بوابة الوفد:
2025-02-23@07:30:50 GMT

عودة الطنطورية

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

فى روايتها الرائعة «الطنطورية» والتى صدرت عام 2010 للأديبة والأستاذة رضوى عاشور رصدت الكاتبة ملحمة ذاتية لامرأة فلسطينية من «الطنطورة بفلسطين» ورحلتها من النكبة الأولى عام 1948 إلى مخيمات صيدا بلبنان إلى حرب بيروت 1982 وخروجها إلى الإمارات مع ابنها صادق المهندس رجل الأعمال ثم إلى الإسكندرية مع ابنتها مريم لدراسة الطب عروجًا إلى بيروت مرة أخرى، وقد تجاوزت السبعين، وخلال تلك الرحلة والكفاح تحكى عن القضية الفلسطينية ومعاناة جيل كامل للتهجير والاحتلال والرفض والقهر والموت والشتات، فأبنائها أحدهم فى الإمارات والثانى حسن فى أوروبا غير قادر على دخول الأراضى الفلسطينية والثالث عابد مجاهد ومحام فى أحد المخيمات والأخيرة مريم تدرس فى فرنسا للحصول على دكتوراه الطب وهى امرأة مسنة وحيدة فى لبنان ومع هذا مازالت تحمل مفتاح دارهم فى الطنطورة والذى تعلقه فى رقبتها بسلسلة فضية وحبل أعطته إياها أمها قبل أن تموت فى المخيم وأوصتها أن تحتفظ به لحين عودتهم جميعًا إلى ديارهم فى فلسطين! وتنتهى الحكاية بأن تمنح رقية المفتاح إلى حفيدتها الصغيرة وتعلقه فى جيدها الصغير عبر الأسلاك الشائكة التى تفصل الأراضى اللبنانية عن فلسطين المحتلة حين زيارة الأهل والأقارب تحت تهديد السلاح الإسرائيلى المحتل.

.

تلك الملحمة الروائية هى دفتر حال آلاف من الأسر الفلسطينية الذين كانت نكبتهم مستمرة وحاضرة تحت مرأى ومسمع العالم الغربى والعربى بل إنهم فى أحيان كثيرة اتهموا بالخديعة والخيانة والعنف غير المبرر وإنهم سبب خراب تلك الدول التى آوتهم فى مخيمات.. مثلما حدث فى لبنان والأردن وتونس... وبعد 75 عامًا عادت «الطنطورة» لتصبح «غزة» ونكبة جديدة فى أكتوبر 2023م وتهجير ونزوح ودمار حوالى ٢٠ ألف قتيل، 8000 طفل شهيد و3000 من النساء وأنقاض وركام وأكثر من نصف مليون وحدة سكنية مدمرة فى غزة و80% من المستشفيات والقطاع الطبى وموانئ غزة ودير البلح وقوارب الصيادين البسطاء ومراكب التجار ومحلات ومحطات كهرباء وتحلية المياه والاتصالات، نعم نكبة مادية وبشرية هى الأكبر والأعنف فى القرن الحالى فى 50 يومًا ضربت قوات الكيان المحتل بمعاونة الشيطان الأكبر وبعض من حلفائه الغربيين ضربوا بالقنابل المحرمة والطائرات المسيرة شعبًا أعزل لا يملك سفنًا حربية ولا أساطيل ولا طائرات ولا مركبات مدججة ولا أجهزة للاستخبارات، ضربوا هذا الشعب بالقنابل الفسفورية دون رحمة ولا هوادة وقطعوا عنه الماء والهواء والعلاج.. ضربوا الأطفال والنساء والعمائر والأطباء والصحفيين والمرضى فى المستشفيات والرضع والخدع، حرقوا الزرع والشجر وحرقوا الأرض.. فاتورة لا يتحملها بشر ولا حجر نكبة للإنسانية وخزى وعار على البشرية، ومع هذا فقد انتصرت القضية.. تغير الرأى العام العالمى وخرجت الشعوب ترفض سياسة حكامها وتلعن العنصرية والإرهاب والإبادة والمجزرة التى مارسها الكيان ضد الشعب الفلسطينى.. جيل جديد يرى كذب وخداع ونفاق الإعلام الإسرائيلى ومن يواليه، تلك السردية الكاذبة الخادعة من مظلومية السامية.. جيل جديد يؤكد أحقية الشعب الفلسطينى فى الحرية وفى دولة مستقلة وفى غروب شمس المحتل.. جيل يبحث عن منظمات دولية أكثر فاعلية جيل يقاضى العدو الإرهابى ويفرق بين المقاومة والإرهاب.. حكام غربيون لديهم الشجاعة للوقوف مع الحق وحكام عرب يستعيدون قوتهم ومكانتهم لنصرة أهلهم وإعادة الحق لأصحابه... إنها عودة الطنطوره ولفلسطين بإذن الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السلاح الإسرائيلي الأسر الفلسطينية الشعب الفلسطيني

إقرأ أيضاً:

الداخلية تكشف تفاصيل مقتـ ل شخص على يد نجل عميد شرطة بالمعاش

نفى مصدر أمنى صحة ما تم تداوله بالمنابر الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بشأن ملابسات وفاة أحد الأشخاص والإدعاء بمقتله إثر مشادة كلامية مع نجل أحد ضباط الشرطة بمدينة 15 مايو بالقاهرة وعدم محاسبة الجانى لنفوذ والده.

وأكد المصدر أن حقيقة الواقعة تتمثل فى أنه بتاريخ 19 الجارى تبلغ لقسم شرطة 15 مايو بالقاهرة من مستشفى 15 مايو بإستقبالها (أحد المواطنين " توفى متأثراً بإصابته بطلق نارى").

وبالفحص تبين أنه حال تواجد المذكور رفقة صديقه نجل عميد شرطة (بالمعاش) بمنزل الأخير وبصحبتهما صديق ثالث ، قام نجل الضابط بالعبث بالمسدس المرخص الخاص بوالده فخرجت منه طلقة أصابت صديقه مما أدى إلى وفاته.

وتم إتخاذ الإجراءات القانونية فى حينه وضبط مرتكب الواقعة والسلاح المستخدم وعرضه على النيابة العامة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات.

وتؤكد وزارة الداخلية أن الجميع سواسية أمام القانون ، كما تحذر المواطنين من مثل هذه الأبواق الإعلامية المشبوهة التى تسعى لإثارة البلبلة عبر تزييف الحقائق والترويج لأخبار مغلوطة لمحاولة النيل من حالة الإستقرار التى تنعم بها البلاد.

مقالات مشابهة

  • دنيا سمير غانم.. «شعلة إبداع»
  • الصدر على وشك تفجير قنبلة العودة.. هل يسقط عرش الإطار؟
  • قطع المياه في عدة مناطق بالمنوفية غدا للصيانة
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
  • بعد قرن من انقراضه.. تفاصيل عودة أكبر حيوان بري إلى الحياة
  • ريهام عبدالغفور.. «الاستثنائية»
  • أهالي غزة.. معاناة لا تنتهي مع السرطان
  • الإسرائيليون مصدومون من مشاهد عودة أسراهم في توابيت
  • الداخلية تكشف حقيقة مقتل شاب في القاهرة
  • الداخلية تكشف تفاصيل مقتـ ل شخص على يد نجل عميد شرطة بالمعاش