لجريدة عمان:
2025-01-31@07:45:12 GMT

التغيرات المناخية والإرادة السياسية المطلوبة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

التغيرات المناخية والإرادة السياسية المطلوبة

ليست الحرب الهمجية التي تدور رحاها في الكثير من بقاع العالم هي وحدها التي تهدد البشرية، وتقرع ناقوس الخطر عاليا.. ثمة أخطار أخرى تحيط بنا وفي مقدمتها التغيرات المناخية التي بات خطرها واضحا وقريبا منا جميعا.

إن خطر التغيرات المناخية أكبر بكثير من كونه قضية بيئية، إنه أزمة جيوسياسية، واقتصادية، وأخلاقية، بل هو وحش متعدد الرؤوس يتطلب استجابة منسقة وطموحة من المجتمع العالمي.

وهنا يأتي دور مؤتمر الأطراف «cop» الذي تشارك فيه سلطنة عمان يوم الخميس القادم في دولة الإمارات العربية، ويعيد طرح الأخطار الكبرى التي تتهدد كوكبنا على طاولة الناقش العالمي.

إنَّ مؤتمر الأطراف يحمل أهمية كبيرة؛ نظرًا لما يتمتع به سنويا من مشاركة سياسية واسعة، حيث يتعين على الدول المشاركة فيه أن تضبط سياساتها ليس على إيقاعات المصلحة الوطنية قصيرة النظر، بل على الإيقاع العالمي للبقاء والاستدامة.

لماذا؟ لأن أزمة المناخ لا تحترم الحدود. ومن الممكن أن تؤدي انبعاثات الكربون الصادرة عن مصنع للفحم في الصين إلى تفاقم حالات الجفاف في إفريقيا، تماما كما يمكن أن تؤثر إزالة الغابات في منطقة الأمازون على الفيضانات في بنجلاديش. نحن نعيش في عالم شديد الترابط، ليس فقط من خلال الإنترنت والتجارة، ولكن من خلال الهواء الذي نتنفسه وأنماط الطقس التي نواجهها.

إن المخاطر هائلة، وبدون حلول جذرية وعمل متضافر، فإننا نخاطر بحدوث كوارث بيئية متتالية يمكن أن تعيد رسم الخرائط، وتشريد الملايين، وزعزعة استقرار الاقتصادات والأنظمة السياسية. إن تكلفة التقاعس عن العمل لا تُحسب بالدولار أو اليورو فحسب، بل أيضًا بحياة البشر والإرث الذي نتركه للأجيال القادمة.

قد يقول البعض إن هدف تحقيق الإجماع العالمي بشأن العمل المناخي أقرب إلى فكرة الوصول إلى النجوم، لكن علينا أن نتذكر جيدا أن الوصول إلى النجوم هو بالتحديد ما دفع أعظم التطورات التي حققتها البشرية. لقد حان الوقت لكي تدرك الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف هذه الحقيقة، وتتصرف بالسرعة التي تتطلبها هذه اللحظة.

ويتعين علينا أن نبذل جهودا مضاعفة من أجل الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام ٢٠٥٠ وأن نعيد تصور مدننا، ونعيد النظر في ممارساتنا الزراعية، ونعيد اختراع الطريقة التي نعيش بها ونتفاعل بها مع كوكبنا. وهذه ليست مجرد ضرورة بيئية فحسب، بل إنها فرصة لتحفيز عصر جديد من الابتكار، وخلق فرص العمل، والنمو المستدام.

لقد انتهى زمن أنصاف الحلول والوعود التي لا تثمر وعلى زعماء العالم أن يصلوا هذه المرة إلى نتيجة عملية تعالج خطر التغيرات المناخية عبر الإرادة السياسية الحقيقية التي تستشعر الخطر، وتعمل على وقف تقدمه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة

إقرأ أيضاً:

برنامج الأغذية العالمي يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان فيما يحاول توسيع عملياته

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن تصاعد القتال والعرقلة التعسفية للقوافل الإنسانية يعيقان حركة المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، فيما تحاول الوكالة الأممية توسيع مساعداتها لملايين الأشخاص في جميع أنحاء السودان.

وفي بيان صدر اليوم الخميس، قال البرنامج إنه يهدف إلى مضاعفة عدد الأشخاص الذين يدعمهم في البلاد بمقدار 3 مرات ليصل إلى سبعة ملايين شخص، مضيفا أن أولويته القصوى هي تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمواقع "التي تواجه المجاعة أو تتأرجح على شفاها".

ومنذ إطلاق موجة واسعة النطاق من المساعدات الغذائية في أواخر عام 2024، تمكن البرنامج من الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك مخيم زمزم في شمال دارفور وجنوب الخرطوم وجبيش في غرب كردفان.

كما وصل البرنامج هذا الشهر إلى ود مدني في ولاية الجزيرة بعد أن أصبحت المدينة آمنة بما يكفي لدخول الشاحنات. وقد تلقى أكثر من 2.5 مليون شخص شهريا مساعدات غذائية وتغذوية في الربع الأخير من عام 2024، بما في ذلك العديد منهم لأول مرة منذ بدء الصراع.

وفي هذا السياق، قال مدير مكتب السودان بالإنابة أليكس ماريانيلي: "حققنا اختراقات كبيرة في توصيل المساعدات إلى المناطق التي صعب الوصول إليها في الأشهر الثلاثة الماضية، لكن لا يمكن أن تكون هذه أحداثا لمرة واحدة. نحن بحاجة ماسة إلى الحصول على تدفق مستمر من المساعدات للأسر في أكثر المناطق تضررا، والتي كانت أيضا الأكثر صعوبة في الوصول إليها".

وأشار البرنامج إلى أن قافلة مكونة من 40 شاحنة تقريبا متجهة إلى مناطق تعاني بالفعل أو معرضة لخطر المجاعة في دارفور استغرقت وقتا أطول بثلاث مرات للوصول إلى وجهتها بسبب تدخلات قوات الدعم السريع - التي احتجزت القافلة لأسابيع مرتين ووضعت متطلبات الحصول على الموافقات والتفتيشات الجديدة ومطالب إضافية.

كما أن أزمة السيولة في السودان أثرت على توزيعات البرنامج النقدية والعينية لأكثر من أربعة ملايين شخص، حيث تأخرت لأكثر من شهر بسبب نقص الأوراق النقدية الكافية لدفع أجور الحمالين لتحميل الشاحنات. وقد أدت الجهود الأخيرة التي بذلها البنك المركزي السوداني ووزارة المالية لتخفيف الأزمة وزيادة توافر النقد إلى استئناف عمليات البرنامج تدريجيا.

ودعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف على الأرض في السودان إلى إزالة جميع الحواجز والعقبات غير الضرورية التي تمنع الاستجابة الإنسانية الكاملة لأزمة الجوع المتزايدة في السودان. وشدد على ضرورة احترام حياد واستقلال العاملين في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي ضربتها المجاعة.

جدير بالذكر أن السودان يواجه وضعا إنسانيا كارثيا حيث يواجه حوالي 24.6 مليون شخص - ما يقرب من نصف سكان البلاد - انعدام الأمن الغذائي الحاد. وهناك 27 منطقة في مختلف أنحاء السودان تعاني من المجاعة أو معرضة لخطر المجاعة، في حين يعاني أكثر من ثلث الأطفال في المناطق الأكثر تضررا من سوء التغذية الحاد، وهو ما يفوق بكثير عتبة إعلان المجاعة.

الأمم المتحدة:  

مقالات مشابهة

  • «الأغذية العالمي» يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان فيما يحاول توسيع عملياته
  • رئيس هيئة حقوق الإنسان: المشاركة في مؤتمر سوق العمل العالمي تؤكد أهمية العناية بحقوق العمال وأصحاب العمل
  • رياضة شمال سيناء تنظم ندوة عن التغيرات المناخية وتأثيرها علي المجتمع
  • افتتاح ورشة عمل بـ"البحوث الزراعية" حول البصمة الكربونية وتأثيرها على التغيرات المناخية
  • قراءة فكرية في التغيرات الكبرى التي صنعها السيدُ حسين بدرالدين الحوثي
  • خبراء يناقشون دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية
  • وزارة البيئة تنظم حلقة نقاشية حول دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية
  • التغيرات المناخية تؤثر على الإنتاج الزراعي.. الدكتور محمد فهيم يقدم 10 نصائح للمزارعين
  • البيئة تنظم حلقة نقاشية حول دور القطاعات المختلفة في مواجهة التغيرات المناخية