لجريدة عمان:
2025-04-28@14:40:11 GMT

التغيرات المناخية والإرادة السياسية المطلوبة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

التغيرات المناخية والإرادة السياسية المطلوبة

ليست الحرب الهمجية التي تدور رحاها في الكثير من بقاع العالم هي وحدها التي تهدد البشرية، وتقرع ناقوس الخطر عاليا.. ثمة أخطار أخرى تحيط بنا وفي مقدمتها التغيرات المناخية التي بات خطرها واضحا وقريبا منا جميعا.

إن خطر التغيرات المناخية أكبر بكثير من كونه قضية بيئية، إنه أزمة جيوسياسية، واقتصادية، وأخلاقية، بل هو وحش متعدد الرؤوس يتطلب استجابة منسقة وطموحة من المجتمع العالمي.

وهنا يأتي دور مؤتمر الأطراف «cop» الذي تشارك فيه سلطنة عمان يوم الخميس القادم في دولة الإمارات العربية، ويعيد طرح الأخطار الكبرى التي تتهدد كوكبنا على طاولة الناقش العالمي.

إنَّ مؤتمر الأطراف يحمل أهمية كبيرة؛ نظرًا لما يتمتع به سنويا من مشاركة سياسية واسعة، حيث يتعين على الدول المشاركة فيه أن تضبط سياساتها ليس على إيقاعات المصلحة الوطنية قصيرة النظر، بل على الإيقاع العالمي للبقاء والاستدامة.

لماذا؟ لأن أزمة المناخ لا تحترم الحدود. ومن الممكن أن تؤدي انبعاثات الكربون الصادرة عن مصنع للفحم في الصين إلى تفاقم حالات الجفاف في إفريقيا، تماما كما يمكن أن تؤثر إزالة الغابات في منطقة الأمازون على الفيضانات في بنجلاديش. نحن نعيش في عالم شديد الترابط، ليس فقط من خلال الإنترنت والتجارة، ولكن من خلال الهواء الذي نتنفسه وأنماط الطقس التي نواجهها.

إن المخاطر هائلة، وبدون حلول جذرية وعمل متضافر، فإننا نخاطر بحدوث كوارث بيئية متتالية يمكن أن تعيد رسم الخرائط، وتشريد الملايين، وزعزعة استقرار الاقتصادات والأنظمة السياسية. إن تكلفة التقاعس عن العمل لا تُحسب بالدولار أو اليورو فحسب، بل أيضًا بحياة البشر والإرث الذي نتركه للأجيال القادمة.

قد يقول البعض إن هدف تحقيق الإجماع العالمي بشأن العمل المناخي أقرب إلى فكرة الوصول إلى النجوم، لكن علينا أن نتذكر جيدا أن الوصول إلى النجوم هو بالتحديد ما دفع أعظم التطورات التي حققتها البشرية. لقد حان الوقت لكي تدرك الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف هذه الحقيقة، وتتصرف بالسرعة التي تتطلبها هذه اللحظة.

ويتعين علينا أن نبذل جهودا مضاعفة من أجل الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام ٢٠٥٠ وأن نعيد تصور مدننا، ونعيد النظر في ممارساتنا الزراعية، ونعيد اختراع الطريقة التي نعيش بها ونتفاعل بها مع كوكبنا. وهذه ليست مجرد ضرورة بيئية فحسب، بل إنها فرصة لتحفيز عصر جديد من الابتكار، وخلق فرص العمل، والنمو المستدام.

لقد انتهى زمن أنصاف الحلول والوعود التي لا تثمر وعلى زعماء العالم أن يصلوا هذه المرة إلى نتيجة عملية تعالج خطر التغيرات المناخية عبر الإرادة السياسية الحقيقية التي تستشعر الخطر، وتعمل على وقف تقدمه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر العلوم السلوكية العالمي 2025 يُعلن أجندة جلساته

أبوظبي/ وام
أعلنت مجموعة العلوم السلوكية في مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء بديوان الرئاسة، أجندة جلسات مؤتمر العلوم السلوكية العالمي 2025، الذي سيُعقد برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، تحت شعار «آفاق جديدة في العلوم السلوكية»، وبمشاركة أكثر من 500 خبير دولي في أكثر من 20 جلسة حوارية، خلال الفترة من 30 إبريل إلى الأول من مايو 2025 في جامعة نيويورك أبوظبي، وبالشراكة مع كل من مركز التصميم المؤسسي السلوكي التابع للجامعة وفريق الرؤى السلوكية في المملكة المتحدة.
وتشتمل أجندة المؤتمر على كلمة رئيسية لشما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع، وعدة جلسات نقاشية مُهمة في مجال العلوم السلوكية وأبعادها السياسية والمجتمعية، حيث ستشهد الجلسات مشاركة الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والرئيس التنفيذي للمُسرعات المُستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، في جلسة حوارية حول إمكانية تحقيق تحول واسع النطاق في مجال العمل المُناخي، وكيف يُمكن للممارسات الفردية أن يكون لها مُساهمة بالغة الأثر في إحداث هذا التحول وتحقيق الهدف المرجو.
كما سيستعرض عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، كيف يُمكن لصنَّاع السياسات تطبيق الدروس المُستفادة من الأبحاث المُتعلقة بالأعراف الاجتماعية على المجالات السياسية الرئيسية في دولة الإمارات، بالإضافة إلى مشاركة هاجر أحمد الذهلي، الأمين العام لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، في جلسة حوارية تُسلط الضوء على دور الرؤى السلوكية في تعزيز سياسات التعليم لتحسين تفاعل ومشاركة أولياء الأمور، ومشاركة الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، في جلسة مُخصصة حول السلوك البشري وبناء السياسات العامة الفعَّالة في عصر الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور طارق أحمد العامري، مدير مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، أهمية هذا المؤتمر العالمي الذي يُقام في العاصمة أبوظبي كأول وجهة في منطقة الشرق الأوسط، ويجمع نُخبة من الخبراء والأكاديميين والمُختصين من مختلف أنحاء العالم ليُسهموا بمعارفهم وخبراتهم في إثراء مختلف مجالات العلوم السلوكية، لاسيما ما يرتبط بتحقيق الأهداف التنموية المُستدامة وتعزيز القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والطاقة والمُناخ وغيرها.
وأشار إلى أهمية تسخير الخبرات وما توصلت إليه الأبحاث والدراسات في خدمة تطوير وتنمية المجتمعات، من خلال وضع الحلول للتحديات وصياغة السياسات المناسبة لضمان مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
من جانبها أوضحت رشا العطار، مديرة مجموعة العلوم السلوكية في مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء بديون الرئاسة، أن احتضان دولة الإمارات لمثل هذا المؤتمر العالمي، يأتي ضمن سلسلة الإنجازات المتُعددة التي حققتها العاصمة أبوظبي في التنمية والابتكار، والمساهمة الدولية الفاعلة لوضع السياسات المُستدامة في مجال العلوم السلوكية من جهة، ودور «أبوظبي» الرائد في مواصلة العمل المؤسسي الدولي المُشترك والبرامج المجتمعية المُميزة لضمان تقدم وازدهار المجتمعات في شتى المجالات من جهة أخرى.
من جهته قال البروفيسور فابيو بيانو، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، إن الجامعة تتشرف باستضافة مؤتمر العلوم السلوكية العالمي 2025 كأول نسخة عالمية تُنظم في منطقة الشرق الأوسط، ونُرحب بعلماء وخبراء جميع تخصصات العلوم السلوكية في العاصمة أبوظبي كوجهة دولية تُسهم في إثراء المعرفة الإنسانية بتجاربها التنموية النوعية، خصوصاً تلك المُبنية على ما توصلت إليه دراسات وتجارب العلوم السلوكية في مختلف دول العالم.
ولفت إلى ضرورة تسخير نتائج الحوارات العلمية والعلاقات المؤسسية المُثمرة في خدمة المجتمعات، بما يتماشى مع الأولويات العالمية ومراعاة الخصوصيات الثقافية لمختلف الشعوب لتحقيق الأثر الاجتماعي المنشود على المدى البعيد، مع أهمية إشراك طلبة الجامعات في مثل هذه الحوارات العلمية والمؤتمرات الدولية.
يذكر أن مؤتمر العلوم السلوكية سيستضيف نخبة من خبراء العلوم السلوك، مثل البروفيسور كاس سانستين، الأستاذ بجامعة روبرت والمسلي في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، والبروفيسور ديفيد هالبرن، الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية والرئيس الفخري والمدير المؤسس لفريق الرؤى السلوكية، إضافةً إلى مشاركة أكاديميين بارزين من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وكلية الأعمال بجامعة كولومبيا، وكلية لندن للاقتصاد، وجامعة ييل، وجامعة نيويورك، وجامعة كامبريدج، وجامعة تورنتو، وجامعة برينستون، ولمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على الموقع الإلكتروني لمؤتمر العلوم السلوكية «BX2025» عبر الرابط: bx2025.ae.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر العلوم السلوكية العالمي 2025 يُعلن أجندة جلساته
  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • وظائف السعودية براتب 4000 ريال شهريا.. اعرف التخصصات المطلوبة وطريقة التقديم
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • أبوعرقوب: تيته تريد الضغط على الأطراف السياسية بـ«مخرجات اللجنة الاستشارية» 
  • نقيب الفلاحين: القمح استفاد من التغيرات المناخية.. وغرق أراضي طرح النهر يتكرر سنويًا
  • أوزين في مؤتمر العدالة والتنمية: الأحزاب القوية تُبنى برهاناتها السياسية ومواقفها والتزام مناضليها
  • فرص عمل للمصريين في السعودية.. تفاصيل الوظائف عبر وزارة العمل
  • الحصادي: تيتيه لم تتواصل بالشكل الصحيح مع كافة الأطراف السياسية والاجتماعية
  • السعودية في صناعة قرار الأرصاد العالمي.. رئاسة دولية تعكس ريادتها المناخية