يشكّل الوعي جانباً مهماً في أي استراتيجية فاعلة لحماية البيئة؛ لأن كثيراً من الممارسات الضارّة بالتوازن البيئي تكون نتيجة عدم معرفة الإنسان بمخاطرها، وكيفية التعامل معها.

وتحرص دولة الإمارات على إشراك جميع أفراد المجتمع ومختلف فئاته في الجهود المبذولة لحماية البيئة والتصدي للتغير المناخي، والتقليل من آثاره على المستويين المحلي والدولي، وفي هذا الإطار تنظم الدولة العديد من الفعاليات والحلقات النقاشية والحملات التوعوية، كما تطرح الكثير من المبادرات المبتكرة بشأن تثقيف أفراد المجتمع بمخاطر تغير المناخ على صحتهم، وكذلك على النظم البيئية والحياة الفطرية والتنوع البيولوجي ونظم الحياة بشكل عام.

وتسعى الدولة من خلال حملات التوعية المستمرة إلى تحقيق عدة أهداف منها خفض الانبعاثات الكربونية، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وتفادي السلوكيات والممارسات السلبية التي تضر بالبيئة وتؤثر سلباً على استدامتها، إضافة إلى إشراك أفراد المجتمع في مبادرات زراعة الأشجار للتخفيف من آثار التغير المناخي، وحثهم على ترشيد استهلاك المياه والطاقة، وضرورة الحفاظ على الحياة البرية والنظم البيئية وكذلك تشجيع وتعزيز ثقافة إعادة التدوير.

وتنسجم هذه الجهود مع محور “أبطال العمل المناخي” ضمن حملة “استدامة وطنية” التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، حيث يبرز المحور المبادرات المبتكرة في مجال العمل المناخي لبناء مجتمع أكثر استدامة.

وتهدف حملة “استدامة وطنية” إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً.

 

مؤتمرات وجوائز

وتحرص دولة الإمارات على تنظيم مؤتمرات وفعاليات لنشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتسريع وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة، وإبراز جهود الإمارات في تعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة قضايا التغير المناخي، ودورها في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها الجميع على الساحة الدولية وخصوصاً في مجالات الاستدامة.

كما أطلقت دولة الإمارات العديد من الجوائز البيئية المحلية والدولية، لترسيخ ثقافة الاستدامة والمحافظة على البيئة ونشر الوعي حول أهمية تبني السلوكيات التي من شأنها حماية كوكب الأرض، إضافة إلى تحفيز الجهود المؤسسية والفردية لتطوير حلول مبتكرة تسهم في مواجهة تداعيات التغير المناخي.

 

سفراء المناخ

وأطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة، العام الجاري، بالتعاون مع برنامج إكسبو للمدارس، مبادرة برنامج سفراء المناخ لإعداد طلاب المدارس والجامعات من جميع أنحاء الإمارات وتدريبهم على تولي مسؤوليتهم البيئية المستقبلية.

ويشارك الطّلاب في محاكاة جلسات مؤتمر الأطراف COP28 حيث يكون الطلاب سفراء لبلدان محّددة وسيتعّرفون على آثار تغّير المناخ على البلد الذي يمّثلونه، كما سيعملون مع نظرائهم السفراء من الطّلاب الآخرين لإيجاد الحلول من خلال صياغة خطط العمل وتعديلها والتفاوض وإجراء حوارات وصياغة قرار نهائي.

 

التعليم البيئي

وتكثف دولة الإمارات مبادراتها البيئية وحملات التوعية المجتمعية لغرس ثقافة حماية البيئة في نفوس الأجيال بشكل ممنهج، ولذلك تعمل الدولة على تضمين قضايا المناخ والاستدامة ضمن المنظومة التعليمية من خلال تطوير المناهج التي تعزز الوعي البيئي، مع استحداث برامج لتدريب وتأهيل المعلمين والمسؤولين التربويين، وتأسيس مدارس صديقة للبيئة تشكل محركاً لبناء مجتمعات خضراء مستدامة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم في أبريل الماضي عن خريطة طريق شراكة التعليم الأخضر استعداداً لاستضافة الدولة لمؤتمر “COP28″، وتضمنت الخريطة إطلاق مبادرة صوت الأطفال لتوفير التدريب المناسب، والمساهمة في إعداد الأطفال وتفعيل مساهمتهم في عملية صناعة القرار المتعلق بمستقبلهم البيئي، ومبادرة صوت المعلمين، والتي تسلط الضوء على جهود الكوادر التعليمية في تعزيز الوعي ومواجهة التغير المناخي والاستعداد لتأثيراته.

كما أعلنت الوزارة عن اتفاقيتي تعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، بهدف تنظيم برامج ومبادرات تنشر الوعي المناخي بين فئات الشباب واليافعين والأطفال قبل وخلال وبعد COP28.

وتعد مبادرة “جيلنا”، التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة بالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم، مبادرة مبتكرة لتطوير مناهج مدرسية مناسبة مستندة إلى الوحدات التعليمية في مبادرة “المدرسة المستدامة”، ومبادرة الحرم الجامعي المستدام، التي أطلقتها هيئة البيئة – أبوظبي، بهدف رفع مستوى الوعي البيئي بين الطلبة وتشجيع القيام بإجراءات لتخفيض مستوى البصمة البيئية في الدولة.

وخلال العام الجاري أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسَّسة الإمارات للتعليم ودائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي عن التزام جميع المدارس في الإمارة بتقليل بصمتها البيئية وانضمامها إلى مبادرة الهيئة للمدراس المستدامة المعترف بها دولياً، بهدف تعزيز ثقافة الاستدامة والممارسات الصديقة للبيئة في مدارس دولة الإمارات ومساعدة الأجيال المقبلة على تطوير فكر يسهم في تحقيق مستقبل مشرق ومستدام.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تؤكد التزامها بمسؤوليتها في حماية البيئة البحرية

العُمانية: تشارك سلطنة عُمان في الاحتفال بيوم البيئة الإقليمي الذي يصادف 24 أبريل من كل عام، ويأتي بمناسبة توقيع اتفاقية الكويت الإقليمية للتعاون في حماية البيئة البحرية من التلوث والبروتوكول الخاص بالتعاون الإقليمي لمكافحة التلوث بالزيت والمواد الضارة الأخرى في الحالات الطارئة في 24 أبريل 1978 والتي كان من ثمارها تأسيس المنظمة في أول يوليو من عام 1979.

وتقوم جميع دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى العراق وإيران التي وقعت على الاتفاقية في يوم البيئة الإقليمي بنشر الوعي المجتمعي بأهمية توحيد الجهود بين الدول الأعضاء للمحافظة على سلامة نوعية المياه في المنطقة البحرية للمنظمة، والمحافظة على النظم البيئية والأحياء المائية التي تعيش فيها، بالإضافة إلى تعزيز التوعية بمخاطر وتهديدات التغيرات المناخية، وإدارة الموارد البحرية من خلال التقليل من الانبعاثات الكربونية، والمخلفات البلاستيكية.

وتحرص هيئة البيئة على تنفيذ السياسات والبرامج والمشاريع البيئية في حماية البيئة البحرية ومكافحة التلوث منها: إنشاء مركز الطوارئ البيئية الذي يعبر عن التزام سلطنة عُمان بمسؤوليتها تجاه البيئة، باعتباره أحد الركائز الأساسية لضمان الاستجابة السريعة والفعّالة للكوارث البيئية، وحوادث التلوث النفطي، وحالات المد الأحمر، وتسربات الغاز، وحوادث السفن، وتعزيز الاستدامة البيئية للأجيال القادمة.

كما فرضت سلطنة عُمان قانونًا خاصًّا بحماية البيئة ومكافحة التلوث رقم (14/2001) يشمل حوالي 43 مادة توضح التعريفات والعقوبات والأحكام المطبقة على الأشخاص والجهات للتعامل مع البيئة والحصول على التصاريح أو العقوبات المفروضة على الاعتداء على الحياة الفطرية أو التسبب بالتلوث.

الجدير بالذكر أن هذه المناسبة تأتي بهدف حماية البيئة البحرية، ومكافحة التلوث بالزيت والمواد الضارة الأخرى، وسلامة نوعية المياه في المنطقة البحرية، والمحافظة على النظم البحرية والأحياء المائية.

مقالات مشابهة

  • «الفجيرة للبيئة» تناقش تخفيف آثار التغير المناخي
  • برلماني: توجيهات الرئيس السيسي باستغلال المساجد في التعليم يعزز الوعي والانتماء
  • «طاقة» و«أدنيك» تفوزان بجوائز الريادة المستدامة
  • الشيخة فاطمة: مبادرة “بركتنا” تعزز رؤية القيادة الرشيدة في دعم كبار المواطنين
  • سلطنة عُمان تؤكد التزامها بمسؤوليتها في حماية البيئة البحرية
  • هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية ترفع مستوى الوعي في المجتمعات المحلية حول حماية البيئة والحفاظ على موائلها الطبيعية
  • الإمارات تُطلق الدورة الثالثة من جائزة محمد بن راشد العالمية للطيران
  • أهم أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد يطلق مبادرة بركتنا لرعاية كبار المواطنين
  • حماية التنوع الأحيائي ودوره في استدامة النظم البيئية محور نقاش ضمن فعاليات أسبوع البيئة 2025
  • التقدّم المحرز في مواجهة التغيّر المناخي.. الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ بالكوارث البيئية