جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-20@15:22:04 GMT

مفاهيم معاصرة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

مفاهيم معاصرة

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

 

شهد العالم تحولات كبيرة ومُتسارعة بعضها سلبي والبعض الآخر إيجابي، وبعضها يمكن وصفه بمزدوج التأثير؛ أي يعتمد على كيفية توظيفه واستغلاله، ومن أمثلة ذلك، التطور التقني المُتسارع والذي جعل العالم بحسب الوصف الدارج قرية كونية صغيرة رغم الحجم الحقيقي والتباعد الجغرافي.

هذا التطور التقني بنوعيه الكمي والنوعي، أوجد فيما بعد ما يُعرف بالاستعمار التقني من قبل المُنتِجِين للتقنية في العالم، للأقطار والشعوب المستهلكة للتقنية. وهذا الاستعمار- بطبيعة الحال- وجه جديد من أوجه الاستعمار الناعم، ظاهره رحمة وباطنه عذاب، على اعتبار أنه ضرورة عصر متعددة الاستعمالات والأهداف كذلك.

وبما أن كل استعمار بطبيعته وصفته وأهدافه هو احتلال وسيطرة على الآخر المستهدف، فمن الطبيعي أن تكون له مخالب وأنياب وأعراض، وفي المقابل أدوات مقاومة له من الضحية توازي ضراوته وتخفف من آثاره قدر المستطاع. من هنا نشأت جيوش القرصنة وجيوش مضادة تُعرف باسم الأمن السيبراني، والأمن السيبراني مفهوم وأداة جديدة على العالم، نشأت لغرض مواجهات حربية ناعمة في ظاهرها ومدمرة في مفاعيلها في ساحات معارك خفية، ومن قبل جيوش غر مرئية تعتمد في تأثيرها على مدى جهوزيتها وتمرسها في عالم التقنية.

ثورة التقنية هذه، وتشابك مصالح العالم تقنيًا واقتصاديًا، وثورة الاتصالات، جعلت بعض المفاهيم السائدة في عالمنا، مثل: السيادة والأمن القومي والتحرر والاستعمار، وهي مفاهيم محل تقليب رأي، بعد عقود من الإجماع السياسي على تعريفها؛ فالسيادة اليوم أصبحت منقوصة ومجروحة بفعل الحاجة للتكامل وتعدد المصالح وتباعدها جغرافيًا وسكانيًا؛ حيث لا توجد دولة اليوم تتمتع بسيادة كاملة في ظل حاجتها للتكامل مع الجوار أو الإقليم أو العالم، لسد حاجة أو حاجات ماسة لها، الأمر الذي يدفعها قسرًا الى التنازل الجزئي غير المُخل عن سيادتها لتأمين تلك الحاجة أو المصلحة الحيوية لها. كما إن مفهوم الأمن القومي لم يعد ما يغطي تلك المساحة المعلومة من الجغرافيا والمسماة بالحدود السياسية للدولة. ففي ظل تشابك المصالح بين الدول وفي طفرة ثورة الاتصالات والتقنية التي تجتاح العالم، أصبح مفهوم الأمن القومي هو كل جغرافية تحتوي على مصالح حيوية لهذه الدولة أو تلك، وأصبح الأمن الإقليمي والذي كان من مفاهيم الأمن القومي، متداخلًا جدًا مع مفردات الأمن الوطني للدولة اليوم.

ثقافة الحصارات للشعوب والتي أنتجها العقل الغربي المُعاصر كأداة استعمارية حديثة لإخضاع الشعوب والبلدان التي تُصنف بالمارقة وفق التوصيف السياسي الإمبريالي الغربي، أنتجت مفهومًا آخر للسيادة والأمن القومي والوطني للدولة المعاصرة، وبرهنت بأن الأمن الغذائي سلاح ماض للتحرر، وسلاح ماض للحروب الناعمة كذلك؛ حيث جعلت الامبريالية الغربية حاجات الشعوب الضرورية من غذاء ودواء تحت رحمتها ومرهونة بمنسوب خضوع أو رفض الدول لهيمنتهم، لهذا تعددت مفاهيم الأمن القومي ومفرداته في عصرنا، كما تعددت اسلحة المواجهة بين ناعمة وخشنة لصون السيادة والأمن القومي للدولة.

اليوم لم تعد المسألة تُقاس بقوة الجيش وتعداد أفراده ومدى جهوزيته ونوعية عتادة بل بمدى حيوية الدولة وتفاعلها مع العصر وتناغمها مع متطلباته، وبحجم مكاسبها من أدوات العصرنة للوقاية والدفاع معًا.

قبل اللقاء.. إذا أردت السلام، فكن مستعدًا للحرب.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إعلاميون: مواجهة انتشار الشائعات جزء أساسي من الحفاظ على الأمن القومي

أكد صحفيون وإعلاميون، أنّ انتشار الشائعات أصبح تحديا عالميا، ومواجهته جزء أساسي من الحفاظ على الأمن القومي والمجتمع، تتطلب تعاونًا مشتركًا بين الجميع، وذلك خلال الندوة التي ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اليوم، حول دور الإعلام في مكافحة الشائعات، بحضور عدد من أساتذة الجامعات والمتخصصين ورؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف والمواقع الإلكترونية والإعلاميين.

أهمية قانون تداول المعلومات في مواجهة حرب الشائعات

من جانبه، أكد الإعلامي نشأت الديهي عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أهمية قانون تداول المعلومات في مواجهة حرب الشائعات، مطالبا بتطبيق فقرة تحت عنوان «امسك مزيف»، وتحليل الشائعة والرد عليها من خلال البرامج التليفزيونية المختلفة، متابعا أنّ المتحدث الإعلامي يجب أن يكون ملمًا بالمجال الذي يتحدث عنه، ويتمتع بمهارات التواصل أمام الكاميرا، كما أشار إلى أنّ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سيطلق موقع «امسك مزيف» لمواجهة الشائعات.

وقال أيمن عبدالمجيد عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير جريدة روز اليوسف، إنّ انتشار الشائعات قضية ذات أهمية بالغة وتحتاج إلى تسليط الضوء عليها إعلاميًا بشكل سريع، لافتا إلى أنّ أكثر ما يهم هو تحليل المستهدف من هذه الظاهرة، وهو الجمهور المتلقي، في ظل استغلال منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك.

استراتيجية وطنية لتعزيز الوعي

وتابع أنّ هناك فئة كبيرة تستغل الإنترنت بشكل غير مدروس، ما يتسبب في ظواهر سلبية مثل التسول الإلكتروني ونشر الشائعات، ويضر بالثقة بين الشعب والحكومة، مشددا على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لتعزيز الوعي لدى الجمهور وبناء عقول قادرة على التمييز بين الحقيقة والشائعات، ويجب أن تبدأ الاستراتيجية من خلال مناهج تسهم في بناء عقليات تحليلية قادرة على استقبال المعلومات بشكل واعٍ ونقدي.

وطالب بضرورة تطوير المناهج التعليمية من خلال إدخال مواد تركز على التفكير النقدي والوعي الإعلامي، لبناء جيل واعٍ ومدرك للتحديات الإعلامية التي تواجهه.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«الشيوخ»: إنشاء لجنة دائمة للاجئين يحافظ على الأمن القومي المصري
  • بعد موافقة النواب.. حظر أي نشاط يمس الأمن القومي من جانب اللاجئين
  • إعلاميون: مواجهة انتشار الشائعات جزء أساسي من الحفاظ على الأمن القومي
  • خبير: العقيدة النووية الروسية الجديدة تعيد صياغة مفهوم الأمن القومي لموسكو
  • حامل القلم في مجلس الأمن: إرث استعماري بلبوس دبلوماسي
  • مصادر المعلومات المفتوحة والأمن القومي
  • "الصراعات الإقليمية وتحديات الأمن القومي" ندوة بالنيل للإعلام بالفيوم
  • «استشاري الشارقة» يدرس مشروع قانون إعادة تنظيم قوة الشرطة والأمن
  • برلماني: مشروع قانون لجوء الأجانب يأتي حفاظا على الأمن القومي لمصر
  • رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي: قانون لجوء الأجانب يضمن حقوق وواجبات اللاجئين