لجريدة عمان:
2025-02-07@03:58:00 GMT

نوافذ :المقاطعة وتأثيراتها

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

البعض لم يدر في خلده أن تأثير المقاطعة التي نفذتها حملات شعبية ضد بعض الشركات الغربية المرتبطة بالاحتلال، ستصل إلى إغلاق عدد من أفرعها في الدول العربية كردة فعل على دعمها لبقاء الاحتلال على أرض فلسطين، وتسريح بعض موظفيها، إضافة إلى التضرر المباشر داخل الاحتلال وخارجه، وأيضا تراجع واضح لعائدات الشركات التي تمت مقاطعتها، فالجميع خلال الخمسين يوما الماضية خسر المليارات من الدولارات.

وإن كانت تلك الخطوات عفوية كتضامن واجب تراه الشعوب تجاه أشقائهم في حملة الاحتلال وبعض الغرب لإبادة غزة ومن عليها من بشر وحجر وشجر، قد تكون تأثيراتها محدودة لفترة زمنية ثم تعود بعد ذلك لسابق عهدها. لكن المؤكد أن النظرة الشعبية العالمية التي قادت حملات المقاطعة هذه يمكن أن تتسع دائرة تأثيرها ليس إلى التوقف عن شراء تلك المنتجات المتنوعة، بل إلى الاستبدال بها منتجات محلية تدعم مشاريع أبناء البلاد العربية وتضمن أن عوائدها تبقى في أوطانها. التشابه كبير جدا بين موقفين: الأول رسمي نفذته الدول العربية بمقاطعة الدول الداعمة للاحتلال في عام 1973 إبان حرب أكتوبر عندما طالب الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمة الله عليه- ملك المملكة العربية السعودية بمنع تصدير النفط العربي، وكانت نتائجه مذهلة، وضع فيه العرب في موقف متقدم على الساحة الدولية، وفي عام 2023 يتكرر الموقف نفسه، ليس رسميا وإنما شعبيا لمقاطعة المنتجات الغربية. هذا الوعي العربي المتصاعد في تنفيذ المقاطعة الذي كان محصورا في نطاق الدول العربية البالغ عدد سكانها قرابة 350 مليون نسمة، امتد إلى نطاق الدول الإسلامية البالغ عددها (37) دولة ومع الدول العربية (57) دولة وعلى امتداد جغرافي يبلغ 32 مليون كيلو متر مربع، وسكانها يقارب الملياري نسمة ويمثل ثلث سكان الكرة الأرضية. وما لم يكن أيضا في البال أن تتسع الدائرة إلى بقية دول العالم التي نفذت حملات مقاطعة، بعضها لدولها والداعمة لكيان الاحتلال بعد أن أدركت الحقائق في شأن القضية الفلسطينية، إضافة إلى تشكيل ضغط داخلي على حكوماتها من خلال المظاهرات السلمية الجارفة والرافضة لانحياز بلدانها الصارخ. البناء على ما أنجزته المقاطعة يمكن تطويره في مسارين، شعبي عالمي تتحد فيه الشعوب الحرة ضد الطغيان والاستبداد وتفعيل المقاطعة الرسمية إن دعت الحاجة إلى ذلك، والأشد بالتأكيد هو رغبة هذه الشعوب في التأثير على الاقتصاد العالمي، الذي يتأثر بما تفعله السياسة وينفذه العسكر على الأرض، وهذا التأثير قد يصل إلى المحك في فرض واقع جديد يغير من اتجاهات الدعم ويفاضل بين المصالح. الأمر الأهم أن هذه المقاطعة بينت حقائق غائبة، أولها رفعت الوعي لدى غير العرب والمسلمين بحقيقة القضية وكشف زيف الإعلام المسيطر على الساحة، وبينت الدعاية التي اعتاشت عليها الـ 75 عاما وغيرت مفاهيم الرواية التي زرعت في عقولهم وهي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب. ونسفت التبرير المطلق لدعم الاحتلال وإعداماته المستمرة وتفريغ الأرض من ساكنيها كما يحدث الآن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

“مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني

أصدر المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين بيانا بمناسبة المؤتمر التأسيسي لـ “مجموعة لاهاي”، المنعقد في مدينة لاهاي بهولندا.  

وحسب بيان المنندى ضمت “مجموعة لاهاي”  تحالف تسعة دول، وهي: جنوب أفريقيا، ماليزيا، كولومبيا، بوليفيا، كوبا، هندوراس، ناميبيا، السنغال، جزر بليز.

حرصت “مجموعة لاهاي”، في مؤتمرها التأسيسي المنعقد في لاهاي بهولندا مساء اليوم والذي يعتير أوّل تحالف دولي على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل منذ أكثر من 77 سنة.

كما اعلن التحالف في بيان مشترك على تحقيق هدفين أساسيين هما إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، وإزالة العقبات التي تحول دون تحقيق الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير، بما فيها حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وكذا ملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية.

وهذا ويحيّي التحالف هذه المبادرة التي يعتبرها إحدى ثمرات طوفان الأقصى المبارك، ويعلن دعمه الكامل لبرنامج عملها.

ويدعو الدول العربية وبقية الدول الإسلامية للإنضمام إلى “مجموعة لاهاي”، لإنجاح المبادرة في تحقيق أهدافها.

من جهة أخرى يطالب المنتدى منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لتنسيق الجهود العربية والإسلامية لدعم انضمام بقية الدول إلى هذه المجموعة.

ويوجه المنتدى البرلمانيين والكتل البرلمانيّة، إلى ضرورة القيام بدورهم في مطالبة حكوماتهم بالانضمام إلى مجموعة لاهاي.

وأشار البيان إلى تكثيف الجهود الداعمة لكل عمل يحقق تحرير فلسطين المقاومة، والقدس الشريف، والأقصى المبارك، ومواجهة مشاريع التهجير القسري عن غزة، ومخططات إقتطاع الأراضي وضمها لدولة الاحتلال، ورفض كل مقترحات إدارة غزة من غير الفلسطنيين.

مقالات مشابهة

  • قيادي في أنصار الله يدعو الشعوب العربية للتنسيق لمواجهة مخططات ترامب
  • باحث علاقات دولية لـ «الأسبوع»: ترامب يحاول تمرير تهجير الفلسطينيين عبر مصطلحات تجميلية تتقبلها الشعوب
  • كيف ستتعامل الدول العربية مع خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على غزة؟
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • «تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • أثر التقنيات الحديثة على الصحة النفسية وتأثيراتها الإيجابية
  • وزير الخارجية السوداني: الشعوب هي من تصنع العلاقات بين الدول
  • "العربية لحقوق الإنسان" تدين حملات الاحتلال الاسرائلي ضد وكالة الأونروا