تعيد الوفد نشر مقال الزميل سليمان جودة، والمنشور فى جريدة «المصرى اليوم» يوم «السبت» الماضى وفيما يلى نص المقال:
أهم ما يميز السباق الرئاسى الحالى أن المرشحين المنافسين للسيد الرئيس يجدون مساحة كبيرة فى إعلام الدولة، ولا يواجهون مشكلة فى عرض أفكارهم من خلاله على جمهور الناخبين.. وهذا فى حد ذاته مما يجب حسابه لهذا الإعلام.
وقد رأيت الدكتور عبدالسند يمامة، على سبيل المثال، فى أكثر من محطة فضائية، وفى كل مرة كان يعرض الخطوط العامة لبرنامجه الانتخابى بشجاعة، وشاهدته يتكلم مع الأستاذة قصواء الخلالى فى برنامجها «فى المساء مع قصواء» على قناة «سى بى سى».. كان يتكلم فى قضايا الاقتصاد بجرأة وموضوعية، ولم تقاطعه الخلالى أو تصادر عليه، ولكنها منحته الفرصة ليقول ما يحب.. ولا أريد أن أعيد ما قاله، فالحلقة موجودة على يوتيوب لمن يشاء أن يعود إليها، وعندها سيكتشف أنى لا أبالغ فيما أرصده.
والدكتور عبدالسند لم يبالغ هو الآخر من ناحيته، عندما أعلن أنه كان أول مرشح رئاسى يُبدى رغبته فى طرح اسمه فى السباق.. فهذه حقيقة.. وهو قد فعل ذلك لأنه يعرف أن وراءه اسم حزب الوفد بكل ما له من ثقل سياسى، وبكل ما له من تاريخ يزيد على القرن الكامل بأربع سنوات.
وليس سرًّا أن الوفد اسم من ذهب، وليس سرًّا أيضًا أنه لا يوجد بيت تقريبًا فى البلد، إلا ويستقر على جذور وفدية تعود إلى جيل الآباء والأجداد.. وقد سمعت هذا مرارًا من أسماء سياسية كبيرة وشهيرة، ولم أكن أبدأ الكلام مع أحد من أصحاب تلك الأسماء، إلا ويسارع إلى القول بأن أباه كان وفديًّا، أو أن جده كان من الوفديين الكبار.
وقد كان الوفد دارًا للمعارضة الوطنية على الدوام، وكان عنوانًا لها إذا فقد الحكم فى مرحلة ما قبل ١٩٥٢، فإذا عاد إليه فإنه كان عنوانًا بالدرجة نفسها للمسؤولية.. وفى كل الأحوال كان بيتًا للأمة.
وأظن أن هذا المعنى هو الذى أيقظ الرغبة فى الترشح لدى الدكتور عبدالسند، وأظن كذلك أن هذا هو الذى جعله يدخل إلى السباق وفى يده برنامج انتخابى مكتوب، لأن المنافسة بطبيعتها ستكون بين برامج انتخابية أكثر منها بين أشخاص.
وعندما استضافه الأستاذ أحمد موسى فى برنامجه «على مسؤوليتى» على قناة صدى البلد، دعانى إلى توجيه سؤال أو أكثر إليه، وتوقفت أمام حديثه فى برنامجه الانتخابى عن الصحة والتعليم على وجه التحديد، ودعوته إلى أن يتكلم فى التفاصيل أكثر، وفى كيفية الإنفاق عليهما أكثر وأكثر، كما دعوته إلى أن يحدد موقع القطاع الخاص على خريطة حكومته حين يفوز، وأن يشرح رؤيته للمسؤولية الاجتماعية التى على القطاع الخاص أن ينهض بها فى مجتمعه بين الناس.
وأظن أنه تكلم فى تفاصيل الإنفاق على الصحة والتعليم بما يكفى، وحدد موقع القطاع الخاص على خريطة عمل حكومته، وشرح مسؤولية هذا القطاع على المستوى الاجتماعى كما يقتنع بها ويراها.. ومن هنا إلى يوم الانتخابات سوف يكون على الناخب أن يسمع من الرئيس باعتباره مرشحًا، ومن المرشحين الثلاثة، الدكتور عبدالسند، والأستاذ فريد زهران، والأستاذ حازم عمر، وسوف يكون عليه أن يترجم ما سمعه فى صناديق الاقتراع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط احمر الوفد الدكتور عبدالسند يمامة قناة صدى البلد
إقرأ أيضاً:
(حوارات الديوان الثقافي من البيت العربي في برلين) تستضيف الدكتور حامد فضل الله
كنت اعتقد أنني فريد عصره في داخل أسرة آل قرشي الذي يعرف علي بصيرة موسوعية وطموح ونباهة د. حامد فضل الله إلي أن رأيت بأم عيني وسمعت بأذني ذاك الفديو الذي بعث به الينا ابننا يسن كاسرة قرشية ونجدية ( من آل قرشي وآل نجدي ) هنا أدركت بعد تسمري لأكثر من ساعة أمام الموبايل والمذيع السوري ابراهيم الجويني يقدم السهل الممتنع في حواره مع ضيفه د. حامد فضل الله بأسئلة خفيفة الظل رشيقة سريعة محكمة والضيف يتجاوب مع الاسئلة الحصيفة بذهن صاف وحضور واعي وتجاوب يثير الدهشة والإعجاب ... نعم حتي شهودي هذه الوجبة الدسمة من العلم والثقافة والآداب والسياسة والفكر كنت اعتقد أنني أكثر فرد في الأسرة قد سبر أغوار د. حامد وغاص في أعماقه وفهم وهضم كل مساهماته في دنيا القلم وعالم الكتب وفي الترجمة والحوارات والمقابلات مع مختلف أجهزة الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ولكن وجدت أن د. حامد له من الأنشطة والدراسات والتسفار والجري وراء المعلومات والجديد من التراث الإنساني وكم هو عضو في كثير من المنظمات التي تعني بحقوق الإنسان واهتمامه بالنشر وتعريفه وتقديمه للعالم أدباء السودان وقد افرد لهم أحدي مجلداته ... نعم اكتشفت انني اجهل الكثير عن طموح د. حامد وعشقه الاداب رغم أن ميدانه وتخصصه علمي بحت إذ أنه طبيب اخصائي ومحاضر في جامعة برلين الحرة بكلية الطب وله عيادة خاصة به ويقرا كثيرا كثيرا وذكرني اطلاعه هذا الثر رغم أن طبيعة عمله في عيادته وفي التدريس الجامعي تأخذ من وقته الكثير ذكرني بحوار جري بين العلامة الدكتور التيجاني الماحي واحد أصدقائه من الخواجات الذي سأله كم كتاب قرأ حتي الآن ... فعدد له د. التيجاني ما قرا من كافة الأسفار والتي تصل إلي الآلاف وفيها مختلف العلوم والمعارف واللغات ويقال إن د. التيجاني يجيد اللغة الهيروغليفية تحدثا وكتابة وانه يملك كثير من الوثائق النادرة ... قال له الخواجة معلقا بعد أن عرف كمية الكتب التي قرأها د. التيجاني وفيها المجلدات علي اختلاف تخصصاتها واشكالها وانواعها ... قال له الخواجة ( Do you want to convince me that you have read all these books in one life ) ؟!
تحدث د. حامد عن شغفه وافتنانه بالادب منذ المرحلة الثانوية يوم كان الاديب الكبير احسان عباس يحاضر بجامعة الخرطوم وقد استفاد منه أدباء سودانيون كبار منهم الشاعر المرهف صلاح أحمد إبراهيم وغيره ... وعندما وصل د. حامد الي القاهرة للالتحاق بكلية الطب هنالك وجد أن فرصة القبول قد فلتت من بين يديه لانه وصل متأخرا ولكنه استثمر مدة عام كامل كان يذهب فيه لكلية الآداب ويستمتع بحديث الاربعاء لعميد الادب العربي طه حسين ... ورجع لبلاده الحبيبة ووجد بعثة لدراسة الطب في المانيا التي سافر إليها وهو اليوم سعيد بهذه البعثة التي صيرته نصف الماني وقد اندمج تماما مع هذا المجتمع الغربي وأجاد لغتهم وترجم كثير من كتاباتهم عن بلده السودان وكانت هذه لفتة بارعة خدم بها بلده العزيز وقام مؤخراً بتأسيس مركزا للتدريب المهني أهداه لبني شعبه وقد تم تأسيس هذا المركز علي احدث طراز وأطلق عليه اسم ( مركز القرشي المهني ) وللأسف وبعد أيام قليلة من افتتاحه اندلعت الحرب اللعينة العبثية المنسية التي أكلت الاخضر واليابس وتأسف د. حامد علي هذا الوضع وقال بكل اسي وحزن أن مجرد الذهاب لموقع المركز فيه خطورة بالغة للذي يريد أن يتفقد أحواله ويري ماحدث فيه من دمار لأن الدانات العمياء تنهال علي الرؤوس في ما غير شفقة أو رحمة وانما في جنون وسبق إصرار وترصد .
قال له المذيع انك اقرب الشبه بالمفكر الفلسطيني ادوارد سعيد كيف ذلك ... فهمت من إجابة د. حامد أن د. ادوارد سعيد عنيد ولايتنازل عن هدفه ويحاول أن يصل إليه مهما كلف الأمر وكذلك د. حامد الذي واجه كثيرا من المصاعب مع التاقلم مع المجتمع الغربي الذي يتوجس من المهاجرين ولا يقبل بهم خاصة اليمينيون المتطرفون الذي بدأ نجمهم يستطع في الغرب ... وقد تخطي د. حامد كل هذه الصعاب بجده ومثابرته واندماجه الإيجابي في المجتمع البرليني علي وجه الخصوص وقد حمل لقب عمدة السودانيين ببرلين عن جدارة واستحقاق..
ولم تكن خدمته مقصورة علي أبناء وطنه بل كان عبر المنظمات التي أنشأها يساعد أبناء الجاليات العربية علي كيفية معرفة حقوقهم كمهاجرين ويبصرهم بقوانين المانيا وضرورة التقيد بها حتي لا يكونوا عرضة للسجن ومن ثم الابعاد عن البلاد .
شكرا ابننا يسن عثمان فضل المولي وقد اتحت لنا الفديو الذي تضمن هذه المقابلة الاستثنائية مع د. حامد فضل الله الذي تعتبره عنوانا لنا ووجها مشرقا نطل به علي الغرب وقد استطاع من خلال مؤلفاته المشهود لها بالجودة وحسن السبك والمهنية في أعلي مراتبها أن يقرب الشقة بين الغرب وبلداننا في العالم الثالث وخاصة بلدنا الحبيب السودان نسأل الله عز وجل أن نري رايات السلام تخفق فيه من جديد بعد أن جف الزرع والضرع .
امد الله سبحانه وتعالى في ايامك أخانا د. حامد ونفعنا بعلمك الغزير وجزاكم الله خيرا واحسانا وصلي الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
وناسف أن قصرنا في حقك وانت تبذل كل هذا الجهد في صمت العلماء وكل هذا الحب الذي تكنه لوطنك وللانسانية جمعاء وكان ينبغي أن نكون في الصورة ونلتقط أولا بأول أياديك البيضاء في الفكر والآداب والثقافة والسياسة وانت تخدم المجتمعات علي اختلافها من غير من أو اذي بل هي رسالة آمنت بها وقدمتها بكل صدق واخلاص .
ودمتم في رعاية الله وحفظه .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com