قال كبير حاخامات اليهود بأيرلندا، يوني فيدر، إن الجو السياسي في البلاد ينغص على اليهود في البلاد حياتهم، مشيرا إلى انتقاد الحكومة في أيرلندا عمليات إسرائيل العسكرية في غزة، في حين تلكأت السلطات في إدانة المقاومة الفلسطينية، بحسب تعبيره.

وفي مقابله مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قال إن الأجواء السياسية السائدة الآن في الشارع الأيرلندي تجعل من اليهود يخشون المشي في الشارع وهم يرتدون أي شيء يدل على أنهم يهود، قلنسوة، أو نجمة داوود، ولا يعلقون "الميزوزا" على أبواب منازلهم، حتى أنهم لا يريدون أن يسمعهم الناس يتحدثون العبرية في الأماكن العامة.





ولفت فيدر إلى أن الجالية اليهودية هناك لا تتجاوز ألفي يهودي أيرلندي محلي إلى جانب 1200 إسرائيلي يعيشون في إيرلندا.

وتابع بأن المجتمع الأيرلندي يؤمن أن ما تفعله إسرائيل هو جريمة حرب، ومحاولة لتدمير غزة، وحرب على القانون الدولي، وعقاب جماعي، ويطالبون بإيقاف إطلاق النار منذ أسابيع.



وأكد أن التصور الحقيقي في أيرلندا هو أن إسرائيل تتصرف خلاقا للقانون، والأخلاق، ولا يعترفون بأن سبب ما يحدث هو هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات الغلاف في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وحول السبب الذي يمنع المجتمع اليهودي الصغير في أيرلندا من الهجرة إلى إسرائيل، والسير بحرية في الشوارع بالقلنسوة ونجمة داوود، قال الحاخام إن الجالية اليهودية تعتبر أيرلندا بلدا آمنا، والحياة هنا أكثر استرخاء من إسرائيل.

في وقت سابق، أعلن وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، استدعاء السفير الإيرلندي لدى "تل أبيب"، من أجل "توبيخه" على تصريح رئيس وزراء إيرلندا. 

واشتعل سجال بين وزير خارجية حكومة نتنياهو ورئيس الوزراء الإيرلندي، الأحد، بسبب كلمة يبدو أنها لم ترق لـ"تل أبيب".

وبدأ ذلك حينما غرّد رئيس الوزراء الإيرلندي، ليو فرادنكار، عبر منصة "إكس" الأحد، قائلا: "هذا يوم من الفرح والراحة الهائلين لإيميلي هاند وعائلتها، حيث تم العثور على طفلة بريئة فُقدت، ونحن نتنفس الصعداء بعد الاستجابة لصلواتنا".

واستغربت حكومة الاحتلال من استخدام فرادنكار لفظ "فقدت" بدلا من "اختطفت".

وكتب كوهين: "السيد رئيس الوزراء، يبدو أنك فقدت بوصلتك الأخلاقية وتحتاج إلى التحقق من الواقع!".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة اليهودية الاحتلال احتلال غزة يهودية ايرلندا طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لحظات مع صنع الله إبراهيم

«صنع الله بكرة حوالي 12 الظهر»، أرسلت لي هذه العبارة الدكتورة شيرين أبو النجا، تذكرني بموعد مع الكاتب والروائي صنع الله إبراهيم. حين تأكد اللقاء جالت برأسي عدة أفكار وأسئلة، وأنا أحاول إيجاد مدخل لحديث سلس مع صاحب (وردة) التي شغلتني منذ قرأتها في ليلة واحدة في أغسطس 2001. كنتُ قبل موعد الزيارة قد قرأت مقالا بعنوان «قبلة على رأس صنع الله واثنتان على الجبين» للكاتب والروائي عزت القمحاوي، المنشور في موقع المنصة الإلكتروني منتصف مارس المنصرم، لا أدّعي قربًا شخصيًّا من صنع الله إبراهيم؛ فهو معتزل وأنا شبه معتزل. أردت مرات عديدة بمناسبة صدور كتاب أن أعبر له عن إعجابي، وأحيانًا تستبد بي رغبة أن أعبر له عن امتناني؛ لأنه -بعد نجيب محفوظ- جعلني أدرك أن الإخلاص للنص أهمّ ألف مرة من الانشغال باجتماعيات الأدب. يشير القمحاوي في المقال إلى رأي أحد المحكمين العرب لجائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي عام 2003، التي رفضها صنع الله: «قال لي يومها ناقد كبير من الضيوف العرب، شارك في تحكيم الجائزة وتحمّس لمنحها لصنع الله: «لقد بصق في وجوهنا جميعًا». برر صاحب رواية اللجنة الرفض بعدة أسباب منها إبقاء الحكومة على السفير الإسرائيلي في القاهرة رغم الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

أخذتُ درسًا في الصحافة الثقافية من الناقد التونسي المرحوم توفيق بكّار (1927-2017) عندما قابلته في معرض الكتاب بتونس ربيع 2006، بأن أُحضّر جيدا عند مقابلة أي شخصية ثقافية وأدبية، والتحضير الجيد يكون بقراءة منجزات الضيف وما كُتب عنه. ولذلك استحضرتُ ذهنيًا بعض الأحداث في روايات صنع الله، ولكن الأهم من الأسئلة كان الإصرار على الزيارة للاطمئنان عليه بعد خروجه من (مستشفى المقاولون العرب) بالقاهرة إثر نزيف معوي تعرّض له منتصف شهر مارس. وإذا كانت حاله الصحية تسمح بالحوار، وددتُ أن أسأله عن روايته «وردة» التي كتبها في سلطنة عمان نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وأشار إلى ذلك الكاتب والشاعر المرحوم محمد الحارثي (1962-2018) في حواره المنشور مع سعيد الهاشمي في كتاب (حياتي قصيدة وددت لو أكتبها. دار سؤال:2016) «شاءت الصُّدف أن أزور عُمان في الفترة التي كان فيها الروائي صنع الله إبراهيم يُعدّ ملفّ روايته وردة بين مسقط وصلالة». ويستطرد الحارثي قصته مع صنع الله الذي وافق على ترجمة مجموعة قصص لكتاب أنجلوسكسونيين ونشرها في دار نشر نجمة التي أسسها الحارثي والشاعر عبدالله الريامي، أعطيته مقدما 600 دولار وهو مقدم بسيط لكنه وافق بأريحية دعما لمشروعنا، لكن الدار لم تنشر الترجمات نظرا لتعثر دار النشر الوليدة مما جعل صنع الله يعيد المبلغ للحارثي، فاجأني بمغلف به مبلغ الـ600 دولار التي أعطيتها له كمقدم لترجمته قصصًا لم تظهر مطلقًا في منشورات نجمة، بالطبع رفضتُ المبلغ مُتعلِّلا ببديهة عدم التزام منشورات نجمة بنشر كتابه، لكنه كان من الصرامة والعناد الماركسي المبدئي بحيث قضينا سهرتنا في النقاش حول ذلك المبلغ الذي رفضتُ استعادته مثلما رفض هو القبول به».

أحضرت معي عدة ورود بألوان مختلفة لصاحب «وردة». ركبتُ مع سائق سيارة الأجرة وطلبت منه التوجه إلى العنوان «جبل المقطم»، أثناء ركوبي في المصعد، انطلق جهاز النداء الداخلي بدعاء السفر، فقلت هذا موضوع آخر يمكن الانطلاق منه، وتذكرت آخر لقاء تلفزيوني مع الشاعر السوري محمد الماغوط (1930 - 2006) في برنامج أدب السجون، أنه يستمتع بالإنصات إلى تلاوة سورة النجم.

أوصلني المصعد إلى الدور الخامس، واتجهت إلى الشقة التي فتحت لي بابها المعينة المنزلية في شقة صنع الله، شقة مرتبة مُعتنى بها وتبعث السرور في النفس. جلست في الصالة أنتظر فإذا به على الكرسي المتحرك، بثياب البيت وبهيئته المعتادة نظارتين بنفس الطراز المعتاد على الظهور به، بدا منهكًا وعليه آثار التعب، بعد الترحيب بي صمت، فاستلمت دفة الحديث وحينما ذكرت له صلالة، استيقظت ذاكرته الحديدية وسألني عن الأحجار الدائرية أمام فندق هوليداي إن- كراون بلازا حاليًا- أخبرته بأن الأحجار قد أُزيلت نظرًا لتحديث المكان. كانت الأحجار التي سأل عنها قد ذكرها رشدي بطل رواية «وردة» صحبتنا صفوف من أشجار جوز الهند حتى بلغنا فندق هوليداي إن على شاطئ المحيط الهندي. علّق زكريا على الكرات الحديدية الضخمة البيضاوية الشكل التي زينت مدخل الفندق قائلا: إنها أحجار من الجبل تشكلها الريح».

سألني عن بعض الأشخاص ولاحظت تأثره بسماع خبر رحيل البعض منهم. لم أرغب في إطالة الحديث معه نظرا لظروفه الصحية، وودعته. لحظات قليلة أمضيتها مع صنع الله إبراهيم كانت عبارة عن اختزال لأحداث واقعية ومتخيلة وظفها الروائي الملتزم بموقفه وانحيازه الدائم إلى الإنسان وحقوقه وكرامته.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • نائبة: الحوار الوطني ضرورة وجودية لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية الهوية الوطنية
  • الشيخ لـ مغرد طالبة بعدم الحديث عن الهلال : لا نستطيع القفز على كبير آسيا .. فيديو
  • مدرب الهلال السوداني: كنا نخشى مواجهة الأهلي منذ البداية
  • كاتب يهودي: ترامب يبيع اليهود كذبة خطيرة ولا يحميهم من معاداة السامية
  • رئيس مصر وفرنسا وملك الأردن يبحثون مع ترامب جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • لحظات مع صنع الله إبراهيم
  • رئيس جامعة بنها: محو أمية 2554 مواطنا في دورة يناير
  • رئيس جامعة بنها: محو أمية 2554 مواطن فى دورة يناير
  • بسبب عبارة أنا حضرت اليهود والأرمن هنا.. تفاعل على فيديو للسيسي وماكرون في مصر
  • إعلام بلا وجوه جديدة… لماذا نخشى التغيير؟