يفقد المحب حبيبه والخليل خليلة في غمضة عين، وبعد ما يجريه الله من لطف مع البلاء على قلب المؤمن، يسارع بعدها المسلم لمساندة الفقيد بالدعاء والصدقات والبحث عن ما يصل إليه من أعمال صالحة بعد الوفاة، كما قال حضرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام : «ذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».

رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عن جواز وهب العبادات للمتوفي

وفي هذا السياق سألت سائله عبر البث المباشر  على الحساب الرسمي لدرا الإفتاء المصرية على موقع الفيسبوك الدكتور محمود شلبي -أمين الفتوى بدار الإفتاء- عن أمكانية القيام بالعبادات المختلفة نيابة عن المتوفي وكيف نعلم أن ثوابها وصل للميت؟ 

وأجاب الدكتور محمود شلبي بأنه يجوز للمسلم القيام بكافة الأعمال الصالحة من صلاة وقراء القرآن  وحج وعمرة وصدقات وغيرها من الأعمال الطيبة للمتوفي ثم يدعو الله أن يوصل مثل الثواب للمتوفي، بحيث يقوم المسلم بالعمل الصالح ثم يدعو الله سبحانه وتعالي قائلاً" اللهم هب مثل الثواب إلى فلان وفلان أو إلى جميع المسلمين"

ودعا أمين الفتوى إلى اتخاذ هذا النهج الصالح منهاجًا في حياتنا، بحيث ندعو الله بعد أعمالنا الصالحة كختم القرآن لنهب مثل الثواب لغيرنا من إخواننا المسلمين.
 


كيف نعلم أن الثواب يصل للمتوفي؟
 

وعن كيفية العلم بمدى وصول الثواب إلى المتوفي أجاب أمين الفتوى محمد شلبي أن هذا من الغيبيات التي أختص بها الله سبحانه وتعالى نفسه ولا يجب علينا الانشغال بمثل هذه الأسئلة ولكن المؤمن يأخذ بالأسباب ويقدم الفعل ويترك النتيجة بين يدي الله الكريم.

وأكد الدكتور شلبي أن هذا من باب حسن الظن بالله تعالى، فقد عدنا الله الكريم في كتابة العظيم بإجابة الدعاء أينما دعوناه في قوله تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )، وأن إخلاصنا في العبادة ونيتنا تكفي في انتفاع غيرنا بالعمل الصالح كما قال حضرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، ودعا المسلمين للانشغال بالعمل والعبادة وإن شاء الله يصل الثواب بإخلاصنا وحسن ظنًا بالله تعالى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المتوفي محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء الأعمال الصالحة صلاة

إقرأ أيضاً:

الإيمان طريق الخلاص

منذ أن ظهرت الأديان على الأرض لم يخرج أى دين عن ثلاثة أركان هم: الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر والعمل الصالح أو الطيب، هذا ما يؤكده القرآن الكريم عندما قال المولى فى مُحكم آياته «لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ» ثم سرد الله تعالى العديد من الأمثال، كلها على ما أعتقد تدور حول الأعمال الطيبة والصالحة للبشر، وهذا ما جاء أيضًا فى قوله عز وجل «وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا» سورة النساء، من ثم يكون أركان الدين ثلاثة: الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، فلا إيمان لمن لم يؤمن بتلك الأعمدة التى بُنى عليها أى دين، ولا يجوز الإخلال بواحدة منها، لذلك يقول بعض السلف «الإيمان قول باللسان وإخلاص بالقلب وعمل بالجوارح»، وكثير من البشر الآن للأسف الشديد لا يعمل جوارحه ولا يصدق قلبه ويكتفى بما ينطقه بلسانه بادعاء أنه بذلك مؤمن، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى «أصل الإيمان قول القلب الذى هو التصديق وعمل القلب الذى هو المحبة على سبيل الخضوع» إلا أن بيننا كثيرًا من يكتفى بالشكل على حساب مضمون الإيمان الحقيقى.

لم نقصد أحدًا!

 

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: القدس رمزًا ا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم
  • عالم أزهري: الأوراد في التصوف طريق للتقرب إلى الله
  • هل الملائكة وصالحو الجن يصلون مع البشر؟ خالد الجندي يجيب
  • فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • رجب.. بوابة الروحانية لرمضان وفرصة لتقوية العلاقة بالله
  • في النصف الثاني من شهر رجب.. أفضل العبادات
  • هل أحصل على ثواب الجماعة حال إدراك الإمام قبل التسليم؟.. دار الإفتاء توضح
  • الإيمان طريق الخلاص
  • هل الوضوء بالماء الساخن ينقص الثواب ويسبب الأمراض؟ الإفتاء تحسم الجدل
  • حكومة لبنان تتعهد بالعمل على وقف إطلاق النار.. هل ينجح نواف سلام في ذلك؟