بوابة الوفد:
2024-12-17@08:35:35 GMT

عودة الطنطورية

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

فى روايتها الرائعة «الطنطورية» والتى صدرت عام 2010 للأديبة والأستاذة رضوى عاشور رصدت الكاتبة ملحمة ذاتية لامرأة فلسطينية من «الطنطورة بفلسطين» ورحلتها من النكبة الأولى عام 1948 إلى مخيمات صيدا بلبنان إلى حرب بيروت 1982 وخروجها إلى الإمارات مع ابنها صادق المهندس رجل الأعمال ثم إلى الإسكندرية مع ابنتها مريم لدراسة الطب عروجًا إلى بيروت مرة أخرى، وقد تجاوزت السبعين، وخلال تلك الرحلة والكفاح تحكى عن القضية الفلسطينية ومعاناة جيل كامل للتهجير والاحتلال والرفض والقهر والموت والشتات، فأبنائها أحدهم فى الإمارات والثانى حسن فى أوروبا غير قادر على دخول الأراضى الفلسطينية والثالث عابد مجاهد ومحام فى أحد المخيمات والأخيرة مريم تدرس فى فرنسا للحصول على دكتوراه الطب وهى امرأة مسنة وحيدة فى لبنان ومع هذا مازالت تحمل مفتاح دارهم فى الطنطورة والذى تعلقه فى رقبتها بسلسلة فضية وحبل أعطته إياها أمها قبل أن تموت فى المخيم وأوصتها أن تحتفظ به لحين عودتهم جميعًا إلى ديارهم فى فلسطين! وتنتهى الحكاية بأن تمنح رقية المفتاح إلى حفيدتها الصغيرة وتعلقه فى جيدها الصغير عبر الأسلاك الشائكة التى تفصل الأراضى اللبنانية عن فلسطين المحتلة حين زيارة الأهل والأقارب تحت تهديد السلاح الإسرائيلى المحتل.

.

تلك الملحمة الروائية هى دفتر حال آلاف من الأسر الفلسطينية الذين كانت نكبتهم مستمرة وحاضرة تحت مرأى ومسمع العالم الغربى والعربى بل إنهم فى أحيان كثيرة اتهموا بالخديعة والخيانة والعنف غير المبرر وإنهم سبب خراب تلك الدول التى آوتهم فى مخيمات.. مثلما حدث فى لبنان والأردن وتونس... وبعد 75 عامًا عادت «الطنطورة» لتصبح «غزة» ونكبة جديدة فى أكتوبر 2023م وتهجير ونزوح ودمار حوالى ٢٠ ألف قتيل، 8000 طفل شهيد و3000 من النساء وأنقاض وركام وأكثر من نصف مليون وحدة سكنية مدمرة فى غزة و80% من المستشفيات والقطاع الطبى وموانئ غزة ودير البلح وقوارب الصيادين البسطاء ومراكب التجار ومحلات ومحطات كهرباء وتحلية المياه والاتصالات، نعم نكبة مادية وبشرية هى الأكبر والأعنف فى القرن الحالى فى 50 يومًا ضربت قوات الكيان المحتل بمعاونة الشيطان الأكبر وبعض من حلفائه الغربيين ضربوا بالقنابل المحرمة والطائرات المسيرة شعبًا أعزل لا يملك سفنًا حربية ولا أساطيل ولا طائرات ولا مركبات مدججة ولا أجهزة للاستخبارات، ضربوا هذا الشعب بالقنابل الفسفورية دون رحمة ولا هوادة وقطعوا عنه الماء والهواء والعلاج.. ضربوا الأطفال والنساء والعمائر والأطباء والصحفيين والمرضى فى المستشفيات والرضع والخدع، حرقوا الزرع والشجر وحرقوا الأرض.. فاتورة لا يتحملها بشر ولا حجر نكبة للإنسانية وخزى وعار على البشرية، ومع هذا فقد انتصرت القضية.. تغير الرأى العام العالمى وخرجت الشعوب ترفض سياسة حكامها وتلعن العنصرية والإرهاب والإبادة والمجزرة التى مارسها الكيان ضد الشعب الفلسطينى.. جيل جديد يرى كذب وخداع ونفاق الإعلام الإسرائيلى ومن يواليه، تلك السردية الكاذبة الخادعة من مظلومية السامية.. جيل جديد يؤكد أحقية الشعب الفلسطينى فى الحرية وفى دولة مستقلة وفى غروب شمس المحتل.. جيل يبحث عن منظمات دولية أكثر فاعلية جيل يقاضى العدو الإرهابى ويفرق بين المقاومة والإرهاب.. حكام غربيون لديهم الشجاعة للوقوف مع الحق وحكام عرب يستعيدون قوتهم ومكانتهم لنصرة أهلهم وإعادة الحق لأصحابه... إنها عودة الطنطوره ولفلسطين بإذن الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السلاح الإسرائيلي الأسر الفلسطينية الشعب الفلسطيني

إقرأ أيضاً:

سوريا إلى أين؟ ( 2 / 2)

اليوم بتنا على مشارف سوريا الجديدة بعد إعلان المعارضة سقوط الأسد فى الثامن من ديسمبر الجاري، وتوجه الائتلاف الوطنى السورى إلى العمل من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة بمشاركة جميع القوى الوطنية، دون إقصاء، للوصول إلى سوريا حرة ديمقراطية تعددية. كما أكد الائتلاف تطلعه لبناء الشراكات الاستراتيجية مع دول المنطقة والعالم بهدف بناء سوريا من جديد لكل أبنائها بمختلف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم.

وفي معرض تعليقه على سقوط نظام الأسد قال وزير خارجية تركيا "هاكان فيدان": "بدأ الشعب السورى اعتبارا من الثامن من ديسمبر يوما جديدا سيحدد فيه مستقبل بلده"، وأضاف: "إن تركيا مستعدة لتحمل المسؤولية عن كل ما هو ضرورى لتضميد جراح سوريا وضمان وحدتها وسلامتها وأمنها. وأكد أن سقوط نظام الأسد سيمكن ملايين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم من العودة إلى أراضيهم". الجدير بالذكر أن تركيا تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين سوري على أراضيها. كما أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا قالت فيه: "إن الجمهورية الإسلامية لن تدخر أى جهود لدعم الاستقرار والهدوء فى سوريا، ومن هذا المنطلق ستواصل مشاوراتها مع جميع الأطراف المؤثرة، وخاصة الأطراف الإقليمية".

ولقد أكد بيان للخارجية الإيرانية ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضى، والسيادة الوطنية السورية. مضيفا أن الشعب السورى هو من سيقرر مستقبل بلاده بعيدا عن التدخلات المخربة، والإملاءات الأجنبية. وفي الوقت نفسه فإن تركيا لم تخف تأييدها لبعض فصائل وقوى المعارضة على عكس إيران التى ساندت الرئيس السورى المعزول على مر السنوات، وكانت بجانب روسيا وحزب الله اللبنانى أحد العوامل الفاعلة التى حالت دون الإطاحة بحكم بشار الأسد عام 2011.

وكذلك دعا المتحدث باسم الحكومة العراقية "باسم العوادى" إلى ضرورة احترام إرادة الشعب، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية لسوريا". أما بالنسبة للغرب فجاءت ردود الفعل فى الأعم الأغلب لتعلن الترحيب بما أسفرت عنه الأحداث من تطورات. ورحبت بريطانيا وفرنسا فضلا عن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى بسقوط نظام الأسد.أما الرئيس الأمريكى المنتخب " دونالد ترامب" فلقد أعرب عن دهشته من السرعة والكيفية التي سقط بها نظام الأسد قائلا: "إن سقوطه مدهش". ولكن رغم هذا الترحيب فإن الكثير من المراقبين يحذرون من أن الفترة المقبلة ستحمل العديد من التحديات، التى تجب إدارتها بحكمة من أجل الوصول بسوريا إلى بر الأمان. وعلى الجانب الإسرائيلى أعلن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو": "انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 حول الجولان"، وأضاف: " أنه أصدر أوامره بـ"الاستيلاء على المنطقة العازلة التي تفصل مرتفعات الجولان عن بقية سوريا عقب تخلى جنود الجيش السوري عن مواقعهم".

وهكذا توالت الأحداث بعد سقوط بشار، الذى نُصّب رئيسًا عام 2000 بعد وفاة والده، وحكم سوريا لنحو 24 عامًا.

مقالات مشابهة

  • غزة تودع «اللوح»... و«روح الروح»
  • احتضان النفايات « ١»
  • الرقباء يمتنعون!!
  • شاهد | مخاوف تونس من عودة التكفيريين من سوريا
  • الجزيرة ترصد عودة العملية التعليمية إلى مدارس دمشق
  • ﺣــــــــﺮب اﻟﻠـــﺒﻦ اﻟﻤــــﺪﻋـــﻢ
  • سوريا إلى أين؟ ( 2 / 2)
  • عودة موجة السرقات بقوة السلاح!
  • عودة لعبة Onimusha
  • الجزيرة ترصد أجواء الفرح في ريف دمشق بعد عودة المهجرين