لجريدة عمان:
2025-03-23@05:48:56 GMT

العوامل المؤثرة في سلوك المستهلك

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

يعد مفهوم سلوك المستهلك أحد المفاهيم الاقتصادية المتداولة بين فترة وأخرى بين أفراد المجتمع، وكثر الحديث عن هذا المفهوم خلال السنوات الماضية نتيجة حدوث بعض المتغيرات الاقتصادية مثل ارتفاع نسبة تضخم بعض السلع والخدمات والامتناع عن اقتناء بعض المنتجات، وذلك بالبحث عن بدائل أخرى تؤدي نفس الغرض وبنفس الجودة، ورغم أن السلوك بات المحرك الأساسي لكثير من الأشخاص في اتخاذ القرارات المرتبطة بإشباع رغباته إلا أن المستهلك أصبح عقلانيا في اتخاذ قرار الشراء من عدمه بسبب ما أحدثته الأزمات الاقتصادية من صعوبات في توفير بعض المنتجات غير الضرورية مما ركّز المستهلك على ضروريات الحياة وابتعد نسبيا عن الكماليات مما أثر أيضا على خطط الشركات التسويقية عند دراسة سلوك المستهلك لوضع الخطط التسويقية المناسبة التي تستهدف تفضيلاته للمنتج دون غيره، فسلوك المستهلك وفقا لكوتلر: «ذلك التصرف الذي يبرزه المستهلك في البحث عند شراء أو استخدام السلع والخدمات، أو الأفكار أو الخبرات التي يتوقع أنها ستشبع رغباته أو حاجاته، وحسب الإمكانات الشرائية المتاحة»، وهو عموما يمكن تعريفه بأنه تصرفات الأفراد أو سلوكياتهم التي تحدد اختيارهم للسلع والخدمات المراد استخدامها حتى تلك التي تسبق عملية اتخاذ القرار، فسلوك المستهلك يمثّل أهمية للشركة وللفرد إذ يساعد الشركة على فهم سلوك المستهلك وكيفية الوصول إليه لتحقيق أكبر قدر من الأرباح.

في المقابل فإن الفرد يستطيع فهم توجهاته تجاه المنتج وتصرفاته عند التفكير في الشراء، وبالتالي يحدد أولوياته وفقا لما يمتلكه من دخل مادي، ولفهم سلوك المستهلك جيدا ينبغي الأخذ في الحسبان العوامل المؤثرة في سلوكه وهي عوامل داخلية مرتبطة بالمستهلك نفسه وغالبا تحدد أولوياته في اختيار السلع من حيث الضروريات أو الكماليات وتحركها عوامل الدافعية والإدراك والتعلم؛ إذ إن المشتغلين في الجانب التسويقي يهتمون لكيفية إدراك المستهلكين واستجابته للمنتجات من الجوانب المختلفة، مثل الجودة، الجمالية، السعر، وصورة المنتج.

وهناك عوامل أخرى مرتبطة بالبيئة المحيطة بالمستهلك وهي عوامل خارجية مثل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والحضارية، وهذه العوامل يحددها الوضع الاقتصادي للفرد والأسرة ويتأثر المستهلك برأي أفراد المجتمع المحيطين به في اتخاذ قرار الشراء من عدمه، ورغم أنه لا يتفاعل مع هذه التأثيرات إلا أنه يتأثر بها بصفة غير محسوسة ودائما. وعموما فإن قرار الشراء يمر بعدة مراحل تبدأ بمرحلة قبل الشراء وهي إدراك التحدي أو المشكلة، ثم جمع البيانات والمعلومات حول المنتجات ثم تقييم الخيارات الأخرى للمنتج مرورا بمرحلة الشراء التي يتخذ من خلالها المستهلك قرار الشراء وصولا إلى مرحلة ما بعد الشراء التي يتضح من خلالها سلوك المستهلك.

إن الوضع الاقتصادي لبعض فئات المجتمع ربما يكون سببا في تحديد سلوك المستهلك رغم تحكم رغباته أحيانا في قرار الشراء بل أصبح مستوى علاقة الاقتصاد بالأشخاص يتحكم بمشاعرهم، فمثلا النمو الاقتصادي يحفّز إيجاد فرص عمل جديدة ويساعد في تحسين مستوى دخل الأفراد مما ينعكس إيجابا على سهولة تحقيق رغباتهم ومتطلباتهم الاجتماعية اليومية، فيما الركود الاقتصادي يؤدي إلى حدوث اختلال اجتماعي واقتصادي في المجتمع وعادة ما يصاحبه إنهاء خدمات العمال وضعف الأحوال المعيشية للأفراد، بينما استقرار أسعار السلع والخدمات في السوق يعين الناس على تلبية متطلباتهم الاجتماعية اليومية ويضمن لهم الحفاظ على قوتهم الشرائية عكس ما يحدث خلال فترة ارتفاع معدّل التضخم عن المستوى المقبول الذي يتناسب مع دخل الأفراد، فإنه يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية ومواجهة صعوبات في تلبية المتطلبات اليومية، ونتيجة علاقة الأشخاص بالاقتصاد وتأثر العلاقة بالعوامل الاجتماعية والنفسية للأشخاص إثر الصدمات الاقتصادية المفاجئة دفع الاقتصادي الأمريكي «آرثر أوكون» لإطلاق ما أسماه «مؤشر البؤس» في الستينيات في فترة حكم الرئيس «جونسون»، بهدف قياس ما يمر به عموم الناس اقتصاديا ومعرفة ما إذا كانوا في حالة اقتصادية جيدة أم بائسة، ولذلك من غير المنصف أن نحلل وضع الاقتصاد ومؤشراته بمعزل عن حياة الناس للعلاقة الوثيقة بين الاقتصاد والناس التي باتت تحرك سلوك الأشخاص عند الاستهلاك وعند اتخاذ قرار الشراء، ولنكن أكثر صراحة بأن استمرار تدفق الأخبار السلبية عن الاقتصاد خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي يمثل هاجسا لدى كثير من مرتادي هذه المنصات من مؤشرات الاقتصاد ورسّخت صورة ذهنية سلبية لدى الجمهور بل عززت انعزالهم عن متابعة أخبار الاقتصاد وإن كانت إيجابية وأفقدتهم الرغبة في متابعة وضع الاقتصاد؛ فالمؤشرات الاقتصادية الكلية أو الجزئية رغم عدم قيامها بتفسير حالة الناس أو وضعهم الاقتصادي الحقيقي ولا يمكن الاعتماد عليها كحقائق إلا أنها تتضمن إشارات نستطيع شرح ما يمر به الأشخاص من تحديات أو محفّزات لكيفية تفاعلهم مع الأوضاع الاقتصادية وربما يتم استخدامها موضوعيا وبصورة متكاملة عن أفراد المجتمع.

ختاما، أرى أن العوامل الاقتصادية أكثر تأثيرا في سلوك المستهلك والمرتبطة بالدخل الشخصي للأفراد، فعندما يزداد دخل الشخص يزداد معدل إنفاقه وتزداد القوة الشرائية، وبتحسن الظروف الاقتصادية للأفراد تتحسن الجوانب النفسية والاجتماعية مباشرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قرار الشراء

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة الشراء الموحد يفتتح الدورة الرمضانية لكرة القدم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتح الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، الدورة الرمضانية لكرة القدم لعام 2025، والتي تشهد مشاركة واسعة من 16 فريقًا من الجهات الصحية وشركات الأدوية والمستلزمات الطبية.

وجاء الافتتاح تحت رعاية الهيئة المصرية للشراء الموحد، وتستمر الفعاليات خلال الفترة من 21 إلى 28 مارس 2025، بأحد النوادي الكبرى في القاهرة.  

وتتمثل أبرز الجهات المشاركة في وزارة الصحة، هيئة الدواء المصرية، هيئة الرعاية الصحية، الهيئة العامة للرقابة والاعتماد، هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، وهيئة سلامة الغذاء، بالإضافة إلى كبرى الشركات المصرية العاملة في قطاع المستلزمات الطبية والدوائية.  

وأعرب الدكتور هشام ستيت عن سعادته برعاية هذا الحدث الرياضي المهم، مؤكدًا على دور الهيئة المصرية للشراء الموحد في دعم المبادرات التي تجمع بين الأنشطة الرياضية والقطاع الصحي، بما يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد الوطني.  

وأضاف، أن مثل هذه الفعاليات تُعد فرصة مثالية لتعزيز التعاون بين الجهات الصحية والشركات العاملة في القطاع الطبي، فضلًا عن تشجيع العاملين في المجال الصحي على ممارسة الرياضة كجزء من أسلوب حياة صحي.

وأشار إلى أن هذا الحدث يهدف إلى تعزيز أواصر التعاون بين الجهات المشاركة، وتوفير فرصة للتواصل بين العاملين في القطاع الصحي والدوائي، فضلًا عن دعم الأنشطة الرياضية التي تسهم في تعزيز الروح الرياضية والتنافسية بين المشاركين.  

وأكد اللواء طبيب رأفت زاهر مستشار الهيئة المصرية للشراء الموحد أهمية دعم الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تعزز التعاون بين العاملين في القطاع الصحي.

وأشار إلى أن الدورة الرمضانية تساعد أيضا على اكتشاف المواهب الرياضية والتواصل بين العاملين في قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية خلال شهر رمضان الكريم، وتعزيز روح الفريق الواحد في هذه الأجواء الرمضانية المميزة، حيث إننا نؤمن بأن تعزيز التواصل والتفاعل بيننا يساهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع.

وقال المهندس أحمد عبدالباقي، مدير إدارة المعامل بالهيئة المصرية للشراء الموحد، إن هذه الدورة الرمضانية فرصة رائعة لتبادل الخبرات والمعرفة بين العاملين في مختلف مجالات الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن الأنشطة الرياضية والثقافية التي تتضمنها الدورة تساهم في تخفيف ضغوط العمل وتعزيز الصحة النفسية والجسدية للمشاركين.

وأضاف، أن هذه تعد النسخة الأولى من البطولة، وسيتم إضافة هيئات ووزارات حكومية أخرى خارج المنظومة الصحية خلال الأعوام القادمة.

وقال الدكتور أحمد موسى، مدير عام فحوص المياه بالإدارة المركزية لمعامل الصحة العامة بوزارة الصحة والسكان، إن هذه الفعالية ليست مجرد مسابقة رياضية، بل هي فرصة لتعزيز الروابط بيننا، ولخلق أجواء من التعاون والتعارف بين جميع المشاركين وتسهم في بناء مجتمع صحي ومتلاحم.

وأضاف، أن رؤية الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، تتجسد في أهمية العمل الجماعي والتعاون بين مختلف الوزارات لتحقيق أهدافنا المشتركة والعمل على دعم التنمية البشرية، وتؤمن وزارة الصحة بأن الرياضة هي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وتساهم في تعزيز الروح المعنوية والنفسية للجميع.

ووجه الشكر إلى الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة، على جهوده المستمرة في تعزيز هذه القيم الإنسانية والاجتماعية حيث إن رويته لا تنحصر فقط في تحقيق إنجاز في مجال الصحة العامة التي تهدف إلى الترابط بين كل قطاعات الدولة للتصدي للأوبئة فهو على صعيد آخر يستهدف الترابط المعنوي والمهني والنفسي بين جميع العاملين بالقطاع الحكومي.

وقال محمد كامل رئيس شركة sm لتنظيم المعارض والمؤتمرات المسئولة عن تنظيم الدورة: "نحن فخورون بتنظيم هذه الدورة الرمضانية التي تجمع بين الأنشطة الرياضية والاجتماعية".

وأكد حرص الجهة المنظمة للبطولة على توفير بيئة محفزة للمشاركين، معربا عن أمله أن تحقق الدورة أهدافها في تعزيز التواصل والتفاعل بين العاملين في القطاع الصحي.

وقال زكريا كامل، المدير التنفيذي لشركة sm لتنظيم المعارض والمؤتمرات، إن الدورة الرمضانية تضم 16 فريقاً من الشركات العاملة بقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية والهيئات الصحية في مصر، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك جوائز قيمة للفريق الفائز بالبطولة والفرق صاحبة المركز الثاني والثالث، كما سيتم تكريم أحسن حارس وأحسن لاعب وهداف البطولة.

مقالات مشابهة

  • أخصائية نفسية: الغيرة شعور طبيعي لكنها قد تتحول إلى سلوك سام.. فيديو
  • رئيس هيئة الشراء الموحد يفتتح الدورة الرمضانية لكرة القدم
  • تقليد الأشخاص سلوك صحي!
  • لا تأثيرات مباشرة للصيام على صحة العين والجفاف من العوامل المرتبطة
  • اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانيا
  • نهيان بن مبارك: في يوم الأم نفخر بـ "أم الإمارات" التي تُعد نموذجاً ملهماً في العطاء
  • طبيب يوضح العوامل التي تسرّع تطور فقر الدم
  • حسام موافي: العادات الغذائية الخاطئة تعد من العوامل الرئيسية للإصابة بمشكلات صحية في المرارة
  • فقط 55%.. "حماية المستهلك" تحدد نسبة التزام المنشآت بالأنظمة
  • الموز ب 250 دينار فقط في الأسواق والفضاءات التجارية