أعلنت صافية آيت عرابي نائبة رئيس منظمة "إس. أو. إس. عنصرية" -إحدى أقدم المنظمات المناهضة للعنصرية في فرنسا- استقالتها من منصبها اعتراضا على موقف المنظمة من الحرب الإسرائيلية على غزة وتأكيدها على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

آيت عرابي نشرت بيانا مطولا قالت فيه إنها "استقالت من منصبها الذي تشغله في المنظمة منذ أن كان عمرها 18 عاما، بسبب مواقف المنظمة التي ترى أن إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها".

Le 17 novembre j'ai démissionné de la vice-présidence de SOS Racisme. Ma génération mérite mieux et mérite d'être entendue.
J'ai décidé de m'exprimer aujourd'hui et personne ne me fera taire ⬇️ 1/3 pic.twitter.com/zr8AW47Aw1

— Saphia Aït Ouarabi (@Saphia_Ait) November 26, 2023

وجاء في بيان آيت عرابي أن "قيادة المنظمة شهدت انجرافا فكريا خطيرا.. ففي الوقت الذي فاق فيه عدد ضحايا الحرب من الفلسطينيين أكثر من 12 ألفا، ثلثهم من الأطفال ويتحدث خبراء الأمم المتحدة عن خطر الإبادة الجماعية، نفاجأ ببيان صحفي تصدره المنظمة يشير إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

Être à la hauteur de cette période ⬇️ 2/3 pic.twitter.com/8Ih3mjmJII

— Saphia Aït Ouarabi (@Saphia_Ait) November 27, 2023

وأضافت الناشطة البالغة من العمر 22 عامًا، "رغم المحاولات العديدة للنقاش، والتنبيهات، والملاحظات، وتفجر الخلافات داخل المنظمة، فإن الإدارة ردت علي بما يبدو لي أنه إهانات في اجتماعات لعدة ساعات متتالية، والضغط، ومنع استخدام حساباتي على الشبكات الاجتماعية للحديث عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتفصيل الشائعات وتداولها (إلى حد الاتصال بأحد أقاربي)، فضلا عن وضعها على الرفوف تدريجيًا. وتعكس هذه العمليات الأجواء غير المقبولة التي كنت منغمسة فيها لعدة أسابيع".

Responsabilité et offensive. Les objectifs que cette organisation devrait porter ⬇️ 3/3 pic.twitter.com/RVKMaKzWti

— Saphia Aït Ouarabi (@Saphia_Ait) November 27, 2023

كما اتهمت آيت عرابي المنظمة "بعدم الارتقاء إلى مستوى التحديات التي يواجهها الشباب في فرنسا، وأعتقد أنها لم تكن تتابع مقتل ناهل على يد الشرطة، ولم تكن تتابع حظر العباءات على المسلمات، ولم تواجه القضايا العنصرية المعاصرة، وتحديدا عنصرية الدولة، والقضايا الدولية والمناهضة للاستعمار".

وأضافت، "أرفض أن أمثل منظمة تدوس على آمالي وآمال العديد من الشباب الآخرين الذين يشبهونني.. نحن لا نلعب بآمال الشباب.. نشطاء من عدة مناطق يغادرون ويدعون إلى بناء منظمة جديدة مناهضة للعنصرية.. جامعاتنا ومدارسنا الثانوية وأحياءنا: هيا نقاتل!".

وكانت المنظمة أصدرت في 2 نوفمبر/تشرين الثاني بيانا قالت فيه، "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها. ولكن ردا على الهجوم الذي ضرب هذا البلد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شنت الحكومة الإسرائيلية عمليات انتقامية عنيفة أودت بحياة الآلاف من سكان غزة، والعديد منهم من المدنيين الأبرياء الذين تعرضوا لقصف هائل".

[ Communiqué ]

Face à la spirale de la violence et à l'importation des haines : SOS Racisme appelle à rejoindre les "marches contre la guerre" du samedi 4 novembre.#Paix #StopAntisemitisme #NonAuRacisme #IsraelPalestine pic.twitter.com/lyDreMjoC0

— SOS Racisme – #NonAuRacisme (@SOS_Racisme) November 2, 2023

وأشاد سياسيون ونشطاء وأكاديميون بالقرار الأخير الذي اتخذته صافية آيت عرابي طالبة علم الاجتماع في جامعة نانتير، واصفين إياه بـ"الحكيم"، فيما جددوا تنديدهم بما سموه "الانحياز ومساواة الجاني بالضحية".

وقالت الناشطة الطلابية مريم بوجيتو في منشور على منصة "إكس" -تويتر سابقا- "كل دعمي يا صفية، القتال مستمر".

Tout mon soutien Saphia, la lutte continue ✊️ https://t.co/rT1QAAiUBO

— Maryam Pougetoux ✨ (@MaryamPougetoux) November 26, 2023

ووصفت النائبة عن حركة "فرنسا الأبية" إرسيليا سوديه عبر حسابها على منصة "إكس" قرار آيت عرابي بالـ"حكيم.. إس.أو.إس عنصرية، لم تعد في المستوى المطلوب منذ زمان ليس بالقريب".

Sage décision. Mais ça fait bien longtemps que SOS Racisme n'est pas à la hauteur. https://t.co/4l2y4WTd8y

— Ersilia Soudais (@ErsiliaSoudais) November 26, 2023

أما الأكاديمي والسياسي فرنسوا بورغات، فاعتبر أن ما يحدث لـ"إس. أو. إس. عنصرية" نفس ما حدث لمنظمة "ليكرا" سابقا في سياق يتميز بـ"اختطاف الصهاينة للقيم العالمية والإسلامية".

La (vieille) "dérive idéologique de @sosracisme ("#Israel a le droit de se défendre") se confirme et s'explicite. Lorsque, comme pour la @_LICRA_, les valeurs universelles sont kidnappées pas les sionistes…Triste.#Gaza https://t.co/dAq4EL6fQ9

— francois burgat (@frburgat) November 26, 2023

ودون النائب عن الحزب البيئي أوريليان تاشيه قائلا، "هذه هي حقيقة التجاوزات الأيديولوجية للمنظمة، تستحق المعركة ضد العنصرية الأفضل دائما.. كل دعمي لك صافية".

La réalité sur les dérives idéologiques de @SOS_Racisme. Le combat antiraciste mérite mieux, total soutien @Saphia_Ait. https://t.co/oXHvIm17pO

— Aurélien Taché (@Aurelientache) November 26, 2023

وتعتبر منظمة "إس. أو. إس. عنصرية"، المقربة من الحزب الاشتراكي، إحدى أقدم وأكبر الجمعيات المناهضة للعنصرية في فرنسا التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول عام 1984.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: pic twitter com عن نفسها

إقرأ أيضاً:

صحيفة فرنسية تكشف مكان رفعت الأسد

عندما انبلج فجر دمشق يوم 8 ديسمبر (كانون الأول)، لم يعد هناك أحد من عائلة الأسد في سوريا، العائلة التي حكمت البلاد لمدة أربعة وخمسين عاماً. ووفق مسؤولين سوريين تحدّثوا لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، شرط عدم الكشف عن هويّاتهم، كان على الجميع أن يتدبروا بأنفسهم سُبل هروبهم بعد أن غادر الرئيس السابق بشار الأسد مساء اليوم السابق سرّاً دون أن يُخبر أحداً من أقاربه.

وقدر استطاعتهم، سعى كثيرون من عائلة الأسد للوصول إلى مطار بيروت، أو إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث نقلت القوارب الهاربين إلى قبرص، ومن هناك إلى الأصدقاء في رومانيا حيث تمّ إنشاء عدّة شركات وشراء الكثير من العقارات. ولجأ آخرون من عائلة الأسد إلى السفارة الروسية في دمشق، قبل أن يتم إجلاؤهم عبر مواكب إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية في مدينة اللاذقية، أبرزهم رؤساء المخابرات. وأخيراً توجّه آخرون، أقلّ حظاً، بمفردهم وبشكل عشوائي إلى العراق، وإلى حميميم حيث رفض الروس استقبالهم.

ENQUÊTE - D’anciens proches du dictateur déchu évoquent, sous couvert de l’anonymat, sa piteuse fin de règne alors que les rebelles resserraient leur emprise sur la capitale. →https://t.co/vKt20kfePThttps://t.co/vKt20kfePT

— Le Figaro (@Le_Figaro) December 22, 2024 حارس روسي

وهذا هو حال عم بشار الأكبر، رفعت الأسد، البالغ من العمر 86 عاماً ويُعاني من مرض الزهايمر حسب بعض الأقاويل، والذي لم يُحذّره بشار أيضاً قبل مُغادرته.
وبعد رحلة برّية لأكثر من اثنتي عشرة ساعة عبر طرقات البلد الذي أقام فيه المسلحون أولى حواجز الطرق بعد استيلائهم على العديد من المُدن والمناطق، وبعد توقف في قرية القرداحة، مسقط رأس الأسد، في جبال اللاذقية، انتهى الأمر بالرجل العجوز المُنهك بالوصول بعد فترة وجيزة، وقبل منتصف الليل أمام قاعدة حميميم، حيث قام حارس روسي، لا يتحدث العربية ولا الإنجليزية، بإبعاده رافضاً دخوله.
وحسب مصادر فرنسية وغربية، يستعد الروس بشكل قاهر، للتخلي عن قواعدهم في سوريا حيث باتت الفصائل المسلحة قريبة من الجيوب العسكرية الروسية المتمركزة بالقرب من طرطوس واللاذقية، وتبدو مدينة بنغازي الليبية وجهة مُفضّلة للتواجد العسكري الروسي على ساحل المتوسط.

Syrie: entre Damas et Moscou, les secrets de la débâcle du clan Assad.

Entre impréparation, erreurs de calcul, communications compromises, retournements de veste, corruption et crainte de finir comme Kadhafi ou Saddam, Bachar n’avait guère d’options. https://t.co/X93VlVGyNr

— Un baron fou (@EuropaMagnifica) December 22, 2024 إسبانيا، بنما، أم وجهة مجهولة؟!

ويرجع الفضل في خلاص رفعت الأسد أخيراً إلى تدخل شخص رفيع المستوى في موسكو، وللمفاوضات مع جهات محلية متعددة، مما سمح لطائرته الخاصة في اللاذقية بالمُغادرة إلى وجهة مجهولة، دون إطلاق النار عليه.
لكنّ الرجل الذي قلّدته فرنسا وسام جوقة الشرف عن الخدمات التي قدّمها، قبل أن تُجرّده من كل ممتلكاته، تساءل "إلى أين أنا ذاهب ؟" ليُجيبه أحد من حوله من مُرافقيه "إلى ماربيا!" في إشارة إلى قصره السابق في المُنتجع الإسباني الشهير، الذي تمّت مُصادرته، وهو ما جعل رفعت الأسد يهدأ.
وكانت السلطات الإسبانية أمرت في عامي 2017 و 2019، دون أحكام بالسجن، بمُصادرة ممتلكات أسرة رفعت الأسد، وتجميد حساباتها المصرفية إثر اتهامات بشأن غسيل أموال. ولاحقاً كشفت مدريد عن أنّ النفوذ المالي لعمّ الرئيس السوري السابق، وصل إلى بنما بفضل علاقات مع قادة الدولة الواقعة في أميركا الوسطى، وهو ما أطلق تكهّنات بمُغادرته إليها.

???? REPORTAGE. Les Russes se préparent à abandonner leurs bases en Syrie

« Le Point » a pu approcher des enclaves militaires russes situées près de Tartous et Lattaquié. Leur perte est un revers majeur pour le Kremlin.

➡️ https://t.co/JCkbNU7NRl
Par @bmabillard pic.twitter.com/RB2GOLfECw

— Le Point (@LePoint) December 20, 2024 قضايا مالية وجنائية ولا زالت العديد من وسائل الإعلام السورية والعربية والدولية تتساءل عن مصير رفعت الأسد، الذي كان قد غادر فرنسا إلى سوريا عام 2021 بعد أن أدين في قضايا كسب غير مشروع بقيمة نحو 90 مليون يورو. وحكمت عليه محكمة الجنايات الابتدائية في باريس بمُصادرة جميع ممتلكاته في فرنسا مع السجن 4 سنوات، قبل أن يُعلن لاحقاً قُضاة محكمة الاستئناف في باريس أنّه تمّ التفاوض على نفي رفعت الأسد خارج فرنسا. وترددت معلومات لاحقاً عن أنّ باريس سمحت له بالسفر بعد أن قدّم خدمات للاستخبارات الفرنسية.
وقبل أيّام، أعلنت السلطات القضائية السويسرية، إلغاء محاكمة عمّ الرئيس السوري السابق بشار الأسد بسبب مرضه. وكان من المقرر بدء محاكمة رفعت الأسد في سويسرا بتهم ارتكاب انتهاكات قتل وتعذيب في عام 1982 عندماً كان قائداً لـِ "سرايا الدفاع"، وهي قوة عسكرية غير نظامية أوكلت إليها مهمة حماية السلطة الحاكمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب والصحة العالمية كلاكيت ثاني مرة.. الرئيس المقبل ينوي الانسحاب من المنظمة فهل يفعلها مجددا؟
  • اعتقال 4 لاعبات بعد حادثة عنصرية مزعومة
  • عرابي: هجوم جماهير الأهلي على اللاعبين بسبب الحزن على الخسارة من باتشوكا
  • منظمة دولية: 12 شاحنة وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال 75 يوماً
  • «أطباء بلا حدود» تحذر من الوضع الصعب على حدود جنوب السودان بسبب تدفق اللاجئين
  • دول الساحل تضع قواتها المسلحة في حالة تأهب بسبب “إيكواس”
  • صحيفة فرنسية تكشف مكان رفعت الأسد
  • الهجرة الدولية: قرابة 788 مهاجرًا في ليبيا أغلبهم مسجلين في المنطقة الغربية
  • سرقة غير مسبوقة في ذي قار: هل تقف وراءها شبكة منظمة؟
  • «ترامب» يهدد باستعادة السيطرة على «قناة بنما» وبالانسحاب من «منظمة الصحة العالمية»