رأي اليوم:
2025-02-23@02:02:12 GMT

العراق يغلي وامريكا تصب الزيت على نار الفتنة؟

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

العراق يغلي وامريكا تصب الزيت على نار الفتنة؟

 

أ. د. جاسم يونس الحريري يعيش العراق مرحلة أستثنائية وصعبة جدا من حيث كل المقاييس فالمواطن ناقم على قلة تجهيزه بالكهرباء الوطنية في ظل تصاعد درجات الحرارة التي أقتربت من الخمسينيات  والستينيات في بعض المحافظات الجنوبية ، والشارع يغص بالمتظاهرين لاسباب متعددة، سعر صرف الدولار قفز الى 149 الف دينار مقابل مائة دولار، جواسيس يسرحون ويمرحون   في العراق “الجاسوسة الاسرائيلية أيزابيل تسوركوف” واشنطن ترفض الافراج عن أستحقاقات ايران من الديون على العراق لقاء تجهيزه بالطاقة الكهربائية والغاز المسيل التي وصلت الى 36 مليار مما أضطر  طهران الى قطع تجهيز العراق بالغاز، بالرغم من أعلان مسؤول كبير بوزارة الخارجية العراقية في يونيو الفائت ، عن أن بلاده وافقت على دفع نحو 2.

76 مليار دولار من ديون الغاز والكهرباء لإيران، بعد الحصول على إعفاء من العقوبات من الولايات المتحدة الامريكية. السوق العراقية تمر بأكبر  حالة من التضخم والركود الاقتصادي والمواطن قلق من الايام القادمة والعراق يقترب من أنتخابات مجالس المحافظات في شهر ديسمبر القادم ، وتصاعد حدة الصراعات والاستقطابات الحزبية للسيطرة على مقاعد  مجالس المحافظات  وكأنها أنتخابات نيابية وليست بلدية، وظهور حالات من الفساد الاداري والمالي فاقت كل التصورات “ملف فساد هيئة التقاعد/مؤسسة الشهداء فرع الانبار” تدوير وأقالات بالجملة لعموم  مفاصل دوائر الدولة سواء الخدمية، أو الانتاجية،وحتى الامنية والاستخبارية.السؤال الذي يطرح نفسه أين يذهب العراق  الى أين؟ ومن المستفيد من وراء ذلك؟ما سيأتي في المستقبل المنظور أعتقد أنه هو قريب شيئا ما مما يمكن تسميته نظريًا: بمحاولة خلق “الفوضى الخلاقة” Creative Chaos، التي تعني، باختصار، أنَّه عندما يصل المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل وإراقة الدماء، وإشاعة أكبر قدر ممكن من الخوف لدى الجماهير، فإنَّه يُصبح من الممكن بناؤه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع.بناءاً على العديد من المؤشرات، بات العراق اليوم موضوعاً فعلاً على وعاء يغلي ويُحّضَر لأجل تحدث فيه هذه الفوضى الخلاقة. ويتفق المحللون الإستراتيجيون على أن الأمريكان بنوا نظرية في مراكز أبحاثهم، على شكل خليط أو مزيج يضم خبرات مختلف تجاربهم السابقة في زعزعة الأمن ،والاستقرار في العالم إبان الحرب الباردة على شكل حروب أهلية ،أو داخلية كان لأمريكا اليد الطولى فيها بشكل أو بآخر، فأخضعوها للتحليل والتركيب والدمج، مستخلصين من كل واحدة درسة مفيدة ،وتجربة ناجحة تصلح للتصدير إلى بلدان أخرى. وتعمل واشنطن بصمت في العراق وفق الاستراتيجية التالية:- إطلاق الصراع العرقي. إطلاق صراع العصبيات:-  يقوم على ضرب الدولة، بجميع مؤسساتها، واستبدالها بولاءات حزبية أو عشائرية مجتزأة، قائمة على انتماءات قبلية، كتلك التي شهدتها الصومال عام ١٩٩١م، والعراق، بعد دخول الجيش الأمريكي إلى العاصمة بغداد عام2003 ، تم استلهام السيناريو الصومالي هذا، بمعنى أن انهيار الدولة لم يجابه، بل تركت المؤسسات الرسمية (ما عدا وزارة النفط) بدون حماية كي تتعرض للنهب. ج- خلخلة الوضع الاقتصادي:-  من الدروس المفيدة التي أضيفت إلى نظرية الفوضى نذكر أيضا زعزعة الاستقرار الاقتصادي في العمق، کماحصل عقب انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات من القرن المنصرم، حيث انهارت المؤسسات المصرفية الرسمية وساد التضخم بسبب تهريب معظم الرساميل والودائع العامة، بعد تسييلها، إلى خارج البلاد. د- التعبئة الإعلامية:- التعبئة الإعلامية كفيلة، على الأمد الطويل، بالنيل من العدو. فاتم تجريبه انطلاقا من ألمانيا الغربية السابقة باتجاه ألمانيا الشرقية السابقة، بالوسيلة التلفزيونية، ونجح في اختراق المعسكر الاشتراكي برمته، وطبق اليوم في العراق عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية والمسموعة والمكتوبة التي تسيطر عليها السلطات الأمريكية وتستخدمها في مشروعها الإستراتيجي. أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية للاتصال بالكاتب:-jasimunis@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الفوضى وأثرها على الأمم

 

لعل السؤال الأبرز اليوم في هذا الكوكب هو: ما الذي يجري؟ لماذا كل هذا الانهيار في القيم؟ وفي النظم الأخلاقية؟ لماذا ينحدر العالم إلى الحضيض؟ لماذا تعلن روسيا استراتيجية الأمن الثقافي القومي؟ ولماذا المسلمون يتقبلون الواقع على مذهب ذلك الأعرابي الذي قال: أخذوا الأبل فأوسعتهم سبا؟.

نحن اليوم نعيش واقعا متموجا ومضطربا وقلقا، اليسار العالمي تصدع وبانت شروخه في جدار الزمن، والنظم الديمقراطية أخفقت في تقديم النموذج الأخلاقي الشريف الذي ينتصر للإنسان، والمسلمون في غفلة الوقت فكهون يكتفون ببيانات التنديد والشجب وبالتظاهرات، في حين تقوم التطبيقات الاجتماعية في تفكيك نظمهم الأخلاقية، وجرهم إلى عالم التفاهة، وليس من مشروع حضاري قادر على البقاء والصراع في هذا الواقع المتموج والمنحدر إلى الأسفل.

قبل سقوط بغداد عام 2003م كان هناك مصطلح الفوضى الخلاقة، وبعد سقوطها شاعت هذه الفوضى حتى رأينا البناءات الاجتماعية والنظام العام والطبيعي يتداعى إلى درجة السقوط في الكثير من البلدان، ثم شاعت فكرة الفوضى في الفنون والآداب، وحاول الكثير من أرباب الفنون عن طريق الفوضى الخلاقة إيصال رسالة التشظي والانكسار والانهيار إلى الناس خاصة المجتمع العراقي كمجتمع مستهدف مطلع الألفية الثالثة، وبعد اجتياح فوضى الربيع العربي وانهيار النظم العامة والطبيعية في الكثير من البلدان العربية، ها هي فكرة الفوضى الجديدة تبرز من جديد كقوة تحارب جنبا إلى جنب مع النظام الرأسمالي في مواجهة روسيا التي سارعت إلى الإعلان عن استراتيجية الأمن القومي الثقافي، كجزء من استراتيجية الصراع مع الغرب الذي يفرض النظم الأخلاقية الجديدة التي تستهدف الإنسان في قيمته المادية والمعنوية وتحويله إلى كيان فوضى ومسخ .

الغرب اليوم يقر بحقوق التحول الجنسي، ويقر المثلية، ويقر الممارسة الجنسية مع الحيوانات، ويستهدف الإنسان حتى يصبح كيانا خاليا وعاطلا من أي محتوى قيمي، أو إنساني من خلال نظم الفوضى الخلاقة، وقد نشأ في الغرب نفسه تيارات فكرية مناهضة لهذا التوجه السياسي للنظام الدولي، وصدرت عدد من الكتب، هذه الكتب تناقش فكرة النظام الأخلاقي الجديد، كيف تبدأ الأفكار؟ وكيف تصبح في مخيلة المجتمع؟ وكيف يتخيل المجتمع وجوده الاجتماعي في العلاقات والتعامل البيني؟

فالمتخيل الاجتماعي فهم عام مشترك يجعل الممارسات الاجتماعية ممكنة كما تذهب إلى ذلك الكثير من النظريات الاجتماعية الحديثة.

اليوم نحن نعيش في زمن ما بعد الحداثة العالم يطرح رؤى فلسفية، ومتخيلات لنظم أخلاقية، ويعمل على فلسفة القيم ويعيد بناءها بعد القيام بنظم التفكيك وبما يتسق مع المستوى الحضاري المعاصر.

نحن كعرب وكمسلمين ما الذي نقوم به؟

هذا السؤال هو السؤال الأهم في سياق ما يحدث حولنا من انهيارات وهزائم للنظم الأخلاقية والقيم النبيلة التي كانت تنتصر للإنسان في سالف الزمان والعقود.

السؤال المطروح سؤال وجودي في عالم يسيطر على الموجهات الكلية والعامة، ضرورة الإجابة عليه لا تعني بالمطلق بيانات الإدانة والشجب ولا التظاهرات والحملات الإعلامية التي تنتهي في ظرف زمني وجيز لا يتجاوز الساعات وربما الثواني المعدودة.

نحن أمام حرب ثقافية وهذه الحرب تواجه بمثلها، فالصاروخ والدبابة والبندقية لا تحسم فيها معركة، ولذلك فخوض المعركة – وهو أمر حتمي – يتطلب وعيا متقدما وفهما للواقع واستراتيجيات، وخطط واضحة المعالم والأهداف، ويمكننا العودة إلى زمن الحرب الباردة بين الشرق والغرب للاستفادة من طرق وأساليب إدارة المعركة مع هذا الغول المتوحش الرأسمالي الذي بدأ يشيع في حياة البشرية نظريات الفوضى وتمتين علاقتها مع نظريات أخرى مثل نظرية الاحتمالات، ونظرية الكارثة، ونظرية التعقيد.

التفكير العلمي والمنطقي الذي يستمد مقوماته من تغيرات الواقع، ويحوّل ذلك إلى تصورات في محاولة لتفسير هذا الواقع هو الطريق القادر على الوقوف أمام هذا التوحش.

فالفكر العلمي المعاصر تتخلله رؤى جديدة إلى الواقع في مختلف مستويات الوجود، تعبر إلى حد ما عن انفصال وقطيعة مع ما تحقق في الماضي ولا بد لنا من معالجة الظواهر بما يتسق وضرورات المرحلة الحضارية والثقافية.

يقول الكاتب خليفة داوود: ” لقد قدم الفكر العلمي الجديد نماذج معرفية صنعتها عدة نظريات، لاسيما في ميدان الفيزياء، وكان من أهمها: ميكانيكا الكم ونظرية النسبية… وما صاحب ذلك من تغير بعض المفاهيم العلمية الأساسية كالانتظام والاطراد والتنبؤ والاتصال..، وبرزت إلى الوجود أبحاث تسعى إلى الكشف عن تفاصيل الظواهر الطبيعية؛ فتوصل بعض العلماء إلى أن ظواهر الطبيعة لا هي بمطردة وغير منتظمة ولا يمكن التنبؤ بها، ومن ثمّ فإن إمكان فهم الطبيعة باستعمال المنهج الرياضي لا يصمد – في كل الأحوال – أمام ما تزخر به ظواهر الطبيعة من تفاعلات غير متوقعة”.

نحن في معركة كبرى اليوم ولا بد لنا من استخدام النظم المعرفية والنظريات حتى ننتصر، فالمعركة التي أعلنت عن نفسها اليوم هي معركة كبرى البقاء فيها للأكثر معرفة بقوانين الطبيعة وبنظم المعرفة وبالمستويات الحضارية التي تحتاج إلى الانتظام والأخلاق بما يتسق مع التطورات، فالفوضى لن تكون إلا دمارا شاملا للأمم والشعوب.

 

مقالات مشابهة

  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم الأحد
  • «الصناعات الدفاعية».. محرك رئيسي للنمو الاقتصادي في الإمارات
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد - عاجل
  • الصناعات الدفاعية..محرك رئيسي للنمو الاقتصادي في الإمارات
  • سايحي: مجهودات الدولة تسمح بتقليص الحالات التي يتم نقلها للعلاج بالخارج
  • الفوضى وأثرها على الأمم
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • محافظ القاهرة: الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير صناعة وإنتاج التمور بجميع المحافظات
  • دونالد ترامب... الذّات الضجرة التي تتسلى بإحداث الفوضى ومشاغبة الخصوم