المشهد العبثى المسيطر على خريطة التحكيم المصرى من حيث الأداء العشوائى فى تعيينات أطقم الحكام بالمباريات وتصنيفهم وتقييمهم بمختلف درجاتهم من جانب لجنة الحكام الرئيسية بسبب بند المجاملات والذى أسفر عنه تدنى مستوى جميع المسابقات التى ينظمها اتحاد الكرة.
انهيار التحكيم المصرى بات ناقوس خطر يهدد مستقبل منظومة كرة القدم فى مصر مهما تغسل إيدك وتعلق فشلك على شماعة البرتغالى فيتور بيريرا.
Eim: [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بداية كلام اتحاد الكرة
إقرأ أيضاً:
أمة لها ضمير
أفضل استثمار حصل من فوائض عوائد البترول الكبيرة كان فى مجال الاعلام والذى شهد فى العقود الأخيرة طفرة نوعية هائلة هدفها الأساسى اعادة هندسة تشكيل الوعى العام العربى بتعمد طمس الحقائق وتزييف التاريخ وللأسف نجح نجاحًا باهرًا برفع أقدار اقوام وخفض أقدار أقوام اخرى ويا لسخرية القدر فهناك دول لم تبلغ بعد سن الرشد السياسى اصبحت بفضل اذرعها الاعلامية القوية هى قلب العروبة النابض وحامية حمى القضية الفلسطينية!! ومصر الصابرة على تطاول الأقزام والتى قدمت الغالى والنفيس هى الخائنة التى باعت دورها التاريخى بثمن بخس بعدما عقدت اتفاقية كامب ديفيد واستردت كامل ترابها الوطنى مقابل السلام، لقد اختلط الأمر على الاجيال الجديدة التى يتم استغلال عاطفتها القومية بطريقة خبيثة تحدث فوضى كبيرة فى الشارع العربى المحتقن بفعل الجرائم الاسرائيلية.
لا شك ان ارتباط مصر بالقضية الفلسطينية ايمان لا يتزعزع مهما تغيرت النظم السياسية فهو ارتباط وثيق ثابت ودائم لا يخضع لحسابات ضيقة آو انية ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، تحدده اعتبارات عليا تحكمها روابط الجغرافيا والدم والقومية العربية وتاريخ قديم. فلسطين هى بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول الذى يؤثر على الأمن القومى.
ففى أعقاب الحرب العالمية الثانية هيأت بريطانيا الأوضاع فى فلسطين لليهود الفارين من الهولوكست وعددهم 100 الف لإقامة وطن قومى لهم من خلال لجنة التحقيق الأنجلو - أمريكية والتى قدمت مشروع موريسون عام 1946 والذى تبنى فكرة تقسيم فلسطين الى مناطـق: منطقـة يهوديـة، ومنطقـة عربيـة، تتمتعـان بسـلطة حكـم ذاتـى تحـت إشـراف المنـدوب السـامى البريطانـى وحكومـة مركزيـة، ومنطقتـى القـدس والنقـب، وتخضعـان للحكومة المركزيـة. ولذلك حرصت مصر على مجابهة هذه الفكرة الشيطانية بعقد مؤتمرات دولية عديدة وحتى أنشئت جامعة الدول العربية خصيصا لهذا الغرض وبعدها اعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصرى فى حرب 1948 حيث ادرك ان الرأى العام المصرى والعربى لديه رغبة فى الاسهام فى عملية انقاذ فلسطين وبعـد ان وضعت الحرب أوزارها لجـأ إلى مصر عـدد آخـر مـن اللاجئين قُدِر بنحـو سـتة آلاف لاجـئ فلسطينى، خصصـت لهم الدولة المصرية معسـكرًا فى العباسية، لم تقدم أى دولة عربية أو إسلامية تضحيات عظيمة مثلما قدمت مصر خيرة شبابها فهناك أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل القضية الفلسطينية. ولطالما سعت الدولة المصرية جاهدة لتقريب وجهات نظر الفصائل الفلسطينية وتحقيق المصالحة لإنهاء الانقسام ورأب الصدع، وتشكيل موقف وطنى موحد يلبى طموحات الشعب الفلسطينى المشروعة فى حياة آمنة ومستقرة.
مصر الكبيرة هى من لعبت على الدوام الدور الرئيسى والاهم فى دعم الشعب الفلسطينى ولا تزال بمفردها هى حائط الصد الصامد فى وجه الصلف والغرور الصهيونى بعدما تساقطت دول الطوق الواحدة تلو الأخرى وهى من تتصدر الجهود الإقليمية والدولية الدافعة نحو تنفيذ وقف فورى ودائم لإطلاق النار، وصد كافة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية.
مهارة الخطابة جزء أصيل من وظيفة الرؤساء والسياسيين عادة ما يتم استخدام هذه الأداة المهمة بشكل مبالغ فيه فتفقد سحرها وتاثيرها على الجمهور لكن هنالك لحظات تاريخية نادرة فى مسيرة اولئك المسئولين تصنع منهم زعماء عندما ينطقون بكلمات مليئة بالصدق مشحونة بالوطنية تعبر عن مشاعر وتطلعات الناس الحقيقية مثلما حدث مع عبدالناصر فى خطبة تأميم قناة السويس أو خطاب السادات بإعلان نصر اكتوبر وكلمة السيسى الاخيرة الرافضة تصفية القضية الفلسطينية والذى قال فيها بشجاعة ونبل إنسانى إن تهجير الشعب الفلسطينى ظلم كبير لن تشارك مصر فيه.
حسنًا نحن المصريين برغم الفقر وشظف العيش لا يزال لدينا افضلية اخلاقية نابعة من ميراثنا الحضارى فالضمير المصرى هو ذلك الوعى الجمعى الذى يرفض فكرة الظلم بشكل مطلق وبشكل خاص للفلسطينيين.
صدق المثل الروسى فى داخل كل منا محكمة عادلة تبقى أحكامها يقظة فى نفوسنا، هى الضمير.