طارق عبدالعزيز.. موهبة لم يسعفها القدر
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
شيعت ظهر أمس جنازة الفنان طارق عبدالعزيز وسط أصدقائه ومحبيه، وحضر جنازته عدد كبير من نجوم الفن الذين حضروا ليودعوه إلى مثواه الاخير.
وترك طارق إرثًا إنسانيًّا وفنيًّا كبيرًا، وعرف داخل الوسط الفنى برقى أخلاقياته وصداقته لكل الفنانين فى الوسط الفنى، فكان حريصًا على التواجد مع أى فنان يعانى من أزمة صحية ومرافق لكل أصدقائه، ومثل رحيله فاجعة فى الوسط حيث وافته المنية خلال تصوير مشاهده فى مسلسل و«بقينا اتنين»؛ إذ حضر التصوير وهو بصحة جيدة وخلال تصويره المشهد أمام الفنان شريف منير وسقط مغشيًّا عليه وهو يقول له: «مش قادر أقف على رجلى يا شريف»، ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى بالشيخ زايد.
وكان الفنان قد أصيب بمتاعب قلبية قبل شهور وخضع لجراحة فى القلب لتركيب دعامات فى يونيو الماضى، ونصحه الأطباء بعد الحركة لفترة، وزامل حسام داغر فى إجراء عملية الأسترا الأخيرة فى نفس المستشفى.
طارق عبدالعزيز وُلد سنة 1968 بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر، التحق فى فترة شبابه بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وهناك تلمس طريقه إلى الوسط الفنى، كيف لا وزملاؤه هم الراحل خالد صالح، إلى جانب خالد الصاوى، وصبرى فواز، ومحمد هنيدى، الذين باتوا جمعيهم نجومًا على الساحة لاحقًا.
خلال هذه الفترة، فى نهاية ثمانينيات القرن الماضى، انضم «طارق» كذلك إلى فرقة الورشة مع عبلة كامل وأحمد مختار وحسن الجريتلى.
تخرج الفنان الراحل فى كلية الحقوق عام 1991، وعمل فى عديد من الأفلام التى أعدها خريجو المعهد العالى للسينما.
فى نهاية تسعينيات القرن الماضى، بدأ «طارق» مسيرته الفنية بمشاركته فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» رفقة زميله الجامعى محمد هنيدى، قبل أن يتجدد تعاونهما من جديد فى «همام فى أمستردام» المعروض سنة 1999.
وقدم الفنان الراحل من البداية القوية التى انطلق منها مع «هنيدي»، أعمالًا متنوعة ما بين السينما والتلفزيون، فمن أبرز أفلامه: «فيلم ثقافي»، و«أصحاب ولا بزنس»، و«سيب وأنا أسيب»، و«ساعة ونص»، و«فبراير الأسود»، و«اشتباك» وغيرها.
ومن أبرز أعماله الدرامية مسلسلات: «أم كلثوم»، و«موعد مع الوحوش»، و«الزوجة الرابعة»، و«أستاذ ورئيس قسم»، و«رحيم»، و«دايما عامر» وغيرها. وكان آخر أعماله، مسلسل «أعمل إيه»؛ إذ قدم من خلاله شخصية «شوقى المحامي» أمام خالد الصاوى وصابرين، وإخراج أحمد عبدالحميد، كما شارك فى عدد كبير من المسلسلات الإذاعية والمسرحيات.
ولعب «الزعيم» عادل إمام دورًا فى تشكيل مسيرة طارق عبدالعزيز، فسبق وأن كشف الفنان الراحل، فى تصريح لوسائل إعلام محلية، أنه مر بحالة نفسية سيئة عقب الانتهاء من تصوير مسلسل «كناريا وشركاه» فى عام 2003، وعانى من «حالة مزاجية صعبة» على حد وصفه، لاعتقاده بأنه يسير فى طريق خاطئ.
فى هذه الأثناء، فوجئ الفنان الراحل باتصال من عادل إمام، أثنى خلاله على أدائه، حتى تبدل حاله 180 درجة، وبات يشعر بسعادة كبيرة.
فى عام 2004، قدم «طارق» فيلمًا حمل اسم «كيمو وأنتيمو» بطولة صديقه المطرب الراحل عامر منيب، وقدم الراحلان ثنائية حظيت بقبول طيب، فى تعاون اتخذ من صداقتهما قاعدة حسنت من التفاهم بينهما أمام الكاميرا.
ورحل المطرب المصرى عامر منيب، فى مثل هذا اليوم 26 نوفمبر من عام 2011، فيما رحل «طارق» صديقه المقرب، فى نفس اليوم، فى مفارقة أثارت دهشة محبيهما.
وبمجرد وفاته حضر كل من الفنان محمد هنيدى، والفنان أشرف زكى، والفنان محمد رياض والفنان أحمد خالد صالح والفنانة هنادى مهنا والفنان على الطيب، وغيرهم من الفنانين أمام ثلاجة الموتى بالمستشفى، لتوديع صديقهم وزميلهم الراحل.
ونعاه عدد كبير من زملائه فى مقدمتهم الفنان شريف منير، الذى رحل بين يديه إذ قال إن طارق كان فى قمة نشاطه وحيويته أثناء تصوير مشهد يجمعهما ومعهما الفنانة الشابة نانسى عبدالعزيز، وكان من المفترض أن تطرق نانسى باب الفيلا، ويذهب طارق لفتح الباب كما هو مكتوب فى السيناريو، لكن فجأة تقدم نحوى طارق وسند يده على كتفى وأخبرني: «مش قادر أقف على رجلي».
وأضاف «منير»: «شوفت لونه بيروح وسند دماغه عليا جسمه كان ساقع وحاولت أدلك له قلبه، وحاولت أسمع ضربات قلبه مسمعتش حاجة، ونقلناه إلى أقرب مستشفى، وعند وصولنا لمستشفى الشيخ زايد أخبرنا الطبيب بأنه توفى، ما أصابنى بصدمة شديدة»، مضيفًا: «حسيت الدنيا متستاهلش حاجة».
ونعته الكاتبه ايمان التونسى مؤلفة مسلسل «وبقينا اثنين»، قائلة: «الله يرحمه كان فنان وإنسان طيب جدا وحزنت كثيرًا لسماع الخبر وحزنت أكثر أننى لم أكن بجواره لظروف سفري».
وكشفت التونسى عن الشخصية التى كان يلعبها طارق عبدالعزيز فى المسلسل أنه كان يلعب شخصية شريف صديق البطل، الرجل الثرى الذى يمتلك الكثير من المحلات التجارية، ويعيش من ريع تِلك المحلات، وهو شخصية مُحبة للحياة، لكن لديه صدمة عاطفية قديمة فى حياته، أثرت عليه، فقرر أن يعيش دون زواج طيلة حياته، فكان على رغم الثراء الذى يعيشه شخصية تُعانى الوحدة الشديدة، وحزين أغلب الوقت، ويحاول ملء حياته بالأصدقاء وبعض الأنشطة حتى يتغلب على هذه الأحاسيس.
ونعاه هانى رمزى قائلا: «الله يرحمك يا غالى يا أجدع وأطيب خلق الله والله مش قادر أصدق مع السلامة يا صاحبى طارق عبدالعزيز».
ونعته الفنانة داليا مصطفى، قائلة: حبيبى الله يرحمك ويغفر لك يا غالى من أجدع الناس والله وكان دائما يقول لما أموت ادعولى بالرحمة أرجوكم ده أمله أرجوكم ادعوا له بالرحمة ويجعل حسابه يسير عليه ويهديه الإجابة يارب ارحمه واغفر له هو وجميع الأموات يارب والأحياء آمين يا رب العالمين».
وقبل أيام من وفاة الفنان طارق عبدالعزيز، أعاد نشر عبارات عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، والتى تضمنت: «شكلك واهلك ولبسك وعربيتك وبيتك وولادك وشغلك مش هيخلقولك قبول عند حد مهما تخيلت هما ممكن يخلقوا زحمة حواليك وناس عايزينك لأسباب معينة. لكن القبول بييجى لما تكون فى حالك. القبول بيجى لما تتمنى الخير لغيرك القبول بيجى لما تتقبل حالك وترضى. غلبان قوى اللى بيحاول يشترى قبول الناس. هيضيّع كل حياته يشترى حاجة ما بتتباعش. لكن اللى سايب قلبه وروحه على طبيعتهم ومسلمها لله ده بيكَوّش على القبول كله».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ﻃﺎرق ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ
إقرأ أيضاً:
بعد وفاته فجر الجمعة.. أبرز المحطات في رحلة عادل الفار
عادل الفار.. وصل قبل قليل، جثمان الفنان الراحل عادل الفار، لمسجد القوات المسلحة بمدينة نصر، استعدادًا لتأدية صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الجمعة، وذلك بحضور عدد من أفراد أسرته وعائلته، فتساءل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن أبرز المحطات في حياة الراحل عادل الفار.
ويستعرض «الأسبوع» لزواره ومتابعيه أبرز المحطات في حياة الراحل عادل الفار، وذلك من خلال خدمة شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم من خلال السطور التالية:
من هو عادل الفار-وُلد الفنان عادل الفارفي عام 1962، وتوفي عن عمر يناهز 62 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا في قلوب محبيه.
-كان الفنان عادل الفار رمزًا للفن الكوميدي والمونولوجات في مصر، حيث اشتهر بأسلوبه الخاص الذي جمع بين النقد الاجتماعي والكوميديا الراقية.
-ممثل وفنان مصري، اشتهر بتقديم المونولوجات التي لاقت رواجًا كبيرًا في فترة الثمانينيات والتسعينيات.
-بدأ مسيرته الفنية في الأعمال الكوميدية والتلفزيونية، حيث أضاف بصمته الخاصة في مجال الكوميديا، مما أكسبه شهرة واسعة ومحبة الجمهور.
عادل الفار- شهدت حياته خلال السنوات الأخيرة العديد من التحديات خاصة بعد وفاة نجله «شادي» في حادث مروع.
-قدم الفنان عادل الفار العديد من الأعمال المميزة، خاصة في مجال المسرح والتلفزيون، حيث أبدع في تقديم الشخصيات الكوميدية.
- شارك في العديد من الأعمال المسرحية الكوميدية، فضلًا عن البرامج التي جعلته بارزًا في هذه الفترة من الزمن.
عادل الفارأبرز المحطات في رحلة عادل الفاركانت بداية الراحل عادل الفار مع أحمد زكي وعبلة كامل حيث أحبه المخرج عادل أديب في فقراته الكوميدية وقرر عام 1998 أن يسجل له أول ظهور سينمائي من خلال المشاركة في فيلم «هيستريا» مع الفنان أحمد زكي والفنانة عبلة كامل، ومنها انطلق سينمائيا ليحقق حضورا كبيرا مع الفنان أحمد آدم في فيلم «شجيع السيما» عام 2000، و«زكية زكريا في البرلمان عام 2001».
عادل الفار في واحد من الناسوتعاقبت بعد ذلك أعماله السينمائية، فقد شارك في فيلم «جالا جالا» مع الفنانة جالا فهمي، و«الأجندة الحمراء» مع طارق علام، و«الرغبة» عام 2002 مع نادية الجندي وإلهام شاهين، و«حارة البنات» 2005.
وتابع عادل في تقديم الأدوار الكوميدية من بينها بون سواريه عام 2010 مع غادة عبد الرازق، والمشاركة في عدد من المسلسلات الكوميدية منها شبرا تي في مع الفنان أحمد رزق، والكومي عام 2001، وصاحب السعادة مع الفنان عادل إمام عام 2014، ودائرة الاشتباه 2006 و9 شارع السلام 2003.
عادل الفاروقام بعد ذلك بتقديم العديد من الأغاني الشعبية، مثل مين سرق العمود والواد الفلفل وشيبسي، التي حققت نجاحاً كبيراً واحتفظت بمكانتها في قلوب محبي الفن الشعبي.
عادل الفارآخر أعمال عادل الفارأما آخر أعمال عادل الفار الدرامية، فكان مسلسل الفتوة الذي قدمه رفقة الفنان ياسر جلال عام 2020، وجسد من خلاله دور الأعور.
اقرأ أيضاًعاجل.. وفاة الفنان عادل الفار بعد صراع مع المرض
عادل الفار عن وفاة ابنه الوحيد: اكتشفت إنه بيتعاطى مخدرات
آخرهم عادل الفار.. نجوم دمرت المخدرات حياتهم (فيديو)