د. زاهي حواس يكتب: خروج اليهود من مصر.. شاعر الملك مرنبتاح: «شعب إسرائيل انتهت بذرتهم في البلاد»
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
لعل من أكثر المواضيع التي يتم بحثها في الآثار المصرية القديمة هو موضوع خروج بنى إسرائيل من مصر وقد نشرت بالفعل آلاف الأبحاث والمؤلفات حول تاريخ خروج بنى إسرائيل من مصر والطريق الذي سلكه موسى عليه السلام وقومه هربًا من فرعون مصر والمدة الزمنية التي استغرقها هذا الخروج بل وتدور المناقشات حول من هو فرعون الخروج.
وأعتقد أن موضوع الخروج سيظل لغزًا وسيستمر البحث فيه عشرات بل ومئات السنين وذلك لأنه وحتى الآن لا توجد كما قلنا أدلة أثرية تعطى معلومات عن الخروج على الرغم من أن الكتب السماوية تجمع على وجود بني إسرائيل فى أرض ما "ربما" سيناء" يجوبونها تائهين عن الأرض التي أمرهم المولى عز وجل دخولها والعيش بها، وقد قامت إسرائيل خلال فترة احتلالها لسيناء بتكليف بعثات أثرية يهودية بعمل الحفائر فى سيناء بحثًا عن أي أدلة على وجود بنى إسرائيل بها أو أى دليل على سلوكهم طريق معین أثناء خروجهم من مصر وعلى الرغم من ذلك لم تكتشف هذه البعثات أى دليل يشير إلى الخروج وكان من أكثرها عملًا في سيناء أثناء فترة الاحتلال بعثة اليعازر أورين والذى نشر أعمال حفائره واكتشافاته فى سيناء وكلها لم تخرج بأى دليل يشير إلى خروج بنى إسرائيل من مصر بل على العكس تمامًا قام بالكشف عن جزء من الطريق الفرعوني الشهير المعروف بـ"طريق حورس الحربى"، وهو الطريق الذي سلكته الجيوش المصرية فى مختلف العصور القديمة لإحلال الأمن بين الدويلات المتصارعة في الشرق الأدنى القديم بمنطقة فلسطين ولبنان وسوريا وكذلك سلكت البعثات المصرية هذا الطريق كطريق تجارى لتبادل التجارة بين مصر والشرق الأدنى القديم وأصبح بالتالى معبرًا ثقافيًا يربط بين حضارات مختلفة حضارة الجنوب ونتاجها الثقافى والذى نقله المصريون إلى أسيا عبر هذا الطريق إضافة إلى طريق آخر بحرى مواز له ينتهى عند موانئ لبنان القديمة كميناء جبيل. وهو نفس الطريق الذى سلكه الإسكندر الأكبر وجيوشه لفتح آسيا الصغرى واستمر معبرًا لجيوش الرومان حتى الفتح الإسلامى لمصر عندما سلكه عمرو بن العاص وجيشه لفتح مصر وسار على دربه جيش نابليون بونابرت، وعلى امتداد هذا الطريق أقام الفراعنة خلال العصور الفرعونية عددًا من القلاع لاستقبال وإقامة الوفود والجيوش المصرية عبر رحلتها من وإلى مصر خاصة خلال عصر الدولة الحديثة عندما تحولت إلى مصر إلى إمبراطورية عظمية تحكم الشرقي الأدني القديم كله، وتم تجديد هذه القلاع والإضافة إليها خلال العصر الروماني. ولكن أهم دليل لدينا لوجود بني اسرائيل في مصر هو لوحة النصر أو لوحة بني إسرائيل والتي تعود إلي عصر الملك مرنبتاح ابن الملك رمسيس الثاني وفيها "رعجد" شاعر الملك ويقول في النهاية إن "شعب إسرائيل انتهت بذرتهم فى مصر" ونحن نعرف أن الشاعر رعجد كان دائمًا بجانب الملك وكان مرنبتاح ملكًا في ذلك الوقت ونعرف أن فرعون موسي قد غرق.. لذلك فمن المؤكد أن فرعون الخروج هو ملك قبل مرنبتاح ولكن ليس لدينا أدلة علي معرفة هذا الاسم.
زاهي حواس: من أهم الأثاريين المصريين، وزير سابق للآثار، يحاضر فى العديد من الدول الغربية حول الآثار الفرعونية وتاريخ قدماء المصريين. له مؤلفات بالعربية والإنجليزية فى هذا المجال.. يكتب عن حكاية خروج اليهود من مصر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور زاهي حواس يهود مصر شعب إسرائيل الآثار المصرية القديمة بنى إسرائیل من مصر
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية مصر: يتعين إعادة إعمار غزة دون خروج الفلسطينيين
أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، دعم بلاده الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشدداً على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء ذلك خلال استقبال الوزير المصري عبد العاطي، اليوم، رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين محمد مصطفى، وفق المتحدث باسم الخارجية تميم خلاف .
وصرح المتحدث ، في بيان صحافي، بأن الوزير عبد العاطي استعرض جهود مصر الرامية لضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كافة بنوده بمراحله الزمنية الثلاث.
وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية فى غزة، تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية المضى قدماً في مشروعات وبرامج التعافى المبكر وإزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، دون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها.
وقام رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني بعرض تصور متكامل للخطط المعدة لبرامج التعافي المبكر وإزالة الركام بالتعاون مع المؤسسات الدولية، وبما يمهد لمرحلة إعادة الإعمار وعودة الأوضاع لطبيعتها، وهو ما كان محلا للتوافق.
وشدد الوزير عبد العاطي على دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف الشعب الفلسطيني، مؤكداً على ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسى دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يمنع تكرار الدورات المتكررة للعنف بشكل نهائي ودائم.