الجزيرة:
2025-03-31@09:42:11 GMT

ناشونال إنترست: هل تتجه إثيوبيا وإريتريا لحرب أخرى؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

ناشونال إنترست: هل تتجه إثيوبيا وإريتريا لحرب أخرى؟

حذرت مجلة "ناشونال إنترست" في مقال من أن هناك مؤشرات تدل على أن إثيوبيا وإريتريا تستعدان لحرب بين الدولتين الجارتين الواقعتين في منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في المقال الذي كتبه الباحث في برنامج دراسات الأمن الدولي بجامعة ييل الأميركية، غويتوم جبريلويل، أن من بين تلك المؤشرات تدفق شحنات الأسلحة من الإمارات والطائرات المسيرة من تركيا على إثيوبيا، كما أن هناك تقارير تفيد بأن إثيوبيا وإريتريا كلتيهما تعملان على زيادة حشد قواتهما على جانبي الحدود.

واعتبر الكاتب أن أي تصعيد متبادل بين الدولتين ووجود ثقافة "إستراتيجية" تنطوي على ارتياب عميق قد تدفع أحد الطرفين إلى توجيه ضربة استباقية تتحول إلى حرب شاملة.

اتفاق السلام مع التيغراي

واستعرضت ناشونال إنترست -وهي مجلة أميركية نصف شهرية متخصصة في الشؤون الخارجية- الأوضاع في إثيوبيا عقب توقيع الحكومة الفدرالية في أديس أبابا وجبهة تيغراي على اتفاق للسلام العام الماضي في بريتوريا بجنوب أفريقيا أدى إلى توقف القتال في شمال إثيوبيا.

وكانت الوظيفة الأساسية لذلك الاتفاق -برأي جبريلوتيل- تتمثل في تغيير نمط التحالفات الإستراتيجية في القرن الأفريقي، وتمهيد الطريق لحرب جديدة. وقد لعبت تلك التحالفات دورا محوريا في الإعداد للحرب الأهلية الإثيوبية منذ البداية.

وقال الباحث في مجال الأمن الدولي إن إحدى المهام الأولى التي اضطلع بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عندما تسنم السلطة في عام 2018 هي تحقيق السلام مع إريتريا والعديد من جماعات المعارضة المحلية.

تحالف إقليمي

لكن آبي أحمد كان منشغلا في واقع الأمر بإقامة تحالف إقليمي لترسيخ نموذج قومي استبدادي في جميع أنحاء منطقة القرن الأفريقي، فكان أن تحالف محليا مع القوميين الإثيوبيين ونظرائهم من عرقية الأمهرا، وعلى المستوى الإقليمي مع الرئيسين الصومالي محمد عبد الله فرماجو والإريتري أسياس أفورقي، وبلغت ذروة محاولاته بتوقيع الاتفاق الثلاثي في سبتمبر/أيلول 2018.

وزعم جبريلوتيل في مقاله أن الهدف الأساسي لتلك التحالفات هو التعاون في شن حرب ضد القوميات العرقية الأخرى في المنطقة، مثل الأورومو ومن بعدها ضد إقليم تيغراي حيث لعب إقليم أمهرة الإثيوبي ودولة إريتريا دورا حاسما في المجهود الحربي.

وبعد 4 سنوات -من الحرب في أقاليم أوروميا وبني شنقول وتيغراي، بات واضحا أن محاولات آبي أحمد للقضاء على القومية العرقية في بلاده قد باءت بالفشل، وأوشك اقتصادها على الانهيار.

وإزاء ذلك، عقد آبي أحمد سلاما -وصفه مقال ناشونال إنترست بأنه كان تكتيكيا- مع جماعات المعارضة الأورومية وجبهة تحرير تيغراي.

تراجع عن كل الوعود

وعلى الرغم من أن تلك المصالحات لم تكن صادقة -حسب المقال- فإنها انطوت على تراجع رئيس الوزراء الإثيوبي عن جميع الوعود التي قدمها لإريتريا والأمهرة والقوميين من أبناء وطنه.

ويمضي جبريلوتيل إلى القول إن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لم يصرح علنا بمعارضته لاتفاق بريتوريا، إلا أنه سعى إلى تقويضه وإضعاف حكومة آبي أحمد من خلال مواصلة احتلاله لجزء كبير من إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا.

ويضيف في مقاله أن آبي أحمد لم يرد حتى وقت قريب علنا على تدخلات إريتريا في الشؤون الداخلية لإثيوبيا وانتهاكه لسيادتها.

منفذ على البحر الأحمر

غير أن الحكومة الإثيوبية أقدمت في الآونة الأخيرة على تحريض شعبها لاستعادة ما يسميه آبي أحمد "حق إثيوبيا التاريخي والطبيعي" في منفذ على البحر الأحمر.

وبالإضافة إلى الأفلام الوثائقية والبيانات العامة التي تروج لرسالة مفادها أن إثيوبيا محرومة من حقها غير القابل للتصرف في منفذ بحري، فقد أقيم عرض عسكري في أديس أبابا مؤخرا حيث كان الجنود يهتفون "البحر لنا، والسفينة لنا".

ويعتقد جبريلوتيل أن خطاب آبي أحمد "الوحدوي" ليس مجرد رد على "استفزازات أفورقي الأخيرة، بل يعد جزءا من حنين إلى ماضي الإمبراطورية الإثيوبية البعيد"، الذي يراه نموذجا يجب الاقتداء به في الوقت الحاضر.

ومع ذلك، فإن الكاتب يرى أن هناك عدة عوامل قد تمنع إثيوبيا وإريتريا من تصعيد الصراع بينهما إلى حرب واسعة النطاق، من بينها أن الجيش الإثيوبي غارق في وحل إقليم أوروميا، ولا يزال يتعافى من حربه في تيغراي.

كما أن الجيش الإريتري فقد الكثير من جنوده في الحرب الأخيرة مع إثيوبيا، ومن غير المرجح أنه يرغب في مواجهة جيش إثيوبي يتمتع بموارد جيدة تحت إمرة قادة متمرسين من تيغراي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: آبی أحمد

إقرأ أيضاً:

تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يبدو أن المشهد السياسي في تركيا يزداد قتامة، وفقًا لآراء خبراء أتراك، وذلك بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، وقمع الاحتجاجات، والاعتقالات المستمرة للصحفيين والمحامين. هذه التطورات تعزز المخاوف من أن تركيا تتجه نحو مرحلة أكثر استبدادية.
تصعيد متواصل ضد المعارضة
ترى بيجوم أوزون، العالمة السياسية التركية والمحاضرة في جامعة MEF في إسطنبول، أن "ما نشهده اليوم هو تعبير عن الغضب المبرر لجيل الشباب، الذي سُرق منه مستقبله بسبب السلطوية المستمرة والفقر المتزايد."
الاحتجاجات في تركيا ليست ظاهرة جديدة، فخلال السنوات الأخيرة، شهدت البلاد العديد من المحطات المفصلية التي فاجأت الكثيرين، لكنها لم تصدمهم تمامًا.

 ومع تآكل سيادة القانون بشكل متزايد، أصبح المواطنون معتادين على الأوضاع، حتى يصل الأمر إلى نقطة يظنون فيها أنه لا يمكن أن يزداد سوءًا، لكنه يفعل.


اعتقال إمام أوغلو.. خطوة غير مسبوقة


يعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أحدث مثال على التحركات السلطوية المتزايدة. إمام أوغلو، الذي كان يُنظر إليه كأحد أبرز المنافسين المحتملين للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أصبح الآن في قلب العاصفة السياسية.

 يقول بيرك إيسن، الباحث في العلوم السياسية بجامعة صابانجي، إن "ما يقوم به النظام ضد أكرم إمام أوغلو يتجاوز كل ما شهدناه من قبل". ويضيف أن هناك "تصعيدًا استبداديًا غير مسبوق"، وأن ما يحدث اليوم يمثل "بُعدًا جديدًا للقمع"، حتى بالمقارنة مع الاعتقالات السابقة للصحفيين والأكاديميين.


هل يخشى أردوغان مواجهة انتخابية مع إمام أوغلو؟


يعتقد كثيرون أن اعتقال إمام أوغلو لم يكن مصادفة، بل خطوة محسوبة من أردوغان، الذي أدرك أنه قد لا يتمكن من الفوز في الانتخابات القادمة بالوسائل الديمقراطية التقليدية.


يقول إيسن: "أردوغان فهم أنه لا يستطيع هزيمة إمام أوغلو في انتخابات نزيهة، ولذلك أراد التحرك قبل أن تتفاقم المنافسة الانتخابية."

 ويشير إلى أن تركيا لم تعد "نظامًا استبداديًا تنافسيًا"، حيث لا يزال بإمكان المعارضة تحقيق انتصارات انتخابية، بل تحولت إلى نظام "استبدادي هيمني"، يشبه روسيا أو فنزويلا، حيث يبدو التغيير السياسي شبه مستحيل.


إمام أوغلو أثبت سابقًا أنه من الممكن الفوز ديمقراطيًا في تركيا رغم العراقيل، حيث انتصر في انتخابات ٢٠١٩ على مرشح حزب العدالة والتنمية، الذي كان يسيطر على إسطنبول لمدة ٢٥ عامًا. 


هل يسعى أردوغان للبقاء في السلطة إلى ما بعد ٢٠٢٨؟


تنص الدستور التركي حاليًا على أن أردوغان لا يمكنه الترشح مجددًا في ٢٠٢٨، لكن العديد من المراقبين يعتقدون أنه قد يسعى لتعديل القوانين للبقاء في السلطة.


يقول إيسن: "هو وأنصاره يريدون بقاءه في الحكم، وهو يشكل نظامه وفقًا لذلك." ولا توجد أي مؤشرات على أن حزب العدالة والتنمية يبحث عن خليفة محتمل له.


هل كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر؟


يعتقد بعض المراقبين أن اعتقال إمام أوغلو قد يؤدي إلى تعبئة جماهيرية واسعة ضده.

 يقول مراد كوينجو، المستشار السابق لإمام أوغلو: "أردوغان شخص انتقامي، يحتفظ بالأحقاد ضد كثيرين، وإذا قمت بإزعاجه أو فضحه، فسوف يعود إليك لاحقًا. لقد فعل ذلك مع كثيرين من قبل، والآن جاء دور إمام أوغلو."


في ٣١ مارس ٢٠٢٤، فاز حزب الشعب الجمهوري (CHP) في الانتخابات المحلية، ليصبح القوة السياسية الأكبر في تركيا للمرة الأولى منذ عام ١٩٧٧، ويُنسب هذا النجاح بشكل كبير إلى إمام أوغلو.


مستقبل قاتم.. هل يتجه القمع نحو مزيد من التصعيد؟


يرى كوينجو أن الأمور ستزداد سوءًا: "نحن فقط في البداية. ستأتي موجات أخرى من الاعتقالات. سنشهد مزيدًا من القمع، وهجرة أكبر للشباب المتعلمين إلى الخارج."


كما تتفق سيرين سيلفين كوركماز، مديرة معهد البحوث السياسية في إسطنبول، مع هذا التقييم، وتقول: "الأنظمة السلطوية إما أن تصلح نفسها أو تزيد من القمع. وأردوغان اختار الطريق الثاني."


وتشير إلى أن القمع السياسي مستمر منذ سنوات، حيث لا يزال السياسي الكردي البارز صلاح الدين دميرتاش في السجن منذ ٢٠١٦. وتضيف: "هذا نظام يمنع أو يقصي نجومه السياسيين الساطعين. ومن المحتمل أن تستمر هذه السياسة في المستقبل."


خاتمة.. إلى أين تتجه تركيا؟
 

في ظل استمرار حملات القمع ضد المعارضة واعتقال الشخصيات السياسية البارزة، يبدو أن تركيا تتجه نحو مرحلة جديدة من السلطوية، حيث لم تعد المنافسة الانتخابية تمثل تهديدًا حقيقيًا للحكم.


مع تصاعد الاعتقالات وتكميم الأفواه، يتساءل المراقبون: هل تبقى أي فرصة لعودة الديمقراطية إلى تركيا، أم أن البلاد ستنضم إلى قائمة الأنظمة الاستبدادية الراسخة؟
 

مقالات مشابهة

  • السبكي يتفقد المنشآت الطبية بمحافظات إقليم القناة للاطمئنان على سير العمل
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 660 سلة غذائية في إقليم الخروب ومنطقة عرمون في لبنان
  • بريطانيا تتجه لشراء مقاتلات "إف-35" الأمريكية بدلًا من "يوروفايتر تايفون"
  • وثيقة سرية تكشف رؤية ترامب للاستعداد لحرب محتملة مع الصين
  • تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟
  • جامعة هارفارد الأمريكية تقيل مسؤولاً بسبب مواقفه الرافضة لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • استراتيجية تفاوضية.. باحثة في الشأن الافريقي تستبعد اندلاع حرب بين إثيوبيا وإريتريا
  • رئيسة وزراء الدنمارك تزور إقليم غرينلاند
  • إقليم كوردستان يعلن يوم غد الأحد أول ايام عيد الفطر
  • بعد حرب مروّعة .. إثيوبيا: ارتفاع حاد في معدلات الإيدز