أوليفييه دوزون يكتب: بوركينا فاسو.. مغزى توقيع اتفاق بناء محطة للطاقة النووية مع موسكو
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
جانب من توقيع الاتقاق لبناء محطة للطاقة النووية
أعلنت بوركينا فاسو فى ١٣ أكتوبر ٢٠٢٣ أنها وقعت اتفاقا مع روسيا لبناء محطة للطاقة النووية "يلبى هذا الاتفاق احتياجات الطاقة للسكان"، الذين يحصل أقل من ربعهم على الكهرباء ويحكم هذه الدولة الواقعة فى غرب أفريقيا مجلس عسكرى منذ عام ٢٠٢٢، وتسعى إلى تعزيز العلاقات مع روسيا كجزء من تنويع شراكاتها الدولية.
وخلال أسبوع الطاقة الروسى فى موسكو تم توقيع تلك الاتفاقية التى حضرها وزير الطاقة البوركينى سيمون بيير بوسيم وجاء فى بيان الحكومة البوركينابية أن الوثيقة "تلبى رغبة رئيس بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراورى التى أعرب عنها فى يوليو ٢٠٢٣ خلال القمة الروسية الإفريقية خلال لقائه مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين".
وقالت وكالة الطاقة الذرية الروسية الحكومية "روساتوم" فى بيانها الخاص إن "المذكرة هى الوثيقة الأولى فى مجال الاستخدام السلمى للطاقة الذرية بين روسيا وبوركينا فاسو"، وأكدت أن الاتفاقية تضع أسس التعاون فى مجالات مثل استخدام الطاقة النووية فى الصناعة والزراعة والطب.
وفى نهاية عام ٢٠٢٠، كان ٢٢.٥٪ فقط من سكان بوركينا فاسو (٦٧.٤٪ فى المناطق الحضرية، و٥.٣٪ فى المناطق الريفية) يحصلون على الكهرباء، وفقًا لأرقام بنك التنمية الأفريقي.
ويحكم بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، الذى وصل إلى السلطة عبر انقلاب فى سبتمبر ٢٠٢٢، ومنذ وصول هؤلاء الأشخاص إلى السلطة، قامت واجادوجو بإبعاد نفسها عن باريس، الشريك التاريخى والقوة الاستعمارية السابقة، ولا سيما من خلال رحيل الجنود الفرنسيين من أراضيها فى فبراير ٢٠٢٣. وفى بحثها عن حلفاء جدد، اقتربت واجادوجو بشكل ملحوظ من موسكو.
وقال تانجى بيرتيميت فى مقاله بصحيفة "لوفيجارو"، إن التقارب بين واجادوجو وموسكو لا يعتبر مفاجأة.. ألم يشارك الجنرال تراورى فى القمة الإفريقية الروسية فى سانت بطرسبورج نهاية يوليو ٢٠٢٣؟
وأضاف تانجوى بيرثيميت فى مقاله قائلًا "هناك ما هو أكثر من ذلك، فقد التقى وزير الدفاع البوركينى العقيد قاسم كوليبالى ونظيره سيرجى شويجو بالفعل فى موسكو مرتين خلال خريف عام ٢٠٢٣.. إضافة إلى كل ذلك، ألم يذهب نائب وزير الدفاع الروسى يونس بك إيفكوروف إلى طرابلس والخرطوم وباماكو وبانجى محاطًا بالجنرال أفريانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية المخيف، والذى يبدو أنه رئيس فاجنر منذ "الحادث العرضى المتمثل فى وفاة إيفجوينى بريجوجين؟".
على الرغم من أن الكابتن تراورى ينفى دائمًا أى نية للارتباط بفاجنر، إلا أن دور فاجنر وصلاحياتها يتغير ويتزايد ودفعت وفاة زعيم الجماعة، يفجينى بريجوجين، فى أغسطس ٢٠٢٣، وزارة الدفاع الروسية إلى محاولة وضع العمليات الأفريقية للشركة العسكرية الروسية الخاصة تحت سيطرتها. والآن يعلم الجميع أن الكابتن تراوري، بينما كان يسير على خطى "أخيه المالي" فيما يتعلق بالتنديد بباريس، وطرد القوات الفرنسية، امتنع فى الوقت الحالى عن استدعاء المرتزقة الروس. وأضاف تانجوى بيرثيميت أيضا فى لوفيجارو أن "البوركينايين أكثر عداءً للجيوش الأجنبية من الماليين، بغض النظر عن المكان الذى يأتى منه هذا الجيش".
وفى الحقيقة، الشراكة مع كيان تسيطر عليه الحكومة الروسية تعنى ضمنيًا وجود علاقة وطيدة بين روسيا ودول هذه المنطقة وهو أمر مهم بالنسبة للحركة المؤيدة للسيادة فى منطقة الساحل وعلى سبيل المثال، لا تزال السلطات فى باماكو تشير إلى أفراد فاجنر فى مالى على أنهم "جنود روس".
وفى ٣١ أغسطس ٢٠٢٣، قام وفد برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، بزيارة واجادوجو لمناقشة التعاون العسكرى والتدريب بين الدول وتعتقد بعض الدوائر فى واجادوجو أيضًا أن الجيش الروسى لا يشارك فاجنر اهتمامها بالصفقات المالية. وتقول مصادر من فاجنر الروسية إنه إذا تم نشر عناصرها فى بوركينا فاسو، فسيتم الفصل بين العمليات الأمنية والتجارية.
وتوفر الاتفاقية الأمنية AES بين مالى وبوركينا فاسو والنيجر فرصة لواجادوجو للدخول فى شراكة مع موسكو تحت مظلة اتفاقية إقليمية وفى هذا السياق، قام رئيس المجلس العسكرى بحملته حتى النهاية لتجنب التدخل الخارجي، لكن تدهور الأمن فى بوركينا فاسو قد يجعله يغير رأيه بسرعة.
وتابع المحلل تانجوى بيرثيميت فى صحيفة لوفيجارو: "نزح اليوم أكثر من مليونى شخص بسبب هذا الصراع الذى تسبب، منذ عام ٢٠١٥، فى مقتل ما لا يقل عن ١٦٠٠٠ شخص وفقًا لمنظمة (أكايد) وهى منظمة غير الحكومية تهتم برصد الأوضاع فى مناطق النزاع المسلح".
وهنا لا يجب أن نذكر أيضا أنه، فى نهاية سبتمبر ٢٠٢٣، أدى اعتقال العديد من الضباط المتهمين بمحاولة الانقلاب، إلى قلق الضابط الشاب بشكل كبير.. ومنذ ذلك الحين، سنكون قد فهمنا أن رئيس المجلس العسكرى ربما ينجذب إلى تجربة "فاجنر" التى أغرته بشكل كبير!.
أوليفييه دوزون: مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم»، و«ماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟» و«الهند تواجه مصيرها».. يتناول فى مقاله، تطور العلاقات بين روسيا وبوركينا فاسو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بوركينا فاسو محطة للطاقة النووية أسبوع الطاقة الروسي وكالة الطاقة الذرية الروسية إبراهيم تراوري أوليفييه دوزون بورکینا فاسو
إقرأ أيضاً:
وزير البترول: توقيع اتفاقيات مهمة بين مصر وقبرص في «إيجبس 2025»
أعلن المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، انطلاق فعاليات النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة «إيجبس 2025»، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 19 فبراير الجاري تحت شعار «بناء مستقبل آمن ومستدام للطاقة».
الرئيس القبرصي يشارك في افتتاح المؤتمر لأول مرة بدعوة من الرئيس السيسيوأضاف «بدوي» فى تصريحاته خلال افتتاح المؤتمر هذا العام يشهد حضور الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، بدعوة من الرئيس السيسي.
توقيع اتفاقيات بين مصر وقبرص في مجال الغاز الطبيعي خلال «إيجبس 2025»وأوضح أنه سيتم توقيع اتفاقيات هامة لتعزيز التعاون الإقليمي بين البلدين في مجال الغاز الطبيعي في اطار الدور المحوري لمصر كمركز اقليمي للطاقة والتي تتيح الاستفادة من موارد الغاز القبرصي باستغلال البنية التحتية المصرية لإعادة تصديره من خلال مصر، تحقيقا للمنفعة الاقتصادية للبلدين وشركاء الاستثمار من شركات الطاقة العالمية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية للإعلان عن فعاليات النسخة الثامنة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة ايجبس 2025.
وأضاف الوزير أن ايجبس يتميز هذا العام بطابعه المختلف، والمشاركات التي تعكس التكامل بين مختلف وزارات ومؤسسات الحكومة المصرية في قطاع الطاقة، حيث يشْرُف المؤتمر بعقد دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لمائدة مستديرة موسعة في ثاني ايام الحدث مع شركات الطاقة العالمية اشارك فيها الي جوار زميلي الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
أوضح بدوى ان المؤتمر سيمثل نقطة انطلاق بنظرة شاملة لكافة موارد الطاقة بالتعاون بين قطاعى البترول والكهرباء كفريق عمل واحد لخلق مزيج الطاقة الأمثل لمصر من خلال العمل التكاملى بين الوزارتين ، مع التركيز على أهمية كفاءة استخدام الطاقة والحفاظ على مواردها والاستخدام السليم لها لخلق قيمة اقتصادية مضافة منها.
ونوه الوزير إلى أنَّ مؤتمر ايجبس 2025 سيشهد اتفاقيات تعاون هامة في مجالات كفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة.
واكد سلمان أبو حمزة، النائب الأول لرئيس قطاع الطاقة بشركة dmg events الجهة المنظمة، على التأثير الجوهري لمؤتمر ومعرض إيجيبس 2025 باعتباره منصة رئيسية للحوار العالمي حول الطاقة وتقدم الصناعة.
وقال: «سيكون مؤتمر ومعرض إيجيبس 2025 منصة هامة لدفع التحول العادل والمنصف في مجال الطاقة. وتحت الرعاية الكريمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وباستضافة وزارة البترول والثروة المعدنية، ستجمع نسخة هذا العام رواد الصناعة لتناول موضوع أمن الطاقة والاستدامة والتحول».
قال: «سيرحب حفل الافتتاح بالرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية ولأول مرة بفخامة الرئيس نيكوس كريستودوليديس، رئيس جمهورية قبرص لمناقشة سبل تشجيع التعاون والنمو في شرق البحر المتوسط، بهدف تعزيز الشراكات الإقليمية والتعاون في مجال الطاقة».
وأضاف «سلمان»: «تعزيزا لدور مصر كمركز إقليمي للطاقة، سيجمع مؤتمر ومعرض مصر للطاقة القادة وصناع القرار والمبتكرين لإطلاق العنان لفرص الاستثمار وتسريع التقدم التكنولوجي وتشكيل مستقبل قطاع الطاقة».
متابعة الاستعدادات النهائية لتنظيم إيجبس 2025عقدت اللجنة التنفيذية لمؤتمر ومعرض مصر الدولى للطاقة (إيجبس 2025) اجتماعها اليوم برئاسة المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية وبحضور أعضاء اللجنة من قيادات قطاع البترول، وقيادات الشركات العالمية الراعية للمؤتمر، لاستعراض ومتابعة الإستعدادات النهائية لتنظيم الدورة الثامنة من المؤتمر والمعرض التي تقام تحت شعار «بناء مستقبل آمن ومستدام للطاقة» خلال الفترة من 17-19 فبراير الجارى برعاية وتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.