ملتقى فلسطين للرواية.. جائزة كنفاني لرواية عمرو حسين ودرع ليحيى يخلف
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
بدأ ملتقى فلسطين السادس للرواية العربية أمس الاثنين في متحف ياسر عرفات بمدينة رام الله في الضفة الغربية، الذي شمل إعلان أسماء الفائزين بجائزة ودرع الكاتب والصحفي الراحل غسان كنفاني.
ويتضمن برنامج الملتقى الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية ويمتد حتى 13 يوليو/تموز تنظيم 10 ندوات في رام الله ونابلس وبيرزيت وبيت لحم وجنين، بمشاركة ضيوف من اليمن والمغرب ومصر وتشاد والأردن وتونس وسلطنة عمان.
ملتقى فلسطين السادس للرواية العربية pic.twitter.com/xnM5qBUcnJ
— وزارة الثقافة الفلسطينية The Palestinian Ministry (@palestinemoc) July 9, 2023
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف "للمرة السادسة يتم تنظيم ملتقى الرواية العربية في فلسطين، وخلال السنوات الخمس الماضية وبشكل دوري ودون انقطاع يتم تنظيم هذا الملتقى بعد أن تم تحديد تاريخه بشكل دائم في ذكرى استشهاد غسان كنفاني رائد الرواية الفلسطينية وأحد أركان الكتابة السردية العربية في القرن العشرين".
وأضاف أن "مستقبل الرواية العربية مرتبط بالموضوع العربي وقضايا العرب المتعددة التي يصوغها واقع الأقطار المختلفة، وهو مرتبط بالفنيات والجماليات والتداخلات مع الأجناس المختلفة والعلاقات المتشابكة ثقافيا التي لا بد أن تجيب على السؤال الخالد حول الحاجة للسرد لمقدرته على تغطية نواقص كثيرة في وعينا ونمونا الثقافي".
احتفاء بالراحل أحمد عمر شاهينوأشار أبو سيف إلى أن الملتقى يحتفي هذا العام بالكاتب والمترجم الفلسطيني الراحل أحمد عمر شاهين، ابن مدينة يافا، حيث جرى تخصيص ندوة لمناقشة أعماله وكتاباته وفكره مثل "توائم الخوف"، "الآخرون"، "المندل".
وأردف قائلا إن شاهين كتب عن الخروج من يافا وعن الشوق لها، كما أعيدت طباعة روايته "بيت للرجم بيت للصلاة" (صدرت لأول مرة عام 1989) التي روى فيها ما شاهده بأم عينه من نكبة يافا عام 1948، وهو "تقليد نسعى كل عام لأن نحافظ عليه من أجل إثراء الذاكرة السردية وتعزيز التواصل بين الأجيال".
فوز "الديناصور" لعمرو حسينمن جانبه، أعلن الأديب الفلسطيني إبراهيم السعافين رئيس لجنة تحكيم جائزة غسان كنفاني للرواية العربية فوز الكاتب المصري عمرو حسين بالجائزة في دورتها الثانية عن رواية "الديناصور" الصادرة عن دار دون للنشر والتوزيع.
وقال السعافين إن "اللجنة ارتأت أن هذه الرواية تنهض على حركة محسوبة بين أصوات الرواة من خلال حبكة محكمة، وتعكس هموم العصر وقضاياه بنقلات سردية بسيطة وسلسة، ولغة مشبعة باستخداماتها الحية المتدفقة في عالم التلاقي والتباعد بين الأجيال المتعددة".
وأضاف "هي رواية متماسكة ممتعة، تقوم على تقابل بين عالمين قديم وجديد وجيلين وطريقتين في الرؤية، ونطل منها على ماض وحاضر، وعلى قضايا التغيير والتحول والتحقق وعدم التحقق في تجربة الحب التي لم تكتمل وربما لن تكتمل أبدا".
وكانت الجائزة ذهبت في دورتها الأولى العام الماضي للسوري المغيرة الهويدي عن رواية "قماش أسود" الصادرة عن منشورات تكوين.
درع كنفاني ليحيى يخلفوفي ختام الفعالية، أعلن رئيس اللجنة المنظمة للملتقى عبد السلام عطاري منح درع غسان كنفاني لعام 2023 للكاتب والروائي الفلسطيني يحيى يخلف.
وقال عطاري عن يحيى يخلف إنه "رجل كتب فعشق فاستحق منذ أن امتطى المهرة حكاية للريح، وكانت جديلة الصبايا كنخل البحيرة تطير، وعاصفة الغور غبار السنين ومتن اللغة، منذ أن شرع رمح القول في وجه المحتل، وسار بين أزقة الكفاح الشائكة المعتمة، ورمى خلف ظهره حلكة الليل، ورفع معاني الكلام من عمق أودية القهر والظلم والجهل والاستغلال، ليعطي قدحة تشعل الدرب نورا ونارا ومسارات للباحثين عن الحرية والخلاص".
وأردف "ثمة أفعال وأعمال سجلها وحاك بساطها المتين وخيوطها المتقنة كوجه الشمس التي لفحت جبهته يافعا في نجران، كحرارة الغور في جوف البحث عن صدى صوت البلاد القريب. القريب كصوت القلب حين يدق في جب الحب".
وأضاف: "هو الكثير، بما ظل من بداية اللجوء، والقليل مما ظل من يقين طلات غدنا القريب المشرق على قباب القدس، ومن صفحات ما كتب من قصص وروايات، وما ابتل من ماء السماء والبحيرة العتيقة والقرية المقيمة ما أقام الوجد في ذاكرته الحية، ووجه تلك المرأة الوردة، وليله الطويل، والتفاح الذي تعطرت به الوعر، والنهر استحم والبحيرة التي ما زالت تنتظر ابتسامة العاشق العتيق".
من جانبه، قال الروائي يحيى يخلف إن "هذه القامات تضيء مواضيع حول الأجناس الأدبية، وتنوع آليات السرد ومستقبل الرواية في ظل التحولات والمتغيرات، ومن خلال شهادات وتجارب روائية، وتداول الرواية التاريخية، وأدب المعتقلات بين الواقع والمتخيل، وعادات الكتابة الجديدة بما في ذلك مفهوم الهوية في الرواية العربية، وأنماط الكتابة الكلاسيكية، والأجناس الأدبية في الرواية العربية بين النقد والتجربة، وتنوع السرد في الرواية العربية في ظل التحولات الحياتية".
وتعقد ندوات الملتقى العشر في مركز خليل السكاكيني ومنتدى "شارك" الشبابي وجامعة فلسطين التقنية برام الله، وفي جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وفي مكتبة سراج في بيرزيت، وجامعة فلسطين التقنية-فرع العروب، والديوان الثقافي الساحوري ببيت لحم، وقاعة المحافظة في جنين، وفي قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بدء الاستعدادات لحفل إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية بأبوظبي.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأ منذ قليل، توافد الأدباء والكتاب ومجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025 وذلك بحضور الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة والدكتور على بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية والداعم للجائزة، والأدباء الست الذين ترشحوا القائمة القصيرة وهم أحمد فال الدين، وأزهر جرجيس، وتيسير خلف، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا ونادية النجار.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى بعد قليل في أبو ظبي.
وتضم لجنة تحكيم الجائزة كلا من منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم، وعضوية بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني؛ وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي؛ وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي؛ ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية، بالإضافة إلى ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، ومدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد.
التنوع الغني في الموضوعات
وقالت رئيسة لجنة التحكيم منى بيكر عن الروايات الست تميزت نصوص القائمة القصيرة لدورة 2026 من الجائزة العالمية للرواية العربية بالتنوع الغني في المواضيع، إلى جانب قيمتها الجمالية والمعرفية. فقد أخذنا بعضها إلى أعماق المجتمعات الدرزية في جبال لبنان وإلى سكان قرية نجع المناسي" في صعيد مصر، وعالم المكفوفين في الخليج كما سلطت الضوء على ماساة جيل ضائع من الشباب الذي عاش - ولا يزال يعيش - الواقع العراقي المرير. أما بعضها الآخر فقد عاد بنا إلى حقبات من التاريخ الديني والسياسي التي شهدت صراعات الحكم والسلطة، واتسمت بتعدد اللغات والمذاهب الدينية.
حياة حجة الإسلام الصوفي
وفي هذا السياق، تأتي رواية "دانشمند" للكاتب الموريتاني أحمد قال الدين كعمل روائي مبدع يستعرض مختلف مراحل حياة حجة الإسلام العالم الصوفي أبي حامد الغزالي، و دانشمند" هو لقبه بالفارسية وتعني المعلم. تتبعت الرواية حياة الغزالي الشخصية بأسلوب روائي ساحر وسرد ممتع بدءًا بطفولته ودراسته الأولى وانتهاء بتجربته مع السلطان والسلطة، ثم قراره بالرحيل إلى التصوّف واكتشاف الذات. وقد نجح المؤلف في نسج عالم متكامل وغني بشتى التفاصيل، عالم تحوّل فيه الإمام الغزالي من "شبح" في التاريخ إلى "كائن من لحم ودم".
البساطة وخفة الدم
أما "وادي الفراشات" للكاتب العراقي أزهر جرجيس فتتفوق في إيصال الواقع العراقي المرير للقارئ بأسلوب يتسم بالبساطة والمزاح المستحب وخفة الدم حتى في أحلك الظروف، مما يعطي الشخصيات بعدًا واقعيا ومأساويا في الوقت نفسه هي قصة حب بين عزيز وتمارا، حبّ ترهقه التحديات وتنتهي فصوله رغم محاولات مستمرة لتخطي العقبات.
وترمز "الفراشات" في العنوان إلى الجمال والهشاشة، وأيضا إلى الرغبة في التحليق حتى في أقسى الظروف.
الخيالات التاريخية
وفي الاتجاه ذاته نجد أن رواية "المسيح الأندلسي" للكاتب السوري تيسير خلف تجمع بين الخيال والأحداث التاريخية، مستندة إلى بحث عميق خلال فترة محاكم التفتيش واضطهاد المسلمين وإجبارهم على اعتناق المسيحية في الأندلس.
وتدور أحداثها حول رحلة الأندلسي عيسى (أو خيسوس) للبحث عن قاتل والدته، مرورًا ببلدان وقارات عدة، مع توثيق عدد كبير من الشخصيات والأحداث التاريخية المهمة.
ويتميز أسلوب الكتابة باستخدام الكثير من المصطلحات الشائعة في تلك الفترة واستهجاء الأسماء كما تم نسخها في الكتب التاريخية، مما يثري الرواية ويدعم مصداقية الأحداث المروية.
إنها رواية مشوقة يتردد صداها في ما نشهده اليوم من اضطهاد فئات مختلفة في فلسطين وأجزاء من العالم العربي نتيجة التطرف الديني والعرقي.
ميثاق النساء وتجربة امل
من ناحية أخرى، تبني الكاتبة اللبنانية حنين الصايغ شخصياتها الرئيسية بعناية وحرص في ميثاق النساء"، وتمنح للصوت النسائي حقه من خلال تجربة "أمل" في مجتمع درزي منغلق يفرض وصايته على النساء ويعتبر تعليمهن شيئاً من الرفاهية لا حقًا مشروعًا. نخوض مع أمل تحديات الزواج غير المبني على الحب والمعاملة الجنسية المهينة والحقن المجهري والأمومة المبكرة، ثم رحلة اكتشاف الهوية والقوة الداخلية لتغيير مسار حياتها. "ميثاق النساء" عمل مبدع، غير نمطي، يتميّز بقدر كبير من الصدق والشفافية.
وبالمثل نجد في رواية "صلاة القلق" للكاتب المصري محمد سمير ندا سردا يكشف عزل نجع المناسي" - وهي قرية في وسط صعيد مصر - عن العالم بعد انفجار غامض يرجح ارتباطه بمناورات عسكرية في المنطقة. يتفوق الكاتب في وصف مرحلة القمع والتمويه والتسلط والكذب التي سادت في فترة النكسة وتأثيرها العميق على جيل كامل كما نرى آثارها بشكل مركز في أحداث وشخصيات النجع الذي لا يصله من العالم الخارجي سوى ما يسمح به خليل الخوجة، ممثل السلطة. يقوم بسرد الرواية ثمانية أشخاص، يلقي كل منهم الضوء على المأساة التي يعيشها النجع الذي يرمز للبلد ككل من وجهة
نظر فريدة ومؤثرة.
أما على صعيد آخر، تأخذنا الكاتبة الإماراتية نادية النجار في ملمس الضوء" إلى عالم مبهر وجديد بالنسبة لمعظم قراءها، هو عالم المكفوفين، فنتابع "نورة"، بطلة الرواية، وهي تستكشف وتنمّي حواسها الأربع في غياب حاسة البصر خلال أصعب مراحل انتشار وباء كورونا وفرض الحجر الصحي. ومن خلال هذه الرحلة، نعيش مع نورة تفاصيل علاقتها المتوترة مع أمها وتطوّر علاقتها مع قريبها سيف الذي تستكشف معه تاريخ عائلتها من خلال مجموعة صور فوتوغرافية تركها جدها الذي كان شغوفا بالتصوير. ولا تقتصر رحلتنا مع نورة على استكشاف عالم المكفوفين وتاريخ عائلتها وإنما تمتد إلى استكشاف تاريخ دبي والبحرين ومنطقة الخليج عامة، مما يمنح هذه الرواية بعدًا تاريخيا وإنسانيا عميقًا. وبذلك يعد "ملمس الضوء" عملا أدبيا متميزا يتنقل بسلاسة بين الماضي والحاضر، بين تجربة فقدان البصر والقدرة على استكشاف الذات وبين التاريخ الشخصي والتاريخ الجماعي.
مختتنا قائلة :"وفي النهاية نجد أن هذه الروايات الست تتشارك في نزوعها نحو استكشاف الذات والهويّة، سواء كانت هذه الهوية دينية أو طائفية أو قومية ولتحدي الظلم بأشكاله المتعدّدة. وبذلك، فهي تقدّم لنا صورا مختلفة للواقع الذي نعيشه نحن كقراء، وفي الوقت نفسه تومئ إلى مستقبل أكثر عدلا يمكننا فيه أن نكسر جميع أنواع القيود التي تحد من حريتنا ونعيش فيه بسلام وكرامة".