لجريدة عمان:
2025-12-14@14:15:07 GMT

مؤتمر المناخ يواجه مشكلة اتصال

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

ستبدأ مداولات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» نهاية هذا الشهر في دبي في ظل أوضاع عالمية طارئة جيوسياسية وصحية واقتصادية.

تمثِّل قدرة الأمم المتحدة على الحصول على كميات هائلة من المعرفة العلمية المتاحة حول احترار الكوكب أكبر مصدر قوة لها. لكن من أجل إحداث تحول في الرأي العام وتشكيل إرادة سياسية للعمل المناخي وسط الأولويات المتنافسة يحتاج «توصيل» هذه المعرفة للناس إلى زخم وقوة دافعة.

مؤتمر كوب 28 القادم سيؤكد عن حق على التعهدات التي يتوجَّب على البلدان إعلانها لتخليص الاقتصادات من الكربون وإبطاء الاحترار العالمي.

لكن على قمة المناخ أيضا تدشين حملة «اتصال» دولية لتنوير الرأي العام وحشد الدعم السياسي خصوصا وسط كبار مطلقي الانبعاثات الكربونية.

فالدعم السياسي كان بالغ الأهمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبلدان الدخل المرتفع الأخرى لكي تتمكن من تمويل برامج الإنقاذ والتحفيز عقب الأزمة المالية العالمية. لقد استطاعت هذه البلدان جمع أكثر من 20 تريليون دولار لمحاربة كوفيد-19.

المسألة ليست أن معظم الناس ينكرون تغير المناخ لكن الآراء تنقسم حول سببه والتكاليف التي يجب على البلدان تحملها لمحاربته. موقف البلدان النامية فاتر تجاه مخاوف أمن الطاقة. وقادة العديد من البلدان المتقدمة الذين سبق لهم الاستجابة للمخاوف بشأن تكاليف التخلص من انبعاثات الكربون يغيرون مواقفهم.

بريطانيا تراجعت عن قرارها بوقف تشييد منصات حفر جديدة للنفط في بحر الشمال. وفي ولاية نيويورك رفضت سلطات تنظيم الخدمات العامة تعديل أسعار كهرباء مشروعات الطاقة المتجددة لمواكبة التضخم فيما استخدمت حاكمة الولاية حق النقض ضد ربط مشروعات الرياح البحرية بشبكة الكهرباء في جزيرة لونج آيلاند.

إذن هنالك المزيد من الأسباب التي تستوجب أن يشكل مؤتمر كوب 28 رأيا عاما قويا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة. بعد توافر مثل هذا الدعم العام سيأتي الدعم المالي وأيضا التكنولوجيا سواء من الحكومة كما في الأزمات المالية أو من الشركات والمجتمع مثلما حدث أثناء الثورة الرقمية.

أولا، يجب توظيف المعرفة العلمية المتوافرة لمؤتمر كوب 28 في مساعدة الناس على فهم الكوارث المناخية عند وقوعها. فهذه المعرفة خلافا لنجاحها في توضيح العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة لم تساعد على إيصال حقيقة أن التغير المناخي يعود لأسباب معقدة تمتد من غازات الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات وتزايد هطول الأمطار وانتشار الحرائق والفيضانات في الأمريكتين وكل مكان.

على الناس أن ينسبوا الأضرار فور وقوعها للوقود الأحفوري وليس فقط لسوء إدارة الكوارث سواء تمثل ذلك في فشل نظام الإنذار قبل انتشار الحرائق في جزيرة هاواي هذا العام أو إجلاء الناس أثناء الفيضانات في كوريا الجنوبية.

العام الحالي في سبيله إلى أن يكون الأكثر حرارة على الإطلاق. لقد تجاوز عدة مرات عتبة 1.5 درجة مئوية المخيفة. ويواجه كوكب الأرض 16 نقطة تحول مناخي.

في مثل هذا السياق على «حملة اتصال» مؤتمر كوب 28 أن توضح بجلاء ودون لبس كيف يرتكز النمو وخفض الفقر على تقليل انبعاثات الكربون.

مثلا يمكن أن يتوقف اقتصاد الولايات المتحدة عن النمو في العقود القادمة نتيجة للوفيات وخسائر إنتاجية العمل بسبب التغير المناخي إذا استمر إطلاق الانبعاثات الكربونية دون هوادة. أيضا عندما غمرت الفيضانات ثلث مساحة باكستان كما حدث في عام 2022 مما أدى إلى خسائر في الأصول بلغت قيمتها 30 بليون دولار (9% من الناتج المحلي الإجمالي) كان السبب عدم فعل أي شيء لحماية المناخ.

ثانيا، لجعل الاستجابة إلى حملة حماية المناخ جذابة سياسيا يجب أن يبدو الخطر المناخي محسوسا وفوريا تماما مثل الحرب في أوكرانيا. بناء على ذلك ينبغي السعي إلى تحقيق أهداف كوب 28 بحلول عام 2030 وليس تأخيرها إلى عام 2050 وما بعده. ومع تجاوز الاحترار العالمي للتقديرات العلمية اشتدت الحاجة إلى خفض الانبعاثات نظرا لعدم كفاية الإجراءات التي يتخذها الملوِّثون الكبار للهواء في هذا الصدد.

في مؤتمر الأمم المتحدة لحماية المناخ (كوب 28) يجب أن يتعهد قادة العالم على نحو قاطع بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% وليس 45% بحلول عام 2030.

لأجل هذه الغاية من المفيد تسليط الضوء على أكبر 20 بلدا مسؤولا عن إطلاق أربعة أخماس الانبعاثات بداية بالصين والولايات المتحدة والهند. فالمقاربة السابقة للمفاوضات حول الأهداف المناخية والتي دارت بين ما يقرب من 200 بلد لم ينتج عنها شيء يستحق الذكر.

وعلى الرغم من توسع الصين والولايات المتحدة والهند بدرجة كبيرة في قدرات توليد الكهرباء من أشعة الشمس والرياح إلا أنها أيضا زادت من استخدامها للوقود الأحفوري. وهذا هو الشيء المهم للمناخ. على كبار مطلقي انبعاثات الكربون وقف تنفيذ المشروعات الجديدة لإنتاج الفحم الحجري والنفط والغاز. إلى ذلك تزيد الاضطرابات الجيوسياسية من صعوبة التركيز على المناخ. لكن مع التحول السلبي للمؤشرات الحيوية للكوكب يجب تكريس الأولوية للتقليل من التغير المناخي عبر التخلص من الكربون. فكل شيء يعتمد على ذلك. وستعقبه الأفعال حتى في وجه الأولويات المتنافسة. لكن فقط إذا أدرك الناس أن ازدهارهم وصلاح أحوالهم مهددان بالاحترار العالمي.

إذا أمكن لمؤتمر كوب 28 تدشين حملة «اتصال» على نطاق العالم لكسب دعم الرأي العام للموارد المطلوبة من أجل تجنب الكارثة سيكون مؤتمر دبي حينها قد حقق تقدما له معنى إلى الأمام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انبعاثات الکربون مؤتمر کوب 28

إقرأ أيضاً:

وسط انتقادات واشنطن لقرار أممي.. مؤتمر دولي لبحث إنشاء «قوة غزة»

البلاد (غزة)
كشفت مصادر أمريكية أن القيادة المركزية للولايات المتحدة تعتزم تنظيم مؤتمر دولي في العاصمة القطرية الدوحة، بعد غدٍ (الثلاثاء)، لبحث وضع خطة لإنشاء قوة دولية تتولى مهام إرساء الاستقرار في قطاع غزة، وذلك في إطار مساعٍ سياسية وأمنية تتكثف بالتوازي مع التطورات الميدانية والإنسانية في القطاع.
وقال مسؤولان أمريكيان: إن المؤتمر سيعقد بمشاركة ممثلين عن أكثر من 25 دولة، مشيرين إلى أن النقاشات ستركز على هيكل القيادة، والجوانب الفنية، والترتيبات اللوجستية المرتبطة بالقوة الدولية المقترحة، إضافة إلى آليات الانتشار والتنسيق على الأرض.
ورجّح المسؤولان إمكانية نشر هذه القوة في قطاع غزة في وقت مبكر من الشهر المقبل، موضحين أن انتشارها سيبدأ في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل أولًا، على أن تقتصر مهمتها على حفظ الاستقرار، دون الانخراط في أي عمليات قتالية ضد حركة حماس.
يأتي هذا الحراك الدولي في وقت عبّرت فيه وزارة الخارجية الأميركية عن رفضها لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدعو إسرائيل إلى تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ووصفت واشنطن القرار بأنه “منحاز ومسيس وغير جاد”، معتبرة أنه يستند إلى “مزاعم كاذبة” ويقوّض مسار الدبلوماسية الفعلية داخل الأمم المتحدة.
وفي بيان رسمي، قالت الخارجية الأمريكية: إن القرار يعكس انحيازًا ضد إسرائيل، ويغفل تعقيدات الوضع على الأرض، كما رفضت محاولات تعزيز دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرة أن فرض التعاون مع منظمة بعينها يمثل “انتهاكًا صارخًا للسيادة”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في وقت سابق قرارًا يدعو إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، إلى الالتزام بتوفير الغذاء والمياه والدواء والمأوى لسكان قطاع غزة، وعدم عرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية، إضافة إلى الامتناع عن تهجير المدنيين أو تجويعهم، وضمان عدم تقييد عمل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.
كما شدد القرار الأممي على استمرار مسؤولية الأمم المتحدة تجاه القضية الفلسطينية إلى حين التوصل إلى حل شامل، في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
وتعكس التحركات الأميركية لعقد مؤتمر “قوة غزة” في الدوحة محاولة لإيجاد مقاربة أمنية – دولية لإدارة مرحلة ما بعد التصعيد، في وقت تتباين فيه المواقف الدولية بين دعم المسار السياسي الإنساني، والانتقادات المتبادلة داخل أروقة الأمم المتحدة حول طبيعة القرارات وآليات تنفيذها.

مقالات مشابهة

  • وسط انتقادات واشنطن لقرار أممي.. مؤتمر دولي لبحث إنشاء «قوة غزة»
  • فيديو. مشهد مبهر لملعب مولاي عبد الله بالرباط بألوان البلدان الأفريقية
  • خبيرة أمن إقليمي: ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل الساعية لإضعاف خطة السلام
  • ليبيا نائبًا لرئيس جمعية الأمم المتحدة للبيئة في دورتها الثامنة
  • الجوع يهدد نحو 22 مليون مواطن.. السودان يواجه مجاعة متزايدة!
  • بعد عامين من COP28.. "اتفاق الإمارات" مرجع العمل المناخي
  • بعد عامين من «COP28» .. «اتفاق الإمارات» التاريخي لا يزال خريطة الطريق للعمل المناخي الفعال
  • تركيا تستعد لاستضافة ثلاث قمم دولية كبرى عام 2026
  • محافظ أسيوط يفتتح مؤتمر مستشفى الإيمان حول مقاومة المضادات الحيوية
  • تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026