مؤتمر المناخ يواجه مشكلة اتصال
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
ستبدأ مداولات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» نهاية هذا الشهر في دبي في ظل أوضاع عالمية طارئة جيوسياسية وصحية واقتصادية.
تمثِّل قدرة الأمم المتحدة على الحصول على كميات هائلة من المعرفة العلمية المتاحة حول احترار الكوكب أكبر مصدر قوة لها. لكن من أجل إحداث تحول في الرأي العام وتشكيل إرادة سياسية للعمل المناخي وسط الأولويات المتنافسة يحتاج «توصيل» هذه المعرفة للناس إلى زخم وقوة دافعة.
                
      
				
مؤتمر كوب 28 القادم سيؤكد عن حق على التعهدات التي يتوجَّب على البلدان إعلانها لتخليص الاقتصادات من الكربون وإبطاء الاحترار العالمي.
لكن على قمة المناخ أيضا تدشين حملة «اتصال» دولية لتنوير الرأي العام وحشد الدعم السياسي خصوصا وسط كبار مطلقي الانبعاثات الكربونية.
فالدعم السياسي كان بالغ الأهمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبلدان الدخل المرتفع الأخرى لكي تتمكن من تمويل برامج الإنقاذ والتحفيز عقب الأزمة المالية العالمية. لقد استطاعت هذه البلدان جمع أكثر من 20 تريليون دولار لمحاربة كوفيد-19.
المسألة ليست أن معظم الناس ينكرون تغير المناخ لكن الآراء تنقسم حول سببه والتكاليف التي يجب على البلدان تحملها لمحاربته. موقف البلدان النامية فاتر تجاه مخاوف أمن الطاقة. وقادة العديد من البلدان المتقدمة الذين سبق لهم الاستجابة للمخاوف بشأن تكاليف التخلص من انبعاثات الكربون يغيرون مواقفهم.
بريطانيا تراجعت عن قرارها بوقف تشييد منصات حفر جديدة للنفط في بحر الشمال. وفي ولاية نيويورك رفضت سلطات تنظيم الخدمات العامة تعديل أسعار كهرباء مشروعات الطاقة المتجددة لمواكبة التضخم فيما استخدمت حاكمة الولاية حق النقض ضد ربط مشروعات الرياح البحرية بشبكة الكهرباء في جزيرة لونج آيلاند.
إذن هنالك المزيد من الأسباب التي تستوجب أن يشكل مؤتمر كوب 28 رأيا عاما قويا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة. بعد توافر مثل هذا الدعم العام سيأتي الدعم المالي وأيضا التكنولوجيا سواء من الحكومة كما في الأزمات المالية أو من الشركات والمجتمع مثلما حدث أثناء الثورة الرقمية.
أولا، يجب توظيف المعرفة العلمية المتوافرة لمؤتمر كوب 28 في مساعدة الناس على فهم الكوارث المناخية عند وقوعها. فهذه المعرفة خلافا لنجاحها في توضيح العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة لم تساعد على إيصال حقيقة أن التغير المناخي يعود لأسباب معقدة تمتد من غازات الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات وتزايد هطول الأمطار وانتشار الحرائق والفيضانات في الأمريكتين وكل مكان.
على الناس أن ينسبوا الأضرار فور وقوعها للوقود الأحفوري وليس فقط لسوء إدارة الكوارث سواء تمثل ذلك في فشل نظام الإنذار قبل انتشار الحرائق في جزيرة هاواي هذا العام أو إجلاء الناس أثناء الفيضانات في كوريا الجنوبية.
العام الحالي في سبيله إلى أن يكون الأكثر حرارة على الإطلاق. لقد تجاوز عدة مرات عتبة 1.5 درجة مئوية المخيفة. ويواجه كوكب الأرض 16 نقطة تحول مناخي.
في مثل هذا السياق على «حملة اتصال» مؤتمر كوب 28 أن توضح بجلاء ودون لبس كيف يرتكز النمو وخفض الفقر على تقليل انبعاثات الكربون.
مثلا يمكن أن يتوقف اقتصاد الولايات المتحدة عن النمو في العقود القادمة نتيجة للوفيات وخسائر إنتاجية العمل بسبب التغير المناخي إذا استمر إطلاق الانبعاثات الكربونية دون هوادة. أيضا عندما غمرت الفيضانات ثلث مساحة باكستان كما حدث في عام 2022 مما أدى إلى خسائر في الأصول بلغت قيمتها 30 بليون دولار (9% من الناتج المحلي الإجمالي) كان السبب عدم فعل أي شيء لحماية المناخ.
ثانيا، لجعل الاستجابة إلى حملة حماية المناخ جذابة سياسيا يجب أن يبدو الخطر المناخي محسوسا وفوريا تماما مثل الحرب في أوكرانيا. بناء على ذلك ينبغي السعي إلى تحقيق أهداف كوب 28 بحلول عام 2030 وليس تأخيرها إلى عام 2050 وما بعده. ومع تجاوز الاحترار العالمي للتقديرات العلمية اشتدت الحاجة إلى خفض الانبعاثات نظرا لعدم كفاية الإجراءات التي يتخذها الملوِّثون الكبار للهواء في هذا الصدد.
في مؤتمر الأمم المتحدة لحماية المناخ (كوب 28) يجب أن يتعهد قادة العالم على نحو قاطع بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% وليس 45% بحلول عام 2030.
لأجل هذه الغاية من المفيد تسليط الضوء على أكبر 20 بلدا مسؤولا عن إطلاق أربعة أخماس الانبعاثات بداية بالصين والولايات المتحدة والهند. فالمقاربة السابقة للمفاوضات حول الأهداف المناخية والتي دارت بين ما يقرب من 200 بلد لم ينتج عنها شيء يستحق الذكر.
وعلى الرغم من توسع الصين والولايات المتحدة والهند بدرجة كبيرة في قدرات توليد الكهرباء من أشعة الشمس والرياح إلا أنها أيضا زادت من استخدامها للوقود الأحفوري. وهذا هو الشيء المهم للمناخ. على كبار مطلقي انبعاثات الكربون وقف تنفيذ المشروعات الجديدة لإنتاج الفحم الحجري والنفط والغاز. إلى ذلك تزيد الاضطرابات الجيوسياسية من صعوبة التركيز على المناخ. لكن مع التحول السلبي للمؤشرات الحيوية للكوكب يجب تكريس الأولوية للتقليل من التغير المناخي عبر التخلص من الكربون. فكل شيء يعتمد على ذلك. وستعقبه الأفعال حتى في وجه الأولويات المتنافسة. لكن فقط إذا أدرك الناس أن ازدهارهم وصلاح أحوالهم مهددان بالاحترار العالمي.
إذا أمكن لمؤتمر كوب 28 تدشين حملة «اتصال» على نطاق العالم لكسب دعم الرأي العام للموارد المطلوبة من أجل تجنب الكارثة سيكون مؤتمر دبي حينها قد حقق تقدما له معنى إلى الأمام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: انبعاثات الکربون مؤتمر کوب 28
إقرأ أيضاً:
رابطة الجامعات الإسلامية تنظم مؤتمر: “دور المرأة في التواصل الحضاري”
تحت رعاية الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، و الدكتورة ألفت كامل رئيس الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات نظمت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع مركز بحوث الإعلام والمرأة والنوع الاجتماعي بكلية الإعلام، مؤتمرًا علميًا بعنوان “دور المرأة في التواصل الحضاري”، وذلك بقاعة المؤتمرات بالجامعة الحديثة.
يأتي المؤتمر في إطار اهتمام رابطة الجامعات الإسلامية و الجامعة الحديثة بدعم قضايا المرأة وتعزيز دورها في بناء الجسور الثقافية والحضارية بين الشعوب، وإبراز إسهاماتها الفعالة في الحوار بين الثقافات وتطوير منظومة القيم الإنسانية المشتركة.
ترأس المؤتمر الدكتور سامي الشريف، عميد كلية الإعلام والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، فيما تولت   الدكتورة ولاء يحيى مصطفى، مدير مركز بحوث الإعلام والمرأة والنوع الاجتماعي، مهام الأمين العام للمؤتمر.
و خلال كلمتها في افتتاح المؤتمر، أكدت الدكتورة أُلفت كامل، رئيس الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي في إطار اهتمام المركز بدور المرأة في المجتمع ومكانتها الريادية.
ورحبت الدكتورة أُلفت بالحضور، مشيدة بالدعم الكبير الذي توليه الدولة والقيادة السياسية للمرأة المصرية والعربية، والتي كانت ولا تزال ركيزة أساس في بناء الحضارة ودفع مسيرة التنمية في مختلف المجالات.
كما أعربت  عن فخرها بما حققته المرأة المصرية من إنجازات غير مسبوقة، إذ أصبحت قاضية ونائبة وعميدة ورئيسة، مؤكدة أن هذه المكانة جاءت ثمرة لثقة القيادة السياسية في قدرات المرأة ومنحها فرصًا واسعة للمشاركة في الحياة العامة والتمثيل النيابي.
وفي ختام كلمتها، وجهت الدكتورة أُلفت كامل التحية إلى رابطة الجامعات الإسلامية لدعمها للمؤتمر، مؤكدة على أن هذا الحدث يجسد تقدير المجتمع لدور المرأة وخصوصيتها وأهميتها في بناء الحضور الفاعل في مختلف الميادين.
وأشاد، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية .بالرعاية الكريمة التي أولاها كل من :معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ،وسعادة الأستاذة الدكتورة ألفت كامل على وجهودهما في إنجاح هذا المؤتمر المتميز .. مشيرا إلى أن المؤتمر يأتي تأكيدًا على أهمية إبراز الأدوار الفاعلة للمرأة في المجتمع ، فضلا عن توضيح دورها في التواصل الحضاري.
وأوضح أن المرأة كانت عبر التاريخ رمزًا للتواصل الحضاري، وقد سُطّر اسمها في صفحات التاريخ من خلال الملكات وما قمن به من اتفاقيات دولية خلدت أسمائهن ، إذ لم تخلُ أية مرحلة زمنية عبر التاريخ من تفاعل المرأة وإسهاماتها.
وأشار الأمين العام  إلى أن الحضارة الإسلامية كرّمت المرأة وأعلت من شأنها، حيث أكدت الشريعة الإسلامية مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الكرامة والحقوق، واستشهد بقوله تعالى: «يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور»، لافتًا إلى أن تقديم الإناث في الذكر دليل على تكريم الله لهن. 
كما أوضح أن قوله تعالى: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ» يعبّر عن تكريم المرأة بمنحها حقها في الاستقرار والكرامة داخل الأسرة.
وأضاف أن المؤتمر يستهدف تسليط الضوء على النماذج النسائية المؤثرة في مختلف المجالات، من إعلامية وثقافية وعلمية، وتكريم عدد من الرموز الذين أسهموا في دعم مكانة المرأة ودورها في المجتمع.
بينما أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، الأمين العام المساعد لرابطة الجامعات الإسلامية، وعضو مجلس الشيوخ في كلمتها خلال الجلسةالافتتاحية، على أهمية هذا الحدث العلمي الذي يعكس الاهتمام المتزايد بدور المرأة في المجتمع ومشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات.
وقدمت الدكتورة نورهان الشيخ خالص الشكر والتقدير إلى الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وإلى الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، على دعمهما الكبير للمؤتمر ولدور المرأة ومكانتها في ميادين العمل والعلم.
مضيفة أن الطريق ما زال مفتوحًا أمام مزيد من الجهود لمنح المرأة كامل حقوقها وتعزيز حضورها في جميع المجالات، موجهة التحية لجميع الرموز النسائية المصرية والعربية التي أسهمت في ترسيخ مكانة المرأة على المستويين المحلي والدولي  ..مؤكدة أن خدمة المرأة والإنسانية تظل من أنبل صور العطاء وأسمى الرسالات.
من جانبها، أكدت الأستاذة الدكتورة ولاء يحيى، مدير مركز بحوث إعلام المرأة والنوع الاجتماعي بالجامعة الحديثة ، أن هذا المؤتمر يعد أولى الفعاليات العلمية للمركز، ويمثل خطوة مهمة نحو تعزيز البحث العلمي المتخصص في قضايا المرأة والنوع الاجتماعي.
وأوضحت الدكتورة ولاء أن المؤتمر يستهدف إلقاء الضوء على قضايا المرأة من منظور علمي وموضوعي بعيد عن التهوين أو التهويل، مع التركيز على مناقشة مختلف القضايا التي تهم المرأة وتؤثر في مسيرتها المجتمعية والإنسانية والحضارية.
ويُذكر أنه في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تم تكريم عدد من النماذج النسائية المشرفة داخل مصر والوطن العربي، تقديرًا لإسهاماتهن المتميزة في دعم قضايا المرأة والمجتمع في مختلف المجالات.
وشمل التكريم عددًا من الرموز القضائية والفنية والإعلامية والعلمية، من بينهن : المستشارةأمل عمار، التي تُعد من أوائل ثلاثين قاضية التحقن بسلك القضاء في مصر، تقديرًا لمسيرتها الرائدة في مجال العدالة ودعمها المستمر لقضايا المرأة.
كذلك تم تكريم الفنانة القديرة سوسن بدر لما قدمته من أعمال درامية وفنية متميزة عكست واقع المرأة المصرية والعربية وأسهمت في إبراز قضاياها بصورة راقية ومؤثرة.
كما شمل التكريم عددًا من الشخصيات الإعلامية والعلمية البارزة من داخل وخارج الوطن العربي، تقديرًا لجهودهم في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي بدور المرأة الحضاري في التنمية والبناء.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر  شارك فيه نخبة من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين وذلك خلال حلقتين نقاشيتين .. جاءت الأولى بعنوان: "المرأة في الإعلام والشأن العام" والتي أدارتها الأستاذة الدكتورة منى الحديدي ، بينما جاءت الحلقة الثانية بعنوان:"المرأة وقيادة العمل السياسي والتطوعي" وقد أدارت هذه الحلقة الأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ.
وفي ختام أعمال المؤتمر أكد جميع المتحدثين على أهمية دور المرأة الحيوي في التواصل الحضاري ، مشيدين بما حققته المرأة من تقدم حضاري في شتى مجالات الحياة وعلى كافة المستويات  .
 سعر الذهب الآن اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تحديث لحظي
سعر الذهب الآن اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تحديث لحظي