أكد اللواء الدكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق وإدارتى المدرعات والشرطة العسكرية سابقاً فى القوات المسلحة، أن تحديث وتطوير المؤسسة العسكرية المصرية، تم وفق تخطيط استراتيجى ورؤية مستقبلية للرئيس عبدالفتاح السيسى، تمتد حتى عام 2030، لبناء القوى الشاملة للدولة المصرية على جميع الأصعدة، وهو الأمر الذى يستتبعه وجود قوات مسلحة قوية وقادرة على حماية مصالح مصر وحدودها ضد أى تهديد قد يستهدفها.

مصر وصلت إلى مستوى مُتقدّم فى ملف «التصنيع الحربى»

وأضاف «الغبارى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن التجربة المصرية فى التطوير والتحديث، والنجاحات المتحقّقة فى مجال مكافحة الإرهاب تُدرس حالياً فى الكليات والمعاهد العسكرية، نظراً للنجاح الكبير الذى حقّقته الدولة فى هذا الصدد، وإلى نص الحوار:

  لماذا أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى خطة تطوير وتحديث القوات المسلحة عقب توليه مقاليد حكم البلاد؟

- خطة التطوير الشامل للقوات المسلحة لم تستهدف القوات المسلحة وحدها، ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وضع رؤية شاملة للتنمية المستدامة للدولة المصرية، وهى رؤية «مصر 2030»، باعتبارها تخطيطاً استراتيجياً لبناء قوى الدولة الشاملة كلها، ولمقاومة المخططات الخارجية التى قد تستهدف أمن مصر القومى، ومكافحة الإرهاب، كان لا بد من تطوير القدرات القتالية للقوات المسلحة، لمواجهة العدائيات التى تواجه الدولة ككل.

الغبارى: قوة جيش مصر دفعت الدولة إلى تنفيذ التنمية بـ«قلب مطمئن» ودون خوف على استثماراتها 

وكيف تم هذا التطوير والتحديث؟

- عملت القيادة العامة للقوات المسلحة على إعادة تنظيم القوات بما يتلاءم مع الظروف الإقليمية والدولية الحالية، وبما يتوافق مع الرؤية المستقبلية للتحديات فى منطقة الشرق الأوسط، ليتم استقدام أسلحة قادرة على مجابهة كل التحديات المتوقّعة، فضلاً عن تعميق التصنيع المحلى للصناعات الحربية، واستحداث تشكيلات ووحدات لمقاتلة الإرهاب، بعيداً عن التشكيلات القتالية النمطية العادية، ليكون جيش مصر قادراً على مجابهة كل التحديات التى قد تستهدف أمن مصر القومى.

وكيف رأيت إنشاء وتطوير الكثير من القواعد العسكرية المصرية فى السنوات القليلة الماضية؟

- هذا التطوير كان بمثابة رادع لأى تهديدات أو تحديات قد تواجه مصر فى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، فضلاً عن تطوير أوضاع القوات على أرض الواقع، لتكون القوات المسلحة قريبة من مصادر التهديدات المختلفة، ليتم إنشاء قواعد عسكرية برية وبحرية وجوية بالقرب من مصادر التهديد القريبة من «المناطق الحدودية»؛ فمثلاً تم إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية، وقاعدة 3 يوليو البحرية، لتكون قريبة من أى تهديد فى ساحل البحر المتوسط ودولة ليبيا، مع استقدام وحدات بحرية تتلاءم مع أى مهمة قد تكلف بها، من لنشات ووحدات بحرية تستطيع الوجود فى البحر لفترات طويلة لتراقب الحدود، فضلاً عن حاملتى الطائرات من طراز «ميسترال»، والتى تُستخدم لتأمين الأهداف الحيوية، وتنفيذ أى إبرار بحرى أو جوى قد نحتاجه بما يتلاءم مع طبيعة وحجم القوات الموجودة داخلها.

القوات المسلحة أنشأت قواعد عسكرية بالقرب من مناطق التهديدات مثل «باب المندب» وليبيا.. وقادرون على مواجهة أى تحديات

الحديث عن استقدام الـ«ميسترال» يأخذنا إلى تطوير قدرات القوات البحرية.. كيف رأيته؟

- كان تطوير قدرات القوات البحرية باستقدام أحدث الغواصات والفرقاطات وحاملتى الطائرات من أهم ما يكون، لتأمين الأهداف الاقتصادية لمصر فى البحر، مثل حقل «ظُهر»، وذلك عقب ترسيم الحدود البحرية مع عدد من الدول؛ حيث إن المياه الاقتصادية فى البحر تمتد حتى 200 كيلومتر، يجب السيطرة عليها بالكامل، وتم أيضاً إضافة إلى استقدام الأسلحة الجديدة العمل على إعادة تنظيم القوات البحرية إلى أسطول شمالى وأسطول جنوبى، كما تم عمل قاعدتى برنيس «البحرية» و«الجوية»، لتكون قريبة من الحدود السودانية، وتكون قريبة من البحر الأحمر ومضيق باب المندب حال الحاجة.

ماذا عن قوات الدفاع الجوى؟

- تم تطويرها للحماية الجوية للدولة بالكامل، عبر استقدام أحدث الوسائل التى تؤمّن سماء مصر بالكامل، هذا فضلاً عن تطوير القوات الجوية، عبر استقدام طائرات ذات مديات طويلة لدعم قدرة القوات المسلحة القتالية، مثل طائرتى «الرافال»، و«ميج 29»، وأيضاً العمل على استقدام الطائرات بدون طيار من الصين، والعمل على التصنيع المحلى لها، لتقليل تكلفة الاستطلاع، والمراقبة عبر السماء.

وماذا عن إنشاء قيادة قوات شرق القناة للتنمية ومكافحة الإرهاب؟

- تم إنشاء هذه القيادة للعمل على تنسيق الجهود بين الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، وكل القوات الموجودة شرق قناة السويس، لمقاومة الإرهاب، ودعم الجهود التنموية فى «أرض الفيروز».

ماذا عن التدريبات المشتركة؟

- تم تنفيذ تدريبات مشتركة مع جميع الدول المؤثرة والجيوش القوية فى العالم، بهدف توحيد المفاهيم، وزيادة الخبرات القتالية وتبادلها بين الأطراف المختلفة، ودعم علاقات التعاون العسكرى مع مختلف البلدان التى اشتركت مع مصر فى «التدريبات المشتركة».

«التصنيع الحربى»

وصلت مصر فيه إلى قدرات متقدّمة؛ فمثلاً نسبة قدرات التصنيع المحلى للدبابات من طراز M1A1، تتراوح من 80 إلى 90%، كما عملت مصر على تصنيع الكثير من الأسلحة التى تحتاجها محلياً، مثل الفرقاطات المُصنّعة فى ترسانة الإسكندرية البحرية، أو المركبات المُدرّعة لمقاومة الإرهاب، أو الرشاشات والمسدسات والبنادق، وغيرها، ومصر أصبحت قادرة على الردع والتعامل مع أى عدائيات قد تستهدفها، ومن ثم عملت الدولة على التنمية بـ«قلب مطمئن»، بأن حدودها محمية، وأن استثمارات مصر لن يستطيع أحد أن يضرها عقب تنفيذها، مثل حقل «ظُهر» على سبيل المثال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حكاية وطن القوات المسلحة المصرية قریبة من

إقرأ أيضاً:

تطوير منطقة الأهرامات... وزير السياحة: نحاول القضاء على السلوكيات الخاطئة للعاملين .. البرلمان: يتماشى مع رؤية الدولة لتحقيق 30 مليون سائح بحلول 2028

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نجحت  مصر خلال عام 2024 في الوصول إلى استقبال 15 مليونا و750 ألف سائح، هذا الرقم جاء في وقت صعب، بفضل جهود القيادة السياسية للحفاظ على الاستقرار السياسي في مصر رغم ما تعانيه المنطقة من صراعات جيوسياسية، بحسب تصريحات شريف فتحي وزير السياحة.

وتعد منطقة الأهرامات من ضمن المناطق التي يفضلها السائحون في القاهرة، ويأتي لها المشاهير من جميع أنحاء العالم.

في العام الماضي أطلقت وزارة السياحة عددا من المشاريع لتطوير منطقة الأهرامات من خلال عدد من الإستثمارات.

بداية المشروع

بدأ تنفيذ المشروع فى يناير 2009، وكان من المتوقع تنفيذ الأعمال خلال برنامج زمنى مداه 3 سنوات تنتهى فى 2012، ولكن توقفت أعمال التنفيذ نظرًا للظروف السياسية  التى مرت بها البلاد منذ ثورة 25 يناير 2011.

 وتم استئناف العمل فى المشروع عقب ثورة 30 يونيو بعد أن تمت إزالة جميع العقبات لاستكمال المشروع، الذى يأتى ضمن استراتيجية الحفاظ على الموروث الأثرى والتراث الطبيعى للهضبة ورفع جودة تجربة الزائر.

 

مخطط تطوير الهرم 

بحسب الصفحة الرسمية للرئاسة المصرية على محرك البحث "جوجل"   يأتي مخطط تطوير منطقة هضبة الأهرامات الأثرية ضمن المشاريع القومية لتحقيق استراتيجية الحفاظ على الموروث الأثري والتراثي وكذلك رفع جودة تجربة الزائر لمنطقة الأهرامات.

اعتمد مخطط المشروع على تقسيم المنطقة ومجالها الأثري إلى ثلاثة نطاقات تبعًا للأهمية الأثرية ومعطيات كل نطاق وطبيعته بحيث يمثل النطاق الأول الأساس المباشر للمنطقة الأثرية ويضم كل الآثار المبنية والظاهرة والخاضعة للتنقيب الأثري أو المحتملة، أما النطاق الثاني فيمثل منطقة عازلة، ويشكل النطاق الثالث أو الخارجي منطقة انتقالية ضمن الحدود المعتمدة للمنطقة الأثرية.

 

يتضمن المشروع بمراحله الثلاثة تطوير مداخل المنطقة الأثرية، وبناء سور مراقب بالكاميرات، وغرفة تحكم لأنظمة المراقبة، وإنشاء مبنى جديد للتفتيش، وتأهيل الطرق، وإنشاء مركز للزوار، وإنشاء منطقة للتريض خارج السور الأمني مساحتها ١٨ كم مخصصة لركوب الخيل والجمال ويمكن الدخول إليها من المنطقة الأثرية ويسمح فيها بتواجد الباعة الجائلين، وتطوير منطقة الصوت والضوء، بالإضافة إلى إقامة أبنية خدمية كتلك الخاصة بالإدارة الهندسية والمخازن والورش الملحقة بها، ومبنى للشرطة، ومبنى للدفاع المدني، وأبنية لخدمة الهجانة والخدمات البيطرية الملحقة.

كما يتيح المشروع استخدام سيارات كهربائية لنقل السائحين من مركز الزوار إلى جميع المزارات الأثرية بدلًا من السيارات الخاصة والحافلات السياحية حماية للآثار من مخاطر التلوث، بتكلفة ٣٢٦ مليون جنيه.

السلوكيات الخاطئة مع السائحين

ولفت شريف فتحي، وزير السياحة،  تعقيباً علي حديث النواب في الجلسة العامة التي حضرها، أول أمس الأحد، الى بعض السلوكيات الخاطئة مع السائحين، قائلاً: "هناك سلوكيات من البعض لا تنم عن فهمهم لفائدة السائح، يريدون الكسب من السائحين لكن السلوكيات غير منضبطة، والمسألة ليست توعية إنما أمر مرتبط بالقيم والأسلوب وأمور أخرى، لذا وجب تشديد الرقابة في هذا الصدد، ونحن لسنا جهة رقابية لكننا نتعاون مع الداخلية والأمن الخاص ببعض المواقع، لضرورة أن يكون هناك قوة في التعامل مع المخالفات وفقا للقانون".

ونوه إلي أن التطوير المستهدف في منطقة الأهرامات، حيث وضعت الحكومة مخطط لهذه المنطقة، قائلا:"نرى في الأهرامات من يؤجر الخيل، هم محترمين لكن البعض يسيء استغلال هذا المكان، لذا كانت خطتي بإقامة منطقة مخصصة للتريض ومسار محدد يتواجد فيه أصحاب الخيول، والكارتات ويتحرك السائح بشكل آمن".

وأشار وزير السياحة والآثار، إلي أن البعض يتحدث أيضا عن التعامل مع الخيل والحيوانات، وتؤخذ علينا، وجزء من ردي أنه للأسف البعض يأخذ نقطة ويقوم بعمل "بروباجاندا" سيئة.

في سياق متصل، شدد شريف فتحي، علي أهمية الأمن الاقتصادي السياحي لاسيما ضرورة أن يكون هناك عائد مباشر من السياحة والاثار علي المجتمع ككل لاسيما البيئة المحيطة.

توصيات لجنة السياحة بالبرلمان

في نوفمبر الماضي أصدرت لجنة السياحة بالبرلمان عددًا من التوصيات العاجلة، منها:

مراعاة أن تتم أي أعمال ترميم أو إزالة آثار ترميم بعيد عن مواعيد الزيارات، وسرعة الانتهاء من تطوير المنطقة وتشغيلها بشكل متكامل، وتخصيص المنطقة الحضارية لتنظيم استخدام عربات الحنطور والكارتة والخيل والجمال بعيداً عن المنطقة الأثرية.

كما أوصت بوضع تسعيرة موحدة ومواصفات واشتراطات صحية وبيئية وفنية لكل من العربات والدواب، والتزام السائقين بزي موحد، وتخصيص مساحة للبائعين الجائلين، والتنسيق مع القابضة للمطارات لتخصيص مادة ترويجية لمنطقة الأهرامات على شاشات العرض في كافة المطارات، وعقد دورات لجميع العاملين في المنطقة لتدريبهم على سلوكيات التعامل مع السائح.

وقالت النائبة نورا علي، رئيس لجنة السياحة بالبرلمان، إن مشروع تطوير منطقة الأهرامات من المشروعات القومية الكبرى التي تسهم في تحسين الاقتصاد وزيادة الإيرادات السياحية، وتحسين جودة الخدمات التي يحصل عليها السياح؛ مما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار.

وأضافت، في جلسة جمعتها مع ممثلين من وزارة السياحة،  أن هذه المنطقة الأثرية تعد الأضخم والأعظم على مستوى العالم، وبالتالي الانتهاء من تطويرها يحتاج إلى سرعة خاصة بالتزامن مع التشغيل التجريبي للمتحف الكبير تمهيداً لافتتاحه رسمياً، بجانب مع ما توليه الدولة من الاهتمام بالمنطقة باعتبارها من أهم المقاصد السياحية والاثرية والثقافية على مستوى العالم.

وتابعت: "وبالتالي الانتهاء من تطوير منطقة الأهرامات وتوفير الخدمات الأساسية للزوار بدايةً من دخول منطقة الأهرامات وحتى انتهاء الزيارة يحقق استمتاع الزائر بكل لحظة في هذا المقصد العظيم، ويتماشى مع رؤية الدولة لتحقيق 30 مليون سائح بحلول 2028".

 

مقالات مشابهة

  • سمير فرج: الشرطة لها دور كبير في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع القوات المسلحة
  • الرئيس السيسي: نسعى لبناء دولة قوية وديمقراطية
  • قوات المظلات ودورها في تعزيز الثالوث الوطني
  • وزير الدفاع السوري: لا يستقيم بناء القوات المسلحة بعقلية الثورة والفصائل
  • تطوير منطقة الأهرامات... وزير السياحة: نحاول القضاء على السلوكيات الخاطئة للعاملين .. البرلمان: يتماشى مع رؤية الدولة لتحقيق 30 مليون سائح بحلول 2028
  • «الإخوان».. أعداء الوطن وصُناع الإرهاب
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد الحرس الوطني القبرصي
  • رئيس الأركان يلتقي قائد الحرس الوطني القبرصي (صور)
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد الحرس الوطني القبرصي| شاهد
  • رئيس الأركان يلتقي قائد الحرس الوطني القبرصي لبحث التعاون المشترك