.. وعودة باسم «الشيوخ» (4)
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
فى 18 يناير 2014، صدر الدستور الجديد خالياً من مجلس الشورى، وأصبح البرلمان من غرفة واحدة هى مجلس النواب، كانت الحجة توفير النفقات، وأن مجلس الشورى بدون فاعلية، لم يشأ أحد أن يطالب له باختصاصات تزيد من الحاجة إليه، وأغلق ملف الغرفة الثانية فى ثانية وسط غضب المؤيدين لاستمرار مجلس الشورى، وإن كانوا من المتخصصين، حجتهم أن تطوير الدساتير يكشف عن زيادة عدد الدول التى تأخذ بنظام الغرفتين، وما يقدمه ذلك النظام من مزايا عديدة أهمها تحسين صناعة التشريع، وزيادة فاعلية الرقابة البرلمانية، وكبح جماح غرفة واحدة عندما تتجه إلى التسلط أو الاستبداد، فضلاً عن تنوع الخبراء واختلاف الشروط والأحكام فى كل مجلس من المجلسين.
لم تمض خمس سنوات حتى صدرت التعديلات الدستورية 2019، وعادت الحياة إلى الغرفة الثانية للبرلمان، وإعادة بنيانه وأصوله إلى مجلس الشيوخ الجديد كما نص الدستور، وإذا كان ذلك كله رداً لاعتبار مجلس الشيوخ «الشورى سابقاً» وتعظيماً لوجود الغرفة الثانية للبرلمان فى الحياة السياسية والبرلمانية فى البلاد، فإن رد الاعتبار الأهم كان فى كيفية انتخاب أعضائه وإعداد قوائمه وممارسة مسئولياتهم وجرت الانتخابات ووصلت إلى مجلس الشيوخ فى شكله الحالى، والذى يمارس اختصاصاته المتواضعة كما جاءت فى الدستور، والتى أصبحت محل مطالبة بزيادتها فى أقرب تعديلات دستورية حتى على الأقل بالعودة إلى اختصاصاته التى جاءت بتعديلات 2007.
على كل، إن عودة مجلس الشيوخ لتشكيل الغرفة البرلمانية الثانية هو مكسب للحياة السياسية والحزبية، وخطوة مقدرة للقيادة السياسية، وهى تعتبر إحياء للحياة البرلمانية والسياسية، لأن البرلمان الذى يقوم على جناح واحد، تعتبر حياته ناقصة تفتقد التوازن فى الحياة السياسية والبرلمانية، وقد اتفق الرأى منذ القدم فى الدول الديمقراطية، والأخذ فى الطريق بين علماء وخبراء الدستور على أهمية وجود جناحين للبرلمان، لما يحققه ذلك من رفع كفاية أداء المجالس النيابية، وضم عناصر ذات كفاءة عالية وإجراء دراسات متعمقة للتشريع وحماية كل مجلس من التجاوزات فى اتجاه الآخر.
وعملاً بقاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله، فإن محدودية صلاحيات مجلس الشيوخ قد جاءت بتعديلات دستورية من رحم مجلس النواب، وبحكم طبائع البشر، فإنه يعز على من يقترح أن يقرر لغيره سلطات أو اختصاصات مثله أو أكثر منه، ولكن علينا أن نحترم ما وصل إليه الحال من تعديلات دستورية وافق عليها الشعب، باستفتاء وبقبول فائق، نتطلع بعدها إلى المزيد، ليس ليكون مجلس الشيوخ موازياً فى اختصاصاته لمجلس النواب ولكن ليكون قريباً منه باختصاصات تشريعية تحقق الهدف من وجوده واستثمار جهود أعضائه لأنه يضم عناصر مثقفة وخبرات سياسية واقتصادية لابد من الاستفادة من خبراتها فى شىء قابل للتنفيذ والأخذ به.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن مجلس الشورى مجلس النواب مجلس النواب مجلس الشورى مجلس الشیوخ
إقرأ أيضاً:
النائبة صبورة السيد: تعزيز ضمانات حقوق الطفل لاستكمال مسار مكتسبات دستور 2014
قالت النائبة صبورة السيد، عضو مجلس النواب، إنه يجب العمل على تسريع وتيرة تعزيز الضمانات القانونية للطفل وذلك بالتزامن مع الاحتفال الدولي باليوم العالمي لحقوق الطفل، الذي يشهده شهر نوفمبر من كل عام، وذلك لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، مشيرة إلى أن تعزيز ضمانات حقوق الطفل يستكمل مسار مكتسبات دستور 2014.
وأضافت "صبورة" في بيان صحفي لها، أن هناك تشريعات وتعديلات صدرت عن الدولة المصرية في هذا الشأن لكن هناك قوانين أخرى مشروعات بقوانين أخرى تحتاج أن ترى النور، ومنها على سبيل المثال تغليظ عقوبات عمالة الأطفال تحت سن 15 سنة وتغليظ عقوبة المخالات المرتبطة بتشغيل الأطفال بشكل عام.
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أنه من ضمن التشريعات كذلك مكافحة التسرب من التعليم، وذلك لتقليل عد الأطفال الأميين وغير المتعلمين، ومن هنا يجب أن يصدر مشروع القانون بالصيغة التي تحقق الهدف والفلسفة المرجوة بمواجهة التسرب من العملية التعليمية.
ونوهت النائبة صبورة بالعديد من الخطوات التي اتخذتها الدولة لتعزيز حقوق الطفل، ومنها المبادرات التي أطلقتها كالحق في التعليم والصحة وهي ترجمة لنصوص دستورية، فضلا عن تشريعات صدرت مثل تغليظ عقوبة الحرمان من الميراث، إلى جانب القوانين الخاصة برعاية النشء والموهوبين.