ستولتنبيرغ قبل تركه منصبه: "لا بديل" عن مساعدة أوكرانيا
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يتوقع أن يغادر ستولتنبيرغ منصبه العام المقبل بعد عقد على رأس الحلف شهد اندلاع حرب واسعة النطاق في أوروبا وانسحابا كارثيا للناتو من أفغانستان.
قال الأمين العام لحلف لناتو ينس ستولتنبرغ في مقابلة أجرتها معه فرانس برس اليوم الاثنين (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023): "في كثير من الأحيان، يدرك الناس أن الحروب قد تطول، وهو أمر شاق وصعب".
وشدد على أنه: "لا نملك أي بديل. البديل هو ترك الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين ينتصر، وهو أمر مأسوي بالنسبة لأوكرانيا وخطير بالنسبة لنا".
وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات أمنية بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا منذ الغزو الروسي وتعهّدت دعم كييف مهما طال الأمر . لكن معارضة الجمهوريين المتشددين أثارت شكوكا في مستقبل الدعم الأمريكي.
واستدرك ستولتنبرغ "رغم الصعوبات ورغم غياب التقدّم أو الإنجازات أو المكاسب الميدانية، علينا مواصلة دعم أوكرانيا". وأضاف "نتحمّل كقادة سياسيين وكمواطنين في بلداننا مسؤولية دعم أوكرانيا".
وردّ الأمين العام للناتو على المخاوف من فشل القوات الأوكرانية في تحقيق اختراق والشكوك حيال الالتزام الغربي التي تغذي اعتقاد الكرملين أن بإمكانه تحقيق انتصار على الأمد البعيد، قائلا: "لم يحقق بوتين ما كان يريده في أوكرانيا".
وأضاف أن "الحرب في أوكرانيا كانت خطأ استراتيجيا كبيرا وهزيمة لبوتين".
ورفض الأمين العام للحلف التكهن بشأن إن كان من الممكن ضم أوكرانيا إلى الناتو إذا وافقت على التخلي عن بعض أراضيها المحتلة لصالح روسيا. وأضاف "سيُفسَّر ذلك على أنه طريقة لبدء نوع من المفاوضات باسم أوكرانيا وهو أمر لن أقوم به".
ما هي إنجازات الأمين العام للناتو؟
كما رفض ستولتنبرغ الذي يتوقع أن يغادر منصبه العام المقبل بعد عقد على رأس الحلف شهد اندلاع حرب واسعة النطاق في أوروبا وانسحابا كارثيا للناتو من أفغانستان، الحديث عن نجاحاته قائلا: "لست أنا من يقيّم إنجازاتي في الناتو".
بيد أنه وفي معرض حديثه عن الإنجازات التي تحققت في عهده، أشار إلى نشر قوات جديدة في الخاصرة الشرقية للحلف وزيادة الإنفاق الدفاعي وقبول أعضاء جدد. وقال "منذ العام 2014، تمكنا من تأمين أكبر تعزيز لقوات الناتو منذ جيل".
وفي إشارة إلى مسألة تحمل أولوية هي انضمام السويد إلى الناتو، قال ستولتنبرغ إنه يرغب في أن يرى تركيا تتحرك أسرع في عملية المصادقة على الخطوة.
من يخلف ستولتنبرغ؟
وفيما يتعلّق بخليفته المحتمل، أشاد ستولتنبرغ برئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته مارك روته كـ"صديق وزميل جيّد". وقال "إنه سياسي صاحب إمكانات وخبرة كبيرة كرئيس للوزراء، لكن اتخاذ القرار بشأن من سيخلفني هو أمر لا يعود إلي".
وقد يجد خليفته، بغض النظر عن هويته، نفسه مضطرا للتعامل مع الرئيس الأميركي السابق المتقلب دونالد ترامب في حال عاد إلى البيت الأبيض.
وكانت تقارير قد ذكرت بأن ترامب فكّر في الانسحاب من الناتو لكن ستولتنبرغ لقي إشادات لإقناعه بالعزوف عن الخطوة.
ع.ج.م/ أ.ح (أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: حرب بوتين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا حرب أوكرانيا الغزو الروسي لأوكرانيا حلف الناتو حلف شمال الأطلسي تركيا السويد حرب بوتين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا حرب أوكرانيا الغزو الروسي لأوكرانيا حلف الناتو حلف شمال الأطلسي تركيا السويد الأمین العام
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء: الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز الوسطية ونشر الفكر المعتدل
أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استراتيجية يمكن توظيفها لتعزيز قيم الوسطية ونشر الفكر المعتدل، كما أنه أداة حيوية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تهدد استقرار المجتمعات.
إبراهيم نجم لـ "الوفد": قريبا.. قانون حاسم لمعاقبة المتجرئين على الفتوى دون تصريح (خاص) إبراهيم نجم: مصر البلد المؤهلة لقيادة قاطرة الإسلام في هذا الوقت العصيبجاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم في أعمال الملتقى السنوي لمراكز الفكر في الدول العربية، في دورته الثانية المنعقدة بمقر جامعة الدول العربية يومَي 23 و24 ديسمبر الجاري، تحت شعار "نحو آلية عربية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قِبل الجماعات الإرهابية".
وفي مستهل كلمته، أشار الدكتور نجم إلى أن التحول الرقمي أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الديني، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية تواجه مسؤولية كبيرة في تبنِّي أدوات الذكاء الاصطناعي لتحقيق رسالتها وتعزيز حضورها.
وقال: "إن التطبيقات الذكية تمنحنا فرصة غير مسبوقة لإعادة تقديم النصوص الدينية بما يتوافق مع العصر، دون التفريط في الأصالة أو تجاوز الضوابط الشرعية."
وأوضح أنَّ هذه الأدوات تُعد وسيلة فعالة لدعم الوسطية ومواجهة الأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن النجاح في هذا المجال يتطلب رؤية متكاملة تجمع بين القيم الدينية والاحتياجات التقنية، لضمان توافق مخرجات الذكاء الاصطناعي مع الثوابت الشرعية.
تناول الأمين العام أبرز التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في الحقل الديني، مُقسمًا إياها إلى تحديات تقنية وشرعية واجتماعية.
أشار إلى محدودية قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية على فهم التنوع الثقافي والديني، بالإضافة إلى نقص قواعد البيانات الشرعية الدقيقة التي يمكن الاعتماد عليها لتطوير التطبيقات الذكية. وأكد على ضرورة الاستثمار في تطوير هذه القواعد لتكون مرجعًا موثوقًا يخدم الأهداف الشرعية.
ولفت الدكتور نجم الانتباه إلى خطورة البرمجة المتحيزة التي قد تُسهم في تفسير النصوص الدينية بما يخدم أجندات متطرفة.
وأوضح أن هذا يتطلَّب وضع معايير واضحة ومدونات أخلاقية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الديني، بما يضمن توافق مخرجاته مع القيم الوسطية. كما تناول التحديات الاجتماعية الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في نشر فتاوى غير موثوقة أو تحريضية عبر الإنترنت.
وأشار إلى أن هذا قد يؤدي إلى تعزيز الانعزال الرقمي وتقليل التفاعل المباشر بين العلماء والجمهور، مما يتطلب تدخلًا من المؤسسات الدينية لضبط هذا الجانب.
واستعرض الأمينُ العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الفرصَ التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي لتعزيز العمل الديني، مُشيرًا إلى إمكانية توظيفه في عدة مجالات رئيسية، منها تحليل النصوص المتطرفة واستخلاص أنماط التحريض، مما يُسهم في صياغة استراتيجيات فعَّالة لمكافحة الفكر المتطرف.
وقال: "يمكن لهذه الأدوات أن توفر تقارير دورية للمؤسسات الدينية وصانعي القرار حول التوجهات الفكرية المتطرفة، بما يدعم جهودهم في هذا المجال."
كما دعا إلى إنشاء منصات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم فتاوى موثوقة، مع التركيز على قضايا الشباب والتحديات المعاصرة. وأوضح أن هذه المنصات يمكن أن تقدم إجابات دقيقة ومتعددة اللغات، مما يوسع نطاق الاستفادة منها.
وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أهمية تطوير تطبيقات تعليمية تفاعلية تُقدم دروسًا في تفسير القرآن والحديث بطرق مبتكرة، مثل استخدام تقنيات الواقع الافتراضي لتوضيح السياقات التاريخية للنصوص الشرعية، مما يُثري العملية التعليمية ويُشجع على التفاعل. وأشاد بإمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل النقاط المشتركة بين النصوص الدينية لتعزيز الحوار بين الأديان.
وقال: "إن تصميم خوارزميات تُبرز القيم المشتركة بين الديانات يُسهم في نشر التسامح والتعايش السلمي."
وأكد الأمين العام للأمانة على الدَّور القيادي الذي يجب أن تضطلع به المؤسسات الدينية المعتدلة في هذا المجال. ودعا إلى إنشاء مركز دولي متخصص في الذكاء الاصطناعي الشرعي تحت مظلة الأزهر ودار الإفتاء المصرية، يضم فرقًا متكاملة من علماء الدين وخبراء التقنية لتطوير حلول مبتكرة وموثوقة.
كما شدد على ضرورة تنظيم برامج تدريبية لتأهيل القيادات الدينية والخطباء لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص ودحض الأفكار المتطرفة، إضافة إلى إطلاق مبادرات عالمية تُعزز من تبادل الخبرات والرؤى بين المؤسسات الدينية وخبراء التقنية.
واقترح الدكتور نجم سلسلة من الخطوات العملية، من بينها إطلاق منصة شاملة تقدم خدمات الإفتاء؛ دروسًا تفاعلية، وتقارير تحليلية عن الخطابات المتطرفة، وإنشاء موسوعة شرعية رقمية تعتمد على بيانات دقيقة لتغذية التطبيقات الذكية، وتطوير تطبيقات موجهة للشباب تُقدم الإرشادات الدينية بأسلوب بسيط وجذاب.
كما أكد على ضرورة تعزيز الحوار التفاعلي من خلال روبوتات محادثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابات شرعية وسطية، وإنشاء وحدة متابعة إلكترونية لرصد الأنشطة الفكرية المتطرفة عبر الإنترنت.
واختتم الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم كلمته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يُمثل فرصة تاريخية يمكن من خلالها تعزيز الوسطية ونشر الفكر المعتدل، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدينية المعتدلة، مثل الأزهر ودار الإفتاء المصرية، لديها القدرة على قيادة هذا التحول الرقمي من خلال بناء شراكات استراتيجية والاستثمار في البحث العلمي، لضمان مستقبل رقمي يدعم القيم الإنسانية ويُحقق السلام الفكري والاجتماعي.