اعتبر زيفي بارئيل محلل شؤون الشرق الأوسط، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان شريكا رئيسيا في الإستراتيجية الفاشلة التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حركة المقاومة الفلسطينية حماس. 

وأوضح بارئيل في تحليل نشره بصحيفة هاآرتس العبرية، أن استراتيجية نتنياهو التي وصفها بالوهمية تمثلت في استخدام حركة حماس لإحباط أي فرصة لعملية دبلوماسية بين إسرائيل وقيادة تمثل الفلسطينيين.

 

وأضاف المحلل الإسرائيلي أن تلك الاستراتيجية اعتمدت بشكل كبير على الطرح الخاطئ الذي يمكن تلخيصه في التأكيد على أن "المال سيجلب الهدوء"، وليس فقط ما يخص المشكلات الأمنية.  

ووفقا لذلك، كان نتنياهو يرى أن تعزيز قوة حماس يعني إضعاف السلطة الفلسطينية وحسم مصير أي خطة سياسية.  

والآن، بعد أثبت هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس زيف زيف هذه استراتيجية وعدم صلاحيتها، يحاول نتنياهو استثمار الكثير من الجهود لإنقاذ ما تبقى منها وذلك من خلال رفضه تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة قطاع غزة بعد حماس.  

وبينما يتحمل نتنياهو المسؤولية المباشرة والوحيدة عن هذه الاستراتيجية الفاشلة، فقد كان لديه شريك أساسي في رعايتها ومن دونه كان من الصعب أن نرى أنها استمرت لفترة طويلة. 

مكاسب دبلوماسية 

وأوضح المحلل الإسرائيلي أن شريك نتنياهو كان هو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي نصب نفسه كوسيط حصرياً بين إسرائيل وحماس. 

وذكر أن السيسي، الذي تم استدعاؤه مع كل اندلاع لمواجهة بين إسرائيل وحماس، كما حدد بنفسه نموذج التفاهمات والمفاوضات الجانبين. 

وحصد السيسي من وراء ذلك الكثير من المكاسب الدبلوماسية من خلال استراتيجية نتنياهو الفاشلة، مستشهدا بثناء الرئيس الأمريكي المتكرر لدوره في الهدنة الأخيرة بين حماس وإسرائيل سواء واتفاقات هدن سابقة، بعد أن دائم انتقاده خلال حملته الانتخابية التي فاز فيها على منافسه دونالد ترامب. 

واستعرض الكاتب التقلبات في العلاقات بين حركة حماس ومصر بعد إطاحة الجيش بقيادة السيسي بالرئيس المصري محمد مرسي، واتهام عناصرها باقتحام السجون لتحرير أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير/ كانون ثان 2011، واتهامها أيضا بالتعاون مع تنظيمات إرهابية إسلامية عملت في شبه جزيرة سيناء. 

في فبراير/شباط 2015 صدر قرار قضائي اعتبر حركة حماس منظمة إرهابية، لكن تم إلغاء هذا القرار بعد مرور أربعة أشهر بسبب عدم صلاحية المحكمة في اتخاذ قرار في هذا الشأن، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي شك بوقوف السيسي وراء قرار الإلغاء 

وقال المتحدث بلسان حماس في حينه، سامر أبو زهري، في مقابلة بأن قرار إلغاء اعتبار حماس منظمة إرهابية: “يمثل التزام القاهرة بدورها المهم في القضية الفلسطينية.  

وعقب أنه "لا شك أن هذا القرار سيكون له تأثير ونتائج إيجابية على العلاقات بين حماس والقاهرة". 

لكن النتائج الإيجابية تأخرت؛ وفي السنة نفسها دمرت مصر 3 آلاف نفق كانت تربط بين القطاع وشبه جزيرة سيناء، وأغرقت أنفاقاً أخرى بمياه البحر ومياه المجاري.  

كما سوّت مصر مناطق بعمق بلغ 1.5 – 3 كم على طول الحدود بين القطاع وشبه جزيرة سيناء لمنع دخول أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية إلى القطاع وخروجهم منه. 

مصالح متناقضة

وفي غضون ذلك، اعتبرت تدمير الأنفاق جزءاً من النضال المشترك مع مصر ضد حماس. أما مصر فقد اهتمت بالأساس بوقف أنشطة تنظيم الدولة. 

وفي 2017، زار إسماعيل هنية مصر وتم فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وحماس، التي تعهدت بـ "حماية الحدود ومنع المس بالأمن القومي المصري". 

وبعد مرور عام وضعت حماس مئات المقاتلين على الحدود مع مصر وفاء بالتزامها بمنع حركة الإرهابيين من سيناء وإليها. 

وبحسب المحلل فإن شبكة العلاقات بين مصر وحماس أصبحت بذلك جزءاً لا يتجزأ من سياسة مصر الداخلية في الوقت الذي أصبحت فيه حماس تشكل ذراعاً إضافيا في خدمة مكافحة الإرهاب داخل مصر.  

اقرأ أيضاً

شريطة أن يكون بعيدا عن قطر.. نتنياهو يوجه الموساد بملاحقة قادة حماس

وذكر أن اعتماد حماس على قطر وتركيا بعد قطع علاقتها مع سوريا في 2012 ولاحقا مع إيران بسبب الحرب السورية، جعل مصر هي صاحبة البيت في القضية الفلسطينية، ليس فقط في القطاع فقط بل في الضفة الغربية أيضا. 

وعلى الرغم من ذلك تسببت اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين في اهتزاز وضع مصر كوسيط وحيد بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام. 

كما تسببت خطة استئناف نشاط أنبوب النفط إيلات – عسقلان، الذي كان سيتم من خلاله نقل النفط الذي تستورده إسرائيل من الإمارات، في شعور القاهرة بمزيد من القلق. 

وحسب التقديرات المصرية، سيقلص هذا المشروع 12 – 17 في% من حجم التجارة في قناة السويس، ويقضم مداخيل مصر بشكل كبير. 

وفي غضون ذلك، منح هجوم كتائب القسام المفاجئ على إسرائيل، مصر فرصة للعودة مرة أخرى لدور الوسيط بين حماس وإسرائيل، بالتعاون مع قطر، لكن القاهرة عادت لتكون دولة رئيسية في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. 

وأوضح أن عودة مصر لدور الوسيط جعلها تلتزم بالحفاظ على مكانة حماس كسلطة في غزة وكشريكة لها أمام إسرائيل.  

في حين كان بنيامين نتنياهو يطور استراتيجيته الفاشلة "المال مقابل الهدوء" بتشجيع من مصر للحفاظ على الاستقرار، فقد ساعدت تلك الاستراتيجية مصر على استعادة دورها ومكانتها السياسية أمام إسرائيل والولايات المتحدة. 

بدون حماس 

وفي غضون ذلك، بذلت مصر الكثير من الجهود من أجل التوصل إلى مصالحة بين فتح وحماس لتشكيل حكومة فلسطينية برعايتها، خلافاً لاستراتيجية إسرائيل التي سعت للحفاظ على الانقسام.  

وذكر المحلل أنه لابد من التأكيد على أن مصر لم "تضلل" إسرائيل قط عندما كانت تعمل على تعزيز موقف حماس في غزة من خلال تسهيل الوصول إليها، وعرض إعادة الإعمار والمساعدات الاقتصادية.  

وأضاف أنه على الرغم من اختلاف استراتيجيات كل منهما، كان هناك التقاء في المصالح بين البلدين ــ وقد انهارت جميعها عندما شنت حركة حماس هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم. 

 وأكد أن كل من مصر وإسرائيل لا تملكان خطة "لليوم التالي"، ولكنهما سوف يكون لزاماً عليهما قريباً أن يقررا كيف يمكنهما العمل معاً في غزة من دون حماس التي كانت تقيدهما ذات يوم. 

اقرأ أيضاً

نتنياهو: بعد هزيمة حماس سنواصل التطبيع مع السعودية

المصدر | زيفي بارئيل/ هاآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: عبدالفتاح السيسي بنيامين نتنياهو طوفان الأقصى حماس قطاع غزة العلاقات بین بین إسرائیل حرکة حماس من خلال

إقرأ أيضاً:

أول رد من نتنياهو على قوائم أسرى إسرائيل المنوي الإفراج عنهم من غزة

عقب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الاثنين 6 يناير 2025، على ما نشرته وسائل الإعلام من قائمة لأسماء أسرى إسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة على أنها أسماء أرسلتها حركة حماس إلى الوسطاء للإفراج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.

وزعم مكتب نتنياهو في بيان مقتضب له، أن "قائمة المختطفين المنشورة في وسائل الإعلام لم تنقلها حماس إلى إسرائيل بل تم نقلها في الأصل من إسرائيل إلى وسطاء في وقت مبكر من يوليو 2024".

إقرأ أيضاً: مستجدات مفاوضات غـزة بالدوحة - قائمة حمـاس بالأسماء للمحتجزين الإسرائيليين

وادعى بأن "إسرائيل لم تتلق حتى الآن أي تأكيد أو إشارة من حماس فيما يتعلق بوضع المختطفين الذين تظهر أسماؤهم في القائمة".

وتابع "ستواصل إسرائيل العمل بلا كلل من أجل عودة جميع المختطفين".

إقرأ أيضاً: شاهد: 3 قتلى إسرائيليين وإصابات في عملية إطلاق نار شرق قلقيلية

وكانت وسائل الإعلام قد تداولت صباح اليوم قوائم بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين وافقت حركة حماس على الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى.

ونقلت بعضها تأكيد من حركة حماس على ان تلك القائمة تضم أسماء عسكريين ومدنيين وقصر، كما أن بينهم أحياء ومتوفين، وأنها وافقت على الإفراج عن 34 محتجزاً ضمن قائمة قدمتها تل أبيب للتبادل في المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية 50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة شاهد: 3 قتلى إسرائيليين وإصابات في عملية إطلاق نار شرق قلقيلية الجيش الإسرائيلي سينسحب من الناقورة قريبا الأكثر قراءة رصد إطلاق صاروخ من غزة لم يدخل الأجواء الإسرائيلية قوات الاحتلال تشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة والقدس صحة غزة تصدر تقريرها بشأن شهداء وإصابات الحرب محدث: الخامس خلال 24 ساعة - استشهاد أسير من سكان غزة في سجن النقب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بشأن اليمن.. ما الذي تريده “إسرائيل” من “ترامب” فور وصوله الى السلطة..!
  • محلل عسكري إسرائيلي: حكومة نتنياهو هي العقبة الكبرى أمام إبرام صفقة تبادل
  • أول رد من نتنياهو على قوائم أسرى إسرائيل المنوي الإفراج عنهم من غزة
  • ‏مكتب نتنياهو: إسرائيل لم تتلقَ حتى الآن أي تأكيد أو تعليق من حماس بشأن وضع الرهائن الواردة أسماؤهم في صفقة التبادل
  • رئيس الموساد يتوجه إلى قطر.. وخبير إسرائيلي يتحدث عن تلاعب نتنياهو
  • رئيس الموساد يتوجه لقطر.. وخبير إسرائيلي يتحدث عن تلاعب نتنياهو
  • محلل إسرائيلي يدعو إلى إنجاز صفقة شاملة واحدة مع حماس.. رغم الفجوة الكبيرة
  • إعلام إسرائيلي: الأوضاع في لبنان على طاولة المشاورات الأمنية لنتنياهو اليوم
  • بشأن لبنان... إجتماع أمنيّ إسرائيليّ الليلة برئاسة نتنياهو
  • آلاف المتظاهرين في إسرائيل.. تزايد الضغوط على حكومة نتنياهو