البعض لم يدر في خلده أن تأثير المقاطعة التي نفذتها حملات شعبية ضد بعض الشركات الغربية المرتبطة بالاحتلال، ستصل إلى إغلاق عدد من أفرعها في الدول العربية كردة فعل على دعمها لبقاء الاحتلال على أرض فلسطين، وتسريح بعض موظفيها، إضافة إلى التضرر المباشر داخل الاحتلال وخارجه، وأيضا تراجع واضح لعائدات الشركات التي تمت مقاطعتها، فالجميع خلال الخمسين يوما الماضية خسر المليارات من الدولارات.
وإن كانت تلك الخطوات عفوية كتضامن واجب تراه الشعوب تجاه أشقائهم في حملة الاحتلال وبعض الغرب لإبادة غزة ومن عليها من بشر وحجر وشجر، قد تكون تأثيراتها محدودة لفترة زمنية ثم تعود بعد ذلك لسابق عهدها. لكن المؤكد أن النظرة الشعبية العالمية التي قادت حملات المقاطعة هذه يمكن أن تتسع دائرة تأثيرها ليس إلى التوقف عن شراء تلك المنتجات المتنوعة، بل إلى الاستبدال بها منتجات محلية تدعم مشاريع أبناء البلاد العربية وتضمن أن عوائدها تبقى في أوطانها. التشابه كبير جدا بين موقفين: الأول رسمي نفذته الدول العربية بمقاطعة الدول الداعمة للاحتلال في عام 1973 إبان حرب أكتوبر عندما طالب الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمة الله عليه- ملك المملكة العربية السعودية بمنع تصدير النفط العربي، وكانت نتائجه مذهلة، وضع فيه العرب في موقف متقدم على الساحة الدولية، وفي عام 2023 يتكرر الموقف نفسه، ليس رسميا وإنما شعبيا لمقاطعة المنتجات الغربية. هذا الوعي العربي المتصاعد في تنفيذ المقاطعة الذي كان محصورا في نطاق الدول العربية البالغ عدد سكانها قرابة 350 مليون نسمة، امتد إلى نطاق الدول الإسلامية البالغ عددها (37) دولة ومع الدول العربية (57) دولة وعلى امتداد جغرافي يبلغ 32 مليون كيلو متر مربع، وسكانها يقارب الملياري نسمة ويمثل ثلث سكان الكرة الأرضية. وما لم يكن أيضا في البال أن تتسع الدائرة إلى بقية دول العالم التي نفذت حملات مقاطعة، بعضها لدولها والداعمة لكيان الاحتلال بعد أن أدركت الحقائق في شأن القضية الفلسطينية، إضافة إلى تشكيل ضغط داخلي على حكوماتها من خلال المظاهرات السلمية الجارفة والرافضة لانحياز بلدانها الصارخ. البناء على ما أنجزته المقاطعة يمكن تطويره في مسارين، شعبي عالمي تتحد فيه الشعوب الحرة ضد الطغيان والاستبداد وتفعيل المقاطعة الرسمية إن دعت الحاجة إلى ذلك، والأشد بالتأكيد هو رغبة هذه الشعوب في التأثير على الاقتصاد العالمي، الذي يتأثر بما تفعله السياسة وينفذه العسكر على الأرض، وهذا التأثير قد يصل إلى المحك في فرض واقع جديد يغير من اتجاهات الدعم ويفاضل بين المصالح. الأمر الأهم أن هذه المقاطعة بينت حقائق غائبة، أولها رفعت الوعي لدى غير العرب والمسلمين بحقيقة القضية وكشف زيف الإعلام المسيطر على الساحة، وبينت الدعاية التي اعتاشت عليها الـ 75 عاما وغيرت مفاهيم الرواية التي زرعت في عقولهم وهي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب. ونسفت التبرير المطلق لدعم الاحتلال وإعداماته المستمرة وتفريغ الأرض من ساكنيها كما يحدث الآن.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية:
الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
بيريز يكشف عن الدول التي لم تصوت لفينيسيوس
عقد نادي ريال مدريد صباح يومه الأحد، الجمع العام السنوي، وفيه تحدث الرئيس فلورنتينو بيريز بشكل مُطول، منتقدا "اليويفا"، وأيضا أشار إلى أن الكرة الذهبية، كان يجب أن يفوز بها أحد لاعبي الريال.
وقال بيريز: "أول شيء، يجب أن يعلم رودري، أننا لا نقلل من فوزه بالجائزة، إنه يستحقها. لكن كان يجب أن يفوز بالكرة الذهبية، أحد لاعبي ريال مدريد. اليويفا أكد أن دخوله لم يكن له أي تأثير على نظام التصويت. حسنًا، سأخبركم بشيء، لقد قاموا بتغيير نظام التصويت، بالإضافة إلى عدد النقاط".
وأضاف: "من المثير للدهشة، أن الصحفيين من البلدان التي يبلغ عدد سكانها نفس عدد سكان الهند لا يصوتون، بينما بلدان أخرى يقل عدد سكانها عن مليون نسمة، فإنهم يشاركون في التصويت، والأكثر من ذلك أنه لا أحد يعرفهم! لولا ناميبيا وأوغندا وألبانيا وفنلندا، لكان فينيسيوس قد فاز بالكرة الذهبية، وفوق كل ذلك، لم تمنح هذه الدول أي صوت لفينيسيوس (يضحك). على الأقل الصحفي الفنلندي قدم استقالته".
واختتم حديثه: "رسالتي لفرانس فوتبول وليكيب، يجب أن تكون الكرة الذهبية بمثابة جائزة مستقلة، ويتم التصويت عليها من قبل أشخاص معترف بهم".