الأسرى هدف ضمن أهداف.. كيف نقيم نتائج الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
مع إعلان هدنة إنسانية في قطاع غزة بوساطة قطرية، شاركت فيها مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل تسريبات عن احتمال تمديدها يوما أو يومين إضافيين، بدأت تطفو على السطح الكثير من الأسئلة بخصوص المعركة ونتائجها ومآلاتها، وفي مقدمة هذه الأسئلة المقارنة بين حجم الخسائر البشرية من شهداء وجرحى وحجم الدمار في المباني والمؤسسات في غزة من جهة، وعدد الأسرى والأسيرات المفرج عنهم وفق الاتفاق كمخرج وحيد حتى اللحظة للحرب، من جهة ثانية.
كثيرون صاغوا السؤال بشكل مباشر: هل تحرير عشرات الأسيرات والأسرى بل والآلاف منهم بصفقة لاحقة "يستحق مقتل الآلاف وتدمير غزة"؟ البعض يسأل ذلك إشفاقا وحزنا، والكثيرون يسألونه تشكيكا وقدحا. وإذا كانت الفئة الثانية تصدر عن مواقف مسبقة وانحيازات معروفة، فإن الشريحة الأولى تستحق نقاشا وإجابات وافية.
لكن قبل محاولة المساهمة في هذا النقاش، يلفت النظر ملحوظتان مهمتان ولكن مقلقتان على هامش إعلان الهدنة، مختصتان بالنخب والهيئات والشعوب خارج فلسطين، وتصدران عن نوايا طيبة وأصل سليم، لكنهما مبنيّتان على افتراض أن الحرب قد انتهت تماما؛ الأولى الجزم بالانتصار والاحتفال به بدل الانشغال بالعمل على تثبيته بوقف الحرب والحيلولة دون استئنافها، والثانية التركيز على فكرة "ماذا علمتنا غزة" أو ماذا أفادتنا، بدل الانشغال بكيف ندعمها ونساعدها خلال الحرب وبعدها.
سؤال تقييم الحرب، فإنه سؤال سابق لأوانه، إذ لم تنته الحرب بعد ولا اتضحت كل أبعادها ونتائجها، ورغم ذلك وبافتراض أن الحرب ستنتهي مع هذه الهدنة وتمديدها، فإن تقييمها من خلال الدمار والخسائر مقابل الأسرى تقييم كمّيٌّ تتبدى في تبنيه أربع معضلات رئيسة
وبالعودة لسؤال تقييم الحرب، فإنه سؤال سابق لأوانه، إذ لم تنته الحرب بعد ولا اتضحت كل أبعادها ونتائجها، ورغم ذلك وبافتراض أن الحرب ستنتهي مع هذه الهدنة وتمديدها، فإن تقييمها من خلال الدمار والخسائر مقابل الأسرى تقييم كمّيٌّ تتبدى في تبنيه أربع معضلات رئيسة؛ الأولى أنه يقارن عدد الشهداء والجرحى بأعداد الأسرى المفرج عنهم، وتحديدا المفرج عنهم في الاتفاق الحالي، وهما أمران لا تقوم بينهما مقارنة سوية. والثانية أنه ينظر للخسائر البشرية لدى الجانب الفلسطيني دون "الإسرائيلي"، والثالثة أنه -إن قارنا بين الجانبين- تقييم مبنيٌّ على العدد وليس النسبة. والقصد هنا نسبة الشهداء والقتلى لعدد السكان في الطرفين، وقد فصّل الدكتور وليد عبد الحي في ذلك بالأرقام مؤخرا وبيّن كيف أن خسائر الاحتلال بهذا البعد أكبر.
والرابعة، وهو الأهم، أن التقييم الكمي من حيث المبدأ ليس المعيار الصحيح لحساب المكاسب والخسائر تحديدا في حالات الاحتلال والتحرر الوطني مثل القضية الفلسطينية، والتي لا توازُنَ فيها بموازين القوى ولا ندّية فيها في الإمكانات ولا الحرب فيها نظامية، وبالتالي فإن الخسائر لدى المقاومة والشعب تحت الاحتلال تكون دائما أكبر بكثير من الطرف المحتل، كما هي كل نماذج التحرر الوطني والمقاومة عبر التاريخ.
إن التقييم السليم للحرب الحالية هو من زاوية ارتباط نتائجها بالصراع مع الاحتلال ومشروع التحرير، وبالتالي مدى تأثيرها على مسارات جوهرية في القضية الفلسطينية على المدى البعيد. حتى فشل الاحتلال على مدى أكثر من شهر ونصف في تحقيق أهدافه من العدوان واعترافه ضمنا بالفشل من خلال قبوله الهدنة وتبادل الأسرى، وهي معايير صالحة لحروب سابقة، لا تكفي في الحرب الحالية -التي بادرت لها المقاومة- لتقييم كامل مسار الحرب على أهميته البالغة وتأثيره على نتائجها.
أول ما ينبغي أن يوضع في ميزان التقييم هو فقدان الاحتلال قوة الردع التي اعتمد عليها لعقود، وانهيار أساطير الجيش الذي لا يقهر والاستخبارات التي تعرف كل شيء، والقوة الإقليمية التي لا توازيها قوة ولا يمكن مجرد التفكير في مواجهتها. إن ما حققته كتائب القسام يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر قد مزّق هذه الأساطير، وتآكلت قوى الردع لدى الاحتلال ليس فقط أمام المقاومة الفلسطينية، ولكن كذلك أمام عدة قوى ودول في المنطقة.
ومن أهم معايير التقييم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الاحتلال خلال الحرب على صعيد ضباطه وجنوده بين قتيل وجريح وأسير (علما أنه لا يعلن الأرقام الحقيقية)، وكذلك على صعيد دباباته وآلياته بين تدمير وإعطاب. وهذا، إلى جانب تأثيره المباشر عسكريا وميدانيا، ذو علاقة مباشرة بسمعة المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية"، ومعنويات جنود الاحتلال مقابل معنويات المقاومة، ومدى قدرة جيش الاحتلال على الاستمرار في الحرب فضلا عن تحقيق إنجاز ما فيها.
بالتوازي مع ذلك، فإن أزمة الثقة بين حكومة الاحتلال والمؤسسة الأمنية والعسكرية، والتي تبدى شيء منها أمام وسائل الإعلام رغم التعتيم الرسمي المتبع، من أهم نتائج المعركة وارتداداتها التي ستتفاعل وتتفاقم بشكل كبير وعلني بعد الإعلان عن انتهائها، ويلحق بذلك تعمّق حالة الاستقطاب داخل الكيان وإذكاء صراعاته الداخلية، إضافة لأزمة الثقة بين المجتمع والدولة التي لم تستطع حمايته من المقاومة، بل أثبتت تحقيقات وتقارير لاحقة أنها هي مَنْ قتـَـلَت الكثيرين وليس المقاومة. وينتج عن ذلك مستقبل غامض لما يسمى مستوطنات غلاف غزة التي يبدو من المستحيل أن تعود لحالتها السابقة، وكذلك الهجرة العكسية التي سُجلت في الكيان منذ بداية الحرب.
وبنتيجة كل ما سبق، أدت الحرب لإذكاء الأسئلة الوجودية داخل الكيان، وأقصد بذلك علامات الاستفهام حول مستقبله واستمرار وجوده في المنطقة، فضلا عن فرص نجاح مسار التطبيع مع الدول العربية. وتبدو هذه الأسئلة أكثر وضوحا وإلحاحا اليوم لدى بعض الباحثين والسياسيين "الإسرائيليين" والغربيين الذين كانوا شككوا في إمكانية استمرار الكيان على المدى البعيد و/أو حذروا من أن عبئه على الغرب وتحديدا الولايات المتحدة قد لا يمكن تحمله في المستقبل البعيد.
خسائر الاحتلال وبالتالي مكاسب الفلسطينيين كثيرة وكبيرة في هذه الحرب، وهي مكاسب استراتيجية ذات علاقة جوهرية بالصراع ومستقبل القضية الفلسطينية، ولم نتطرق لمكاسب أخرى إضافية تبدو أقل أهمية من قبيل الصورة والإعلام والسردية وغير ذلك. وهي مكاسب ثبتت في اليوم الأول من الحرب ولم/ لن تؤثر عليها التطورات اللاحقة
وأخيرا، وبعد كل ذلك، هناك صفقة تبادل الأسرى المتوقعة بين المقاومة والاحتلال بخصوص الجنود والضباط مقابل المقاومين، وهي صفقة قد تكون قادرة على تبييض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين، بما لذلك من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الصراع والمعنويات والتجاذبات داخل الكيان ومستقبل الكثير من قياداته السياسية والعسكرية وفي مقدمتها نتنياهو، وهي سياقات ليست بالقليلة ولا عديمة التأثير كما هو واضح.
وفي الخلاصة، فإن خسائر الاحتلال وبالتالي مكاسب الفلسطينيين كثيرة وكبيرة في هذه الحرب، وهي مكاسب استراتيجية ذات علاقة جوهرية بالصراع ومستقبل القضية الفلسطينية، ولم نتطرق لمكاسب أخرى إضافية تبدو أقل أهمية من قبيل الصورة والإعلام والسردية وغير ذلك. وهي مكاسب ثبتت في اليوم الأول من الحرب ولم/ لن تؤثر عليها التطورات اللاحقة. ومع عدم التقليل من بشاعة وفداحة ومأساوية وأهمية الخسائر البشرية من شهداء وجرحى والتدمير الحاصل، إلا أنها من قبيل الانتقام ومحاولة تقليل وقع هذه الخسائر على الداخل "الإسرائيلي" وبالتالي ارتداداتها على مستقبل الساسة والعسكريين.
إن حسابات الربح والخسارة بالمعنى الاستراتيجي والعسكري والأمني وبما يتعلق بجوهر الصراع ومستقبل القضية الفلسطينية تتبدى بوضوح لصالح الفلسطينيين ومقاومتهم رغم فداحة الثمن المبذول، وستكشف نهايات الحرب الكثير من هذه المعالم عاجلا أم آجلا.
twitter.com/saidelhaj
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإسرائيلي إسرائيل اسرى حماس غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان "خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات"، وجاء فيه: ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، كلمة شاملة، تناول فيها رؤية الحزب للوضع الراهن في لبنان، ودرات الكلمة حول 3 محاور رئيسية: المعركة، والتفاوض، وما بعد الحرب، وتضمنت رسائل متعددة المستويات، وجهت بشكل خاص إلى إسرائيل، والمفاوضين على الساحتين المحلية والدولية، إضافة إلى الداخل اللبناني.تحدث قاسم عن المعركة في المحور الأول من كلمته، وأشار بوضوح إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت"، وأوضح أن المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح، وقال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".
وفي المحور الثاني، تناول قاسم مسألة المفاوضات، مشيرا إلى استلامهم المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، والذي قدموا ملاحظاتهم عليه، وأكد أن الحزب قرر عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق عبر وسائل الإعلام، كما أوضح أن هناك تطابقا بين ملاحظات لبنان الرسمي وتلك التي قدمها الحزب، وأضاف أن "التفاوض يتم تحت سقفين رئيسيين: الأول هو وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والثاني ضمان الحفاظ على السيادة اللبنانية".
وفي المحور الثالث، قدم قاسم رؤية الحزب وخارطة الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، موضحا مواقفه من خلال 3 رسائل أساسية:
الرسالة الأولى: أكدت استمرار حزب الله في تبني موقفه السابق قبل الحرب وهو سياسة المقاومة.
الرسالة الثانية: أعادت التأكيد والتذكير على ثلاثية "الجيش، الشعب، المقاومة"، مع الإشارة إلى أن الحزب معني بتسهيل انتخاب رئيس جمهورية ضمن الأطر الدستورية وتحت سقف اتفاق الطائف.
الرسالة الثالثة: التزام الحزب بالمشاركة في إعادة الإعمار.
مواقف حاسمة قال المحلل السياسي قاسم قصير، للجزيرة نت، إن كلمة نعيم قاسم جاءت لتأكيد مواقف حزب الله والمقاومة على الأصعدة العسكرية والسياسية والتفاوضية، موضحا أن "الكلمة حملت رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج حول قوة الحزب وقدرته على الصمود، واستعداده لما بعد وقف الحرب، خاصة في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتمسك باتفاق الطائف، والمضي قدما في جهود إعادة الإعمار".
وأشار قصير إلى أن قاسم شدد على أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعد انتصارا"، وأكد على قاعدة تكاتف الجيش اللبناني والشعب والمقاومة.
وفي ما يخص المفاوضات، أشار المحلل إلى أن الأمين العام لحزب الله ربط نجاحها برد فعل إسرائيل والجدية التي يظهرها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة التفاوض تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية.
وأضاف قصير أن قاسم توجه إلى النازحين معبرا عن تقديره لتضحياتهم، وأوضح أن الحزب سيقوم بواجبه قدر الإمكان، داعيا إياهم إلى الصبر، وأكد على أن عملية إعادة الإعمار ستتم بالتعاون مع الدولة فور وقف العدوان.
التفاوض والنار يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت، أن خطاب نعيم قاسم يمكن قراءته من 3 زوايا رئيسية، أولها تتعلق بالميدان وتجديد بنك الأهداف بصورة يومية، وهو ما تعكسه عمليات المقاومة المستمرة التي تستهدف مستوطنات جديدة ومواقع عسكرية متنوعة، تشمل الأعمال الأمنية، والتقنية، والاستخبارية، والعسكرية، واللوجستية، وصولا إلى تل أبيب.
يشير شومان إلى أن هذه العمليات تعكس قبول المقاومة بمعادلة "التفاوض تحت النار"، التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى فرضها، إلا أن الخطاب يبرز بوضوح استعداد المقاومة لمواجهة هذه المعادلة بكل السبل الممكنة، بهدف إفشال مساعي إسرائيل لتوظيف العدوان لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.
أما الزاوية الثانية فترتبط بالمفاوضات الجارية، التي تجري بالتنسيق والتناغم مع الدولة اللبنانية، ويوضح شومان أن خطاب قاسم اتسم بالتحفظ في التعليق على هذه المفاوضات، انتظارا لما ستسفر عنه زيارة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب والرد الإسرائيلي المرتقب، وتأكيد قاسم استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة إذا اختار العدو الإسرائيلي هذا السيناريو.
وبخصوص الزاوية الثالثة والمتعلقة بالوضع السياسي الداخلي، يشير المحلل إلى أن قاسم أكد التزام حزب الله باتفاق الطائف والعمل تحت سقفه، باعتباره عقدا سياسيا واجتماعياً وطنياً جامعاً، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بالشراكة الوطنية المتوازنة والمتساوية، ويرى شومان أن هذا الموقف ينفي أي نية لاستثمار الخطاب السياسي داخليا، كما يُشاع في بعض الأوساط اللبنانية.
الميدان والسياسة من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تحمل دلالات مهمة تركز على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب.
ففي الجانب الميداني، يوضح مطر أن الشيخ قاسم قدم شرحاً مفصلاً لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل.
ووفقاً لمطر، تحمل هذه الرسالة تأكيدا على أن "العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الإستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة".
وعلى صعيد المفاوضات، يشير الباحث مطر إلى أن الشيخ قاسم أكد حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأضاف أن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.
وفي سياق آخر، يلفت الباحث إلى أن قاسم حرص على الإشارة بشكل غير مباشر إلى قضايا حساسة، مثل طرح إسرائيل مفهوم "الدفاع عن النفس"، وهو ما يراه مطر تدخلا خطيرا في الشأن اللبناني، وانتهاكا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.
يختم مطر تحليله للكلمة بالإشارة إلى أنّ حزب الله، كما أوضح أمينه العام، يعتزم استئناف حياته السياسية بشكل طبيعي بعد الحرب، مع العمل على تطوير قدراته بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الإعمار. (الجزيرة نت)