كرة القدم البلغارية من المربع الذهبي لكأس العالم إلى الحضيض
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أثار إخفاق بلغاريا في التأهل إلى كأس أوروبا لكرة القدم (يورو 2024) -ضمن سلسلة غياب "رابع مونديال 1994" عن البطولات الكبرى لنحو عقدين- احتجاجات ومطالبات جماهيرية بتغيير جذري للاتحاد المحلي نجحت في إجبار رئيس الاتحاد المحلي بوريسلاف ميخايلوف على الاستقالة اليوم الاثنين.
وتجمّع نحو 4 آلاف مشجّع خارج ملعب مباراة بلغاريا والمجر في تصفيات كأس أوروبا، يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهتفوا "استقالة"، في إشارة إلى بوريسلاف ميخايلوف نجم المنتخب السابق الذي يرأس الاتحاد منذ 18 سنة.
ومن ثم، استخدمت الشرطة مدافع المياه والهراوات لتفريق الحشود الغاضبة، مما تسبب في مواجهات عنيفة لاحقة وخلف عشرات الإصابات من الطرفين.
جماهير منتخب بلغاريا الغاضبة ردت على الشرطة وأحرقت إحدى سياراتها (رويترز)وفي السياق، قال شافدار تانيف (72 عاما) -مشجّع نادي سسكا صوفيا- إن "الفترة التي قضاها ميخايلوف رئيسا لاتحاد كرة القدم تركت الاتحاد في حالة خراب".
أما القشة التي قصمت ظهير البعير، فكانت طلب الاتحاد البلغاري من الاتحاد الأوروبي (يويفا) إقامة مباراة المنتخب البلقاني وراء أبواب موصدة، في محاولة لمنع المشجعين من الاحتجاج على ميخايلوف، وهو طلب وافق عليه الاتحاد القاري.
مشجع بلغاري يرفع لافتة احتجاجًا على رئيس الاتحاد خارج الملعب الذي كانت تقام عليه مباراة بلاده أمام المجر بتصفيات يورو 2024 (رويترز)من ناحيته، أوضح المشجع ميخائيل رايتشيف (36 عاما) أن "التراجع تحت قيادة ميخايلوف واضح للغاية، نحن نخجل من حالة هذه الرياضة. لقد طردوا الجماهير من الملاعب".
وفي حين تساقطت الاتهامات عليه من كل حدب وصوب، حتى من رئيس الوزراء نيكولاي دنكوف، تشبث ميخايلوف (60 عاما) بمنصبه رافضا أن يكون "كبش فداء" للعنف، واتهم من يقف وراء العنف "بالمحرّضين المأجورين"، قبل أن يرضخ أخيرا لمطالبات رحيله ويستقيل من منصبه.
من جيل الأبطاليُعدّ ميخايلوف (قائد وحارس المنتخب السابق) من جيل اعتُبر سابقا بمنزلة أبطال وطنيين، إذ نجح ذلك الجيل في قيادة بلغاريا إلى المركز الرابع في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة.
ميخايلوف كان حارس مرمى الجيل الذهبي لمنتخب بلغاريا في مونديال 1994 (رويترز)وكانت كأس أوروبا 2004 آخر بطولة كبرى تشارك فيها بلغاريا قبل فترة انحدارها.
بعد انتخابه رئيسا للاتحاد عام 2005، اعتبره المشجعون "وجه التغيير"، وذلك إثر خروج سلفه من فضيحة فساد دولية، حسب ما يقول الصحفي الرياضي ستانيل يوتوف.
ويوضح يوتوف "اعتبرنا آنذاك أن الأمور سيئة، لكن لم تكن لدينا فكرة عن مدى السوء الذي يمكن أن تؤول إليه".
خيّم على فترات حكم ميخايلوف مزاعم تلاعب بنتائج المباريات ومراهنات غير مشروعة، بينها تحقيق للاتحاد الدولي للعبة حول مباراة دولية ودية ضد إستونيا عام 2011، والكشف عن إساءة استخدام أموال الدولة.
وكان ميخايلوف استقال بعد فضيحة هتافات عنصرية في تصفيات كأس أوروبا الأخيرة ضد إنجلترا أكتوبر/تشرين الأول 2019، لكنه عدل عن قراره لاحقا وفاز بولاية خامسة.
ميخايلوف تولى رئاسة الاتحاد البلغاري على مدار 18 عاما (الفرنسية) "أسس خاطئة"يشخص يوتوف أسباب أزمة بلاده قائلا "أسس كرة القدم لدينا ليست صحيحة على الإطلاق"، إذ تولى الإشراف على المنتخب الأول 15 مدربا منذ تسلم ميخايلوف مهامه، وأخفق في التأهل إلى أي بطولة كبرى.
ألقى يوتوف باللوم على نقص الاستثمار بالبنية التحتية، والفساد، وإهمال المدارس الكروية وقطاع الناشئين وإحجام الفرق المحترفة عن تعزيز المواهب المحلية لحساب التعاقد مع كثير من اللاعبين الأجانب.
واقترح تنظيم مؤتمر كروي وطني يضع إستراتيجية لانتشال الرياضة من الركود.
من جهته، كتب بيتار غانيف من "معهد اقتصاد السوق" في مقال رأي نشر مؤخرا "تحتاج كرة القدم البلغارية إلى علاج بالصدمات".
وأضاف "في الاقتصاد، يُستخدم هذا المصطلح عندما يكون التغيير المفاجئ لمكونات الحكم المتعدّدة مطلوبا من خلال حزمة من السياسات والتدابير الجريئة".
وتابع غانيف أنه يجب أن يشمل الإصلاح استثمار الدولة في الملاعب، طريقة جديدة للإدارة الجماعية لحقوق النقل التلفزيوني وشفافية أفضل لملكية الأندية.
وكان السياسيون يطالبون في السابق رجال الأعمال بدعم الأندية المتعثرة ماديا.
ويلخص الموقف المشجع المسنّ تانيف بمرارة قائلا: "حال كرة القدم (في بلغاريا) كحال البلاد"، في إشارة إلى الأوضاع السيئة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کأس أوروبا کرة القدم
إقرأ أيضاً:
بالصور.. 12 نجماً رياضياً أذهلوا العالم في عام 2024
في عامٍ شهد بطولة الألعاب الأولمبية في باريس، كان من المتوقع أن يكون أبطال مثل السباح ليون مارشان وراكب الدراجات تادي بوجاتشار ولاعبة الجمباز سيمون بايلز من أبرز النجوم، وانضم إليهم رياضيون آخرون تربعوا على القمة مثل السائق ماكس فيرستابن أو وصلوا إليها مثل لاعب التنس يانيك سينر.
فيما يلي 12 نجماً رياضياً تألقوا على مدار عام 2024:
سيمون بايلز
بعد اعتزالها المؤقت لمدة عامين عقب نسخة أولمبياد طوكيو 2020 (التي أقيمت في عام 2021 بسبب جائحة كورونا) للتعافي من الأزمة النفسية التي مرت بها، وصلت بايلز إلى أولمبياد باريس محاطة بتوقعات كبيرة، وكانت عند حسن الظن بها وحصدت الميدالية الذهبية في مسابقة الفردي الشامل، بعد ثمانية أعوام من تحقيقها نفس الإنجاز في ريو دي جانيرو، لتقف بذلك إلى جانب الأسطورتين لاريسا لاتينينا وفرا تشاسلافسكا، اللتين حققتا اللقب الأولمبي مرتين في المسابقة الفردية الشاملة.
تادي بوجاتشار
فاز الدراج السلوفيني الذي يلعب لفريق الإمارات تادي بوجاتشار، البالغ من العمر 26 عاماً، بسباقات طواف فرنسا وطواف إيطاليا وبطولة العالم، بسيطرة ساحقة، وأضاف إلى قائمة انتصاراته البالغة 25 انتصاراً هذا العام لقبين في أبرز السباقات الكلاسيكية - لييج-باستون-لييج، وطواف لومبارديا - ليعتلي بذلك صدارة تصنيف الاتحاد الدولي للدراجات للعام الرابع على التوالي.
ليون مارشان
كانت باريس تنتظر أن يكون مارشان أحد نجومها، ولم يخيب السباح المولود في تولوز آمالها، وكتب اسمه بحروف من نور في سجلات الأولمبياد، حيث حصل على أربع ميداليات ذهبية "400 متر متنوعة، و200 متر فراشة، و200 متر صدر، و200 متر متنوعة، وميدالية برونزية واحدة - تتابع 4 × 100 متر متنوعة".
ولم يحقق النجم الفرنسي البالغ من العمر 22 عاماً الميداليات الذهبية السبع التي حققها مارك سبيتز (ميونخ 1972) ومايكل فيلبس (بكين 2008)، لكنه كان ملك السباحين بلا منازع، حيث حطم أربعة أرقام قياسية أوليمبية، وتحول إلى ظاهرة هذا العام.
كاتي ليديكي
تعد كاتي ليديكي السباحة الأكثر تتويجاً على مر العصور، حيث حصلت على تسع ميداليات ذهبية، وذلك بفضل فوزها في سباق 800 متر سباحة حرة في باريس، وهو السباق الذي أذهلت به العالم عندما فازت به في لندن وهي في الخامسة عشرة من عمرها.
وفي سن السابعة والعشرين، لا يزال تفوقها في هذه المسافة لا يُضاهى، على الرغم من انقطاع سلسلتها التي استمرت قرابة ثلاثة عشر عاماً دون هزيمة بعد خسارتها أمام الكندية صامر مكينتوش في فبراير (شباط).
أرماند دوبلانتيس
كانت أعلى قفزة في الأولمبياد حكراً على السويدي أرماند دوبلانتيس، الذي حصل على الميدالية الذهبية الثانية له في الأولمبياد، دون منافسة تذكر، بقفزة استثنائية حقق فيها الرقم القياسي العالمي في القفز بالزانة (6.25 متر) أمام 80 ألف متفرج أشادوا بإنجازه.
وحقق "موندو"، البالغ من العمر 25 عاماً، فوزاً سابقاً في بطولة أوروبا بروما وبطولة العالم داخل الصالات في غلاسكو، واختتم الموسم برفع رقمه القياسي الشخصي بسنتيمتر واحد في سباق تشورزوف (بولندا) ضمن الدوري الماسي، ليؤكد أنه الأفضل في هذه الرياضة على مر التاريخ.
سيفان حسن
شهدت ألعاب القوى ظهور مجموعة من النجوم، من بينهم الهولندية سيفان حسن، التي توجت بلقب ماراثون السيدات في سباق لا يُنسى حققت فيه الرقم القياسي الأولمبي.
ولكن الأثر الذي تركته هذه العداءة المولودة في إثيوبيا، البالغة من العمر 31 عاماً، هو صعودها إلى منصة التتويج في سباقي 10 آلاف و5 آلاف متر، حيث حصلت على الميداليتين البرونزيتين، محققة إنجازاً قريباً مما حققته التشيكوسلوفاكي إميل زاوتوبيك في هلسنكي عام 1952، عندما حصل على الذهب في المسابقات الثلاثة.
يانيك سينر
مع اعتزال رافائيل نادال وانتهاء هيمنة نوفاك ديوكوفيتش، برز الإيطالي يانيك سينر كأفضل لاعب في العالم برياضة التنس بعد فوزه ببطولة أستراليا المفتوحة، وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة، والبطولة الختامية لرابطة محترفي التنس في تورينو.
وفي منافسة شرسة مع الإسباني كارلوس ألكاراز، وبعد تجاوز شكوك حول تعاطيه المنشطات، أظهر سينر، البالغ من العمر 23 عاماً، استقراراً أكبر - حيث خسر ست مباريات فقط - واختتم مسيرته نحو عرش التنس العالمي بفوزه بكأس ديفيز مع إيطاليا.
ماكس فيرستابن
كان ينظر إلى الهوندي ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بول على أنه المرشح الأوفر حظاً منذ بداية الموسم، وقد أكد التوقعات وحقق لقبه العالمي الرابع على التوالي في فورمولا1، معادلاً إنجاز الألماني سيباستيان فيتل والفرنسي آلان بروست.
وأضاف "ماد ماكس"، البالغ من العمر 27 عاماً، تسعة انتصارات إلى رصيده، ليصل إلى 63 انتصاراً في مسيرته، مما يضعه في المركز الثالث في التصنيف التاريخي بعد لويس هاميلتون ومايكل شوماخر، الذي حقق كل منهما سبعة ألقاب.
ميخائين لوبيز
على الرغم من أنه كان غير معروف للكثيرين من عشاق الرياضة، لكن الكوبي "العملاق" ميخائين لوبيز انضم إلى عالم النجوم بفوزه بميداليته الذهبية الخامسة على التوالي في المصارعة الرومانية في الألعاب الأولمبية، وهو إنجاز لم يسبق له مثيل في تاريخ هذه الرياضة.
وقبل بلوغه سن الـ42، فاز لوبيز في فئة وزن 130 كيلوجراماً في المصارعة الرومانية، وترك بصمة لا تُنسى بخلع حذائه على الحلبة في نهاية مسيرة يصعب تكرارها.
ليزا كارينغتون
إذا كان الفوز بثلاث ميداليات ذهبية في دورة ألعاب أولمبية واحدة أمراً صعباً، فإن متسابقة الكايك النيوزيلندية ليزا كارينغتون، البالغة من العمر 35 عاماً، قد كررت نجاحها في طوكيو لتحصد ثلاثة ميداليات أخرى في سباقات الكاياك 500 متر فردي وزوجي ورباعي، ليرتفع إجمالي عدد ميدالياتها الذهبية إلى ثمانية بعد تلك التي حققتها في لندن وريو، بالإضافة إلى ميدالية برونزية.
وتعتبر كارينغتون أفضل لاعبة كاياك في التاريخ، وهي تتنافس مع الألمانية بيرجيت فيشر التي فازت أيضاً بثمان ميداليات ذهبية أولمبية بين عامي 1980 و2004 - كانت أول ثلاث ميداليات مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية - وهي أسطورة حقيقية في بلدها، حيث تسعى إلى تحقيق المزيد من الألقاب على الرغم من تقدمها في العمر.
نيكولا يوكيتش
واصل لاعب كرة السلة الصربي نيكولا يوكيتش، لاعب فريق دنفر ناغتس، تألقه ولم يصل إلى سقف طموحاته بعد. وأصبح هذا العام اللاعب التاسع الذي يحقق لقب أفضل لاعب في الدوري الأمريكي للمحترفين ثلاث مرات، وهو نفس عدد الألقاب التي حققتها أساطير مثل ماجيك جونسون ولاري بيرد وموزيس مالون.
ولم يتمكن يوكيتش من الفوز بلقب الدوري مع دنفر ناغتس، ولكن إحصائياته كانت مذهلة، حيث أصبح أول لاعب يتجاوز 2000 نقطة و900 كرة مرتدة و700 تمريرة حاسمة في موسم واحد، وفي موسمه السابع في الدوري، أصبح ثالث لاعب يحقق أكبر عدد من الثلاثيات المزدوجة.
وفي ختام العام، حصل على الميدالية البرونزية مع صربيا في الألعاب الأولمبية بباريس، محققاً إنجازاً تاريخياً أيضاً، حيث تصدر ترتيب اللاعبين في أهم ثلاث إحصائيات فردية.
كيتلين كلارك
شهد دوري كرة السلة للسيدات المحترفات عاما ذهبيا بفضل ظهور كيتلين كلارك، وهي أعلى مسجلة للنقاط في تاريخ كرة السلة الجامعية للرجال والسيدات، والتي تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مع انضمامها إلى فريق إنديانا فيفر، حيث أعادت الفريق إلى المنافسة في الأدوار الإقصائية بعد أن كان في المركز الأخير في الموسم السابق.
وفي سن الـ 22، وعلى الرغم من عدم فوزها باللقب، سجلت كلارك العديد من الأرقام القياسية في أول موسم لها في أفضل دوري لكرة السلة للسيدات في العالم، بما في ذلك أكبر عدد من الحضور الجماهيري في مباراة واحدة، حيث بلغ 20711 متفرجاً.