دبي: «الخليج»

أكد خبراء مشاركون في «منتدى دبي للمستقبل 2023»، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، أن تشكيل واقع جديد للإنسانية يتطلب إحداث تحولات جذرية في النظم الحالية التي تعتمدها الدول، والمجتمعات، والأفراد، من أجل مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها، وسيشهدها العالم مستقبلاً، بتبنّي نظم مرنة تدعم الابتكار وتساعد في انتقال البشرية إلى المستقبل الذي تتطلع إليه.

وشدد الخبراء المشاركون في جلسات اليوم الأول من المنتدى، ضمن محور «التحولات في حياة الإنسان»، على أن التكامل بين الواقع والعالم الرقمي الموازي سيحقق النتائج المثلى لتقدم المجتمعات الإنسانية، وضمان لحاق الأفراد والمجتمعات بركب التنمية، مع سد الفجوة الرقمية والتكنولوجية، وتعميم فوائد النمو المستقبلي على الجميع.

وغطت الجلسات موضوعات «عملة المستقبل»، و«مستقبل المجتمعات في ظل تزايد عدد السكان»، و«التحولات العالمية في مفهوم الثروة والقيمة الاقتصادية»، و«المسؤول عن الإنترنت».

وفي جلسة عن عملة المستقبل، أكدت سارة بيرد، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «تايم بانكنج» بالمملكة المتحدة، أن الوقت بات أحد أشكال العملات الناشئة، مشيرة إلى أهمية المصرفية الزمنية، التي بدأت في اليابان وانتشرت في المملكة المتحدة والهند وكوريا الجنوبية والصين، في إيجاد نظم مالية من شأنها تحسين حياة الأفراد والمجتمعات، على السواء.

بدوره اعتبر ستيفان راست، مؤسس مؤسسة «تروفلايشن»، أن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى تحول جذري على صعيد المنظومة، المالية والاقتصادية، مشيراً إلى أن العملات الرقمية البديلة تمثل القوة الدافعة لهذا التغيير الإيجابي.

فيما قال ياسر أبو شعبان، الرئيس التنفيذي لسيلفر بيك كابيتال للاستشارات، إن النظام المالي العالمي يشهد اليوم تحوّلات جذرية في الوقت الذي لم تعد القوة المالية حكراً على مراكز القوة الاقتصادية التقليدية.

وعن مستقبل المجتمعات في ظل تزايد عدد سكان العالم، قال جيمس بوميروي الخبير الاقتصادي لدى بنك إتش إس بي سي، إن المتغيرات المتسارعة في التعداد السكاني العالمي تؤثر مباشرة، في منظومة الاقتصاد العالمي وتعيد رسم ملامح مستقبل القطاعات الحيوية، داعياً صناع السياسات إلى وضع أطر واضحة لتعزيز اندماج الجميع في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، بالتزامن مع تنامي حركة الهجرة.

واعتبرت ناروي شيكي، استشاري أول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن سياسات تنظيم التعداد السكاني لم تنجح وحدها في تعزيز جاهزية المجتمعات للمستقبل، معتبرة أن إعادة تشكيل المستقبل تبدأ من تحديث السياسات والارتقاء بآليات الحوكمة لبناء مجتمعات آمنة.

بدوره، اعتبر البروفيسور أليكس إيزيه، المحاضر في جامعة دريكسل، أن العالم اليوم بحاجة إلى تطوير سياسات ناجعة لحل التحديات الاجتماعية الناشئة، مشيراً إلى أن الهجرة تعتبر حلاً مؤقتاً لمشاكل تراجع معدل الولادات في بعض دول العالم.

وضمن جلسة عن «التحولات العالمية في مفهوم الثروة والقيمة الاقتصادية»، قال مايكل كلارك، نائب الرئيس ورئيس التحول الرقمي لدى «ماستر كارد»، إن التكنولوجيا المتقدمة تفتح الآفاق لإعادة التفكير في مفهوم القيمة والثروة.

بينما قال البروفيسور مارتن كالنن، المحاضر في جامعة إيكول دي بونت لإدارة الأعمال، إن النظام الاقتصادي يشهد تحولاً متسارعاً يحتم بناء منظومات جديدة محفزة على خلق القيمة، مؤكداً ضرورة التعاون بين السلطات التشريعية والقانونية والتنظيمية لفتح آفاق جديدة للتكنولوجيا المتقدمة.

من جهته، قال الدكتور مروان الزرعوني الرئيس التنفيذي لمركز دبي للبلوك تشين، إن الوقت قد حان لإحداث التحوّل المدفوع بالقيمة، مشدداً على أهمية صنع القيمة الاجتماعية التي تعود بالخير على الإنسان، والبشرية جمعاء.

وفي ختام جلسات محور التحولات في حياة الإنسان، أكد كينيتشي أوكيلكي، مؤسس جي إس إم أيه للمعلومات، في جلسة بعنوان «من المسؤول عن الإنترنت؟»، أن الإنترنت أداة محورية لتعزيز الاتصال والتواصل.

فيما اعتبر لطفي العاطي من شركة «ميتا»، أن شبكات (6G) ستفتح آفاقاً جديدة لتعزيز التواصل والاتصال في المستقبل، لافتاً إلى أن «الميتافيرس» سيسهم في توفير قيمة مضافة وضمان تجربة مستخدم سلسة ومتكاملة.

من جانبه، قال المهندس عبد الرحمن المرزوقي، مدير إدارة السياسات والبرامج في «الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات»، إن دولة الإمارات قدمت نموذجاً ناجحاً في مجال الاتصال بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، مثل الألياف البصرية للإنترنت، التي تخدم 99٪ من إجمالي عدد السكان.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات دبي للمستقبل

إقرأ أيضاً:

خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير

أكد محللون وخبراء أردنيون أن القمة العربية الطارئة المقررة 27 فبراير الجاري والتي دعت إليها مصر، تمثل رسالة واضحة للعالم بالموقف العربي الموحد الرافض لمحاولات واقتراحات التهجير للفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، مشيرين إلى أن مصر والأردن عبرا عن موقفهما الرافض والصلب ضد التهجير والعالم العربي دعم هذا الموقف التاريخي والإنساني.

وقال الخبراء، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن دعوة مصر لعقد قمة عربية طارئة وقمة إسلامية في إطار التنسيق المصري الأردني المتواصل هو تأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه مصر لتوحيد الصف العربي في الأزمات والقضايا العربية وفي مقدمتها القضية المركزية الفلسطينية، مؤكدين أن الموقف العربي الراهن يؤكد دعمه للموقف المصري الأردني الرافض للتهجير منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 

ويقول مساعد أمين عام حزب الأنصار الأردني الدكتور محمد حسن الطراونة، إن مصر والأردن ومنذ بداية الحرب وهم يعلمون المخططات الإسرائيلية والأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية ويواجهنا، مشيرا إلى أن قوة التعاون والتنسيق بين القاهرة وعمان خلق واعيا عربيا ودوليا بخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها.

وأضاف الطراونة، أنه في خضم التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، يبرز موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كصوت حكيم وداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة، مشيرا إلى أن أول من اعتبر تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية إعلان حرب وخط أحمر هما القاهرة وعمان قيادة وحكومة وشعبا.

وشدد على أن القمة العربية الطارئة بالقاهرة 27 فبراير الجاري تمثل بلورة قوية وواضحة لموقف عربي موحد رافض لخطة التهجير سواء من جانب إسرائيل أو أمريكا، مشددا على ضرورة توحيد الصف والوقوف ضد هذه المحاولات والاقتراحات التي تريد تصفية القضية الفلسطينية وهو ما تعمل عليه حاليا الدول العربية وفي مقدمتها مصر والأردن والسعودية.

بدوره، قال الكاتب الصحفي الأردني علاء البلاسمة، إن مصر والأردن يدركان خطورة المخططات الأمريكية والإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي حذر منه الزعيمان الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني، مشيرا إلى أن القمة العربية الطارئة القادمة بالقاهرة ستكون محل ردود عربية موحدة لمواجهة الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

ونوه البلاسمة إلى أن العاهل الأردني تعامل بدبلوماسية وحكمة فائقة خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أظهر وجود تنسيق عربي موحد تشارك فيه مصر والسعودية مع الأردن، مؤكدا أن العاهل الأردني مهد الطريق أمام مخرجات القمة العربية والإسلامية بالقاهرة والتى ستعبر عن موقف عربي موحد ضد التهجير وتقدم البديل.

وشدد على ضرورة تبني خطابا إعلاميا ودبلوماسيا عربيا موحدا ضد الاقتراحات الأمريكية والإسرائيلية لتعبر عن رفض الشارع العربي لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الأمن القومي العربي بات في خطر والوحدة العربية والتماسك الشعبي العربي ودعم القادة العرب هو مطلب ضروري لحماية أمننا القومي.

من جانبها، اعتبرت الدكتورة حنين عبيدات الكاتبة والإعلامية الأردنية أن القضية الفلسطينية في عمق اهتمامات السياسة الأردنية والمصرية وتاريخها التي تسعى لإيجاد حلول لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرة إلى أن مصر والأردن يسعيان من خلال القمة العربية الطارئة القادمة بالقاهرة لإيجاد موقف موحد لإبراز الدور السياسي الحقيقي في إثبات الحق الفلسطيني على أرضه ورفضا للتهجير والتصفية القضية الفلسطينية.

وأشارت إلي أن القضية الفلسطينية ذات بعد وعمق عربي و إسلامي وستكون القمة نواة هامة لتوحيد الموقف العربي من أجل القضية الفلسطينية وتطوراتها ، مؤكدة أن القمة العربية والإسلامية في 27 فبراير الجاري من أهم القمم التي حدثت في التاريخ العربي الحديث بما يعنى في القضايا العربية لأنها ستثبت الموقف العربي المتزن والرشيد القائم على الرأي الواحد الإيجابي بما يخص القضية الفلسطينية وفي مقدمة ذلك رفض التهجير.

وأشارت إلى أن مصر والأردن يعتبران في قلب المواجهة الرئيسية لما يحدث من أفكار وطروحات لمشاريع أمريكية وإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية أو غزة إلى الأردن ومصر وتفريغ فلسطين من أهلها .

وشددت على اللاءات الثلاث ( لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل) التي أطلقها العاهل الأردني في المحادثات الأخيرة مع الرئيس الأمريكي وعلى ضرورة التمسك بها في القمة العربية القادمة باعتبارها تعبر عن الشارع العربي وفي مقدمته الشارع المصري والأردني في دعم واضح لموقف قيادتي البلدين، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية لها عمقها العربي و مصر والأردن جزء من هذا العمق التاريخي.

مقالات مشابهة

  • فارس المزروعي: الإمارات تدعم الابتكار في الصناعات الدفاعية
  • خبراء يحذّرون من عواقب المعلومات المضللة على المجتمعات
  • كيان.. استحلى رضاع الكذب
  • السيد حسين في لقاء وثيقة الاخوة الانسانية: هدفها ترسيخ المواطنة الكاملة في المجتمعات
  • المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها
  • 4500 إعلامي شكّلوا حضورًا في دوراته الثلاثة السابقة.. “منتدى الإعلام” حدث سنوي يرسم خارطة إعلام المستقبل
  • يناقش التحولات بالمنطقة.. افتتاح أعمال منتدى الجزيرة في نسخته الـ 16
  • تدشين رواية مراد العارف لأحمد صبري أبو الفتوح بمنتدى المستقبل
  • منتدى المستقبل للفكر والإبداع يستأنف ندواته بمناقشة رواية "مراد العارف"
  • خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير