من ملامح أمن الكيان الصهيوني!
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
في يوم الجمعة الفائت 24/ 11/ 2023 وهو أول يوم في ما أسمي الهدنة المؤقتة بين حركة حماس وأبناء غزة المحاصرين من 2006 على إثر نجاح حركة حماس في الانتخابات أي منذ حوالي ثماني عشرة سنة، وهذا العقاب الجماعي على ممارسة الديمقراطية جائز ما دام الذي فرضه (إسرائيل)!!، في الجمعة الفائتة صدر عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصريحاً صحفياً جاء فيه: (الأولوية الآن لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح) وضعوا ما شئتم من الخطوط تحت الجملة المفيدة وغير المفيدة المكونة من مضاف ومضاف إليه (منزوعة السلاح) أي دولة بلا سلاح لأصحاب الأرض مقابل دولة أقيمت بالقوة قبل خمسة وسبعين عاماً على أرض فلسطين أسميت (إسرائيل ) وأصبحت من أخطر الدول حيث تملك جيشاً يعد الثامن عشر بين جيوش العالم وأكثر من 200 رأس نووي ما يجعلها مصدر تهديد لأمن كل المنطقة التي لا تملك من أمرها شيئاً!!.
تصريح السيسي صادر عن رئيس دولة من أكبر الدول العربية مساحة وأكثرها سكاناً ومن أعرقها تاريخاً، إنه تصريح يثير العديد من الأسئلة وعلامات التعجب منها:
من حدد هذه الأولوية للرئيس السيسي وما هي الخيارات والبدائل المطروحة، وأين تقع الدولة الفلسطينية التي يتحدث عن إقامتها وهل يمتلك وهومن تربط دولته بفلسطين روابط الجوار والإخاء والمعاناة المشتركة من ممارسات الكيان الصهيوني منذ بدء مشروع دولته الإرهابية التي أقيمت على أرض فلسطين بناء على وعد وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور بموجب رسالته موجهة إلى اللورد روتشيلد مؤرخة 31/ 10/ 1917، بريطانيا تبعد عن فلسطين المحتلة أكثر من 4000 أربعة آلاف كيلومتر؛
أقول للأخ للسيسي: هذا الوزير البريطاني الذي حركت مشاعره الحمية الصهيونية وأخواتها على بعد آلاف الكيلومترات ليهب أرض فلسطين التي ورثها عن أمه للصهاينة تعاطفاً معهم لما رآه أو سمعه عمّا تعرض له اليهود من معاناة واضطهاد في دول العالم أياً كان مستوى صحة هذا الاضطهاد والمعاناة، ومعلوم أنه تصرف من لا يملك لمن لا يستحق وكل صاحب عقل يرى فيه تصرفاً همجياً ينبئ عن استهتار واضح بالإنسانية وحقوق الإنسان وإلا فما الذي يدفع بلفور لهذا التصرف؟!، وهل يستطيع الرئيس المصري الذي يمس وطنه وشعبه ما يمس فلسطين وشعبها تحديد أين ستكون الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها ومن سيدعم إقامتها ولو بعشرة في المائة مما دعمت وتدعم به دولة الاحتلال الصهيوني التي صارت حقيقة ماثلة بدعم الإمبراطورية البريطانية التي غابت عنها الشمس في العلن وما تزال لها بها علاقة ما! هذه الدولة العظمى استغلت موقعها أثناء احتلالها لفلسطين باعتبارها دولة انتداب في العمل على جعل الحلم الصهيوني المريض حقيقة ولكنها ستظل عند الشعب الفلسطيني كياناً مزوراً وبكفاحه وصبره سيستعيد حقه الشرعي والقانوني في إقامة دولته، وهذا الإصرار والصمود هو سر بقاء فلسطين تتحدى كل الهمجيات وأسلحة الدمار الشامل والمنظم والإبادة الممنهجة وتهجير أهلها وتدمير بيوتهم ومنازلهم ومحاولة محو آثارهم في القرى والمدن على مدى عقود، وما يجري اليوم في غزة شاهد حي على ذلك إن ما تقوم به بريطانيا وأمريكا وحلفائهما من دول الغرب وبعض حكومات الخليج والدول العربية التي لا تملك من أمرها شيئاً من رعاية وتمويل للمشروع الصهيوني منذ بداياته الأولى صار مكشوفاً للعيان وصار من المستحيل التكتم عن هذا الدور المخزي المستهدف لكامل حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء والمعادي للديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومن أعجب العجائب أن العملية البشعة الجارية في غزة والتي يساهم في إخفاء آثارها حديث البعض عن الانتصارات تأتي بنظر أمريكا ورعاة المشروع الصهيوني ومموليه في إطار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والحفاظ على أمنها المهدد من الإرهابيين تصوروا؟؟!!.
لقد بات لدى كثير ممن باتوا في موقع الزعامة المجردة من المسؤولية القانونية والأخلاقية والدينية في البلدان العربية رؤساء وملوكاً وسلاطين وأمراء وأياً ما شئت من الصفات التي لم يعد لها طعم أو لون أو رائحة بعد أن وصل إليها من وصل من الأقزام المتسلقين الذين لم يعد لانبطاحهم حدود! وباتت لديهم قناعة مفتوحة ومطلقة بأن أمن الكيان الصهيوني (إسرائيل) لا حدود له لأن أمنهم الشخصي من أمنها، هذا هو التفسير الحقيقي لمواقفهم ومستوى ارتهانهم لهذا الكيان القائم على الخرافة بعضهم بصورة صارت معلنة والبعض الآخر تفضحه ممارساته وتصرفه.
إن أمن أي دولة تقوم على الخرافات والأكاذيب وارتكاب الجرائم لا يمكن أن يدوم مهما تمادت في جرائمها لأن ذلك منافٍ لسنن الله وسنن الكون.
فلسطين لن تزول
إنها والشمس والقمرإخوة
فلا تنتظروا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
موفق طريف الحفيد الذي خلف جده في زعامة دروز فلسطين
شخصية دينية بارزة في المجتمع الدرزي، وُلد عام 1963 في قرية جولس بمنطقة الجليل، وينحدر من عائلة ذات تاريخ ديني طويل في قيادة الطائفة الدرزية، التي تولى رئاستها خلفا لجده، عمل على تعزيز دور الدروز في المجتمع الإسرائيلي، وهو صاحب السلطة الدينية العليا للطائفة الدرزية في فلسطين، والراعي لأماكنها المقدسة وممثل الطائفة في قضاياها الدينية أمام المؤسسات الإسرائيلية.
المولد والنشأةوُلد موفق طريف عام 1963 في قرية جولس بمنطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة. ينحدر من عائلة درزية كبيرة، فقد كان جده أمين طريف رئيسا للطائفة الدرزية في إسرائيل مدة 65 عاما.
وكان طريف مساعدا لجده مدة 15 عاما، قبل أن يتولى رئاسة الطائفة خلفا له عام 1993.
الدراسة والتكوين العلميأتم طريف دراسته في المدرسة الدينية الدرزية العليا التي تقع في "خلوات البياضة" بلبنان.
كما حصل على شهادة في القانون من الكلية الأكاديمية "أونو" في فلسطين.
وفي عام 2010 مُنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة حيفا.
تولى موفق طريف رئاسة الطائفة الدرزية بناء على وصية جده قبل وفاته، التي نصت على أن يخلفه حفيده في هذا المنصب، إضافة إلى توليه وكالة وقف مقام النبي شعيب ومقام الخضر وخلوة جولس، بعد أن عمل مساعدا لجده مدة 15 عاما.
في عام 1997 انتُخب طريف لرئاسة المجلس الديني الأعلى، وأصبح قاضيا للمذهب في المحكمة الشرعية الدرزية للاستئناف في عكا عام 2002، ثم تولى منصب رئيس المحكمة في عام 2016.
وطريف هو صاحب السلطة الدينية العليا للطائفة الدرزية في فلسطين، وراعي الأماكن المقدسة، وممثل الطائفة في قضاياها الدينية أمام المؤسسات الإسرائيلية.
إعلانتابع طريف قضايا الطائفة الدرزية في سوريا عبر تواصله مع الأطراف الإسرائيلية والروسية، وبتركيز خاص على محافظة السويداء التي تعد أكبر تجمع درزي في البلاد.
ومنذ توليه رئاسة الطائفة، حافظ على تواصل مستمر مع مختلف المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك الحكومة والجيش، بهدف "الدفاع عن حقوق الطائفة وتعزيز مكانتها في المجتمع الإسرائيلي".
شمل هذا التواصل لقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أبدى اهتماما بشؤون الدروز في إسرائيل، مشيرا إلى أهمية تمكينهم عبر سياسات اقتصادية واجتماعية.
وفي أبريل/نيسان 2018، كان طريف أحد مشعلي ما يسمى "شعلة الاستقلال" في الاحتفال الرسمي بمناسبة الذكرى الـ70 لإعلان قيام إسرائيل، وهي مشاركة تُعتبر رمزية وتُظهر انفتاحه على الاحتفالات الرسمية الإسرائيلية، رغم ما قد يترتب على ذلك من تحديات للطائفة الدرزية في سياق هويتها الدينية والسياسية.
كما زار قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال عميكام نوركين دار الطائفة الدرزية بقرية جولس والتقى أثناءها بطريف في أواخر 2018، وأكد نوركين حينها "التزام إسرائيل وجيشها بحماية أبناء الطائفة الدرزية في مختلف مناطق وجودهم".
إضافة إلى ذلك ظهر طريف في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين من مختلف المجالات، وأصبح شخصية بارزة في تمثيل الطائفة الدرزية في المحافل السياسية والدينية في إسرائيل.
وقد لاقت هذه العلاقة مع المسؤولين في إسرائيل بعض الانتقادات من جانب أفراد من الطائفة الدرزية الذين رأوا أن هذه العلاقة فيها شبهة التمادي والتماهي مع السياسات الإسرائيلية في المنطقة.
وفي يوم 14 مارس/آذار 2025، عبر وفد مكون من نحو 60 شخصية دينية من الطائفة الدرزية السورية خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى إسرائيل، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ حوالي 50 عاما، امتدت يومين.
إعلانوقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الزيارة "تمت بالتنسيق مع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف".
وعبر الوفد -الذي ضم 3 حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية- إلى بلدة مجدل شمس في الجولان، ثم توجهوا شمالا لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا، حيث التقوا بالشيخ طريف.
لم تلق هذه الزيارة قبولا لدى رجال الدين الدروز في محافظة السويداء، الذين نفوا مشاركة أحد منهم في الزيارة، وقال الشيخ سعيد البكفاني، أحد شيوخ الدروز في المحافظة إن من زار مقام النبي شعيب "هم رجال دين من القنيطرة وريف دمشق".
سعى طريف لبناء علاقات تعاون مع روسيا عبر تواصل مستمر، مع عقد لقاءات متكررة مع السفير الروسي في إسرائيل أناتولي فيكتوروف، أسفرت عن تعاون قوي بين الطرفين، خاصة في المواضيع التي تهم الطائفة الدرزية في سوريا.
وفي 25 ديسمبر/كانون الأول 2018، طلب طريف من فيكتوروف نقل رسالة إلى القوات الروسية في سوريا، دعا فيها إلى التنسيق بين الجيش السوري ومشايخ عقل وقيادات الطائفة الدرزية، وجاء هذا الطلب في إطار سعيه لتوثيق الروابط بين الدروز في سوريا وأطراف الحكم فيها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020 زار طريف روسيا، وطرح ورقة عمل حول أوضاع الدروز في سوريا وحقوقهم ودورهم في مستقبل البلاد.
وفي 5 يناير/كانون الثاني 2021، تناول طريف في لقائه مع السفير الروسي موضوع تقديم المساعدات الإنسانية والمادية من الدروز في إسرائيل إلى السويداء عبر وساطة روسية مباشرة.
موقف الطائفة الدرزيةتتباين مواقف أبناء الطائفة الدرزية من تصرفات طريف بين مؤيدين ومعارضين، وذلك بسبب علاقاته الوثيقة مع إسرائيل وتواصله المستمر مع مؤسساتها.
فمن جهة يرى عدد من أفراد الطائفة الدرزية أن طريف هو مرجعية دينية تاريخية ومعترف بها، وينحدر من عائلة ذات مكانة دينية مرموقة، ويُعتبر حفيد المرجعية الدينية للطائفة، أبو يوسف طريف، ويعتبرون أنه ممثل للطائفة بشكل رسمي ويعمل على تعزيز مصالحها وحمايتها في مختلف المحافل، سواء داخل إسرائيل أو خارجها.
إعلانلكن من جهة أخرى هناك فريق من أبناء الطائفة في مناطق مثل السويداء بسوريا يرون في تصرفات طريف، خاصة علاقاته الوثيقة مع إسرائيل، تهديدا للهوية الوطنية السورية للطائفة، ففي سبتمبر/أيلول 2018، عندما زار طريف السويداء، اعتبره بعض السكان "خائنا" بسبب جنسيته الإسرائيلية، ما أثار جدلا واسعا في المجتمع الدرزي.
هؤلاء يرون أن طريف قد يساهم في التشكيك في انتمائهم الوطني والتزامهم بالقضية الفلسطينية عبر علاقاته بالإسرائيليين، خاصة في ظل الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري والأراضي الفلسطينية.