خسرائيل ودموية قص العشب
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مجازر دموية متكررة ترتكبها خسرائيل تحت عنوان قص العشب أو جز الأدغال. يطلقون عليها بالإنجليزية mowing the grass، أو mowing the lawn. فقد وصلت التوجهات الدموية لدى الكيان المحتل إلى القيام بحملات التطهير العرقي من وقت لآخر لقتل اكبر عدد ممكن من شباب فلسطين بسبب أو بدون سبب. ويسمونها أحيانا: (إستراتيجية البستاني).
لقد تبنت خسرائيل خطوات البستانى، وكانت هي التي تختار الزمان والمكان فتعود إلى قص العشب، لينبت من جديد، في عملية دورية، لا تمنع من نمو العشب ثانية، وبالتالي فان هذه الإستراتيجية لم تحقق أهدافها كاملة. ولم تمنع من تطوير القدرات العسكرية لكتائب القسام، ولم تمنع من تحول حماس إلى تيار متشددة. .
وأثبتت الوقائع فشلها. بدليل تزايد قوة كتائب القسام، وقوى المقاومة الأخرى. وهذا يفسر محاولات خسرائيل لمحو قطاع غزة بالكامل، أو اغراقها في البحر نزولاً عند رغبات إسحق رابين، الذي تمنى أن يصحو من النوم ويرى غزة غارقة في جوف البحر. لكن احلامه لم تتحقق، وتحولت غزة إلى أيقونة للمقاومة. .
ربما ادركت خسرائيل الآن ان حروبها ومجازرها لن توفر لها الأمن والاستقرار، بل تسببت في تصاعد الاحتجاجات الشعبية والدبلوماسية ضدها حول العالم، فلم تعد فوق النقد حتى في قلب العواصم الأوروبية، بينما تزايدت شعبية المقاومة، بل رأينا أعلام فلسطين ترفع في كل شوارع المدن الكبرى حول العالم وفي الساحات والملاعب والصالات. وهذا يعني فشل حملات القص والجز ، فقد تسامق العشب وأورق وأثمر وتجذر وانتشر. .
كانوا يظنون ان حماس في حكم المنتهية. لكنهم يقفون الآن حائرين مذهولين امام قوتها، فقد تغيرت معادلات القوة وتبدلت، واتسعت دائرة الدعم الدولي لحماس من تركيا وايران وقطر واليمن والعراق. .
ومع ذلك ظل السلوك العدواني لخسرائيل يعكس رغبتها في تنفيذ سياسة جزّ العشب، خوفًا من تحول المقاومين إلى قنابل موقوتة يعملون من خلالها على تنفيذ عمليات في العمق المحتل خلال الفترة المقبلة. وبات واضحا انها لن تتعلم من تجاربها الفاشلة. وانها ستجني على نفسها إن عاجلاً أو آجلاً. . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المقاومة لن تموت
دائماً ما نسمع عبارة "المُقاومة فكرة، والفكرة لا تموت"، وهي عبارة صحيحة وصادقة وتتجسد حالياً في قطاع غزة الذي يتعرض للإبادة تحت أعين العالم أجمع من أكثر من عام.
لقد شنَّت إسرائيل حربها الغاشمة على قطاع غزة على أمل أن تقضي على المقاومة بمختلف أشكالها وعناصرها، سواء القضاء على الأفراد أو الأسلحة أو حتى الفكرة في نفوس السكان من خلال حرب التجويع وحصارهم وبث الرعب في نفوسهم، إلا أن ذلك كله لم يجد نفعاً، بل زاد تمسك الفلسطينيين بأرضهم وزادت جذوة المقاومة في نفوس الأطفال الذين عايشوا أقذر حرب عرفها التاريخ الحديث.
وفي الأيام الأخيرة، أثبت الفلسطينيون أن المقاومة لن تموت، كما أنها تتطور حسب الزمان والمكان والوضع الأمني والعسكري، لتنفذ الفصائل عمليات نوعية تجسد صور العزة والكرامة والشجاعة والإقدام للمقاوم الفلسطيني، حيث تم الإجهاز على عدد من الجنود والضباط طعناً بالسكاكين والاستيلاء على أسلحتهم.
إنَّ التطور اللافت الذي يحدث على مدار الأيام الأربعة الأخيرة، يراه الكثيرون أنه مرحلة مختلفة من مراحل تكبيد العدو خسائر بشرية فادحة، وقد يراه البعض في سياق قرب نفاذ الأسلحة لدى المقاومين، وفي كلا الأمرين فهو ضرب جديد من ضروب المقاومة وجولة مُختلفة من جولات إذلال جيش الاحتلال الذي بات تائهاً لا يدري ماذا يفعل بعدما دمر غزة كلها ولم يُحقق أي شيء من أهدافه.