رئيس جامعة الأزهر يفتتح الدورة التدريبية حول تكنولوجيا علاج العقم
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
افتتح الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، الدورة التدريبية الـ13 التي تنظمها وحدة الإخصاب الطبي المساعد بالمركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية والتي تقام تحت عنوان: «التدريب النظري والعملي على التكنولوجيا المتقدمة لعلاج العقم وأطفال الأنابيب»، والتي تقام على مدار ثلاثة أيام متتالية للأطباء وأخصائي الأجنة، دعمًا لجهود الدولة المصرية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م من خلال التدريب والتأهيل الدائم والمستمر؛ تلبية لسوق العمل واحتياجات المجتمع.
ورحب الدكتور سلامة داوود، رئيس الجامعة، بالمتدربين من داخل مصر وخارجها، ناقلًا لهم تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يولي هذا المركز رعاية خاصة؛ نظرًا لجهوده القيمة في خدمة المجتمع محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
وأوضح رئيس الجامعة أن المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية يعد قبلة علمية، خاصة وأن المركز حائز على جائزة الأمم المتحدة للأنشطة السكانية عام 2013م، مما جعله منارة علمية متخصصة في مجالات العقم والإخصاب الطبي المساعد وأطفال الأنابيب.
وحث رئيس الجامعة المتدربين على استثمار هذه الدورة التدريبية المتخصصة في هذا المركز العريق، خاصة وأنه يحاضر خلالها قامات علمية كبيرة في هذا المجال العلمي المهم.
وأكد رئيس الجامعة أن جامعة الأزهر من الجامعات المتميزة، مدللًا على ذلك بتصدرها لتصنيف التايمز؛ الجامعة الأولى على مستوى الجامعات الحكومية في هذا العام.
وأعلن الدكتور جمال أبو السرور، مدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، أن المركز يفتح أبوابه لخدمة طلاب العلم من داخل جمهورية مصر العربية وخارجها، مشيرا إلى أن وحدة الإخصاب الطبي تقوم بنشاط علمي وتدريبي كبير منذ تأسيسها، فقد نظمت 13 دورة تدريبية بإجمالي 700 طبيب تم تدريبهم وتأهيلهم التأهيل اللازم، وحصولهم على شهادة معتمدة معترف بها عالميًّا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة الأزهر الأزهر شيخ الأزهر جامعة الأزهر رئیس الجامعة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.
وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.
وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.
وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.
وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.