستكبر عمّن خلقه، ورزقه، وأحياه.

-الدعاء أكرم شيء على الله، وقد ورد ذلك عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-، وقيل إن ذلك يدل على قدرة الله وعجز الداعي.

-الدعاء من الأمور المحبوبة إلى الله تعالى.

-سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور.

-سبب لاجتناب غضب الله؛ فمن لم يسأل الله ويدعوه فإنه يغضب عليه.

-دليل التوكل على الله، حيث إن أساس التوكل على الله هو اعتماد القلب عليه، ويتجلى التوكل في الدعاء، حيث يكون الداعي مستعينًا بالله، مفوضًا أمره إليه.

-السلامة من العجز، وفيه الدليل على الكياسة، فأضعف الناس همة وأعماهم بصيرة من كان عاجزًا عن الدعاء.

كيف يستجاب الدعاء بسرعة

أسباب استجابة الدعاء
إن أسباب استجابة الدعاء كثيرة ومتنوعة ومنها:

1-عبادة الله - سبحانه وتعالى- والقيام بالواجبات من صلاة وصوم والإكثار من صلاة النوافل .

2-الدعاء بما هو خير وعدم الدعاء بقطع الأرحام أو الإثم أو القطيعة.

3-الاستغفار والتوبة من الذنوب.

4-حضور القلب بالدعاء والتضرع والخشية من الله واستشعار عظمته.

5-الدعاء بأسمائه الحسنى وصفاته وعدم الشرك به.

6-العمل الصالح وبر الوالدين.

7-الابتعاد عن المحرمات.

8-الإلحاح بالدعاء من الله - سبحانه وتعالى-.

9-استقبال القبلة ورفع اليدين أثناء الدعاء.

10-الدعاء للمؤمنين بخير الدنيا والآخرة، فمن دعا لغيره بالخير له مثل ما دعا.

11-الإكثار من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

 

سنن الدعاء


من سنن الاستجابة:
1-رفع اليدين عند دعاء الله تعالى.

2-عدم الاستعجال في انتظار الإجابة.

3-اجتناب الأكل الحرام، وفي الحديث: «ذكَرَ الرَّجُلَ يُطيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغبَرَ، يَمُدُّ يديهِ إلى السماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ، ومَشْرَبُهُ حرَامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وغُذِيَ بالحَرَامِ، فأنى يُستَجَابُ لذلكَ».
 

4-افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والصلاة على نبيه الكريم.

5-التوسل إلى الله بأسمائه العلى وصفاته الحسنى.

6-التوسل بالأعمال الصالحة، وتحين أوقات استجابة الدعاء مثل الثلث الأخير من الليل، وأدبار الصلوات، وبين الآذان والإقامة.

مقالات مشابهة

  • حكم العلاج بالعطور والبخور في الشرع
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • جمعة: الإسلام يدعو إلى النجاح والرقي وليس الزهد السلبي
  • تعرف على أهم سنن يوم الجمعة للمسلمين.. ثوابها كبير
  • كلام حلو عن يوم الجمعة
  • أبيات شعر جميلة عن يوم الجمعة
  • ندوة لخريجي أزهر الغربية بعنوان "ذكري تحويل القبلة" بالأقصر
  • تأملات قرآنية
  • دعاء نبوي سيغير حياتك إلى الأبد.. الشعراوي: ردده في صلاتك وسترى العجب
  • وكيل كلية الدراسات الإسلامية: مصر لها نصيب من حب رسول الله ﷺ وآل بيته