رسالة لمعشر الأزواج: أنت أيضا مسؤول عن إشاعة الحب في المنزل
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
عادة ما تكون أصابع الاتهام موجة للجنس اللطيف حين يحل الفتور وتنقص المودة بين أهل البيت، لكن انتم أيها الأزواج أيضا عليكم قسطا من المسؤولية لتلطيف الجو بعبارات تجعل المكان يزهر، وذلك بصفتكم مصدر الأمن والرعاية لأهله.
فيا معشر الأزواج..
أعلم أن تلك الكلمة ثقيلة على لسانك.. ولكننا سنساعدك على قولها لتكسب بها قلب حبيبتك، أجل اعلم أنها زوجتك ولكن أعلم تمام العلم أنها حبيبتك، وأنك تحبها، وتكنّ لها أعظم المشاعر، وتقدرها أيما تقدير، ولكن لعل مانعك من قولها الكبر أو خوف جرأتها عليك… إلخ، هي أعذار واهية ألقاها عليك الشيطان ليفرق بين المرء وزوجه.
فلا يكفي أيها الزوج مجرد إحساسك بتلك المعاني الرقيقة والأحاسيس الفياضة، بل واجبك نحو محبوبتك أن تظهر لها تلك المشاعر، وتلفها في غلاف جميل من الكلمات الحانية التي تكسب بها ود وحب مهجة فؤادك وأم أطفالك، حتى تتحقق لكما السكينة والمودة والرحمة التي بشرك بها الله عز وجل في قوله: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”
أولاً: اجلس مع نفسك جلسة خفيفة، وفكر في عشر كلمات على الأقل تستعملهم يوميا لتعبر لها عن حبك لها وتقديرك لقاء ما تفعله لك ولأبنائكما. هل يوجد؟ إذا لم تعثر عليها سارع وألقهم على مسامعها.
ثانياً :إذا تأكدت من حبها لك وتضحيتها من أجلك فقل في نفسك: “فلانة تحبني” وكررها في نفسك عشر مرات
ثالثاً :أيها الزوج “ما جزاء الإحسان إلا الإحسان” مادامت تحبك هكذا فلم لا تحبها أنت أيضًا؟! ستقول: ولكني أحبها.. إذن فقل في نفسك “أنا أحب فلانة” وتدرَّج في هذا القول بتأكيد من التأكيدات حتى تصل إلى عشر مرات مثل: “أنا أحب فلانة جدًا” “بالتأكيد أنا أحبها” “أنا متأكد من أنها تسكن قلبي”… إلخ.
رابعاً :لديك الآن شحنة عاطفية قوية حاول تفريغها.. ولكن الأمر لا يزال صعبا، لذلك فلنبدأ بشيء خفيف قبل أن تصرح بقول كلمة الحب.. اشتري هديه بسيطة لها وقدمها لها مع بعض الكلمات البسيطة، مرفوقة بدعاء لله عزّ وجل كان تقول لها: “أطلب من الله أن تكوني رفيقتي في الجنة”
خامساً والأخيرة: اختر الأوقات المناسبة لتقول لها تلك الكلمات، حتى وآنت في العمل أرسل لها رسالة قصية تعبر عن تقديرك وحبك وهي تطبخ وهي تقوم بأعمال المنزل، وتدرَّج في هذا الأمر حتى تصل لقولها وجهًا لوجه ودون حياء.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الحب والثورة في شعر محمود درويش .. بين الرومانسية والنضال
لطالما كانت القصيدة ساحة للصراعات الداخلية والخارجية، حيث يمتزج العشق بالوطن، ويتقاطع الحب مع الثورة، وعندما نتحدث عن محمود درويش، نجد أن هذين العنصرين كانا حجر الأساس في شعره.
لم يكن الحب في قصائده مجرد علاقة شخصية، ولم تكن الثورة مجرد موقف سياسي، بل كانا وجهين لعملة واحدة: البحث عن الحرية، سواء في الوطن أو في القلب.
الحب في شعر درويش: بين المرأة والوطنتميز محمود درويش بقدرته الفريدة على كتابة شعر الحب بعيدًا عن الكلاسيكيات التقليدية، فقد كان الحب في قصائده مشحونًا بالرموز، يرتبط بالحياة والموت، بالحلم والانكسار، بالحنين والاغتراب.
كان دائمًا هناك شيء ناقص، علاقة غير مكتملة، عشق يشتعل ثم يخبو، وكأن الحب في شعره صورة مصغرة عن القضية الفلسطينية: جميلة، لكنها مستحيلة المنال.
أشهر مثال على ذلك هي قصيدته “ريتا”، التي أصبحت أيقونة في الشعر العربي، خاصة بعد أن غناها مارسيل خليفة. ريتا لم تكن مجرد امرأة، بل كانت رمزًا للمستحيل، للحب الذي يقف في مواجهة واقع قاسٍ:
“بين ريتا وعيوني… بندقية”
بهذه الصورة البسيطة والمكثفة، لخص درويش مأساة الحب في ظل الاحتلال، حيث تتحول العلاقات الإنسانية إلى رهينة للصراع السياسي.
لكن درويش لم يكتفى بصور الحب المستحيل، بل قدم في قصائد أخرى مشاهد أكثر عاطفية، كما في قوله:
“أنا لكِ إن لم أكن لكِ، فكوني لغيري، لأكون أنا بكِ عاشقًا لغيـري”
هنا يتجاوز درويش فكرة الامتلاك في الحب، ويحول العشق إلى تجربة روحية، لا تُقاس بقوانين الواقع، بل بتجربة الوجدان.
الثورة في شعر درويش: من الغضب إلى الفلسفةفي بداياته، كان شعر درويش واضحًا ومباشرًا في خطابه الثوري، مثل قصيدته “سجّل أنا عربي”، التي جاءت كصرخة تحد في وجه الاحتلال.
لكن مع نضج تجربته الشعرية، بدأ يتعامل مع الثورة بمنظور أكثر تعقيدًا، حيث أصبحت الثورة ليست فقط ضد الاحتلال، بل ضد القهر، ضد الظلم، ضد فكرة الاستسلام للقدر.
في قصيدته “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، يقدم درويش ثورة مختلفة، ليست بالصوت العالي، بل بالبحث عن الجمال في أصعب الظروف، فحتى في ظل الاحتلال والحروب، تبقى هناك أسباب للحياة، للحب، للأمل.
التقاطع بين الحب والثورة في شعر درويشلم يكن الحب والثورة في شعر درويش منفصلين، بل كانا متداخلين بشكل كبير، ففي قصيدة “أحبك أكثر”، نجد كيف يمكن للحب أن يصبح ثورة بحد ذاته:
“أحبّك أكثر مما يقول الكلامُ، وأخطر مما يظنُّ الخائفون من امرأةٍ لا تُهادن رأياً ولكنَّها تُسالمني عندما أشاكسها… وتنهاني،فتشجّعني، ثم تأخذني بيمينٍ وباليسار، لتتركني خائفًا خارج المفرداتِ وحيدًا”
الحب هنا ليس فقط مشاعر رومانسية، بل حالة من التمرد والحرية، ورغبة في كسر القواعد.
وفي قصيدة أخرى يقول:
“وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمّي”
هنا الحب ممتزج بالفداء، حيث تصبح الأم رمزًا للوطن، ويصبح التمسك بالوطن حبًا يشبه التعلق بالأم.
هذه الازدواجية العاطفية جعلت من شعر درويش متفردًا، حيث نجح في تصوير مشاعر العشق ليس كحالة رومانسية خالصة، بل كحالة من الصراع بين المشاعر الشخصية والمصير الجمعي