رأي اليوم:
2025-03-04@10:50:19 GMT

أنا لا أُحِبُّ الأردن!

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

أنا لا أُحِبُّ الأردن!

سهير فهد جرادات من قال إنني أُحِبُّ الأردن؟ أنا لا أُحِبُّ الأردن.. بل الأردن يحبني؛ لأنني منه وهو مني، أنا جزء من كل هو الأردن، وأنا أردنية وطنية محبة لوطني.. أنا مع الأردن وللأردن، وضد كل من ينهب ويفسد في الأردن. وطني سماؤك لوحة رسمت فيها أحلامي التي ما زالت أحلاماً، وأرضك التي ركضت عليها وراء آمالي التي لم تتحقق، وهواك وحده يصبرني على الجور والظلم وغياب العدالة وتكافؤ الفرص.

إن حفنة من ترابك تساوي كنوز العالم، أحبك يا أردن، يا أجمل اسم نطق به لساني. ومن قال إنني أُحِبُّ الأردنيين؟ أنا لا أُحِبُّ الأردنيين؟ أنا أعشق طيبتهم وحسن خلقهم رغم ضياع حقوقهم، وصبرهم على الحكومات “حتى ملَّ الصبر من صبرهم”!! وأعشق كرمهم بتقاسم وطنهم وقوتهم و مائهم ومقدراتهم مع من جارت عليهم ظروف بلادهم وهجرتهم وشردتهم، هذا الشعب المطاء بتضحياته وشهدائه. أعشق هذا الشعب الكريم، الذي يستحي أن يقول : لا أملك وقاعدته “صيت غنى ولا صيت فقر”، هذا الشعب العظيم صاحب عزة النفس الذي لا يستجدي حتى حقوقه التي سلبت. أُحِبُّه، لأنه شعب محترم لا يخدع ولا يخون، ليس من خصاله النذالة، وكرامته فوق كل شيء، شعب مشكلته أنه مؤدب أكثر من اللزوم، ترضيه كلمة طيبة أو موقف صدق، الفقر بالنسبة له هو الغربة، والغنى هو العيش في الوطن وأن جار عليه.  وبعد؛ من قال إنني وطنية؟ أنا لستُ بوطنية!! لأن وطني يعيش بي، ولست أنا أعيش في الوطن.. أنا لا أعشق هواء الأردن، بل هواء الأردن يلفحني وينعشني.. أنا لا أعشق تراب وطني، بل أنا مجبولة منه، فأنا خلقتُ منه، وليس هو من خُلق مني. أنا لا أُحِبُّ الجيش، لأن حبه يسري بدمي.. أنا لا أُحِبُّ الجهاز المدني، بل أنا من خدمته بأمانة وإخلاص. بس أكيد؛ انا ما بحب الحكومة، لان الحكومة التي لا تخدم الوطن لا مكان لها في قلبي، وكل من خدم الأردن له ركن كبير في القلب.. وسنبقى نتباهى بالوطن رغم ظلم المسؤولين وقرارتهم الجائرة، والقوانين الغائبة، وان وجدت فهي تطبق على ناس وناس أتدرون لماذا لا أُحِبُّ الأردن؟ لأن الأردن أرضي وأرض الآباء والأجداد، ولن أفرط به رغم كل” ضغوطات التهجيج”، لأننا نحن من كتبنا تاريخنا ونحن له لحافظون.. اللهم أشهد أني أُحِبُّ الأردن حباً خالصاً، اللهم احفظه بحفظك من أعدائه الفاسدين والوصوليين الذي يستبيحونه ويحللون نهبه وسرقته.. وطني الأردن الذي بات أماً للجميع، يضحي ويعطي، إلا أن الولاء للشهرة والمال والمنصب والجنسية الأخرى، مسكين يا وطني أنت مثل خبز الشعير (ماكول ومذموم ).. وطني الأردن أنت “أول حُبَّ وأخر حُبَّ” في فؤاد كل أردني مخلص.  كاتبة وصحافية أردنية Jaradat63@yahoo.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الدور المصري الذي لا غنى عنه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كعادتها، لا تحتاج مصر إلى أن ترفع صوتها أو تستعرض قوتها، فهي تمارس نفوذها بصمت، ولكن بفعالية لا تخطئها عين. الدور المصري في تسليم الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لم يكن مجرد "وساطة"، بل كان بمثابة العمود الفقري لعملية التبادل بين الجانبين. القاهرة لم تكن مجرد ممر آمن للرهائن المفرج عنهم، بل كانت الضامن الأساسي لتنفيذ الاتفاق، بما تمتلكه من ثقل سياسي وعلاقات متشابكة مع كل الأطراف المعنية.

بحسب المعلومات، فإن الاتفاق تضمن تسليم قوائم الرهائن الإسرائيليين عبر الوسطاء، وعلى رأسهم الجانب المصري، الذي تكفل بنقلهم إلى الأراضي المصرية، حيث تسلمهم الصليب الأحمر الدولي قبل عبورهم إلى إسرائيل عبر معبر العوجا. وهذا السيناريو ليس جديدًا، بل هو امتداد لدور مصري تاريخي في هذا الملف، فلطالما كانت القاهرة لاعبًا لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات تتعلق بقطاع غزة.

ما يلفت الانتباه أن العلم المصري كان حاضرًا في مراسم التسليم في خان يونس، وهو ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل رسالة واضحة بأن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة، وصاحبة اليد الطولى في هندسة التوازنات الدقيقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لكن رغم هذه الجهود، تظل الأوضاع متوترة على الأرض.. إسرائيل، كعادتها، تتعامل بمنطق القوة، مهددةً باستئناف العمليات العسكرية إذا لم تلتزم حماس بشروط التهدئة، فيما تشترط الأخيرة إدخال شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع قبل الإفراج عن دفعات جديدة من الرهائن. وفي هذه المعادلة المعقدة، تتواصل جهود مصر وقطر لمنع انهيار الهدنة، وسط مراوغات إسرائيلية وابتزاز سياسي واضح.

القاهرة، التي تقود المشهد بهدوء، قدمت رؤية متكاملة للخروج من الأزمة، تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بتبادل الأسرى والرهائن، وانتهاءً بفتح ملف إعادة الإعمار. هذه المفاوضات الشاقة امتدت لأكثر من 15 شهرًا، وأسفرت في النهاية عن هذا الاتفاق.

وفيما تواصل إسرائيل محاولاتها للتمسك بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) حتى نهاية العام، تزداد المخاوف من أن تكون هذه مجرد خطوة ضمن مخطط أوسع للسيطرة على القطاع بالكامل. كل هذا يجري وسط تصعيد خطير في الضفة الغربية، حيث تسير إسرائيل على خطى ممنهجة لتعزيز احتلالها، غير عابئة بأي جهود دولية لإحلال السلام.

وسط هذا المشهد المعقد، يترقب الجميع القمة العربية الطارئة التى تُعقد اليوم بالقاهرة، فى انتظار الإعلان عن موقف عربي موحد وحاسم. أما الولايات المتحدة، فتمارس ازدواجية معتادة، حيث يتحدث ترامب عن أن قرار وقف إطلاق النار "شأن إسرائيلي"، وكأن الفلسطينيين ليسوا جزءًا من المعادلة!

ما هو واضح أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد، فالإسرائيليون لا يزالون يتعاملون بعقلية القوة الغاشمة، والفلسطينيون يدفعون الثمن، فيما يعمل العرب، وعلى رأسهم مصر، على أن يحافظوا على الحد الأدنى من الاستقرار وسط بحر هائج من الصراعات والمصالح المتضاربة. لكن إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ هذا هو السؤال الذي لا يملك أحد الإجابة عليه حتى الآن فى ظل الدعم الأمريكى غير المحدود للعنجهية الإسرائيلية!

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الكويتي: بلادنا كانت مختطفة.. واستعادة الهوية واجب وطني
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • عبد الرحمن الصادق المهدي يدعو إلى تناسي الخلافات والوقوف مع الوطن
  • الغويل: موسى الكوني رجل وطني لكن دعوته لتقسيم ليبيا تشريعياً تخدم أجندات خارجية
  • الغويل: موسى الكوني رجل وطني لكن دعوته لتقسيم ليبيا تخدم أجندات خارجية
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • محمد عيد: حياة كريمة نموذج وطني لتعزيز التكافل والتنمية المستدامة
  • "معًا نتقدَّم".. حوار وطني بسقف عالٍ ووقت محدود
  • كيف يمكن بناء ذكاء وطني محلي بتكاليف مخفضة؟
  • الحكيم يقترح تأسيس مرصد وطني لمكافحة الفساد