أكد خبراء يمنيون أن تهديدات جماعة الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن واحتجازها لسفن الشحن الإسرائيلية تحت مزاعم نصرة أطفال غزة، مسرحية هزلية تخدم أجندات إيران وفصائلها في المنطقة بما فيها اليمن.

 

وقال الخبراء والمحللون إن احتجاز الحوثيين لسفينتي شحن تعودان لرجلا أعمال اسرائيليين "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر  وأيضا احتجاز  ناقلة النفط (سنتلر بارك) في خليج عدن وإعلان تحريرها لاحقا، تعزز المخاوف من مدى تأثيرها على حركة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، الذي يعد واحدا من أهم الممرات المائية في العالم، وما يرتبط به من تهديدات متكررة باستهداف السفن التي لها صلة بإسرائيل، خصوصا جُزر اليمن الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي.

 

ونقلت قناة "بلقيس" عن الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني قوله "إن عملية الاستيلاء على ناقلة نفطية، قبالة سواحل خليج عدن، لها علاقة بالحرب في غزة، فطوفان الأقصى كشف إيران وأجندتها قبل إسرائيل، وكشف الشعارات الزائفة لإيران ومليشياتها في المنطقة على مدى عقود".

 

وأضاف: "عندما دقت ساعة الصفر، وكانت هناك حرب وجودية مع إسرائيل، تنصلت إيران وقالت إن هذه قضية فلسطينية، ولا علاقة لها بالملفات الإقليمية، وكذلك حزب الله حينما خرج بإعلانه المعروف بأنه ليس له علاقة بهذه العملية، ولا ترتبط بوحدة الساحات، وبالملفات الإقليمية، وكان تنصلا واضحا في عُمق الأزمة وخذلانا لحماس، ومن ثم أعطى رسالة لإسرائيل بالتفرد بحماس".

 

وتابع: "في الوقت الذي تضامنت فيه أمريكا ودول الغرب مع إسرائيل، وجَّهوا رسالة تضامن قوية معها، واشتراك واشنطن في مجلس الحرب الإسرائيلي، تخلت إيران ومليشياتها في المنطقة تماما عن القضية الفلسطينية، وكانت تعتقد أن الأمر سيُحسم لصالح إسرائيل".

 

وأردف: "عندما صمدت حماس، وغيّرت المعادلة، وبدأت الهدنة، بدأت مليشيا حزب الله في لبنان بالتصعيد على إسرائيل، بإطلاق الصواريخ، وكذلك مليشيا الحوثي في اليمن، بدأت باختطاف السفن، وعاد الخطاب الإيراني القديم عن وحدة الساحات، وهو ما شاهدناه مؤخرا".

 

وزاد: "جماعة الحوثي تريد أن تسجل موقفا، وتوظيف طوفان الأقصى في حربها على اليمن، حيث تستخدم ذات الخطاب الذي تضحك به على القبائل، وتريد تصديره إلى خارج اليمن، لكن في الحقيقة هي لم تقدم شيئا لفلسطين، بهذه الحركات البهلوانية، التي لا تقدم ولا تؤخر".

 

وقال: "حزب الله قادر على فعل شيء وإرباك الموقف، لديه قوة كبيرة، وحدوده مع إسرائيل، لكن إيران ومليشيا حزب الله تنصلت، وأوعزوا للحوثي، التي تبعد أكثر من 2000 كيلو متر عن فلسطين، ولا يمكن أن تقدم شيئا لفلسطين، بقدر ما تريد إثارة التوترات في المياه الإقليمية والدولية".

 

بدوره قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور علي الذهب: "إن ما يجري الآن هو تهديدات أمنية في منطقة خليج عدن وجنوبي البحر الأحمر، وهناك فواعل عنيفة ما دون الدولة، سواء كانت جماعة الحوثي، كطرف أبرز وفاعل في الوقت الراهن، أو عودة القراصنة كامتداد لنشاطهم خلال العشرية الأولى من هذا القرن، أو أن هناك تداعيات للحرب الإسرائيلية على غزة".

 

وأضاف: "من المتوقع أن تنشأ ردود أفعال عنيفة، أو استجابات من قِبل فواعل ما دون الدولة في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، نتيجة ما يقوم به الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".

 

وتابع: "يبدو أن هذا النشاط عاود نفسه مرة أخرى، من خلال الاستيلاء على سفينة سنتلر بارك، التي لم تتوفر معلومات دقيقة حول من يقف وراء هذه العملية؛ لأن مليشيا الحوثي لم تصرّح تماما، لكنها أشارت إشارة إلى الشركة التي تشغِّل هذه السفينة، انطلاقا من المركز الإقليمي البحري، الذي لا تزال تسيطر على معظم أجهزته، في صنعاء، حيث يستطيع هذا المركز تلقي الكثير من المعلومات حول النشاط البحري للسفن التجارية، أو السفن الحكومية الحربية الموجودة في خليج عدن والبحر الأحمر، وغربي المحيط الهندي".

 

وأردف: "المسألة تؤخذ في سياقات الأزمة الراهنة في اليمن، وأيضا ما يجري في غزة، فضلا عن التهديدات التي تنشأ في ظل هذه الأزمات كامتداد لأزمات سابقة".

 

وزاد: "لا يمكن لجماعة الحوثي الوصول المباشر إلى منطقة خليج عدن، بمعنى أن لديها قطعا بحرية قادرة على الإبحار لمسافات طويلة في أعالي البحار، ابتداء من منطقة الصليف وميناء الحديدة، إلى خليج عدن، لكنها أيضا قالت إن يدها ستطال أي قطعة بحرية في المنطقة الواقعة بين بحرب العرب إلى البحر الأحمر".

 

وقال: "قد يكون لدى الجماعة تعاون مع إيران عن طريق آليتين، الآلية الأولى وهي الزوارق الصغيرة، التي عادةً تنطلق من سفينة كبيرة موجودة في أعالي البحار، أي أن وجودها يتجاوز البحر الإقليمي اليمني على بُعد يصل إلى 50 ميلا في خليج عدن، وهذه الزوارق تقوم بمهاجمة السفن التجارية، ثم تسيطر عليها أو تقتادها إلى مناطق الحجز، أو تعود بعد عملية السلب والنهب إلى السفينة الأم، التي قد تكون سفينة إيرانية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي ايران اسرائيل الملاحة الدولية البحر الأحمر جماعة الحوثی فی المنطقة خلیج عدن حزب الله

إقرأ أيضاً:

البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء

التحديات التي فرضتها صنعاء على البحرية الأمريكية

تكلفة غير متكافئة: بينما تطلق القوات اليمنية طائرات مسيرة منخفضة التكلفة وصواريخ محلية الصنع، تعتمد البحرية الأمريكية على منظومات دفاعية تكلف الواحدة منها ملايين الدولارات، ما يخلق استنزافًا اقتصاديًا حادًا.

إرباك حركة التجارة العالمية: تشير البيانات إلى أن 30% من حركة الحاويات العالمية تأثرت مباشرة نتيجة الهجمات البحرية اليمنية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن والتأمين، ودفع الشركات إلى اتخاذ مسارات بديلة أكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح.

عجز استخباراتي أمريكي: على الرغم من أن الهجمات البحرية اليمنية تعتمد على الرصد الدقيق للأهداف العسكرية والتجارية، إلا أن القيادة الأمريكية تعاني من قصور استخباراتي واضح، حيث فشلت في التنبؤ بالهجمات أو احتوائها، وفقًا لما ورد في التقرير.

تكتيكات يمنية تقلب موازين البحر الأحمر

وأوضح التقرير أن القوات اليمنية استخدمت مزيجًا من الطائرات المسيّرة، الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز الساحلية، مما مكنها من فرض منطقة تهديد واسعة النطاق دون الحاجة إلى أسطول بحري.

ومن أبرز العمليات التي أشار إليها التقرير:

عملية السيطرة على السفينة “جالاكسي ليدر” في نوفمبر 2023، حيث استخدمت مروحية مسيرة لإنزال قوة هجومية على متن السفينة، في سابقة نوعية تعكس التخطيط والتنسيق عالي المستوى لدى القوات اليمنية.

الهجوم على السفينة “MV True Confidence”، والذي تسبب في أول خسائر بشرية مباشرة في النزاع البحري، مما رفع مستوى المخاطر على السفن التجارية وأجبر العديد من الشركات على إعادة النظر في خطط عبور البحر الأحمر.

التكلفة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة

وتشير تقديرات الخبراء العسكريين إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر تكلف مليارات الدولارات شهريًا، حيث تتطلب تشغيل مستمر للسفن الحربية والطائرات الدفاعية، إضافة إلى استخدام مكثف لصواريخ باهظة الثمن لاعتراض الهجمات اليمنية.

وهذا الاستنزاف المالي والعسكري يضع واشنطن أمام تحدٍ كبير حول مدى استدامة هذه العمليات، خصوصًا في ظل غياب استراتيجية واضحة للقضاء على التهديد اليمني أو احتوائه بفعالية.

البُعد السياسي والاستراتيجي

ولم يقتصر التقرير على الجوانب العسكرية، بل أشار إلى أن القوات اليمنية استفادت من الانقسامات بين الحلفاء الغربيين بشأن الحرب في غزة، حيث لم يُظهر الاتحاد الأوروبي حماسًا كبيرًا لمواجهة صنعاء عسكريًا، وركز على ضرورة تهدئة الأوضاع بدلًا من تصعيدها.

كما أن الصين، رغم امتلاكها مصالح ضخمة في البحر الأحمر، لم تتدخل ضد القوات اليمنية، وهو ما يعكس عدم رغبة بكين في الدخول في صراع قد يعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة، مما يمنح صنعاء ميزة استراتيجية إضافية.

مستقبل المواجهة في البحر الأحمر

ويختتم التقرير بتحليل لمستقبل النزاع، متسائلًا: هل تسعى صنعاء للسيطرة الكاملة على الممرات البحرية، أم أن هدفها يقتصر على فرض النفوذ البحري؟

وحتى الآن، لم تصل القوات اليمنية إلى مستوى السيطرة التامة على البحر الأحمر، لكنها نجحت في جعله منطقة غير آمنة للسفن التجارية والعسكرية الغربية، وهو إنجاز استراتيجي بحد ذاته.

وفي ظل غياب حلول عسكرية فعالة، يشير التقرير إلى أن البحرية الأمريكية قد تجد نفسها في موقف حرج إذا استمرت صنعاء في تطوير تكتيكاتها واستخدام أسلحة أكثر تطورًا.

هل واشنطن أمام إعادة تقييم لجدوى عملياتها في البحر الأحمر؟

ومع استمرار هذا الاستنزاف، يطرح التقرير تساؤلًا جوهريًا: إذا لم تجد الولايات المتحدة استراتيجية أكثر كفاءة في التعامل مع القوات اليمنية، فهل ستضطر إلى إعادة تقييم جدوى عملياتها العسكرية في البحر الأحمر؟

وحتى ذلك الحين، يبدو أن صنعاء مستمرة في فرض معادلتها الخاصة، مجبرة البحرية الأمريكية على لعب دور دفاعي في واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم.

 

المساء برس

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلق على مناورات "خليج عمان" بين إيران وروسيا والصين
  • شاهد | تخوف صهيوني من تهديدات اليمن
  • تهديدات الحوثيين لـ”إسرائيل”.. هل هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية؟
  • نائبٌ لبناني يحذر: إيران وإسرائيل تسعيان لتقسيم سوريا
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
  • تهديدات الحوثي لإسرائيل هل تنعكس بـمواجهة مباشرة مع أمريكا؟
  • بعد تهديدات صنعاء.. مصير غامض لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”
  • عبد الملك الحوثي يمهل إسرائيل أربعة أيام قبل استئناف الهجمات البحرية
  • عاجل: الحوثي يهدد بعودة العمليات العسكرية بالبحر الأحمر ويمهل إسرائيل 4 أيام
  • أبعاد زيارة خبراء صواريخ روس لمواقع عسكرية إيرانية