رأي اليوم:
2025-03-31@12:22:09 GMT

العراق يغلي وامريكا تصب الزيت على نار الفتنة؟

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

العراق يغلي وامريكا تصب الزيت على نار الفتنة؟

 

أ. د. جاسم يونس الحريري يعيش العراق مرحلة أستثنائية وصعبة جدا من حيث كل المقاييس فالمواطن ناقم على قلة تجهيزه بالكهرباء الوطنية في ظل تصاعد درجات الحرارة التي أقتربت من الخمسينيات  والستينيات في بعض المحافظات الجنوبية ، والشارع يغص بالمتظاهرين لاسباب متعددة، سعر صرف الدولار قفز الى 149 الف دينار مقابل مائة دولار، جواسيس يسرحون ويمرحون   في العراق “الجاسوسة الاسرائيلية أيزابيل تسوركوف” واشنطن ترفض الافراج عن أستحقاقات ايران من الديون على العراق لقاء تجهيزه بالطاقة الكهربائية والغاز المسيل التي وصلت الى 36 مليار مما أضطر  طهران الى قطع تجهيز العراق بالغاز، بالرغم من أعلان مسؤول كبير بوزارة الخارجية العراقية في يونيو الفائت ، عن أن بلاده وافقت على دفع نحو 2.

76 مليار دولار من ديون الغاز والكهرباء لإيران، بعد الحصول على إعفاء من العقوبات من الولايات المتحدة الامريكية. السوق العراقية تمر بأكبر  حالة من التضخم والركود الاقتصادي والمواطن قلق من الايام القادمة والعراق يقترب من أنتخابات مجالس المحافظات في شهر ديسمبر القادم ، وتصاعد حدة الصراعات والاستقطابات الحزبية للسيطرة على مقاعد  مجالس المحافظات  وكأنها أنتخابات نيابية وليست بلدية، وظهور حالات من الفساد الاداري والمالي فاقت كل التصورات “ملف فساد هيئة التقاعد/مؤسسة الشهداء فرع الانبار” تدوير وأقالات بالجملة لعموم  مفاصل دوائر الدولة سواء الخدمية، أو الانتاجية،وحتى الامنية والاستخبارية.السؤال الذي يطرح نفسه أين يذهب العراق  الى أين؟ ومن المستفيد من وراء ذلك؟ما سيأتي في المستقبل المنظور أعتقد أنه هو قريب شيئا ما مما يمكن تسميته نظريًا: بمحاولة خلق “الفوضى الخلاقة” Creative Chaos، التي تعني، باختصار، أنَّه عندما يصل المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل وإراقة الدماء، وإشاعة أكبر قدر ممكن من الخوف لدى الجماهير، فإنَّه يُصبح من الممكن بناؤه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع.بناءاً على العديد من المؤشرات، بات العراق اليوم موضوعاً فعلاً على وعاء يغلي ويُحّضَر لأجل تحدث فيه هذه الفوضى الخلاقة. ويتفق المحللون الإستراتيجيون على أن الأمريكان بنوا نظرية في مراكز أبحاثهم، على شكل خليط أو مزيج يضم خبرات مختلف تجاربهم السابقة في زعزعة الأمن ،والاستقرار في العالم إبان الحرب الباردة على شكل حروب أهلية ،أو داخلية كان لأمريكا اليد الطولى فيها بشكل أو بآخر، فأخضعوها للتحليل والتركيب والدمج، مستخلصين من كل واحدة درسة مفيدة ،وتجربة ناجحة تصلح للتصدير إلى بلدان أخرى. وتعمل واشنطن بصمت في العراق وفق الاستراتيجية التالية:- إطلاق الصراع العرقي. إطلاق صراع العصبيات:-  يقوم على ضرب الدولة، بجميع مؤسساتها، واستبدالها بولاءات حزبية أو عشائرية مجتزأة، قائمة على انتماءات قبلية، كتلك التي شهدتها الصومال عام ١٩٩١م، والعراق، بعد دخول الجيش الأمريكي إلى العاصمة بغداد عام2003 ، تم استلهام السيناريو الصومالي هذا، بمعنى أن انهيار الدولة لم يجابه، بل تركت المؤسسات الرسمية (ما عدا وزارة النفط) بدون حماية كي تتعرض للنهب. ج- خلخلة الوضع الاقتصادي:-  من الدروس المفيدة التي أضيفت إلى نظرية الفوضى نذكر أيضا زعزعة الاستقرار الاقتصادي في العمق، کماحصل عقب انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات من القرن المنصرم، حيث انهارت المؤسسات المصرفية الرسمية وساد التضخم بسبب تهريب معظم الرساميل والودائع العامة، بعد تسييلها، إلى خارج البلاد. د- التعبئة الإعلامية:- التعبئة الإعلامية كفيلة، على الأمد الطويل، بالنيل من العدو. فاتم تجريبه انطلاقا من ألمانيا الغربية السابقة باتجاه ألمانيا الشرقية السابقة، بالوسيلة التلفزيونية، ونجح في اختراق المعسكر الاشتراكي برمته، وطبق اليوم في العراق عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية والمسموعة والمكتوبة التي تسيطر عليها السلطات الأمريكية وتستخدمها في مشروعها الإستراتيجي. أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية للاتصال بالكاتب:-jasimunis@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

حين يتحوّل العيد إلى مرآة انقسام... العراق بين جمهوريات الفتوى وظل الدولة- عاجل

بغداد اليوم - خاص

لم يكن عيد الفطر لعام 1446هـ (2025م) مجرد مناسبة دينية، بل تحوّل إلى مرآة تعكس عمق الانقسام الفقهي والسياسي في العراق. من كردستان إلى النجف، مرورًا ببغداد، تباينت إعلانات العيد في وقت واحد، ليتحوّل الهلال إلى ساحة اختبار للفتوى والقرار والسيادة الدينية في دولة تعددية.

كردستان تعيّد أولاً... رؤية الهلال من خارج الحدود

في وقت مبكر من مساء السبت (29 آذار 2025)، أعلن المجلس الأعلى للإفتاء في إقليم كردستان أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك، مستندًا إلى ثبوت رؤية الهلال في دول إسلامية مجاورة، وتأكيدًا على رأي جمهور العلماء القائلين بوحدة المطالع.

واعتبر البيان أن تحديد المناسبات الشرعية "حق سيادي" من صلاحيات الدولة، داعيًا الناس للاحتفال "بثقة دون تردد"، في موقف يعكس استقلال المرجعية الدينية الكردية في القضايا الفقهية المصيرية.

الوقف السني والمجمع الفقهي... من إعلان العيد إلى التراجع تحت ضغط الرؤية

أما في بغداد، فقد مر ديوان الوقف السني والمجمع الفقهي العراقي بيوم عصيب؛ فبعد إعلان أولي أن الأحد هو أول أيام العيد، تراجع الديوان بعد أقل من ساعة ليؤكد أن "الهلال لم يُرَ في العراق"، وأن الاثنين هو أول أيام عيد الفطر.

التبدل المفاجئ في القرار الرسمي أثار تساؤلات عديدة، لا سيما مع الأنباء عن ضغوط سياسية مورست من أطراف حكومية ونيابية لدفع الوقف السني إلى توحيد الموقف مع الوقف الشيعي والمرجعية العليا في النجف، في محاولة لإظهار وحدة وطنية رمزية في مناسبة دينية جامعة.

ورغم تلك الضغوط، أصر الوقف السني على اعتماد رأي الشافعية في اختلاف المطالع، مؤكداً أن الفتوى يجب أن تستند إلى الرؤية الشرعية والفلكية داخل البلاد، لا إلى المجاملات أو المواءمات السياسية.

الحيدري يخالف السيستاني... فتوى العيد تخرج من عمامة النجف

في النجف، حافظ السيد علي السيستاني على منهجه المعروف، معلناً أن الأحد متمم لشهر رمضان وأن الاثنين هو أول أيام العيد، استنادًا إلى الرؤية المباشرة للهلال من داخل العراق.

لكن المرجع الشيعي البارز كمال الحيدري خالف هذا الاتجاه بشكل صريح، معلنًا أن عيد الفطر يحل الأحد، بالاعتماد على الحسابات الفلكية والرؤية المثبتة في الدول الإسلامية الأخرى.
اعتبر الحيدري أن "الاجتهاد الفقهي المعاصر يجب أن يتكامل مع العلم"، وهو ما شكّل خروجًا واضحًا عن فتوى النجف التقليدية، ودخولًا في دائرة الفقه الحداثي المستقل.

الفتوى في مواجهة الدولة... من يقرر العيد؟خلف هذا التباين، يختبئ سؤال أعمق: من يمتلك سلطة إعلان العيد في العراق؟ هل هو المرجع؟ أم ديوان الوقف؟ أم الحكومة؟

وماذا عن العلاقة بين "السياسة الشرعية" و"الاجتهاد الفردي" في بلد تتوزع فيه المرجعيات وتتداخل فيه السلطات؟

في كردستان، السلطة السياسية تسير مع المؤسسة الدينية بتناغم. في بغداد، الوقف السني يخضع للضغط لكنه يحاول الاحتفاظ بقدره من الاستقلال. وفي النجف، المرجعية تتخذ قرارها وفق أفقها الجغرافي فقط، حتى لو أدى إلى اختلافٍ واضح مع الدول المجاورة.

عيد بثلاث لغات... ما أثر ذلك على المجتمع؟

في الأحياء المختلطة والأسواق والمنازل، ساد الارتباك والارتجال. عائلات فرّقت أيام العيد بين الأب والأم، مواطنون في بغداد سيفطرون يوم الاثنين بينما أقاربهم في أربيل سيصلون العيد الأحد، وبلد واحد عجز عن الاتفاق على يوم يفطر فيه الناس معًا.

النتيجة؟ تآكل تدريجي في ثقة المواطن بالمؤسسات الدينية الرسمية، التي يراها متأثرة بالخلافات السياسية والولاءات المذهبية.


حتى المناسبة التي يفترض أن تكون جامعة، تحوّلت إلى علامة فارقة على الانقسام، لا على التوحد.

الهلال لا يكفي وحده... نحتاج إلى مرجعية وطنية

تُثبت تجربة عيد الفطر هذا العام أن الهلال لا يُرى فقط في السماء، بل في ميزان السياسة والفقه والإدارة.
وما لم تتفق الجهات الدينية في العراق على مرجعية موحدة علمية فقهية تنأى بنفسها عن الضغوط، فإن العيد سيبقى تائهًا بين فتوى وفتوى، وبين الأحد والاثنين... وربما بين المواطن والدولة.

المصدر: بغداد اليوم + بيانات رسمية

مقالات مشابهة

  • شاحنة مسروقة تصدم 13 سيارة وتنشر الفوضى في شوارع لوس أنجلوس.. فيديو
  • تعرف على قيادات الشرعية التي قدمت من الرياض لأداء صلاة العيد بمدينة عدن
  • حين يتحوّل العيد إلى مرآة انقسام... العراق بين جمهوريات الفتوى وظل الدولة
  • حين يتحوّل العيد إلى مرآة انقسام... العراق بين جمهوريات الفتوى وظل الدولة- عاجل
  • مصدر عماني: إيران وامريكا أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى
  • وثقتها الكاميرات.. مشاجرة مروعة بـ”الزيت المغلي” في مصر
  • مجلس رمضاني: النموذج الاقتصادي الإماراتي يستثمر في المُستقبل
  • وثقتها الكاميرات.. مشاجرة مروعة بـ"الزيت المغلي" في مصر
  • سيناريو رمضان صبحي يتكرر.. ديباي يشعل شجارا عنيفا بالوقوف على الكرة
  • حديث وقت السحر في هذه المرحلة من هما الاخطر؟؟؟ اسرائيل وامريكا ام السعودية  وقطر؟؟