بوابة الوفد:
2024-09-16@17:39:57 GMT

الاستغناء ليس حلًّا!

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

منذ السابع من أكتوبر الماضي، وعلى مدار 50 يومًا، تابعنا بقلوب يعتصرها الألم، تلك الحصيلة الدامية لأشقائنا الفلسطينيين المدنيين في غزة، الذين وصل عددهم لـ15 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، على يد جيش «الاحتلال الإسرائيلي».

وبعيدًا عن الهُدنة «الهَشَّة»، التي ليست سوى «استراحة» لشن مذابح صهيونية جديدة، إلا أن الفترة الماضية، شهدت حِراكًا شعبيًّا عربيًّا، انتشر على نطاق واسع، تمثَّل في دعوات «مقاطعة» للبضائع والمنتجات «الإسرائيلية» والشركات العالمية التي يُعتقد أنها تدعم جيش «الكيان الصهيوني» وحكومته.

إن الحديث عن «المقاطعة» ـ على امتداد العالمين العربي والإسلامي ـ ليس بالأمر الجديد، حيث يدور في كل مرة، كثير من النقاشات حول جدواها الاقتصادية والسياسية، خصوصًا عندما تكون مرتبطة بالناحية الدينية والعقائدية.

ربما تكون «المقاطعة» هذه المرة، أنكى وأشد، حيث تأتي استمرارًا لحملات منفصلة، خلال العقدين الأخيرين، بدأت إبَّان الغزو الأمريكي للعراق قبل عشرين عامًا، مرورًا بحملات المقاطعة الشعبية للمنتجات الفرنسية، بعد أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد، وليس انتهاء بالسويدية والدانماركية ردًّا على سماح الدولتين بحرق المصحف الشريف.

اللافت في حملة «المقاطعة» الأخيرة ـ على وقْع ما يحدث في غزة من جرائم وحشية ـ هو نجاح انتشارها الواسع على كافة المواقع الإلكترونية، وحسابات مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، لتضم لائحة طويلة من المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل وماركات الملابس والأحذية وسلاسل المطاعم والمقاهي ومحلات السوبر ماركت الشهيرة، إضافة إلى قوائم بمنتجات محلية بديلة، على تطبيقات الهواتف المحمولة.

ورغم أهمية تلك «المقاطعة» الشعبية، التي تُعتبر في حدِّها الأدنى أحد أهم أشكال التضامن الإنساني، كـ«أضعف الإيمان»، إلا أن ذلك الأمر ربما يكون «مِنحة» إيجابية، يستفيد منها المستثمر المحلي، فقط إذا طوَّر منتجاته وخدماته وخَفَّض هامش ربحه لاكتساب ثقة المستهلك، بدلًا من استغلال الفرصة لرفع الأسعار ومحاولة احتكار السوق.

لذلك نعتقد أن «المقاطعة» يمكنها أن تدعم وتشجع منتجات محلية، إذا كانت تلك المنتجات منافِسة ولها نفس الجودة، ما سيؤدي بالضرورة إلى نموها.. لكن في المقابل يجب الإقرار بأن «المقاطعة» كشفت عيوب بعض منتجاتنا الوطنية، وأظهرت غياب البدائل بشكل صادم.

إذن، بعد نجاح استخدام «سلاح المقاطعة» ـ كأقل شيء يمكن تقديمه لدعم القضية الفلسطينية ـ يبدو شعار «الاستغناء هو الحل» ليس حلًّا ناجعًا، إذا لم يكن مرتبطًا بتغيير «فقه الأولويات»، بالتركيز على الإنتاج الزراعي والصناعي، وتعزيز البحث العلمي والتكنولوجي، للتحرر من سطوة الدول الكبرى، وهيمنة الشركات العابرة للقارَّات، التي تلعب دورًا قذرًا، يكشف حقيقة أنها ليست سوى أدوات في ترسانة نظام رأسمالي لا يعبأ إلا بالهيمنة على الشعوب ومقدّراتها وتحويل أفرادها إلى كائنات مُسْتَهْلِكة ومُسْتَعْبَدة. 

فصل الخطاب: يقول الإمام عليّ: «الاستغناء عن العذر أعزّ من الصدق به».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سلاح المقاطعة محمود زاهر فقه الأولويات الهدنة حماس الدعم الامريكي لاسرائيل

إقرأ أيضاً:

اعتقال مراهق تسبب في شل حركة المواصلات في بريطانيا

لندن

قالت مصادر صحفية عالمية أن الشرطة البريطانية قامت بأعتقال صبي قاصراً، يبلغ من العمر 17 عاماً فقط بعد أن تبين أنه يقف وراء هجوم إلكتروني ضخم تسبب بشل حركة المواصلات مؤخراً، كما استهدف الهجوم بيانات الآلاف من الأشخاص في بريطانيا، بما في ذلك عناوينهم وتفاصيل حساباتهم البنكية.

واعترفت وكالة مكافحة الجرائم الإلكترونية الوطنية في بيان استجواب الصبي قبل إطلاق سراحه بكفالة ، بأن الصبي نجح في الوصول إلى بيانات الآلاف من العملاء، بما في ذلك الأسماء والعناوين ورسائل البريد الإلكتروني وتفاصيل البنوك.

وأضافت الوكالة بأن عملية القرصنة الإلكترونية ربما استهدفت بعض البيانات الخاصة باسترداد المبالغ المالية لمستخدمي بطاقات المواصلات، وهو ما يعني التفاصيل الكاملة للحسابات المصرفية لأصحاب هذه البطاقات ، وتعتقد الشرطة حالياً أن نحو 5 آلاف عميل من حملة بطاقات المواصلات في لندن ربما تأثروا بهذه القرصنة وتسربت معلوماتهم.

وفي هذا الصدد ، أعلنت هيئة النقل في لندن أنها ستتواصل مباشرة مع أي عملاء تأثروا بالحادث و قال شاشي فيرما، كبير مسؤولي التكنولوجيا في هيئة النقل في لندن “حددنا بعض الأنشطة المشبوهة يوم الأحد مطلع سبتمبر واتخذنا إجراءات للحد من الوصول إلى البيانات ، ويستمر التحقيق الشامل جنباً إلى جنب مع وكالة مكافحة الجرائم الوطنية ومركز الأمن السيبراني الوطني”.

مقالات مشابهة

  • هل الاستغناء عن السكر يحسن صحتك؟
  • اعتقال مراهق تسبب في شل حركة المواصلات في بريطانيا
  • سكرية: المقاطعة موقف فردي وجماعي وأحد أدواتنا في معركة التحرير
  • مركز “إثراء” يطلق معرض “الجمل عبر العصور” بمشاركات محلية وعالمية
  • في غزّة.. أنثى منكوبة!
  • قصة قصيرة: إثنان والعربة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 500 سلة غذائية في محلية دنقلا بالسودان
  • مدير حملة لابورتا يشن هجوما ناريا على نجم برشلونة
  • مشروب شهير يمنع شفائك من نزلات البرد.. توقف عنه فورا 
  • مباحث محلية شيكان يسترد مسروقات من سوق الأبيض الكبير