لجريدة عمان:
2024-11-09@02:39:27 GMT

نوافذ :المقاطعة وتأثيراتها

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

البعض لم يدر في خلده أن تأثير المقاطعة التي نفذتها حملات شعبية ضد بعض الشركات الغربية المرتبطة بالاحتلال، ستصل إلى إغلاق عدد من أفرعها في الدول العربية كردة فعل على دعمها لبقاء الاحتلال على أرض فلسطين، وتسريح بعض موظفيها، إضافة إلى التضرر المباشر داخل الاحتلال وخارجه، وأيضا تراجع واضح لعائدات الشركات التي تمت مقاطعتها، فالجميع خلال الخمسين يوما الماضية خسر المليارات من الدولارات.

وإن كانت تلك الخطوات عفوية كتضامن واجب تراه الشعوب تجاه أشقائهم في حملة الاحتلال وبعض الغرب لإبادة غزة ومن عليها من بشر وحجر وشجر، قد تكون تأثيراتها محدودة لفترة زمنية ثم تعود بعد ذلك لسابق عهدها. لكن المؤكد أن النظرة الشعبية العالمية التي قادت حملات المقاطعة هذه يمكن أن تتسع دائرة تأثيرها ليس إلى التوقف عن شراء تلك المنتجات المتنوعة، بل إلى الاستبدال بها منتجات محلية تدعم مشاريع أبناء البلاد العربية وتضمن أن عوائدها تبقى في أوطانها. التشابه كبير جدا بين موقفين: الأول رسمي نفذته الدول العربية بمقاطعة الدول الداعمة للاحتلال في عام 1973 إبان حرب أكتوبر عندما طالب الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمة الله عليه- ملك المملكة العربية السعودية بمنع تصدير النفط العربي، وكانت نتائجه مذهلة، وضع فيه العرب في موقف متقدم على الساحة الدولية، وفي عام 2023 يتكرر الموقف نفسه، ليس رسميا وإنما شعبيا لمقاطعة المنتجات الغربية. هذا الوعي العربي المتصاعد في تنفيذ المقاطعة الذي كان محصورا في نطاق الدول العربية البالغ عدد سكانها قرابة 350 مليون نسمة، امتد إلى نطاق الدول الإسلامية البالغ عددها (37) دولة ومع الدول العربية (57) دولة وعلى امتداد جغرافي يبلغ 32 مليون كيلو متر مربع، وسكانها يقارب الملياري نسمة ويمثل ثلث سكان الكرة الأرضية. وما لم يكن أيضا في البال أن تتسع الدائرة إلى بقية دول العالم التي نفذت حملات مقاطعة، بعضها لدولها والداعمة لكيان الاحتلال بعد أن أدركت الحقائق في شأن القضية الفلسطينية، إضافة إلى تشكيل ضغط داخلي على حكوماتها من خلال المظاهرات السلمية الجارفة والرافضة لانحياز بلدانها الصارخ. البناء على ما أنجزته المقاطعة يمكن تطويره في مسارين، شعبي عالمي تتحد فيه الشعوب الحرة ضد الطغيان والاستبداد وتفعيل المقاطعة الرسمية إن دعت الحاجة إلى ذلك، والأشد بالتأكيد هو رغبة هذه الشعوب في التأثير على الاقتصاد العالمي، الذي يتأثر بما تفعله السياسة وينفذه العسكر على الأرض، وهذا التأثير قد يصل إلى المحك في فرض واقع جديد يغير من اتجاهات الدعم ويفاضل بين المصالح. الأمر الأهم أن هذه المقاطعة بينت حقائق غائبة، أولها رفعت الوعي لدى غير العرب والمسلمين بحقيقة القضية وكشف زيف الإعلام المسيطر على الساحة، وبينت الدعاية التي اعتاشت عليها الـ 75 عاما وغيرت مفاهيم الرواية التي زرعت في عقولهم وهي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب. ونسفت التبرير المطلق لدعم الاحتلال وإعداماته المستمرة وتفريغ الأرض من ساكنيها كما يحدث الآن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

الأكاديمية العربية تستضيف الأسبوع المقبل الدورة 37 لمجلس وزراء النقل العرب

تستضيف الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، الدورة السابعة والثلاثين لمجلس وزراء النقل العرب، والدورة الثالثة والسبعين للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، والمقرر انعقادهما خلال الفترة من 12 إلى 13 نوفمبر الجاري. 

وذكر بيان صادر عن الأكاديمية أنه سيشارك في هذا الحدث الهام وزراء النقل العرب أو من ينوب عنهم، إضافة إلى حضور السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، والدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية، والدكتور بهجت أبو النصر، مدير إدارة النقل والسياحة بجامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي وزارات النقل بالدول العربية ورؤساء ومديري المنظمات والاتحادات العربية المتخصصة في مجالات النقل واللوجستيات.

ويترأس الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، اجتماع الدورة 73 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، حيث ستتم مناقشة مجموعة من القضايا الحيوية المتعلقة بتطوير وتعزيز قطاع النقل واللوجستيات في الدول العربية.

ومن أبرز البنود التي ستُطرح في اجتماع المكتب، دراسة الأكاديمية حول إنشاء آلية عربية وقاعدة بيانات لدعم صناعة إصلاح وبناء السفن، ودراسة الاكاديمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع النقل واللوجستيات بالدول العربية. 

كما ستتناول الاجتماعات مشروع اتفاقية تنظيم إجراءات النقل البحري للركاب والبضائع بين الدول العربية، بالإضافة إلى ورقة العمل التي أعدتها الأكاديمية حول توحيد فترات القيادة والراحة لسائقي الشاحنات والحافلات، بما يعزز السلامة والأمان في قطاع النقل البري.

و سيشهد الاجتماع تكليف الأكاديمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ووزارة النقل المصرية لإعداد دراسة شاملة لمشروع تأسيس سلسلة إمداد للهيدروجين الأخضر، وهو مشروع يهدف إلى تعزيز دور النقل في التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.

إلى جانب ذلك، ستُطرح عدة مقترحات من المملكة العربية السعودية، تشمل بحث إمكانية إنشاء وكالة عربية خاصة للسلامة البحرية، وإنشاء مركز إقليمي لإدارة حركة السفن في مضيق باب المندب في البحر الأحمر.

كذلك سيتم مناقشة المسودة المعدلة لاتفاقية تبادل الإعفاء من الضرائب والرسوم الجمركية على نشاطات ومعدات النقل الجوي العربي، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون في قطاع الطيران المدني بين الدول العربية.

ويتضمن جدول الأعمال أيضاً دعم مقترح السعودية لإعادة ترشيح بعض الدول العربية لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة البحرية الدولية، بالإضافة إلى استعراض نتائج وتوصيات اللجنة الفنية المعنية بمتابعة وضع الاتفاقيات العربية في قطاع النقل بجميع أنماطه، تنفيذاً لقرارات القمة العربية.

ويعد الاجتماع منصة هامة لتعزيز التعاون العربي في مجالات النقل واللوجستيات، ودعم الجهود الرامية إلى تطوير البنية التحتية للنقل في المنطقة العربية، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية الأعضاء بما يخدم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ومن المقرر ان يرفع احتماع المكتب التنفيذى لمجلس وزراء النقل العرب توصياته الى اجتماع الدورة 37 لمجلس وزراء النقل العرب والمقرر عقدها يوم ١٣ نوفمبر، وذلك لاتخاذ ما يراه مناسبا فى هذا الشأن .

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: حروب الجيل الرابع تستهدف كل الدول والشعوب العربية
  • الدولة العربية الوحيدة التي لا تعاقب الزوج إذا قتل زوجته
  • 10 معلومات عن القمة العربية والإسلامية غير العادية بالرياض الإثنين المقبل
  • ٩٠يوماً لردع المخططات الإسرائيلية ضد الأونروا والدول العربية تضغط على أمريكا
  • الصحة العالمية: مصر من أولى الدول التي طبقت معايير منع ومكافحة العدوى
  • الأكاديمية العربية تستضيف الأسبوع المقبل الدورة 37 لمجلس وزراء النقل العرب
  • شبكة شركات عالمية تدعم الاحتلال.. كيف أثرت عليها المقاطعة؟
  • تأثير فوز ترامب على القضية الفلسطينية والعلاقات العربية
  • بفعل حملات المقاطعة.. تراجع أرباح شركة أمريكانا 54%
  • العراق يتصدر قائمة الدول المستوردة للمنتجات العربية المتعلقة بنشاط البناء