لجريدة عمان:
2025-07-09@07:49:38 GMT

مؤتمر المناخ يواجه مشكلة اتصال

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

ستبدأ مداولات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» نهاية هذا الشهر في دبي في ظل أوضاع عالمية طارئة جيوسياسية وصحية واقتصادية.

تمثِّل قدرة الأمم المتحدة على الحصول على كميات هائلة من المعرفة العلمية المتاحة حول احترار الكوكب أكبر مصدر قوة لها. لكن من أجل إحداث تحول في الرأي العام وتشكيل إرادة سياسية للعمل المناخي وسط الأولويات المتنافسة يحتاج «توصيل» هذه المعرفة للناس إلى زخم وقوة دافعة.

مؤتمر كوب 28 القادم سيؤكد عن حق على التعهدات التي يتوجَّب على البلدان إعلانها لتخليص الاقتصادات من الكربون وإبطاء الاحترار العالمي.

لكن على قمة المناخ أيضا تدشين حملة «اتصال» دولية لتنوير الرأي العام وحشد الدعم السياسي خصوصا وسط كبار مطلقي الانبعاثات الكربونية.

فالدعم السياسي كان بالغ الأهمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبلدان الدخل المرتفع الأخرى لكي تتمكن من تمويل برامج الإنقاذ والتحفيز عقب الأزمة المالية العالمية. لقد استطاعت هذه البلدان جمع أكثر من 20 تريليون دولار لمحاربة كوفيد-19.

المسألة ليست أن معظم الناس ينكرون تغير المناخ لكن الآراء تنقسم حول سببه والتكاليف التي يجب على البلدان تحملها لمحاربته. موقف البلدان النامية فاتر تجاه مخاوف أمن الطاقة. وقادة العديد من البلدان المتقدمة الذين سبق لهم الاستجابة للمخاوف بشأن تكاليف التخلص من انبعاثات الكربون يغيرون مواقفهم.

بريطانيا تراجعت عن قرارها بوقف تشييد منصات حفر جديدة للنفط في بحر الشمال. وفي ولاية نيويورك رفضت سلطات تنظيم الخدمات العامة تعديل أسعار كهرباء مشروعات الطاقة المتجددة لمواكبة التضخم فيما استخدمت حاكمة الولاية حق النقض ضد ربط مشروعات الرياح البحرية بشبكة الكهرباء في جزيرة لونج آيلاند.

إذن هنالك المزيد من الأسباب التي تستوجب أن يشكل مؤتمر كوب 28 رأيا عاما قويا يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة. بعد توافر مثل هذا الدعم العام سيأتي الدعم المالي وأيضا التكنولوجيا سواء من الحكومة كما في الأزمات المالية أو من الشركات والمجتمع مثلما حدث أثناء الثورة الرقمية.

أولا، يجب توظيف المعرفة العلمية المتوافرة لمؤتمر كوب 28 في مساعدة الناس على فهم الكوارث المناخية عند وقوعها. فهذه المعرفة خلافا لنجاحها في توضيح العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة لم تساعد على إيصال حقيقة أن التغير المناخي يعود لأسباب معقدة تمتد من غازات الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات وتزايد هطول الأمطار وانتشار الحرائق والفيضانات في الأمريكتين وكل مكان.

على الناس أن ينسبوا الأضرار فور وقوعها للوقود الأحفوري وليس فقط لسوء إدارة الكوارث سواء تمثل ذلك في فشل نظام الإنذار قبل انتشار الحرائق في جزيرة هاواي هذا العام أو إجلاء الناس أثناء الفيضانات في كوريا الجنوبية.

العام الحالي في سبيله إلى أن يكون الأكثر حرارة على الإطلاق. لقد تجاوز عدة مرات عتبة 1.5 درجة مئوية المخيفة. ويواجه كوكب الأرض 16 نقطة تحول مناخي.

في مثل هذا السياق على «حملة اتصال» مؤتمر كوب 28 أن توضح بجلاء ودون لبس كيف يرتكز النمو وخفض الفقر على تقليل انبعاثات الكربون.

مثلا يمكن أن يتوقف اقتصاد الولايات المتحدة عن النمو في العقود القادمة نتيجة للوفيات وخسائر إنتاجية العمل بسبب التغير المناخي إذا استمر إطلاق الانبعاثات الكربونية دون هوادة. أيضا عندما غمرت الفيضانات ثلث مساحة باكستان كما حدث في عام 2022 مما أدى إلى خسائر في الأصول بلغت قيمتها 30 بليون دولار (9% من الناتج المحلي الإجمالي) كان السبب عدم فعل أي شيء لحماية المناخ.

ثانيا، لجعل الاستجابة إلى حملة حماية المناخ جذابة سياسيا يجب أن يبدو الخطر المناخي محسوسا وفوريا تماما مثل الحرب في أوكرانيا. بناء على ذلك ينبغي السعي إلى تحقيق أهداف كوب 28 بحلول عام 2030 وليس تأخيرها إلى عام 2050 وما بعده. ومع تجاوز الاحترار العالمي للتقديرات العلمية اشتدت الحاجة إلى خفض الانبعاثات نظرا لعدم كفاية الإجراءات التي يتخذها الملوِّثون الكبار للهواء في هذا الصدد.

في مؤتمر الأمم المتحدة لحماية المناخ (كوب 28) يجب أن يتعهد قادة العالم على نحو قاطع بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% وليس 45% بحلول عام 2030.

لأجل هذه الغاية من المفيد تسليط الضوء على أكبر 20 بلدا مسؤولا عن إطلاق أربعة أخماس الانبعاثات بداية بالصين والولايات المتحدة والهند. فالمقاربة السابقة للمفاوضات حول الأهداف المناخية والتي دارت بين ما يقرب من 200 بلد لم ينتج عنها شيء يستحق الذكر.

وعلى الرغم من توسع الصين والولايات المتحدة والهند بدرجة كبيرة في قدرات توليد الكهرباء من أشعة الشمس والرياح إلا أنها أيضا زادت من استخدامها للوقود الأحفوري. وهذا هو الشيء المهم للمناخ. على كبار مطلقي انبعاثات الكربون وقف تنفيذ المشروعات الجديدة لإنتاج الفحم الحجري والنفط والغاز. إلى ذلك تزيد الاضطرابات الجيوسياسية من صعوبة التركيز على المناخ. لكن مع التحول السلبي للمؤشرات الحيوية للكوكب يجب تكريس الأولوية للتقليل من التغير المناخي عبر التخلص من الكربون. فكل شيء يعتمد على ذلك. وستعقبه الأفعال حتى في وجه الأولويات المتنافسة. لكن فقط إذا أدرك الناس أن ازدهارهم وصلاح أحوالهم مهددان بالاحترار العالمي.

إذا أمكن لمؤتمر كوب 28 تدشين حملة «اتصال» على نطاق العالم لكسب دعم الرأي العام للموارد المطلوبة من أجل تجنب الكارثة سيكون مؤتمر دبي حينها قد حقق تقدما له معنى إلى الأمام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انبعاثات الکربون مؤتمر کوب 28

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة التاسع حول المنافسة وحماية المستهلك

انطلقت اليوم بمقر الأمم المتحدة في جنيف أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمنافسة وحماية المستهلك، الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) خلال الفترة من 7 إلى 11 يوليو 2025، بمشاركة واسعة من وزراء ومسؤولي الجهات التنظيمية والرقابية وممثلي الحكومات والدول والمنظمات الدولية من مختلف دول العالم.

وزير الصحة يبحث مع ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعزيز التعاون المشتركوزيرة التخطيط تكرم الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقديرًا لدوره في دعم التنمية بمصرسويلم يلتقي ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ويشيد بجهوده في دعم ملف التغيرات المناخيةالأمم المتحدة للسياحة: دورات تدريبية أونلاين للعاملين في المنشآت الفندقية

شهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة مصرية رفيعة المستوى، حيث حضر الفعاليات كل من السيد الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، والسيد السفير علاء حجازي مندوب جمهورية مصر العربية الدائم لدى الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، والدكتور محمود ممتاز رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، والأستاذ إبراهيم السجيني رئيس جهاز حماية المستهلك، والسيدة سهى ثروت سكرتير ثانٍ وعضو البعثة الدبلوماسية المصرية بجنيف.

يُعد هذا المؤتمر من أهم الفعاليات الدولية المعنية بصياغة السياسات وتعزيز التعاون بين الدول في مجالات حماية حقوق المستهلك وتنظيم المنافسة في الأسواق، ويُشكل منصة محورية لتبادل التجارب وبناء الشراكات الفنية والتشريعية بين الدول الأعضاء في منظمة الأونكتاد.

وتؤكد المشاركة المصرية الرفيعة المستوى في هذا الحدث الدولي على أهمية الدور المصري في صياغة السياسات الإقليمية والدولية ذات الصلة بحقوق المستهلك والمنافسة العادلة، وتعكس التزام الدولة بالعمل وفق المعايير الدولية لتعزيز الحماية الاقتصادية للمواطن ودعم بيئة السوق الحرة والمستقرة.

طباعة شارك الأمم المتحدة جنيف حماية المستهلك منظمة الأمم المتحدة

مقالات مشابهة

  • محيي الدين: ضرورة توسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص
  • نيابةً عن ولي العهد.. وزير الخارجية يشارك في جلسة “البيئة.. مؤتمر الأطراف لتغيّر المناخ COP30.. والصحة العالمية” خلال قمة بريكس 2025
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة البيئة مؤتمر الأطراف لتغيّر المناخ COP30
  • بزشكيان: إيران مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة ولكن هناك مشكلة ثقة
  • بريكس تطالب الدول الغنية بتمويل جهود المناخ العالمية
  • انطلاق فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة التاسع حول المنافسة وحماية المستهلك
  • فاينانشيال تايمز: توتر بين الاتحاد الأوروبي وبكين بسبب بيان المناخ قبل قمة الزعماء
  • بالصور.. فيضانات تكساس المدمرة تفضح فشل أميركا المناخي
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية المملكة المتحدة
  • سمو وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية المملكة المتحدة