صدى البلد:
2024-11-22@04:59:22 GMT

هل التغيير يأتي من البشر أم الله؟ علي جمعة يجيب

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على سؤال يقول (هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟

وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، بأن الله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} إذًا هي دائرة ؛ فهناك أشياء يفعلها البشر وما يفعله البشر دائر بين الإيجاب هي الحب والرحمة، وإما بالسلب كالتدمير، والتفجير ، والتكفير، والكراهية، والغضب.

كما أن الله تعالى في دين الإسلام يسمي هذا حلالا، وهذا حراما، فإذا كان الإنسان يسير على الحلال ويسير على رضا الله على مجموعة الأخلاق التي تزكي النفس؛ فالله يغيره من حال إلى حال أفضل منه، والتغيير الإلهي غير التغيير البشري.

وأشار إلى أن التغيير البشري مناطه الاختيار، والتغيير الإلهي مناطه الخلق، فمن المفروض أكون دائما وأنا سائر في رحلة حياتي تفكيري كله مناط الخير، لأن الله تعالى هداني النجدين حيث قال: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ.

وتابع: إذًا هو تعالى أمرنا بتحرير البشرية فأمرنا بكل إيجابية ، أمرنا بكل ما هو مليح ؛ أمرنا بالصلاة والبر والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن ننتهي عن كل سلب، فنحن إن فعلنا هذه الأوامر غيَّرَ الله حالنا من الحال التي نحن عليها إلى أحسن منها، ولننظر إلى حال المسلمين وهم في مكة أول الأمر عندما رأى منهم حالهم الإيجابيِّ غيَّر الله حالهم إلى الحبشة التي فيها غيَّر حالهم إلى الأمن بعد الإضطراب، وإلى الاستقرار بعد القلق النفسي.

وبعد ذلك زاد تمسكهم وارتباطهم بخالقهم سبحانه وتعالى غير الله حالهم من الحبشة إلى المدينة التي بها تكونت دولتهم وبدأت فتوحاتهم وتوسعاتهم من الشرق إلى الغرب وسادوا العالم ، فهو  جل شأنه القائل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} بالفعل الله تعالى غير حالهم إلى أفضل ما كانوا عليه؛ فمثلا تجد سيدنا عبد الرحمن بن عوف قال له الربيع - رضي الله عنهما - اختر ما شئت من مالي وزوجاتي إلا أن عبد الرحمن بن عوف قال له: بارك الله لك في زوجاتك وفي مالك ، لكن أرشدني على السوق ؛ فأرشده على السوق. 

وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرا ناجحا فعندما مات لم يستطيعوا أن يعدوا ثروته من كثرتها ، حتى أن النبي - ﷺ - قال: {إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا} فقال بعض أصحاب النظرة القاصرة والقلوب القاسية : إن عبد الرحمن بن عوف لكثرة ماله لم يكن الله راضيا عنه ، إلا أن أهل الله فسروها تفسيرا رائقا وجميلا فقالوا: إن الذي يحبو هو الطفل الصغير فكأن عبد الرحمن بن عوف سيكون في براءة الأطفال ليس عليه شيء يؤاخذ عليه عند دخوله الجنة . فهذا التفسير الذي قرأه أهل الله جاءهم عن طريق البصيرة التي رزقهم الله إياها.

وأكد أن التغيير الذي يتم من الخلق مناطه الإختيار ، وما يتم من الله مناطه الخلق ؛ فالله سبحانه هو المحيي المميت وهو الخالق وهو الموفق ، وكلما اتقينا الله وخفنا الله وغيرنا أنفسنا ؛ فالله تعالى يغير حالنا إلى أحسن حال ويفتح لنا أبواب الخير والسعة والأمن والأمان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الأزهر التغيير البشر الله تعالى

إقرأ أيضاً:

هل الحزن درجة من درجات الوصول إلى الله؟ الشيخ خالد الجندي يجيب

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن البشاشة والطرف دائمًا مطلوبان في حياة كل عالم، وفي حياة كل داعية، لأن الحزن والاكتئاب وتصدير الطاقة السلبية للناس ليس هدفًا محمودًا، بل هو أمر مرفوض في الإسلام.

خالد الجندي متعجباً: ليه بتيجي في ربنا وعاوزين نقول رأينا؟ خالد الجندى: تمييع الاعتقاد الدينى هدفه بيع الوطن والأسرة

وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس:  "الحزن ليس من الأمور المحمودة، وقد اعتبره الإمام ابن القيم -رحمه الله- غضبًا من الله، حيث علق على كلام الإمام الهروي، الذي كان يعتبر الحزن من المنازل التي يجب أن يسلكها العابد للوصول إلى الله، ورفض هذا الرأي قائلاً: الحزن لا يجب أن يكون هدفًا أو وسيلة".

 

وأضاف الجندي: "الحزن يعوق الإنسان ويثبطه، وبالتالي فهو ليس طريقًا للوصول إلى الله، بل هو أمر يعيق الفرح الداخلي والسلام النفسي، النعمة التي يحمد عليها أهل الجنة في القرآن الكريم هي نعمة التخلص من الحزن، كما جاء في قوله تعالى: «الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن»، وحتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستعيذ من الحزن، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أعوذ بك من الهم والحزن»، إذاً، الحزن ليس من درجات الوصول إلى الله، بل هو أمر يجب تجنبه".

 

وأوضح أن القرآن الكريم في العديد من المواضع ذكر أن المؤمنين لن يصيبهم الحزن، بل هم في حالة من الطمأنينة والسكينة، كما في قوله تعالى: «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».

مقالات مشابهة

  • هل الحزن درجة من درجات الوصول إلى الله؟ الشيخ خالد الجندي يجيب
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • تأملات قرآنية
  • متى يبدأ تأثير سورة البقرة على قارئها؟.. علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
  • علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها
  • علي جمعة: قارون أعظم مثال ضربه الله للمعاندين في القرآن الكريم وكان مصيره الخسف
  • علي جمعة يحذر من أمور تصيب من يفعلها بالبلاء والوباء
  • طرف الحرب الأول التوأم السيامي : أتحدث . [1]