في أحد المشاهد الأخيرة للمسلسل السوري «الزير سالم» الذي يحكي قصة حرب البسوس، التي قامت بين التغلبيين والبكريين، عاد أبو ليلى المهلهل (الزير سالم) من الأسر، وقد تولى ابن أخيه «الجرو بن كليب» التغلبي ملكا صوريًا على القبيلتين تحت رقابة البكريين، الذين أخذوا من الملك خيول قبيلته وأعطوهم الماعز ليضمنوا أنهم لن يعودوا للحرب.

إزاء هذه المذلة، عاتب الزير سالم ابن اخيه قائلا: «سلامٌ بلا خيول، أي ذل؟ هل هي حياة كريمة فيها أنفة وكبرياء وقدرة على اتخاذ قرار؟ تعتمد على غيرك في حماية عرشك؟ هل ستركب الماعز الذي تركوه لكي تحارب به؟

استعادت ذاكرتي هذا المشهد، عندما استمعت إلى حديث رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك جمعه ورئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا الجمعة الماضية، مع أول ساعات الهدنة بين المقاومة الفلسطينية في غزة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ/ي أيضاً.. ما الذي ستفعله “إسرائيل” في اليوم التالي للحرب؟.. مسؤولون وخبراء يجيبون (تقرير خاص)

رئيس النظام المصري أتى خلال كلمته في المؤتمر بمقترح يقضي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967عاصمتها القدس الشرقية مع وجود قوات دولية لتحقيق الأمن للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. السيسي سبق أن تقدم بهذا المقترح بعد مرور 11 يوما من معركة طوفان الأقصى، وهو مقترح ليس جديدا. صرح السيسي بأن هناك استعدادا لتكون الدولة منزوعة السلاح، ووجود قوات من الناتو أو الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أمريكية لتحقيق الأمن لكلا الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

ونضع تحت كلمة (هناك استعداد) مئة خط، فلم يبين الجهة التي لديها الاستعداد لذلك، إلا أنه بالرجوع إلى فترات سابقة، تتبين هذه الأطراف التي تبنت هذه الفكرة، حيث طرحها في السابق قبل خمس سنوات محمود عباس رئيس سلطة رام الله، الذي قال: «أدعم دولة في حدود 1967 من دون جيش، أريد قوات شرطة غير مسلحة مع هراوات وليس مسدسات»، وهذا يتوافق مع التطلعات التي أبداها الطرف الإسرائيلي، حيث تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون عام 2001، كما تبناها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في تصريح سابق عام 2009.

ما يثير الدهشة من هذا التصريح، أن الرئيس المصري تجاوز الشعب الفلسطيني والمقاومة، التي هي طرف الصراع مع الكيان الإسرائيلي، ونقل ما يعبر عن آمال قديمة للاحتلال وتطلعات سلطة كرتونية تمثل عبئا ووبالا على الفلسطينيين التواقين إلى التحرير، فحديثه في أول ساعات الهدنة يتجاهل أن هذه الهدنة الإنسانية التي كان له دور فيها يضاف إلى الوساطة القطرية والأمريكية، قد تمت وفقا لشروط المقاومة، التي أرغمت أنف العدو الصهيوني وأسقطت هيبته وجعلته يتراجع في خزي عن موقفه السابق الذي أكد خلاله أنه لا تفاوض مع حماس.

بالنظر إلى المقاومة كخيار استراتيجي للفصائل الإسلامية في فلسطين حتى تحرير الأرض، نفهم أن تصريح رئيس النظام المصري يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية والغربية ورؤية السلطة الفلسطينية، في القضاء على المقاومة، والذي هو السبيل الأوحد لتنفيذ هذا المقترح بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. يجدد السيسي هذا المقترح الذي وافق عليه من قبل الجانب الإسرائيلي، كبديل عن مقترح حل الدولتين الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما تم إقراره في مجلس الأمن بعد نكسة 1967، وهو ما تنادي به الدول العربية، وتأباه حكومة الاحتلال، علما بأن هذه الدولة الفلسطينية ـ وفقا لحل الدولتين – تقام على ما مساحته 22% من الأراضي الفلسطينية، ثم أتى المقترح الذي طرحه رئيس النظام المصري ليجعل هذه الدولة منزوعة السلاح، تشرف عليها قوات أجنبية، فيفقد الفلسطينيون معظم أراضيهم، ويفقدون سيادتهم أيضا على تلك النسبة المتبقية، فأي عار يحمله هذا المقترح!

اقرأ/ي أيضاً.. الوهم الخطير.. “إسرائيل” أمام 6 خيارات في قطاع غزة كلها سيئة

مقترح دولة فلسطينية منزوعة السلاح، يعني نزع السيادة عن الفلسطينيين أصحاب الأرض، وتركهم فريسة سهلة لاحتلال يضرب بالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، ويستبعد الدول العربية من المعادلة ولا يكترث بها ولم يستجب لمطالبها حتى بفتح المعبر لدخول المساعدات الإنسانية، رغم ما قطعه العديد من هذه الدول من خطوات واسعة باتجاه التطبيع. فمن الغريب أن يأتي هذا المقترح من طرف لا يليق به الحيادية في هذه القضية، ويفترض به التخندق مع المصالح الفلسطينية، لكن حتى الحيادية لم تظهر لها رائحة في هذا المقترح الجائر، الذي يعني إنهاء القضية الفلسطينية لصالح احتلال صاحب تاريخ أسود في عدم الالتزام بتعهداته.

القنبلة التي انفجرت عقب هذا التصريح، هي إبداء الجانب الإسرائيلي رفضه لهذه الفكرة، حيث ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور هايات، أن «نتنياهو تحدث خلال عامي 2009 و2010 عن حل الدولتين بوجود دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لكن هذه ليست سياسة الحكومة» مضيفا: «لقد تغير الكثير من الأمور منذ ذلك الحين». هذا التحفظ الإسرائيلي على تصريحات السيسي، يؤكد أن الرجل استعاد هذا المقترح تطوعا لا بمقتضى التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، أو ربما يكون مناورة إسرائيلية ليصبح هذا الحل سقف الطموحات الذي تسعى الدول العربية للوصول إليه، اختزالا لفكرة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

المقترح يحمل الكثير من السطحية، إذ بمقتضاه تعيش دولة تمتلك أسلحة نووية إلى جوار دولة منزوعة السلاح، ثم يفترض أن يعيش الطرفان في سلام، في ظل امتلاك الطرف الأول مشروعا توسعيا معروفا للقاصي والداني يتجاوز جغرافيا فلسطين إلى الدول المحيطة. مما يثير الدهشة أيضا، أن هذا المقترح تتبناه وتدعو إليه جهات عربية وقفت عاجزة تنتظر موافقة الاحتلال لإدخال شاحنات الإغاثة، رغم الضغط الجماهيري، فكيف ستتحدث هذه الجهات في ضمانات لسلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين بموجب هذا المقترح! الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره، وليس الدول التي تركته طيلة ثمانين عاما للدمار وعبث الاحتلال، وليس هناك من معنى ولا جدوى للتطوع بالحديث عن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ولا حتى عن حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مجتزأة من معظم مساحتها على حدود الرابع من يونيو 1967م ولو كانت ذات سيادة، ولا قيمة لأن تنوب أي جهة للحديث عن مصير فلسطين متجاوزة الفلسطينيين. الفلسطينيون لن يبرحوا رغبتهم في تحرير كامل الأرض، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

*نشر أولاً في صحيفة “القدس العربي”

*كاتبة أردنية

يمن مونيتور28 نوفمبر، 2023 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام وزير الدفاع اليمني يصف هجمات الحوثيين البحرية ب"الحماقات" مقالات ذات صلة وزير الدفاع اليمني يصف هجمات الحوثيين البحرية ب”الحماقات” 28 نوفمبر، 2023 “الأزهر الشريف” يعلن استعداده فتح معاهد أزهرية في اليمن 27 نوفمبر، 2023 البنتاغون: الحوثيون لم يختطفوا ناقلة النفط في خليج عدن 27 نوفمبر، 2023 الخارجية القطرية تعلن تمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة 27 نوفمبر، 2023 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف تداعٍ حر عن عالمٍ يتداعى: غزة والنظام العربي 23 نوفمبر، 2023 الأخبار الرئيسية وزير الدفاع اليمني يصف هجمات الحوثيين البحرية ب”الحماقات” 28 نوفمبر، 2023 البنتاغون: الحوثيون لم يختطفوا ناقلة النفط في خليج عدن 27 نوفمبر، 2023 واشنطن: الحوثيون أطلقوا صاروخين باليستيين باتجاه مدمرة أمريكية في خليج عدن 27 نوفمبر، 2023 شركات النقل الجماعي تستأنف نشاطها من مدينة تعز رغم الحصار الحوثي المستمر 27 نوفمبر، 2023 اللوتري الأمريكي… حلم اليمنيين للهروب من واقع البلاد المتدهور 27 نوفمبر، 2023 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم تداعٍ حر عن عالمٍ يتداعى: غزة والنظام العربي 23 نوفمبر، 2023 لماذا تخشى أسواق الطاقة العالمية توسع حرب غزة؟ 22 نوفمبر، 2023 أهلاً بكم إلى “مقبرة الأطفال”… هنا غزة 10 نوفمبر، 2023 دروس عملية للمطبعين 10 نوفمبر، 2023 سمير عطا الله يكتب: ليس صحيحاً ما ترى 10 نوفمبر، 2023 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 14 ℃ 21º - 11º 44% 1.93 كيلومتر/ساعة 21℃ الثلاثاء 21℃ الأربعاء 20℃ الخميس 20℃ الجمعة 20℃ السبت تصفح إيضاً دولة منزوعة السلاح… مقترح إنهاء القضية الفلسطينية 28 نوفمبر، 2023 وزير الدفاع اليمني يصف هجمات الحوثيين البحرية ب”الحماقات” 28 نوفمبر، 2023 الأقسام أخبار محلية 24٬868 غير مصنف 24٬146 الأخبار الرئيسية 12٬127 اخترنا لكم 6٬489 عربي ودولي 5٬866 رياضة 2٬040 كأس العالم 2022 72 كتابات خاصة 1٬992 اقتصاد 1٬929 منوعات 1٬796 مجتمع 1٬742 تراجم وتحليلات 1٬446 صحافة 1٬441 تقارير 1٬416 آراء ومواقف 1٬402 ميديا 1٬211 حقوق وحريات 1٬199 فكر وثقافة 834 تفاعل 752 فنون 454 الأرصاد 160 بورتريه 62 كاريكاتير 26 صورة وخبر 20 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2023، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا 2 سبتمبر، 2023 عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية في تعز.. ما الأسباب والتداعيات؟ أخر التعليقات الصفحة العربية

انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...

رانيا محمد

ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...

Abdallah El Saeid Elhelw

مع احترامي و لكن أي طفل في المرحلة الابتدائية سيعرف أن قانتا...

الضباعي اليافعي

مشاء الله تبارك الله دائمآ مبدع الكاتب والمؤلف يوسف الضباعي...

ماجد عبد الله

الله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: دولة فلسطینیة منزوعة السلاح بإقامة دولة فلسطینیة رئیس النظام المصری دولة منزوعة السلاح دولة فلسطینیة من هذا المقترح فی الیمن

إقرأ أيضاً:

حلمي النمنم يثمّن دعم «المتحدة» للقضية الفلسطينية في مهرجان العلمين: موقف وطني

ثمّن الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، قرار الشركة المتحدة بدعم القضية الفلسطينية من خلال تخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لصالح فلسطين، ورفع علم فلسطين على جميع فعاليات المهرجان الذي ينطلق يوم 11 يوليو الجاري ويستمر لـ6 أسابيع، بالشراكة مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للعام الثاني على التوالي.

النمنم: الشركة المتحدة شركة وطنية مصرية

وأضاف النمنم لـ«الوطن»، أنّ «المتحدة» شركة وطنية مصرية، ودعم القضية الفلسطينة في مهرجان العلمين هو الموقف الطبيعي والمتوقع من شركة وطنية، لأن القضية الفلسطينية في جانب منها هي قضية مصرية.

وأوضح أنّه منذ وعد بلفور ومن قبل وعد بلفور، يرتبط الشعبين المصري والفلسطيني، بارتباطات الثقافة والحدود الجفرافية والتجاور الجغرافي، والقضايا الممتدة طوال التاريخ، وبالتالي أرى أنّ الخطوة التي اتخذتها الشركة المتحدة إيجابية ويجب تثمينها وتقديرها.

مقالات مشابهة

  • تراجع عمليات مرور السفن عبر مضيق باب المندب إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2023
  • فرنسا.. ممثلو الادعاء يطلبون من أعلى محكمة إلغاء مذكرة اعتقال دولية صادرة بحق الرئيس السوري
  • السوداني: دعم القضية الفلسطينية موقف ثابت للعراق
  • حلمي النمنم يثمّن دعم «المتحدة» للقضية الفلسطينية في مهرجان العلمين: موقف وطني
  • رئيس الوزراء العراقي يجدد موقف بلاده الثابت والمبدئي في دعم القضية الفلسطينية
  • الكويت تؤكد تواجدها الدائم والأبدي بالصفوف الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية
  • المملكة تجدّد موقفها الراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • وزير الخارجية: القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل أحرار العالم
  • السحيباني: المملكة تجدّد موقفها الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • رئيس الجمهورية يتسلّم رسالة من الرئيس الفلسطيني.. هذا فحواها