علاج جديد يتحكم بنسبة الجلوكوز في دم مرضى السكري
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أظهرت نتائج تجارب سريرية جديدة أن العلاج المبتكر، القائم على الخلايا الجذعية لمرض السكري من النوع الأول، يمكن أن ينظم مستويات الجلوكوز في الدم بشكل فعال.
أجريت التجارب الجديدة من قبل جامعة كولومبيا البريطانية وهيئة الصحة في مدينة فانكوفر في كندا.
وقال الدكتور ديفيد طومسون، الباحث الرئيسي في موقع التجارب، وأستاذ علم الغدد الصماء في جامعة كولومبيا البريطانية ومدير مركز السكري بمستشفى فانكوفر العام "إن هذه خطوة مهمة نحو علاج وظيفي لمرض السكري من النوع الأول".
وأضاف "لأول مرة، يمكن لجهاز يعتمد على الخلايا الجذعية أن يقلل من كمية الأنسولين المطلوبة لبعض المشاركين في التجربة المصابين بداء السكري من النوع الأول. ومع مزيد من التحسين لهذا النهج، فهي مسألة وقت فقط حتى يكون لدينا علاج يمكنه القضاء على الحاجة لحقن الأنسولين اليومية بالكامل".
تم التوصل إلى هذه النتائج، التي نُشرت في 27 نوفمبر في مجلة Nature Biotechnology، في أعقاب تجربة سريرية متعددة المراكز لعلاج تجريبي بالخلايا طورته شركة أميركية ويخضع للاختبار حاليا سريريًا في كندا.
يهدف العلاج إلى استبدال خلايا "بيتا" المنتجة للإنسولين، والتي يفتقر إليها مرضى السكري من النوع الأول. تحتوي الجهاز الطبي الصغير، الذي يطلق عليه اسم VC-02، على ملايين من خلايا جُزَيرات البنكرياس المزروعة في المختبر، بما في ذلك خلايا "بيتا"، التي تنشأ من خط من الخلايا الجذعية متعددة القدرات.
تزرع الأجهزة، التي يبلغ حجمها تقريبًا حجم الضمادة ولا يزيد سمكها عن سمك بطاقة الائتمان، أسفل جلد المريض مباشرةً، حيث من المأمول أن توفر إمدادات ثابتة ومنظمة طويلة الأجل من الأنسولين المستدام ذاتيًا.
وقال المؤلف المشارك في البحث الدكتور تيموثي كيفر، الأستاذ في أقسام الجراحة والعلوم الخلوية والفسيولوجية في جامعة كولومبيا البريطانية "كل جهاز يشبه مصنعًا مصغرًا لإنتاج الأنسولين. يتم تجميع خلايا جزيرات البنكرياس، المزروعة من الخلايا الجذعية، في الجهاز لإعادة إنشاء وظائف تنظيم السكر في الدم للبنكرياس السليم. وقد يكون لهذا فوائد هائلة مقارنة بزراعة الخلايا المشتقة من المتبرعين والتي نادرًا ما تكون متاحة، نظرًا لأننا نستطيع إنشاء إمدادات غير محدودة عمليا".
أجريت التجربة السريرية في مستشفى فانكوفر العام، مع مواقع إضافية في بلجيكا والولايات المتحدة. خضع عشرة مشاركين، لم يكن لدى أي منهم إنتاج أنسولين يمكن اكتشافه في بداية الدراسة، لعملية جراحية لتلقي ما يصل إلى 10 عمليات زرع أجهزة لكل منهم.
بعد ستة أشهر، أظهر ثلاثة مشاركين علامات مهمة لإنتاج الأنسولين وحافظوا على تلك المستويات طوال الفترة المتبقية من الدراسة التي استمرت لمدة عام. حافظ هؤلاء المشاركون، خلال وقت أطول على معدل أمثل للجلوكوز في الدم وقللوا من تناولهم للأنسولين المعطى خارجيًا.
أظهر أحد المشاركين، على وجه الخصوص، تحسنًا ملحوظًا، مع زيادة الوقت الذي بقي فيه محتفظا بالنسبة المستهدفة من الجلوكوز في الدم من 55% إلى 85%، وانخفاض بنسبة 44% في تناول الأنسولين اليومي.
وقالت كيت موراي الرئيس التنفيذي لشبكة الخلايا الجذعية، وهي مؤسسة كندية غير هادفة للربح تدعم أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي "يسر شبكة الخلايا الجذعية أن تدعم هذه التجربة السريرية ويسعدنا أن نرى النتائج الواعدة"، مضيفة أن "التحرك نحو علاج وظيفي لمرض السكري سيتطلب جهدًا منسقًا وتعاونيًا. ويتطلب الأمر علمًا ممتازًا من قبل كبار الباحثين في المؤسسات الرائدة عالميًا، والممولين، مثل شبكة الخلايا الجذعية الذين يقومون بأبحاث إزالة المخاطر، وشركات التكنولوجيا الحيوية المبتكرة".
سبق لباحثين أن أظهروا، في دراسة أجريت عام 2021، أن هذا النهج يمكن أن ينتج الأنسولين في جسم الإنسان. سعت التجربة الأخيرة إلى زيادة كمية الأنسولين المنتجة بشكل كبير من خلال الاستفادة من أجهزة أكثر بمرتين إلى ثلاث مرات لكل مشارك، إلى جانب تصميم جهاز محدث.
وقال الدكتور طومسون: "إننا نتصور مستقبلاً يستطيع فيه الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول أن يعيشوا حياتهم بدون حقن الأنسولين اليومية. هذا المستقبل أصبح الآن في متناول اليد، وكندا تقود الجهود المبذولة لتقديم هذه العلاجات الجديدة للمرضى". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السكري مرض السكري الخلايا الجذعية الجلوكوز السکری من النوع الأول الخلایا الجذعیة فی الدم
إقرأ أيضاً:
بعد سنوات من المعاناة.. البوتوكس يغيّر حياة مريضات بطانة الرحم المهاجرة
عانت أسترالية أربعينية من ألم شديد لمدة 15 عاماً، لدرجة أنه كان يعيق قدرتها على المشي أحياناً، ورغم لجوئها للأطباء، قوبلت شكواها بتشخيص خاطئ، حيث اعتبروا الأعراض مجرد نتيجة للتوتر، لكنها في الحقيقة كانت تعاني من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة تؤثر على أكثر من مليون امرأة في أستراليا.
ما هي بطانة الرحم المهاجرة؟بطانة الرحم المهاجرة هي حالة ينمو فيها نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، مما يسبب آلاماً شديدة في الحوض والأمعاء والمثانة، وقد يؤدي أيضاً إلى العقم.
اكتشاف متأخر وعمليات جراحية مؤلمةلم تحصل مور على التشخيص الصحيح حتى بلغت سن الأربعين، رغم بحثها المستمر عن العلاج لمعاناتها من الألم المزمن، التعب، والعقم، وفقاً لما ورد لصحيفة " الغارديان".
وتعليقاً على ذلك، قالت مور: "شعرت أنني تعرضت للتجاهل الطبي، وتعلمت أنه يجب عليك الدفاع عن نفسك للحصول على الرعاية التي تحتاجها."
بعد سنوات من المعاناة، خضعت لعملية تنظير البطن في عام 2021، تلتها عملية استئصال الرحم في 2022، بحثاً عن حل جذري للألم المستمر.
علاج غير متوقع: هل يكون البوتوكس هو الحل؟في أوائل عام 2025، قررت مور تجربة علاج جديد باستخدام حقن البوتوكس، المعروف غالباً بإزالة التجاعيد، لكن هذه المرة لعلاج ألم الحوض الناتج عن بطانة الرحم المهاجرة.
استوحت الفكرة من تجربتها السابقة مع البوتوكس لعلاج اضطراب المفصل الفكي الصدغي، حيث لاحظت تحسناً كبيراً. لذا، تساءلت عما إذا كان يمكن أن يُحدث نفس التأثير عند حقنه في عضلات قاع الحوض.
ورغم تردد الأطباء في البداية، بسبب حداثة العلاج، إلا أن النتائج كانت مذهلة، إذ لاحظت تحسناً ملحوظاً في شدة الألم، مع تقليل أيام الألم إلى بضع مرات فقط شهرياً، بالإضافة إلى قدرة أفضل على ممارسة العلاج الطبيعي، والاستغناء عن المسكنات والوسائد الدافية للنوم ليلاً.
"لم يكن علاجاً سحرياً، لكنه غير حياتي تماماً"، هكذا تقول مور.
"ديسبورت".. تقنية حديثة لتخفيف آلام الحوضأوضح الدكتور ألبيرت يونغ، اختصاصي النساء في مستشفى ماتر الخاص في بريسبان، الذي عالج مور و40 امرأة أخرى، أن العلاج يعتمد على حقن "ديسبورت"، وهو منتج مشابه للبوتوكس، يحتوي على توكسين البوتولينومـ الذي يؤدي إلى شلل مؤقت للعضلات، مما يساعد على تخفيف الألم.
ووفقاً ليونغ، فإن هذه التقنية الحديثة تستمر فعاليتها لمدة تصل إلى 6 أشهر، ولكن لتحقيق أقصى استفادة، يُفضل دمجها مع العلاج الطبيعي.
الحكومة الأسترالية تتدخل لدعم المرضىفي خطوة مهمة، أعلنت الحكومة الأسترالية عن خطط لدعم علاج بطانة الرحم المهاجرة مالياً، بعد أن كان المرضى يتحملون تكاليف تصل إلى 750 دولاراً سنوياً من أموالهم الخاصة.
ويأتي هذا الدعم كجزء من استثمار حكومي يتجاوز 107 ملايين دولار، يهدف إلى تمويل الأبحاث والعلاجات المتقدمة للمرضى.
علّقت مور على هذه الخطوة قائلة: "أنفقت مئات الآلاف من الدولارات على العلاج في السنوات السبع الماضية، لذا فإن الاعتراف الرسمي بهذا العبء المالي هو أمر بالغ الأهمية."
وأضافت أن تكلفة حقن البوتوكس تبلغ 500 دولار، وهو خيار أقل تكلفة وأكثر أماناً، مقارنة بالعديد من العلاجات الأخرى.
نقلة نوعية في علاج بطانة الرحم المهاجرة؟يبدو أن استخدام البوتوكس و"ديسبورت" قد يُحدث ثورة في علاج بطانة الرحم المهاجرة، مما يوفر خياراً جديداً للنساء اللاتي يعانين من الألم المزمن، ويمنحهن أملًا في حياة أفضل.