هل تظن الحياة تتوقف مع تقدم العمر؟| شخص تخطى سن السبعين يحقق حلم طفولته.. ماذا فعل؟!
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يظن البعض أن الحياة تنتهى مع تقدم العمر، وأنه لا مجال لقصص نجاح طالما قد تخطى سن الستين، ولكن مازال في الحياة نماذج ملهمة، تعكس روح التحدي في الكائن البشري، وقدرته على تحقيق الإنجازات مهما كان عمره، ومهما كانت قسوة الظروف التي يمر بها، وها نحن مع تجربة ملهمة جديدة قام بها روجر كويل، وهو الذي تخطى عمر الستين، وقد بدأ يدرج أنه يفقد بصره، وبحثا عن طريقة لكسب المال بها، إذا به يبدأ تجربة جديدة يتحول فيها إلى كاتب ذو مكانة مقدرة، دفعت صحيفة الجارديان البريطانية أن تنشر قصته كنموذج ملهم.
البداية في 2019 وهو بعمر فوق سن السبعين
في عام 2019، أدرك روجر كويل البالغ من العمر 72 عامًا، أنه يفقد بصره، ويقول: "عندما كنت في عطلة في اليابان، استيقظت ذات يوم ولم يكن لوجوه الجميع أي ملامح، لقد كان مرعبا، ومع تدهور بصري، بدا الأمر وكأنني جالس في غرفة مظلمة في انتظار أن يقوم شخص ما بإضاءة الأضواء مرة أخرى.
وعندما عاد إلى المنزل الذي يتقاسمه مع زوجته، هيذر، في غرب يوركشاير وخضع لاختبارات لتشخيص الحالة الوراثية التي تسببت في اختفاء رؤيته المركزية، وبحلول فبراير 2020، لم يتمكن من الرؤية إلا من خلال رؤيته المحيطية وكان عليه الاعتماد على المساعدة، ويقول: "كنت مستقلاً بشدة وكان علي أن أحاول قبول هذا العالم الجديد، فقد كنت بحاجة إلى إيجاد طريقة مختلفة للعيش."
من ممرض إلى كاتب
كان منحنى التعلم بعد المحنة حادًا، ويصف كويل، وهو ممرض متقاعد، سقوطه على الدرج عدة مرات وكسر ضلوعه، بالإضافة إلى تحطيم النظارات أو سقوط الطعام من طبقه، وفي الخارج، كانت الأمور أكثر خطورة، ففي أبريل 2020، كان يسير بعصاه على طول ممر قناة محلية عندما سمع راكب دراجة يندفع نحوه، لقد قفز غريزيًا بعيدًا عن الطريق، لكنه سقط في الماء، ويقول: "لقد بدأت غريزة البقاء على قيد الحياة لدي وتمكنت من التوجه إلى البنك لسحب نفسي إلى ممر القطر، لقد كان الأمر مؤلماً – كان من الممكن أن أغرق، ولا بد أن هناك سببًا لعدم قيامي بذلك، وذلك عندما بدأت أحاول فهم ما حدث لي من خلال الكتابة.
بحسب الصحيفة البريطانية، لم يتمكن كويل من النوم في إحدى الليالي، فتوجه إلى الطابق السفلي، ووجد دفترًا وقلمًا، وبدأ في الكتابة - على الرغم من أنه لم يتمكن من قراءة ما كان يضعه، ويقول: "لقد كتبت لمدة ثلاث ساعات متواصلة، أصف فيها كل ما حدث وأعطيه جدولاً زمنياً، وبينما كان من الصعب أن أعيشها مرة أخرى، أدركت أنني نجوت وأنني سأستمر في ذلك، لقد بدا الأمر وكأنه إطلاق سراح، وفي الصباح، أظهر لهيذر، التي وجدته مقروءًا بشكل مدهش"، ويقول: "لقد جعلني ذلك أكتب أكثر فأكثر".
الكتابة لا تتوقف ووصلت إلى 250 ألف كلمة
ومنذ تلك الليلة، يقدر كويل أنه كتب أكثر من 250 ألف كلمة، لقد أكمل مجموعة من المقالات حول الدروس التي تعلمها منذ أن أصبح ضعيف البصر، بالإضافة إلى مدونة من منظور عصا المشي ومقال واقعي آخر عن الهلوسة التي أصيب بها عندما بدأ يفقد بصره لأول مرة، فإن الحدود بين الرؤية والواقع هي أيضًا مقدمة روايته التي تدور حول رحلة رجل ضعيف البصر إلى عالم خيالي.
ولا يزال يكتب بخط طويل على الورق، مستخدمًا قارئ الشاشة للتأكد من التزامه بالسطور، قبل أن يقوم المساعدون بنسخه وقراءته مرة أخرى لتحريره، ويقول: "أنا فقط لا أستطيع إيقاف نفسي، فكثيرًا ما أمزح قائلاً إن زوجتي يجب أن تحجز مواعيد لرؤيتي بين الكتابة والتحرير"، ونشأ كويل في نيوزيلندا، وكان يستمتع دائمًا بكتابة القصص ويصف تلك الفترة: "عندما كنت في العاشرة من عمري، قال لي معلمي أنني سأصبح كاتبًا، وفي النهاية أصبحت كاتبًا".
عاش ممرضا لمدة 30 عاما قبل تحقيق حلم طفولته
وتدرب كويل كعالم أنثروبولوجيا وعمل في جزر المحيط الهادئ، قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة في أوائل العشرينات من عمره، ثم عمل كممرض لمدة 30 عامًا قبل أن يتولى مشاريع بحثية أكاديمية مستقلة في مجال الرعاية الصحية العامة، وكان يحب القراءة دائمًا، ويستمتع بكل شيء بدءًا من مارجريت أتوود وحتى شيماماندا نجوزي أديتشي، لكن الأمر تطلب فقدان بصره لإعادة الاتصال بحبه المبكر لكتابة القصص. ويقول: "لقد اعترضت حياة البالغين طريقي، لكنني وجدت الآن قدرًا غنيًا من الخبرة لأكتب عنها، إنه شيء أريد الاستمرار في القيام به".
وعلى الرغم من أنه وجد صعوبة في التواصل مع الوكلاء بسبب احتياجات الوصول الخاصة به، إلا أن كويل لا يزال حريصًا على إيجاد طريقة لنشر أعماله، ويقول: "أنا فخور بما حققته في الكتابة وفي التكيف مع هذا العالم الجديد، وبغض النظر عن النكسات التي تواجهها، عليك أن تجد طرقًا للاستمتاع بالحياة إذا استطعت، وأعتقد أن الآخرين قد يجدون شيئًا يستفيدون منه من هذه التجربة أيضًا"، ومع التخطيط لتكملة الرواية وبدء المزيد من الأعمال الواقعية، يبدو أن كويل لن يترك قلمه في أي وقت قريب، ويقول: "لم أكن أتخيل أبداً العالم الذي أعيشه منذ أن تغير بصري، إنها قصة تستحق المشاركة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ما کان
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف فقدان "جيل Z" لمهارات الكتابة اليدوية
كشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة ستافنجر بالنرويج عن نتائج مقلقة تُظهر أن حوالي 40% من الجيل Z، الذين وُلدوا بين أواخر التسعينيات وأوائل الألفينيات، يفقدون مهارات الكتابة بخط اليد، وهي مهارة جوهرية كانت جزءاً أساسياً من تفاعل البشر لما يزيد عن 5500 عام.
هذه النتائج الصادمة للدراسة سلطت الضوء على التغيرات السريعة في سلوكيات الأفراد التي يُعتقد أن السبب الرئيسي وراءها هو الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، بحسب تقرير موقع news9live. تأثير التكنولوجيا على التواصللقد تركت وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بصمة عميقة على الحياة اليومية، وظهر ذلك جلياً في طريقة تواصلنا مع الآخرين، لكن بالنسبة للجيل Z، الذين نشأوا في بيئة رقمية بالكامل، أصبحت الحدود بين العالم الواقعي والافتراضي غير واضحة، مما أدى إلى تغييرات كبيرة وعميقة في طرق تواصلهم.
الشيب المبكر يظهر في "جيل Z".. وخبراء الصحة يحذرون - موقع 24شهدت منصات التواصل الاجتماعي ظاهرة لافتة، مع انتشار الشيب المبكر بين أفراد جيل Z، حيث استعرض بعض الشباب، ممن لا تتجاوز أعمارهم 19 عاماً، خصلات شعرهم الفضية، عبر تطبيق "تيك توك".ووفقاً للدراسة، فإن الكتابة اليدوية التي كانت تمثل جزءاً رئيسياً من التفاعل البشري أصبحت تواجه خطر الاندثار، لأن الإنترنت، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، غيّرت مفهوم الكتابة، حيث أصبحت الاختصارات والرموز التعبيرية الوسيلة المفضلة للتواصل.
وأشارت الدراسة إلى أن التغيرات لا تقتصر على التواصل غير الرسمي فقط، بل تمتد أيضاً إلى المؤسسات التعليمية، فمع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم، أصبحت الملاحظات الرقمية والمحتوى الإلكتروني يحل محل الكتابة اليدوية التقليدية، وهذا التحول يقلل من فرص ممارسة الكتابة اليدوية، ما يؤدي إلى تراجعها بشكل تدريجي.
وعلى الرغم من أن التواصل السريع عبر الرسائل النصية أو الرموز التعبيرية قد يبدو مناسباً في بعض المواقف، إلا أن هذه العادات لا تُعوض مهارات التواصل التقليدي، ففي الحياة المهنية والحياتية، لا تزال الكتابة والتعبير الكامل هي الأساس.
لذلك حذرت الدراسة من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى نتائج سلبية على الأجيال القادمة، فقد يتسبب ذلك في تراجع المهارات الاجتماعية والتواصلية، ويفقد التعليم قوته في تطوير مهارات الإبداع والتعبير. ودعت الدراسة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل المؤسسات التعليمية ومنصات الإنترنت لمعالجة هذه المشكلة قبل أن تصبح أضرارها غير قابلة للإصلاح.