لجريدة عمان:
2025-01-18@04:01:25 GMT

مؤتمر المناخ يواجه مشكلة اتصال

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

ستبدأ مداولات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» نهاية هذا الشهر في دبي في ظل أوضاع عالمية طارئة جيوسياسية وصحية واقتصادية.

تمثِّل قدرة الأمم المتحدة على الحصول على كميات هائلة من المعرفة العلمية المتاحة حول احترار الكوكب أكبر مصدر قوة لها. لكن من أجل إحداث تحول في الرأي العام وتشكيل إرادة سياسية للعمل المناخي وسط الأولويات المتنافسة يحتاج «توصيل» هذه المعرفة للناس إلى زخم وقوة دافعة.

مؤتمر كوب 28 القادم سيؤكد عن حق على التعهدات التي يتوجَّب على البلدان إعلانها لتخليص الاقتصادات من الكربون وإبطاء الاحترار العالمي.

لكن على قمة المناخ أيضا تدشين حملة «اتصال» دولية لتنوير الرأي العام وحشد الدعم السياسي خصوصا وسط كبار مطلقي الانبعاثات الكربونية.

فالدعم السياسي كان بالغ الأهمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبلدان الدخل المرتفع الأخرى لكي تتمكن من تمويل برامج الإنقاذ والتحفيز عقب الأزمة المالية العالمية. لقد استطاعت هذه البلدان جمع أكثر من 20 تريليون دولار لمحاربة كوفيد-19.

المسألة ليست أن معظم الناس ينكرون تغير المناخ لكن الآراء تنقسم حول سببه والتكاليف التي يجب على البلدان تحملها لمحاربته. موقف البلدان النامية فاتر تجاه مخاوف أمن الطاقة. وقادة العديد من البلدان المتقدمة الذين سبق لهم الاستجابة للمخاوف بشأن تكاليف التخلص من انبعاثات الكربون يغيرون مواقفهم.

بريطانيا تراجعت عن قرارها بوقف تشييد منصات حفر جديدة للنفط في بحر الشمال. وفي ولاية نيويورك رفضت سلطات تنظيم الخدمات العامة تعديل أسعار كهرباء مشروعات الطاقة المتجددة لمواكبة التضخم فيما استخدمت حاكمة الولاية حق النقض ضد ربط مشروعات الرياح البحرية بشبكة الكهرباء في جزيرة لونج آيلاند.

إذن هنالك المزيد من الأسباب التي تستوجب أن يشكل مؤتمر كوب 28 رأيا عاما قويا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة. بعد توافر مثل هذا الدعم العام سيأتي الدعم المالي وأيضا التكنولوجيا سواء من الحكومة كما في الأزمات المالية أو من الشركات والمجتمع مثلما حدث أثناء الثورة الرقمية.

أولا، يجب توظيف المعرفة العلمية المتوافرة لمؤتمر كوب 28 في مساعدة الناس على فهم الكوارث المناخية عند وقوعها. فهذه المعرفة خلافا لنجاحها في توضيح العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة لم تساعد على إيصال حقيقة أن التغير المناخي يعود لأسباب معقدة تمتد من غازات الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات وتزايد هطول الأمطار وانتشار الحرائق والفيضانات في الأمريكتين وكل مكان.

على الناس أن ينسبوا الأضرار فور وقوعها للوقود الأحفوري وليس فقط لسوء إدارة الكوارث سواء تمثل ذلك في فشل نظام الإنذار قبل انتشار الحرائق في جزيرة هاواي هذا العام أو إجلاء الناس أثناء الفيضانات في كوريا الجنوبية.

العام الحالي في سبيله إلى أن يكون الأكثر حرارة على الإطلاق. لقد تجاوز عدة مرات عتبة 1.5 درجة مئوية المخيفة. ويواجه كوكب الأرض 16 نقطة تحول مناخي.

في مثل هذا السياق على «حملة اتصال» مؤتمر كوب 28 أن توضح بجلاء ودون لبس كيف يرتكز النمو وخفض الفقر على تقليل انبعاثات الكربون.

مثلا يمكن أن يتوقف اقتصاد الولايات المتحدة عن النمو في العقود القادمة نتيجة للوفيات وخسائر إنتاجية العمل بسبب التغير المناخي إذا استمر إطلاق الانبعاثات الكربونية دون هوادة. أيضا عندما غمرت الفيضانات ثلث مساحة باكستان كما حدث في عام 2022 مما أدى إلى خسائر في الأصول بلغت قيمتها 30 بليون دولار (9% من الناتج المحلي الإجمالي) كان السبب عدم فعل أي شيء لحماية المناخ.

ثانيا، لجعل الاستجابة إلى حملة حماية المناخ جذابة سياسيا يجب أن يبدو الخطر المناخي محسوسا وفوريا تماما مثل الحرب في أوكرانيا. بناء على ذلك ينبغي السعي إلى تحقيق أهداف كوب 28 بحلول عام 2030 وليس تأخيرها إلى عام 2050 وما بعده. ومع تجاوز الاحترار العالمي للتقديرات العلمية اشتدت الحاجة إلى خفض الانبعاثات نظرا لعدم كفاية الإجراءات التي يتخذها الملوِّثون الكبار للهواء في هذا الصدد.

في مؤتمر الأمم المتحدة لحماية المناخ (كوب 28) يجب أن يتعهد قادة العالم على نحو قاطع بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% وليس 45% بحلول عام 2030.

لأجل هذه الغاية من المفيد تسليط الضوء على أكبر 20 بلدا مسؤولا عن إطلاق أربعة أخماس الانبعاثات بداية بالصين والولايات المتحدة والهند. فالمقاربة السابقة للمفاوضات حول الأهداف المناخية والتي دارت بين ما يقرب من 200 بلد لم ينتج عنها شيء يستحق الذكر.

وعلى الرغم من توسع الصين والولايات المتحدة والهند بدرجة كبيرة في قدرات توليد الكهرباء من أشعة الشمس والرياح إلا أنها أيضا زادت من استخدامها للوقود الأحفوري. وهذا هو الشيء المهم للمناخ. على كبار مطلقي انبعاثات الكربون وقف تنفيذ المشروعات الجديدة لإنتاج الفحم الحجري والنفط والغاز. إلى ذلك تزيد الاضطرابات الجيوسياسية من صعوبة التركيز على المناخ. لكن مع التحول السلبي للمؤشرات الحيوية للكوكب يجب تكريس الأولوية للتقليل من التغير المناخي عبر التخلص من الكربون. فكل شيء يعتمد على ذلك. وستعقبه الأفعال حتى في وجه الأولويات المتنافسة. لكن فقط إذا أدرك الناس أن ازدهارهم وصلاح أحوالهم مهددان بالاحترار العالمي.

إذا أمكن لمؤتمر كوب 28 تدشين حملة «اتصال» على نطاق العالم لكسب دعم الرأي العام للموارد المطلوبة من أجل تجنب الكارثة سيكون مؤتمر دبي حينها قد حقق تقدما له معنى إلى الأمام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انبعاثات الکربون مؤتمر کوب 28

إقرأ أيضاً:

مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي

يترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، اجتماع مجلس الوزراء، ثم يعقبه المؤتمر الصحفى الأسبوعى لعرض أبرز القرارات التى تم اتخاذها.

ومن المنتظر أن يعقب الاجتماع، المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي يُعقد بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث سيتم استعراض أهم القرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماع، إلى جانب الرد على استفسارات الصحفيين حول القضايا المطروحة.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد عقد اجتماعاً، مساء الأربعاء؛ لاستعراض سيناريوهات احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، بحضور كل من وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، واللواء عاطف مفتاح، المشرف العام الهندسي لمشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتنشيط السياحي، وطارق نور، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وطارق مخلوف، العضو المنتدب بالشركة المتحدة، ومحمد السعدي، عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة.

سيناريوهات احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

وأوضح رئيس الوزراء أن هدف الاجتماع هو استعراض سيناريوهات احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يترقبه العالم كله، مُشيراً إلى أنه يجري العمل على أن تكون هذه الفعالية على أعلي مستوي دولي، تعبر عما تحقق من تقدم في مصر في مختلف المجالات في الفترة الأخيرة، وفرصة كبيرة للترويج لبلدنا، والتعريف بما تتمتع به من مقاصد سياحية عظيمة ومتنوعة، قائلاً: هذه هدية مصر للعالم كله.

قبل العرض على الرئيس السيسي.. مدبولي يستعرض سيناريوهات احتفالية افتتاح المتحف الكبيرمدبولي يتجول بمصنع تجميع سيارات "جيلي" ويؤكد اهتمام الدولة بملف صناعة السياراتمدبولى: مصنع تجميع سيارات "جيلي" خطوة مهمة لتعزيز الصناعةمدبولي يتفقد خطوط تجميع سيارات "جيلى" فى مصر

وأضاف رئيس الوزراء، أن الاحتفالية لن تكون يوماً واحداً، ولكنها ستمتد لعدة أيام، لتشهد عدداً من الفعاليات المُهمة.

وأشار وزير السياحة والآثار، إلى أن هناك عددا من السيناريوهات التي تم اقتراحها بالتنسيق مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حتى يتم التوافق على احدها، مُشيراً إلى أن هناك عدة فعاليات على أيام متتالية، تروج لهذا المشروع وللسياحة المصرية والدولة بوجه عام.

وشهد الاجتماع استعراض مسئولي الشركة المتحدة للسيناريوهات المُقترحة للاحتفالية، والرسائل المُستهدف تحقيقها من هذه الاحتفالية العالمية الكبرى، كما تم استعراض الفعاليات التي ستتم في أيام الاحتفالية المختلفة.

مقالات مشابهة

  • أول اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني.. هذه تفاصيله
  • اتصال هاتفي..رادار علاقة أميركا والصين يتلقف "مؤشرا إيجابيا"
  • الرقابة المالية: سوق الكربون الطوعي يدعم مخططات مصر نحو الاستدامة
  • قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية بين مصر والولايات المتحدة بشأن تغير المناخ
  • وفد من المملكة المتحدة للمستشفيات الدولية يعرب عن ثقته في المناخ الاستثماري بمصر
  • مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي
  • مواد البناء صديقة البيئة: سلاح جديد في مكافحة التغير المناخي
  • الجبير يستقبل مستشار أمين عام الأمم المتحدة للعمل المناخي
  • “الجبير” يستقبل مستشار أمين عام الأمم المتحدة للعمل المناخي 
  • النائب أحمد إدريس: اتصال بايدن بالرئيس السيسي يعكس مكانة مصر دوليا