عدن(عدن الغد)خاص:

أقام مجلس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين  صباح، اليوم الاثنين، في مقر النقابة الكائن بمديرية التواهي بالعاصمة عدن فعالية تأبين فقيد الصحافة الجنوبية الصحفي أحمد حسن عقربي.

وفي بداية حفل التأبين، الذي حضره عدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني وزملاء وأسرة ورفقاء ومحبي الفقيد، وقف الحاضرون دقيقة لقراءة الفاتحة على روح الفقيد العقربي.

وألقى نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عيدروس  باحشوان كلمة رحب في مستهلها بالجميع مترحما على روح الفقيد مشيدا بالأعمال الصحفية التي قدمها الفقيد طوال مسيرة حياته متنقلا بين الإدارة والتحرير الصحفي ونقل الحقائق والوقائع بكل مهنية ومصداقية وكذا في التدريب والتوجيه والإرشاد للصحفيين.. بالإضافة إلى عمله في الجانب الخيري.. كما تطرق باحشوان للكتابات المتنوعة ومواضيعه المختلفه التي تناولها الفقيد منها ما تم نشرها ومنها مالم تنشر بعد.. مشدداً على ضرورة جمع كل الأعمال وضمها في كتاب وفاءا وعرفانا لادواره الصحفية المختلفة.

من جانبه ترحم رئيس مجلس نقابة  الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فرع العاصمة عدن، عبدالكريم الشعبي، على روح الفقيد العقربي مشيراً إلى أن الفقد لا يحب الخوض في المشاكل حريصاً على ايصال رسالته الإعلامية السامية، التي تخدم المواطنين.

والقيت العديد من الكلمات من قبل الحاضرين ترحموا من خلالها على روح الفقيد مشيدين بنشاطه الصحفي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مختلف مناطق الجنوب و دوره الهام في إبراز التراث والموروث الشعبي من خلال كتاباته الصحفية المتنوعة.

وأشاروا إلى أن الفقيد سخر قلمه لخدمة المجتمع من خلال تناولاته للمواضيع التي تهم المواطنين كما كان أبا ناصحاً موجها للكثير من الصحفيين وهناك من تتلمذ على يده واصبحوا لامعين.

وأكدوا" أن الوسط الصحفي الجنوبي خسر خسارة كبيرة برحيل أحد أعمدة الصحافة وأن الوفاء للفقيد الراحل يكمن في السير على خطاه، الذي كان محبا وصادقا ومتسامحا مع الجميع لا يعرف المكر أو التنكر.

واوصى الحاضرون في الفعالية إلى تجميع أعمال الفقيد العقربي المنشورة أو التي لم تر النور وضمها في كتاب وفاءا لادواره الصحفية المختلفة.

والقى صقر أحمد العقربي "نجل الفقيد"، كلمة مرحبا بالمشاركين في حفل التأبين شاكرا اللواء القائد عيدروس الزُبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي و الاستاذ أحمد لملس وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، و الاستاذ عيدروس باحشوان رئيس نقابة الصحفيين و الاعلاميين الجنوبيين فرع العاصمة عدن، على وقوفهم ودعمهم للفقيد في مرضه و أثناء موته.

وفي ختام حفل التأبين كرم مجلس نقابة الاعلاميين والصحفيين الجنوبيين أسرة الفقيد أحمد حسن العقربي بشهادة التميز والإبداع نظير أعماله وادواره الصحفية خلال مسيرة حياته.


*من عبدالسلام الجلال

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الصحفیین والإعلامیین الجنوبیین

إقرأ أيضاً:

بين الصحافة والسياسة

aloomar@gmail.com

بين الصحافة والسياسة جدارٌ من ورق. هناك صحافيون يمارسون المهنة بقناعات سياسية محددة بل انطلاقاً من انتماءات حزبية . لكن حتى الصحافي المنشغل مهنيا بمتابعة الشؤون السياسية يجد نفسه متورطا في السياسة. حتى ولو لم يلج المعترك السياسي إذ يجد نفسه قسرا مصنفاً سياسياً من قبل قراء غالباً أو ربما ساسة أحياناً. هذا التصنيف لا يعتمد بالضرورة على رؤاه الفكرية أو مواقفه المهنية. فغالبية التصنيفات تحملها أهواء تتراوح مصادرها بين التمجيد والتبخيس. لذلك قد تجد صحافيين انزلقوا إلى المعترك السياسي رد فعل لتصنيف ٍ ، بغض النظر عن كونه عادلاً أو ظالماً. في بعض هذه الحالات نخسر صحافياً ولا نربح سياسياً. في المقابل ثمة نشطاء سياسيون اقتحموا بلاط الصحافة في سياق شهواتهم للسلطة .ألا يصفون الصحافة بالسلطة الرابعة ؟حتى ولو كان في بلد لا توجد فيه غير سلطة واحدة؟! في مثل هذه الحالات لا نكسب صحافياً ولا نخسر سياسياً.
*****
تلك الحالات لاتتفي وجود صحافيين يغريهم بريق السلطة فيكسرون أقلامهم من أجل المناصب. رغم وجود صحافيين يكرسون أنفسهم من أجل خدمة الساسة إلا ان التكسب ليس غاية كل أولئك . فالتكسب المهني حرفة من ليس له أخلاقيات المهنة أو دافعه غايات سياسية وطنية . فبالاضافة إلى الصحافين المنشغلين بما يعرّف مهنيا بالصحافة السياسية ،يجرف التكسب بعضاً من صالات الصحافة الفنية -مثلا،- أو ميادين الرياضية . هذه الهجرة تعرّي كم هو ذلك الجدار الفاصل بين السياسة والصحافة سهل الاختراق. بل هو عند البعض جدار ٌوهمي. مثل هؤلاء المتكسبين أجهضوا حقوق رجال بذلوا بالتزامهم المهني عرقاً لا يقل غزارةً عن حبرهم وتحملوا كلفة تزيد من نبالة مواقفهم. من هؤلاء من أثبت للصحافة هيبة (السلطة الرابعة). منهم من رفع قلمه في وجه إغراءات المناصب .منهم من مارس السلطة بعقلية الصحافي فما احتملوا السلطة إو ضاق بهم محترفو المناصب.
*****
لعل محمد حسنين هيكل لا يجسد فقط أبرز الصحافيين العرب .بل هو كذلك أفضل من يمثل من استمسك بتعظيم القلم على المنصب . كماهو خير شاهد على عدم احتمال الصحافي البقاء في السلطة وضيق أهل السلطة بالصحافي .أبعد من ذلك ربما هيكل نفسه أحسن من كتب عن (العلاقة بين الصحافة والسياسة) في كتاب ممتع بهذا العنوان استعرض فيه سيرته المهنية. هيكل مزج بين الصحافة و السياسة في واحدة من أكثر تجليات تلك العلاقة وضوحاً و تأثيراً .لكأن صحيفة الاهرام كانت على أيامه إحدى مؤسسات رئاسة الدولة النافذة. لكنه في الوقت نفسه حافظ مهنياً على الجدار الفاصل بين الصحافة والسياسة على قدر ما حافظ على النأي بالاهرام من مأسسسةالدولة. رغم اعترافه في كتابه بأنها العلاقة الأكثر تعقيدا.هيكل عقّد تلك العلاقة على نحوٍ شكّل عقدة لكل من السادات ومبارك مثلما هو أيقونة في الصحافة المصرية استحال إعادة نسجها ممن حاولوا من مجايليه أو ممن مظاهيريه.
*****
لعل طارق عزيز يتميز بتألقه في السياسة أكثر من رصيده في الصحافة . رغم أنها هي منصة انطلاقته الأولى .فمن رئاسة تحرير (الثورة)الناطقة باسم حزب البعث صعد طارق عزيز وزيرا للاعلام ثم وزيرا للخارجية فغدا الناطق باسم العراق كله في جميع المنحنيات التاريخية إبان رئاسة صدام حسين خاصة سني حرب إيران وحرب الكويت .هو مجسد مواقف سيده المنافح وصوت سيده الفصيح لكنه وضع على لقاءاته الدبلوماسية والصحافية لمسات من ذاتيته الأنيقة المتعجرفة حتى لكأنه نسخة من شخصية رئيسه.
*****
مثل هيكل نال ونستون تشرشل شهرة على أعتاب الحياة مراسلا حربيا إذ تم تكليفه من قبل ( ديلي غرافيك )لتغطية صراع كوبا من أجل الاستقلال قبيل سفره إلى الجزيرة الكاريبية.كذلك حصل على تكليف من(مورننيغ بوست )بينما كان في مهمة في السودان ضمن جيش كيتشنر هازم الثورة المهدية.عقب عودته،كتب مؤلفه (حرب النهر) ليكتسب اهمية كأحد المراجع لتلك الحرب الاستعمارية. ثم اتجه تشرشل إلى جبهات التنافس السياسي فقاد بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية رئيسا للوزراء . هو لم يتألق فقط رجل دولة بل ظل يمارس الكتابة الصحافية مما جعله الكاتب الأعلى أجرا.
*****
في سياق الاستعادة لا يمكن تخطي يفغيني بريماكوف فهو رجل لا شبيه له في شرق اوربا.هو نسخة (سوفياتية) انسانية إذ ولد في اوكرانيا ثم تفتحت طفولته في جورجيا قبل الانتقال إلى روسيا يلتحق بجامعات ومعاهد موسكو. هوصحافي محترف في منصات واجهزة اعلامية متعددة.من ادارة القسم العربي في هيئة الاذاعة انطلق بريماكوف مراسلا ثم محررا قبل رئاسة القسم .من الصحافة المسموعة انتقل إلى المكتوبة في جريدة(برافدا) فتدرج كذلك فيها حتى اصبح مراسلا لها في الشرق الاوسط متخذاً من القاهرة مقرا دائما. في هذه المهمة امسى بريماكوف صحافيا معروفا على نطاق عالمي كما محاور اً. مألوفا لدى عدد غير قليل من الرؤوساء والسياسيين والقراء العرب.على صعيد الدولة شغل العديد من المناصب بينها رئاسة المخابرات الخارجية،رئاسة وفود بعثات روسية خارجيةقبل شغله منصب وزير الخارجية في ١٩٩٦ ثم رئاسة الحكومةبعد عامين.
*****
تيارات الهجرة من الصحافة إلى السياسة حملت العديد من الوجوه كماهي
في الاتجاه المعاكس .لكن كثيراً من الطحالب و العناكب غرقت بين الضفتين فذهبت كزبد البحر. لأن من طبع هؤلاء غزل خيوط في لزاجة بيوت العنكبوت بالكذب و التزلف والرياء على أي الضفتين وجدوا. غالبيتهم حاولوا العبور بوهم سهولة اختراق جدار الورق الفاصل بين الصحافة والسياسة.فامسوا فصيلا من المنبتين. الأنظمة الشمولية تهيء مواسم لتكاثر مثل هذه المخلوقات.

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • بين الصحافة والسياسة
  • اليوم.. انعقاد مؤتمر الإعلان عن مشروع “ذاكرة الصحافة المصرية” بـ"الصحفيين"
  • احتفالاً بذكرى الثورة السورية… جامعة حلب تقيم فعالية ثقافية متنوعة
  • غدا.. "الصحفيين" تكشف سر اكتشاف مخطوط نادر يعود للقرن الـ19
  • فهد البطل الحلقة 14.. رحمة محسن تحيي فرح أحمد العوضي وميرنا نور الدين
  • شبكة "حماية الصحفيين" تحمل الحوثيين مسؤولية اختفاء الصحفي أحمد عوضة
  • فريقا الصماد والقوبري يتأهلان إلى نصف نهائي بطولة الفقيد فايع للكرة الطائرة
  • عيدروس الزبيدي يزور المهرة بموكب مدرع وبشكل استعراضي وآليات عسكرية مد البصر لتأمينه .. فهل يشعر بالخوف ام يتعمد استفزاز الجنوبيين .
  • الصحفية الرياضية ميمي محمد: النساء بإمكانهن تحقيق النجاحات في كل المجالات
  • أحمد هارون: الانسحاب من العلاقات التي تسبب الاستنزاف العاطفي ليس ضعفًا بل قوة وحكمة