كتاجر مخدرات.. الجارديان تكشف عن خطة سعودية لدفع الدول النامية لإدمان النفط
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
بينما ينادي علماء المناخ والبيئة بضرورة العمل على جعل منحنى استهلاك الوقود الأحفوري يتجه للانخفاض بشكل متسارع، تسعي السعودية في عكس الاتجاه وتقود خطة استثمارية عالمية لخلق وزيادة الطلب نفطها وغازها في البلدان النامية.
ووفق صحيفة الجارديان البريطانية فإن تحقيقا سريا، كشف أن السعودية تهدف من وراء تلك الخطة الاستثمارية جعل الدول النامية مدمنة على منتجاتها النفطية الضارة بالبيئة.
وذكرت أن التحقيق أجراه مركز تقارير المناخ والقناة الرابعة الإخبارية، من خلال مراسلون سريون تظاهروا أنهم مستثمرون محتملون والتقوا بمسؤولين من الحكومة السعودية وكشفوا لهم تفاصيل البرنامج الذي لا يعرف عنه الكثير من المعلومات.
وأوضحت أن تلك الخطة السعودية والتي تعرف باسم برنامج استدامة الطلب على النفط (ODSP) يشرف عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
كما يشارك في الخطة كبرى المؤسسات السعودية مثل صندوق الاستثمارات العامة (الذي تبلغ قيمة أصوله 700 مليار دولار)، وأكبر شركة نفط في العالم "أرامكو"، وشركة البتروكيماويات "سابك"، إضافة إلى أهم الوزارات الحكومية.
ووفق المعلومات المتاحة للجمهور، يتم تقديم البرنامج على أنه بمثابة "إزالة الحواجز" أمام الطاقة والنقل في البلدان الفقيرة و"زيادة الاستدامة"، على سبيل المثال من خلال توفير مواقد الطبخ بالغاز لتحل محل حرق الأخشاب.
ولفتت الصحيفة أن التحقيق كشف عن معلومات مفصلة عن خطط المملكة لزيادة استخدام السيارات والحافلات والطائرات التي تعمل بالوقود الأحفوري في أفريقيا وأماكن أخرى، مع تحول الدول الغنية بشكل متزايد إلى الطاقة النظيفة
وذكرت الصحيفة أن الخطط السعودية تهدف لتسريع تطوير السفر الجوي عبر الطائرات الأسرع من الصوت، والتي يستخدم وقود ثلاث مرات أكثر من الطائرات التقليدية، وعمل شراكة مع شركة صناعة السيارات لإنتاج سيارة ذات محرك احتراق رخيص على نطاق واسع.
كما تعزز الخطط الإضافية سفن الطاقة التي تستخدم زيت الوقود الثقيل أو الغاز وكليهما ملوث للهواء لتوفير الكهرباء للمجتمعات الساحلية.
تاجر مخدرات
وقال رئيس البنك الدولي أجاي بانجا مؤخرا إن البلدان الغنية والشركات بحاجة إلى مساعدة البلدان النامية على تجاوز النمو الاقتصادي الذي كان قائما على الوقود الأحفوري في الماضي ونشر الطاقة المتجددة.
وقال أجاي بانجا إنه إذا لم يفعلوا ذلك، فلن يكون هناك أمل في إنهاء انبعاثات الكربون بحلول عام 2050، حيث أوضح علماء العالم مرارا وتكرارا أنه من الضروري تجنب كارثة المناخ.
قالت المملكة العربية السعودية إنها ملتزمة بأهداف اتفاقية باريس للمناخ المتمثلة في تقييد ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، بينما تهدف إلى زيادة 1.5 درجة مئوية على الأكثر.
ولتحقيق ذلك، يجب أن تنخفض انبعاثات الوقود الأحفوري بسرعة ويجب الاحتفاظ بمعظم احتياطيات النفط والغاز في الأرض دون أن يتم استخراجها، مما يعني أن السياسات المناخية، مثل دعم السيارات الكهربائية، تشكل تهديدًا كبيرًا لإيرادات الدولة الغنية بالنفط.
قال محمد أدو، مدير مركز أبحاث باور شيف أفريقيا (Power Shift Africa): إن الحكومة السعودية تشبه تاجر مخدرات الذي يحاول جعل أفريقيا مدمنة على منتجاتها الضارة بالبيئة.
اقرأ أيضاً
هل تساعد صناعة النفط بمعالجة تغير المناخ؟ السعودية تؤكد وخبراء البيئة يرفضون
وأضاف أن في الوقت الذي تحاول فيه دول العالم فطم نفسها من استهلاك الوقود الأحفوري الملوث للبيئة، تسعي السعودية بقوة في المقابل للحصول على المزيد من العملاء وتحول أنظارها إلى أفريقيا.. إنه أمر خبيث ومثير للاشمئزاز.
وذكر أن أفريقيا لا تستطيع اللحاق ببقية العالم من خلال السير على خطى الدول الملوثة للبيئة، وهذا يعني أننا نفتقد فوائد حلول الطاقة الحديثة التي يمكن لأفريقيا الاستفادة منها بسبب إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة.
وتابع "لدينا ميزة القادمين متأخرا، مما يعني أنه يمكننا القفز إلى تحول حقيقي في مجال الطاقة."
وفي عام 2021، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "نحن بحاجة إلى رؤية دعم دولي كافٍ حتى تتمكن اقتصادات أفريقيا وغيرها من البلدان النامية من تجاوز التنمية الملوثة والانتقال إلى مسار طاقة نظيفة ومستدامة"
خيط رفيع
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين السعوديين كشفوا للمراسلين السريين الذين تظاهروا أنهم مستثمرين محتملين أن الطلب المتزايد على النفط والغاز في البلدان النامية كان بمثابة الخيط الذي يمر عبر المشاريع المخطط لها.
وبحسب العرض الذي قدمه المسؤولون السعوديون فإن استراتيجية المملكة تهدف إلى "تحرير الطلب في الأسواق الناشئة عن طريق إزالة الحواجز أمام الوصول إلى الطاقة من خلال الاستثمارات في البنية التحتية".
وعندما سأل المراسلون السريون المسؤولين السعوديين، عما إذا كان الهدف هو تحفيز الطلب بشكل مصطنع في بعض الأسواق الرئيسية، قال أحد المسؤولين: "نعم، إنه أحد الأهداف الرئيسية التي نحاول تحقيقها".
وتابع "لا نعتقد أنه من الممكن أن تتمكن (البلدان النامية) من تخطي مرحلة (الوقود الأحفوري] لأنه من أجل استبدال السيارات التقليدية بالسيارات الكهربائية بالكامل، ستحتاج تلك البلدان إلى بنية تحتية جاهزة.
وعقب "ليس لدى الكثير من البلدان الأفريقية الآن ما يكفي من شبكة (الكهرباء) لدعم حياتهم اليومية. ونعتقد أنهم يستحقون الفرصة للحصول على الطاقة اللازمة لتطورهم الآن. ومن ثم يمكنهم في المستقبل العمل على تحسين أو الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر كفاءة).
وقال المسؤولون إن أحد معايير اختيار مشاريع استدامة الطلب على النفط البالغ عددها 46 مشروعًا هو "الطلب المتزايد"، مع قيام البرنامج بتيسير التمويل المطلوب للمشاريع.
وتنقسم المشاريع إلى ثلاث فئات: النقل والمرافق والمواد، بينما يشجع القسم الثالث على استبدال بعض الأسمنت والصلب والأخشاب المستخدمة في البناء بالبلاستيك المشتق من النفط.
وقال أحد المسؤولين السعوديين إن "الهدف من قطاع النقل هو تعزيز استدامة وقود النقل على المدى الطويل. نحن نتحدث عن الديزل والبنزين ووقود الطائرات.. مع تمويل الطرق كجزء من الخطة".
وأضاف "نهدف إلى تسريع وتعزيز تأثير واعتماد تقنية محرك الاحتراق الداخلي وتحسينها".
اقرأ أيضاً
بايدن يخطط لزيادة استخدام وقود مضر بالبيئة بسبب أسعار النفط
المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية النفط الدول النامية الدول الأفريقية البلدان النامیة الوقود الأحفوری من خلال
إقرأ أيضاً:
كوب 29.. الموافقة على تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار للدول النامية لمكافحة التغير المناخي
وافقت دول العالم المجتمعة في باكو الأحد بعد أسبوعين من المفاوضات، على اتفاق يوفر تمويلا سنويا لا يقل عن 300 مليار دولار للدول النامية لمكافحة التغير المناخي، حسب ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر الأطراف COP 29، مساء السبت.
نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تشارك في "مبادرة باكو للتنمية البشرية من أجل التكيف مع تغير المناخ" مصدر يكشف سبب عدم قدوم رئيس الاحتلال الإسرائيلي إلى باكووبحسب سكاي نيوز عربية، وإثر ليلتين من التمديد في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP 29)، قبلت البلدان النامية بهذا الالتزام المالي من البلدان المتقدمة حتى عام 2035.
وكانت التعهدات المالية للدول النامية لمساعدتها على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، محور مناقشات مكثفة في باكو، مع وجود صراع حول أي الدول يجب أن تدفع ومن أي مصادر يجب سحب الأموال.
وكانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غنية أخرى سيدعمون هدف التمويل العالمي السنوي البالغ 300 مليار دولار في محاولة لإنهاء الجمود في القمة التي تستمر أسبوعين.
وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد القادم.
ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتقدمة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنويا للدول النامية بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.
واتفقت الدول مساء السبت أيضا على قواعد سوق عالمية لشراء وبيع أرصدة الكربون التي يقول المؤيدون إنها ستؤدي إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشروعات جديدة داعمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.