ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة ؟، لعله أحد أسرار الموت الخفية عن الكثيرين والتي تثير المخاوف في القلوب، فدائمًا للموت رهبة كما أنه أكبر واعظ لمن هم في غفلة ، ولعل في استفهام ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة ؟، دلالة على خطورة هذا الأمر ، لذا فإنه ليس من العقل الاستهانة به أو تجاهله ، وإنما ينبغي معرفة ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة ؟.

ثلاث علامات يرسلها الله لك قبل موتك تنذر بقرب الأجل.. فهل تعرفها؟ مشروب يريح القلب ويذهب الحزن أوصى به النبي في المرض والموت.. فهل تعرفه؟ ما هي الشجرة التي قال عنها الرسول أكثروا من الطعام منها؟.. اعرفها لماذا أمرنا الرسول بإطفاء الأنوار ليلا عند النوم؟.. 3 أسباب لا تعرفها
ما سبب استعاذة رسول الله من موت الفجأة

ورد أنه تدور حول وصية نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من موت الفجأة الكثير من الأقاويل التى تشير إلى أن الأحاديث الواردة فيها أحاديث قال بضعفها الكثير من العلماء، وأكد علماء الأزهر الشريف على أن الأحاديث الضعيفة يعمل بها فى فضائل الأعمال وأن تضعيف سند الحديث لا يقدح فى صحة معناه.

وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استعاذ من موت الفجأة ووردت عدة أحاديث نبوية تدل على ذلك، مستشهداً بحديث ورد عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ؟ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ».

وأوضح «الجندي »، أن السبب فى استعاذة النبى من موت الفجأة هو أن الإنسان لا يستطيع عند موت الفجأة أن يتوب من فعل المعاصى والذنوب التى كان يفعلها فى دنياه، أو أن يقضى ما عليه من حقوق فى رقبته للعباد أو لله تعالى، أو الاستزادة من فعل الخيرات والأعمال الصالحة، مشيراً إلى أنه بعض العلماء قد ضعفوا الأحاديث التى تدل على استعاذة النبى من موت الفجأة.

 وأضاف أن الأحاديث الواردة فى موت الفجأة وإن كانت غير متواترة أو كانت أحاديث آحاد، ولكن يعمل بها فى فضائل الأعمال كما أجمع على ذلك الكثير من المحدثين والفقهاء لأن هذه الأحاديث تقوي الصلة بين العبد وربه.

وأفاد بأن مادام أن الأعمال التى يفعلها الإنسان تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية فلا بأس من الأخذ بالأحاديث الضعيفة فى هذه الأمور، منوهًا بأن التوبة لا تقبل من الإنسان عند سكرات الموت ووصول الروح إلى الحلقوم وهى ما تسمى بـ«الغرغرة».

واستشهد بقوله تعالى: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ»، وبقوله تعالى عند غرق فرعون: «آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً».

وأشار إلى أن السبب من عدم قبول توبة الإنسان عند خروج الروح هو أن الشخص عند سكرات موته يرى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب لذلك يكون قد انتقل من الدنيا إلى الدار الآخرة فلا تقبل توبة أى شخص فى هذا الوقت.

وأكد أن النبى –صلى الله عليه وسلم- استعاذ من موت الفجأة وقد ورد ذلك فى السنة النبوية، مستشهداً بحديث ورد عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ».

أسباب استعاذة رسول الله من موت الفجأة

 ونبه إلى أن الأسباب التى دعت سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من الاستعاذة من موت الفجأة هى أن قلب الإنسان قد يكون فى حالة غفلة عن الله تعالى أو التفكير فى معصية فإذا مات فى هذه الحالة يكون قد مات على ذنب.

ونوه بأن العلماء قالوا: بأن الأصل أن يكون المسلم على استعداد تام للموت بأن يكون على طريق الله فى كل وقت، مشيراً إلى أن الصالحين والطائعين لايُخاف عليهم من موت الفجأة أما العصاة والمذنبون هم من يخاف عليهم من ذلك، لقوله تعالى : « مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ* فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ».

وبين أن بعض من العلماء حكموا على الأحاديث الورادة فى استعاذة النبى من موت الفجأة بالضعف ولكن ليس معنى ضعف السند أن معنى الحديث ليس بصحيح لأن تضعيف الإسناد لا يقدح فى صحة متن الحديث وخاصة إذا كان متفقاً مع مقاصد الشريعة وأحكامها، منوهاً أن أحاديث الاستعاذة من موت الفجأة تكون بمثابة جرس إنذار للغافلين عن طريق الله تعالى حتى يستقيموا.

ولفت إلى أن توبة العبد لاتقبل عند سكرات الموت أو خروج الروح من الجسد أى -إذا بلغت الروح إلى الحلقوم-، فقال تعالى: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ»، منوهاً أن من عاش على شىء مات عليه فمن عاش حياته على فعل الطاعات والعبادة لله يختم الله له بالخاتمة الحسنة حتى وإن فعل بعض الزلات والمعاصى دون قصد منه وفقه الله إلى التوبة قبل الموت.

واستطرد : «وأما من عاش على المعاصى والذنوب ولم يتب إلى اللله قبل موته ختم الله له بالخاتمة السوء».

وأشار الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إلى أن موت الفجأة مؤلم جدا ولذلك يجب أن يستعيذ الإنسان منه، موضحًا أن موت الفجأة لا يتيح فرصة للإنسان لرد الديون إذا كانت عليه ديون أو نطق الشهادتين أو التوبة من الذنوب والمعاصي أو الإكثار من فعل الخيرات، ولذلك أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلم بالاستعاذة من موت الفجأة.

ما هو موت الفجأة 

ورد في تعريف موت الفجأة يُراد بموت الفجأة؛ الموت الذي يأتي بغتةً على حين غفلةٍ، ووقوعه بلا سببٍ سابقٍ مؤدي له؛ كمرضٍ وغيره، ودون حدوث معاناةٍ أو مشقّةٍ؛ من مقدّماته أو سَكَراته،  كما يُعرف موت الفجأة بموت الفوات، أو موت السكتة؛ أي أنّه يأخذ الإنسان من حياته الدنيا على غفلةٍ. 

علاقة موت الفجأة بالخاتمة

 ورد أنه لا يصحّ القول بأنّ موت الفجأة دلالةٌ على سوء الخاتمة، فقد يكون شخصٌ ما طيباً، طائعاً لأوامر الله، مجتنباً نواهيه طوال حياته، إلّا أنّه مات فجأةً، وقد يقع عكس ذلك، أي أنّه لا يُحكم على صلاح الإنسان أم لا بحالته حين موته، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنسان يُبعث يوم القيامة على حالته التي توفي فيها.

وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ علَى ما ماتَ عليه)، وموت الفجأة رفقٌ ورحمةٌ بالمؤمنين من الله -سبحانه-؛  فالموت قد يكون خيراً لصاحبه إن كان من الصالحين، والملتزمين بأداء الطاعات والصالحات التي تقرّبه من الله -سبحانه-، سواءً مات بشكلٍ مفاجئٍ أو لسببٍ ما؛ ويكون ذلك رحمةً به من الله -تعالى-، ومغفرةً له، فلا يشعر بألمٍ أو شدّةٍ قبل موته، وإن شعر بشدةٍ ما قبل موته، وصبر عليها؛ فيكون صبرة سببٌ لرفع منزلته ومكانته عند الله، وتكفيراً لسيئاته وذنوبه.

و قال النبي -صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلّق بما سبق: (العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِن نَصَبِ الدُّنْيَا وأَذَاهَا إلى رَحْمَةِ اللَّهِ)،  ولذلك كان جديراً بالعبد المسارعة إلى ربه دائماً بالتوبة، والإقبال إلى أعمال البرّ والخير. 

 دعاء موت الفجأة

 لم يرد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أي دعاءٍ بخصوص موت الفجأة، ولم يثبت أيٍ منها في كتب السنة النبوية، ويجدر بالمسلم أن يدعو بما ورد وصحّ عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من أدعيةٍ، منها: ما رواه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)،  أما ما ورد من استعاذة النبي -عليه الصلاة والسلام- من موت الفجأة، فقد بيّن العلماء أنّ في إسناد ذلك الحديث ضعفٌ ولا يصحّ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: موت الفجأة صلى الله علیه وسلم ن العلماء ى الله ع إلى أن

إقرأ أيضاً:

جمعة: سيدنا عمر بن الخطاب كان سابق عصره وهو أول من أسس فكرة الديوان

قال الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا عمر بن الخطاب من أكثر الصحابة خلقا، حيث اتصف بالعدل والذكاء والرحمة، و كان رجل دولة من الطراز الأول لما أسسه من نظام لخلافته، وقد اجتمع الناس على حبه لعدالته ونزاهته.

وأضاف جمعة، في حواره لبرنامج «اصحى للدنيا»، على أثير ردايو مصر، أن سيدنا عمر بن الخطاب أيضا تمتع بثقة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لصدق عمر بن الخطاب وعدالته وذكائه وحكمته في اتخاذ قراراته بالإضافة إلى قوة شخصيته مما جعله محل ثقة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما جعل سيدنا محمد يدعو كثيرا بدخول سيدنا عمر بن الخطاب للإسلام قبل اعتناقه للإسلام لما يعلمه عنه من قوته وحكمته وبالتالي سيكون خير داعم وسند قوي للإسلام والمسلمين.

وذكر أن سيدنا عمر بن الخطاب كان أكثر الصحابة قربا لقلوب المسلمين لأنه جعلهم يعيشون في مأمن فكان الخير والقوة للمسلمين في خلافته لذا يعد رجل دولة في المقام الأول، و هو من أسس فكرة الديوان لشكل مؤسسات الدولة قبل أن يفكر فيه الإنجليز والغرب في القرن التاسع عشر فكان عمر بن الخطاب سابق عصره ومبدعا في إدارة دولة الإسلام بأسس قوية قائمة على العدل والنزاهة وأن لا يوجد شخص فوق القانون.

وأوضح الدكتور على جمعة أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يتمتع بشخصية قوية جدا على كل المستويات سواء جسمانيا أو صحيا أو دينيا وأخلاقيا وكذلك سياسيا وإداريا لمقاليد خلافة المسلمين وهو ما ينطبق عليه قول رسول الله صل الله عليه وسلم "المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ " كما يعد عمر بن الخطاب أول من أسس فكرة بيت المال وكيفية توزيع الصدقات وزكاة المسلمين بشكل عادل كما كان يتسم بالزهد فكانت الدنيا في يديه وليست في قلبه.

اقرأ أيضاًعلي جمعة: الموت حقيقة متكررة.. والعاقل يبحث عن أسئلة سبب خلق الله لنا

هل يجوز للمرأة وضع العطر؟.. علي جمعة: جائز ولكن بشرط

بالفيديو.. لماذا نريد رضا الله؟.. الدكتور علي جمعة يجيب

مقالات مشابهة

  • هل أي منتحر هيدخل النار بلا استثناء؟ .. رد صادم من د. علي جمعة
  • ما حكم القتل الرحيم للمريض بمنع العلاج عنه؟.. علي جمعة يجيب
  • حكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا في الصلاة.. علي جمعة يوضح
  • جمعة: سيدنا عمر بن الخطاب كان سابق عصره وهو أول من أسس فكرة الديوان
  • الشيخ الرزامي يبعث رسالة لقائد الثورة
  • طـ.ـفل يسأل: ليه ربنا مش عنده زوجة؟ .. د. علي جمعة يرد بلطف
  • د. نصار عبد الله: للصيام حكمة تتمثل في تحمل الإنسان الشدة والضيق بإرادته قبل أن تُفرض عليه
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
  • ليه ربنا خلقنا.. علي جمعة يجيب: علشان يكرمنا
  • علي جمعة: الموت حقيقة متكررة.. والعاقل يبحث عن أسئلة سبب خلق الله لنا