لماذا يتزايد إحجام الرجال عن الزواج في العالم؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يقول خبراء في العلاقات الاجتماعية إن كثيراً من النساء بحثن عن علاقات طويلة الأمد مع رجال دون جدوى
يقول خبراء في العلاقات الاجتماعية وعلماء نفس إن إحجام الرجال عن الزواج أصبح أمراً متزايداً في الولايات المتحدة بشكل خاص وفي أوروبا وحول العالم بشكل عام.
مختارات دراسة تتنبأ بنُذر لموعد الطلاق قبل ثلاثة أشهر على الاقل! الخيانة الزوجية سبب أم نتيجة لفشل العلاقة؟ لماذا تقدم النساء على الطلاق أكثر من الرجال؟الرجال يحذرون بعضهم!
وحذر خبراء في العلاقات الاجتماعية وعلماء نفس من تزايد هذا التيار الرافض للزواج بين الرجال والذي بدأ ينتشر حول العالم، الأمر الذي يؤدي لانخفاض أعداد الأطفال وتراجع عدد الأسر.
وقال براد ويلكوكس من معهد الدراسات الأسرية، والذي يستعد لطرح كتاب بعنوان "الزواج: لماذا يجب على الأميركيين تحدي النخب، وتشكيل أسر قوية، وإنقاذ الحضارة" إن الكثير من الأمريكيين - وخصوصاً من الرجال - لم يعد لديهم الرغبة في الارتباط طويل الأمد وتكوين أسر وتربية أطفال.
وتقول آنا لويز سوزمان خبيرة العلاقات الاجتماعية والمواعدة إن عدداً متزايداً من الرجال أصبحوا ينصحون - بل ويحذرون - بعضهم البعض من الإقدام على الزواج وأن هذا الأمر منتشر بشكل أكبر بين الرجال عنه بين النساء. وأضافت أن السيدات في الوقت الحالي قد يخضن تجارب طويلة من المواعيد والتعرف على الرجال دون أن ينتهي بهن الأمر إلى الزواج وتكوين أسرة.
تجميد البويضات انتظاراً للشخص المناسب
وقالت عالمة الإنثروبولوجيا في جامعة ييل إن النساء المتعلمات بدأت يتجهن إلى تجميد بويضاتهن لأنهن غير قادرات على العثور على شريك مناسب، مشيرة إلى وجود فجوة كبيرة بين عدد النساء والرجال الحاصلين على تعليم جامعي لصالح النساء، بل إن بعضهن قمن بإزالة درجة الدكتوراة من ملفهن الشخصي في تطبيقات المواعدة لإفساح المجال أمام عدد أكبر من الشركاء المحتملين الذي قد يرون أن سيدة بهذه المؤهلات ربما تكون أكبر في السن.
قالت خبيرة علاقات اجتماعية إن النساء المتعلمات بدأت يتجهن إلى تجميد بويضاتهن لأنهن غير قادرات على العثور على شريك مناسب
في أواخر تسعينيات القرن العشرين، أجرى عالما الاجتماع كاثرين إدين وماريا كيفالاس مقابلات مع 162 من الأمهات العازبات ذوات الدخل المنخفض في عدة مدن أمريكية لفهم سبب إنجاب أطفال دون زواج، وأفادت الدراسة أنه "نادراً ما كان المال السبب الرئيسي في ذلك"، وأن الكثير من الرجال يريدون من يستمع إليهم دون التقيد بواجبات رب الأسرة.
أضافت الدراسة أن عدداً غير قليل من النساء العازبات تركن شركاءهن بسبب تعاطي الرجل للمخدرات أو إمانه على الكحول أو كان لديه سلوكاً إجرامياً وما يترتب على ذلك من سجن، أضافة للخيانة المتكررة والعنف الجسدي.
وقالت سوزمان في مقال نُشر بصحيفة نيويورك تايمز إن نساء حاولن الدخول في علاقات لكن الرجل كان يختفي بعد عدة مواعدات دون سابق إنذار: "هناك نساء يحاولن فقط إنجاح الأمر، لكن كثير من الرجال ليسوا مستعدين أو لا يهتمون في الأغلب."
ووجد دانيال كوكس، وهو زميل بارز في معهد أمريكان إنتربرايز الذي أجرى مؤخراً استطلاعاً لأكثر من 5000 أمريكي حول المواعدة والعلاقات، أن ما يقرب من نصف النساء الحاصلات على تعليم جامعي واجهن صعوبة في العثور على شخص يلبي توقعاتهن، مقابل ثلث الرجال.
وقال إن المقابلات المتعمقة مع الأشخاص محل الدراسة كشفت أنه بحلول الوقت الذي يبدأ فيه الرجال في مواعدة النساء أو البحث عن شريكة حياة، يكونون "محدودين نسبيا في قدرتهم واستعدادهم ليكونوا حاضرين عاطفيا ومتاحين بشكل كامل".
مخاوف الرجال
لكن على الجانب الآخر، يقول ويليام يوليوس ويلسون خبير العلاقات الاجتماعية إن عدداً غير قليل من الرجال يشكون من النساء اللواتي يصعب إرضاؤهن أو ممن لديهن متطلبات عالية ومرهقة للغاية فيما يقدمن أقل القليل للرجل.
بيد أنه أشار إلى أن هناك ما يعرف باسم انجراف الذكور male drift وهي الحالة التي لا يسيطر فيها الرجل على حياته بشكل جيد فيبتعد عن الدراسة او يتسرب من قيود العمل او يفشل في العناية بصحته وهي أمور قد تمثل عوامل طرد للنساء الراغبات في الارتباط.
يقول خبراء إن عدداً متزايداً من الرجال يخشون بشدة من عواقب الطلاق سواء فقدان الثروة أو فقدان الأطفال
وتقول سيلفيا سميث خبيرة العلاقات الاجتماعية أن أحد أهم أسباب إحجام الرجال عن الزواج هو الخوف من فقدان الحرية رغم حبهم للطرف الآخر أو من فقدان القدرة على اتخاذ القرارات بحرية فيما يتعلق بجميع جوانب حياتهم، بحسب موقع "ماريج.كوم".
وتضيف سميث أن أكثر من يجعل الرجال وخصوصا في الغرب يحجمون عن الزواج هي الخسائر التي يتعرضون لها عند الطلاق سواء من ناحية المال او من ناحية فقدان الأولاد .
وتقول سميث إنها تحدثت مع أشخاص أكدوا لها عدم استعدادهم تقاسم ثروة تعبوا في تكوينها مع شريك حياة قرر في لحظة أنه لا يريد الاستمرار وأنه يريد نصف هذه الثروة، حتى أن أحدهم قال لها: "ليس لدي أي رغبة في إقحام الدولة في علاقتي العاطفية لمجرد تسليم شخص ما أداة لتدمير حياتي."
وتضيف سميث أن بعض الرجال لا يكون لديهم الرغبة في تقديم التضحيات للطرف الآخر لانجاح العلاقة، فيما يتطلب استمرار علاقة الزواج التضحية والاخلاص والوفاء بين الطرفين، كما أنهم قد لا يكونون راغبين في إجراء أي تعديلات جوهرية على نمط حياتهم من أجل شخص آخر.
عماد حسن
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الزواج العلاقات الاجتماعية الرجال النساء الطلاق قوانين الأسرة تجميد البويضات الأطفال العلاقات الأسرية دويتشه فيله الزواج العلاقات الاجتماعية الرجال النساء الطلاق قوانين الأسرة تجميد البويضات الأطفال العلاقات الأسرية دويتشه فيله العلاقات الاجتماعیة الرجال عن عن الزواج من الرجال
إقرأ أيضاً:
22 أبريل.. لماذا نحتفل بيوم الأرض؟ .. كارثة التسرب النفطي السر وراء انطلاق الحدث.. الأمم المتحدة تدعو لاقتصاد أكير استدامة.. هذه أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"يفقد العالم 10 ملايين هكتار (أكبر من مساحة دولة آيسلندا) من الغابات سنويا"، إذا كنت واحدا ممن لا يعرفون حتى الآن أسباب خسارة تلك المساحات سنويًا.. فانت مدعو معنا للتعرف على أهمية الاحتفال بـ"يوم الأرض"، وهو الحدث العالمي الذي يحييه الملايين حول العالم من أجل إنقاذ كوكب الأرض من الهدر المستمر لموارده نتيجة للتغيرات المناخية التي أصبحت كابوسًا يهدد الحياة على كوكبنا "الأرض".
يوم الأرض.. متى ولماذا نحتفل بهذا اليوم في 22 أبريل؟ظهرت فكرة الاحتفال بيوم الأرض في 1969، في أعقاب كارثة التسرب النفطي في قناة سانتا باربارا عام 1969، والذي تسبب في مقتل أكثر من 10000 من الطيور البحرية والدلافين والفقمات وأسود البحر، ومن هنا انطلقت دعوات نشطاء البيئة لضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات من أجل تشكيل التنظيم البيئي، ونشر التعليم البيئي، وإقامة يوم الأرض، وذلك بمثابة رد فعل على هذه الكارثة.
وفي عام 1970، انطلقت فكرة "يوم الأرض" بمبادرة من السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون، الذي استلهمها من مشاهد التلوث النفطي المروع قبالة سواحل كاليفورنيا، وعندما عاد إلى واشنطن، قدّم مشروع قانون لجعل يوم 22 أبريل من كل عام عيداً قومياً للاحتفال بكوكب الأرض.
تلك المبادرة من السيناتور الأمريكي لاقت ترحيبا كبيرا حيث شهد أول احتفال بيوم أرض مشاركة نحو 20 مليون شخص خرجوا إلى شوارع المدن الكبرى في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ومع مرور السنوات، تحول هذا الحدث إلى حركة عالمية، فبحلول عام 1990، شارك فيه أكثر من مليار شخص من حوالي 200 دولة؛ مما أدى إلى تأسيس منظمات دولية ضمّت 141 دولة لتعزيز الاهتمام بالبيئة.
وفي عام 1997، اعترف قادة العالم، خلال اجتماعهم في كيوتو باليابان، بأن أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري هو استمرار انبعاثات الكربون الناتجة عن استهلاك الوقود الأحفوري، مؤكدين ضرورة التصدّي لتلك الانبعاثات المضرّة بكوكب الأرض.
أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بـ"يوم الأرض":1970: أُقيم أول يوم للأرض في الولايات المتحدة في 22 أبريل حيث أسس السيناتور الأمريكي جايلورد نيلسون هذه الحملة بعد أن شهد تسربًا نفطيًا.
1990: شارك 200 مليون شخص في 141 دولة في احتفالات يوم الأرض، وأصبحت القضايا البيئية عالمية.2000: طالبت 184 دولة ومئات الملايين من الناس باتخاذ إجراءات بشأن الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة.2010: أُطلقت حملة "مليار مبادرة خضراء".2015: اختارت الأمم المتحدة يوم الأرض يومًا لتوقيع اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.2020: احتفلت حملة 2020 بمرور 50 عامًا على العمل المناخي العالمي، بمشاركة مليار شخص حول العالالاحتفال بـ"يوم الأرض" 2025
يركز الاحتفال بـ"يوم الأرض" في عام 2025 على ضرورة التحوّل إلى اقتصاد أكثر استدامة، والتوسع في المشروعات الخضراء التي تحافظ على البيئة في المقام الأول جنبًا إلى جنب مع التطور الصناعي والتنمية المستدامة، مثل مشروعات الطاقة المتجددة، نتيجة الانخفاض الكبير في تكلفة تصنيع الألواح الشمسية، فقد انخفضت بنسبة تصل إلى 93% بين عامي 2010 و2020، كما أن الاعتماد على الطاقة المتجددة يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من تلوث الهواء، ويوفر نحو 14 مليون فرصة عمل جديدة حول العالم.
أهداف الاحتفال بـ"يوم الأرض"
يهدف الاحتفال بيوم الأرض هذا العام 2025، إلى تعزيز ورفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، والعمل على حماية موارد كوكب الأرض والحفاظ على الطبيعة بهدف معالجة الأزمة البيئية العالمية التي نواجهها، مثل تغير المناخ، وتلوث الهواء والماء، وإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي.
مخاطر التلوث العالميبالنظر إلى مخاطر التلوث العالمي، أفاد تقرير نُشر في دورية "لانسيت" الطبية بأن التلوّث كان سبباً في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015، حيث كانت الغالبية العظمى من هذه الوفيات في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، وكانت بنغلاديش والصومال من بين الدول الأكثر تضرراً، في المقابل، سجّلت بروناي والسويد أقل معدلات الوفاة المرتبطة بالتلوث.
التلوّث كان سبباً في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015كما تسبب تلوث الهواء "بحسب التقرير" في وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر، ويشمل هذا التلوث الخارجي الناتج عن الغازات والجسيمات العالقة في الهواء، بالإضافة إلى التلوث داخل المباني، الناجم عن حرق الوقود والفحم، في حين جاء تلوث المياه في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، حيث تسبب في وفاة نحو 1.8 مليون شخص، فيما أسفر التلوث في أماكن العمل عن وفاة 800 ألف شخص حول العالم.
وأشار التقرير إلى أن نحو 92% من هذه الوفيات وقعت في الدول الأكثر فقرًا، وكان التأثير الأشد تركّزاً في البلدان التي تشهد نمواً اقتصادياً سريعاً، مثل الهند التي سجّلت خامس أعلى معدل وفيات بسبب التلوث، والصين التي حلّت في المرتبة السادسة عشرة.