مقال بغارديان: حرب غزة درس لن يُنسى في الطبيعة الوهمية للقانون الدولي
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
تقول كاتبة العمود بصحيفة "غارديان" البريطانية نسرين مالك إن الشيء الوحيد الذي يمكنها قوله بيقين تام عن حرب غزة هو أن الناس رأوا الكثير الذي سيبقى معهم لفترة طويلة، وأن ثقتهم في "المجتمع الدولي" لن تكون هي نفسها.
وأوضحت أنه مهما حدث مع الهدنة الهشة التي أطلقت شعاعا رقيقا من الضوء، فقد تم إطلاق ظلام في العالم شكله النهائي لم يكتمل بعد، لكنه يستمر في التشكل.
وأضافت أن عدم القدرة على إقناع "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" بشيء يبدو واضحا تماما، وهو أن الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لا يمكن محوها بمزيد من الرعب، والدرس وحشي وقصير: حقوق الإنسان ليست عالمية والقانون الدولي يطبق بشكل تعسفي.
وأشارت إلى أن القادة السياسيين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يقدمون سردا غير دموي بشكل صارخ للصراع يتجاهل الحقيقة المطلقة وعدد الوفيات ويلجؤون بدلا من ذلك إلى لغة شبه سريالية تدعو إلى "كل الاحتياطات الممكنة" لحماية حياة المدنيين، ويفقد مسؤولو الأمم المتحدة هدوءهم ويستخدمون أقوى المصطلحات الممكنة، فيما يبدو أنه نتيجة مباشرة لهذا الإصرار الغريب على عدم تسمية الواقع بما هو عليه.
وعلقت الكاتبة على الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني خلال الحرب، قائلة إن غزة هي المكان الذي يأتي منه الشعور بفقدان عقلك: حقيقة أنه يبدو أن القوى الغربية غير قادرة حتى على التظاهر بوجود نظام عالمي من القواعد التي تزعم أنها تتمسك بها.
سرعة مرعبةوأضافت أن جزءا من عدم القدرة على الوصول إلى روايات مقنعة حول سبب وفاة الكثير من الأبرياء هو أن الأحداث تصاعدت بسرعة مرعبة، ولم يكن هناك وقت لتحديد وتيرة الهجمات على غزة، وإعداد المبررات والأمل في أن يؤدي الوقت وفترات الاهتمام القصيرة في نهاية المطاف إلى تغطية الخسائر.
وأشارت إلى أن حرب غزة كانت صراعا شديدا بشكل فريد وغير مريح، ولفتت إلى ما قالته صحيفة نيويورك تايمز من أن وتيرة الموت خلال حملة إسرائيل لها سوابق قليلة في هذا القرن.
ليست كالعراقوتابعت نسرين مالك بالقول إن الأسابيع القليلة الماضية كانت درسا قويا في الطبيعة الوهمية للقانون الدولي، على عكس العراق، حيث استغرق الأمر سنوات لتتراكم الجثث، وتتصاعد الأدلة وتثبت أن المشروع لم يجعل أحدا أكثر أمانا، وكان بلا رحمة ومضللا، وفي النهاية تتسرب الثقة في القيادة السياسية.
وأوضحت أن أحداث غزة تجري في الوقت الحقيقي، وفي بعض الحالات يتم بثها مباشرة، وأن عمليات القصف لا هوادة فيها ومركزة لدرجة أن عائلات بأكملها قد تم القضاء عليها. وقد نزح الآلاف، وحملوا أطفالهم. وهناك أيضا القوة الأخلاقية لأحوال الأطفال، ليس فقط وفياتهم، التي تقدر بنحو 6000 في أقل من شهرين، ولكن تيتمهم ونزوحهم وحرمانهم من الطعام والماء في غزة المحاصرة التي أصبحت الآن، وفقا لـ اليونيسيف، "أخطر مكان في العالم للأطفال".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سالم الخياري: أميل إلى رسم الطبيعة ومفردات التراث العماني
تأثر بطبيعة ولاية الحمراء الساحرة وبلدته ذات الخيل وما تتمتع به من العراقة والقدم، فقد جمعت بين مختلف مكونات التراث، وتمثل ذلك في برجها وحارتها ومناظرها الطبيعية. إنه الفنان التشكيلي سالم بن علي بن خلفان الخياري معلم ومشرف متقاعد لمادة اللغة الانجليزية. وخلال لقائنا به حدثنا عن بدايته فقال: كان لدي الاهتمام منذ المراحل الأولى في المدرسة، لكن البداية الفعلية كانت عندما كنت في الصف العاشر، إذ بدأت في استكشاف استخدام خامات لأول مرة كالألوان الزيتية.
وبكل تأكيد الأسرة كان لها دور مهم من خلال التشجيع وتوفير الأدوات اللازمة لممارسة هذه الهواية، أما المدرسة فكان لها دور من خلال حصص التربية الفنية التي قدمت لي التشجيع.
ويضيف: لا يمكنني القول إنني تخصصت في مجال فني معين، فأنا هاوٍ للفنون التشكيلية، وطورت مهاراتي ذاتيا من خلال الممارسة والاطلاع والمحاولة والخطأ والاطلاع على أعمال الآخرين. أما الدافع فهو الرغبة الداخلية والحب الفطري للمجال الفني. موضحا أن أفضل الأعمال الفنية التي كنت دائما أجد في نفسي ميلاً لها هي صنع المجسمات باستخدام خامات البيئة، وكانت لدي محاولات في هذا المجال، لكن في الفترة الأخيرة بدأت أهتم أكثر بصنع المجسمات. وتحدث الخياري عن طريقته في الرسم والتشكيل موضحا أن الأسلوب يعتمد على فكرة وطبيعة العمل قيد التنفيذ، فبعد أن تولد الفكرة، أحاول أن أتخيل العمل وطريقة التنفيذ سواء كان ذلك لوحة فنية أم مجسما أو غير ذلك. بعد ذلك أبحث عن المواد اللازمة لتنفيذ العمل، ثم يكون التنفيذ على مراحل، وفي بعض الأحيان لا أكون راضيا عن النتيجة، فإما أن أبدأ من جديد أو أترك العمل وأعود له بعد فترة قد تطول أو تقصر. أما اختاري لخلفيات العمل والألوان والمعالجات الفنية التي استعملها، فيعتمد على طبيعة العمل نفسه، ولكل شخص أسلوبه الخاص وهو ما يميز أعماله عن أعمال غيره. وأظن أن استخدام الأسلوب الخاص يكون تلقائيا بحكم أنه يصبح مع الزمن جزءًا من الشخصية الفنية للفنان.
وعن اختاري ما بين الأعمال المسطحة والأعمال المجسمة، فإني لا أفضل شيئا على شيء، بل يعتمد ذلك على فكرة العمل ونظرة صاحب العمل، وأنا شخصيا أحب البساطة في الأعمال.
وأشار الخياري إلى استعماله التقانة والذكاء الاصطناعي في تنفيذ الأعمال قائلا: لم يسبق لي فعل ذلك، لكن التقانة والذكاء الاصطناعي أصبحا جزءا من حياتنا المعاصرة وربما أجد نفسي أستعملها في يوم من الأيام. وأنا حريص لنقل مهاراتي للجمهور عندما تتاح لي الفرصة أو عندما يطلب مني ذلك. ولي جمهوري من المقربين لي من أفراد العائلة والأصدقاء، وفي ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي تتوسع الدائرة شيئا فشيئا.
ووجه الخياري رسالته قائلا: هناك بكل تأكيد رسائل ضمنية تنقل من خلال الفن التشكيلي بمختلف أنواعه، فمن خلال إبراز دلالات عناصر العمل الفني تنتقل تلك الرسائل بشكل تلقائي وعفوي، كما أن المتلقي يفهمها من خلال قناعاته وثقافته وحسه الفني الذي يختلف من شخص إلى شخص.
وأكد الخياري كانت بدايتي في المشاركة في المعارض منذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وكنت أشارك في المعارض التي كان يقيمها نادي الحمراء، وفي عام 1995 تقريبا شاركت في معرض تشكيلي مشترك مع اثنين من الزملاء وكان أول معرض من نوعه يقام في ولاية الحمراء في ذلك الوقت. كما أقمت أول معرض شخصي لي في عام 2023 ضم - بالإضافة إلى اللوحات الفنية والمجسمات - أعمال أخرى باستخدام الخشب. وآخر معرض شاركت به كان (معرض الحمراء للفنون) وكان في شهر سبتمبر الماضي.
وتعرفت على المدارس الفنية المختلفة كالواقعية والانطباعية والتكعيبية والتجريدية وغيرها وفنانيها من خلال أحد المساقات التي درستها في الكلية ومن مطالعاتي، لكن لا أستطيع القول إنني تبنيت إحداها أو أنني تأثرت بها، إلا أنه لا بد أن أكون قد استفدت منها بشكل أو بآخر. على أية حال فأنا أميل إلى رسم الطبيعة ومفردات التراث العماني كالمباني والأدوات الأثرية وما شابهها، وبطبيعة الحال أحتاج إلى أن أكون واقعيا نوعا ما.
واختتم الخياري حديثه: طموحي أن أستمر في تطوير مهاراتي الفنية من خلال حضور بعض الورش الفنية المتخصصة، وكذلك زيارة المعارض والمشاركة في معارض متى ما أمكن ذلك. وأطمح في أن أجد طريقة لإنتاج أعمال فنية باستخدام خامة الخشب، بحيث تكون أعمالا تجمع بين الفن وكونها مقتنيات مستخدمة في الحياة اليومية.