جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@07:29:24 GMT

مفاهيم معاصرة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

مفاهيم معاصرة

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

 

شهد العالم تحولات كبيرة ومُتسارعة بعضها سلبي والبعض الآخر إيجابي، وبعضها يمكن وصفه بمزدوج التأثير؛ أي يعتمد على كيفية توظيفه واستغلاله، ومن أمثلة ذلك، التطور التقني المُتسارع والذي جعل العالم بحسب الوصف الدارج قرية كونية صغيرة رغم الحجم الحقيقي والتباعد الجغرافي.

هذا التطور التقني بنوعيه الكمي والنوعي، أوجد فيما بعد ما يُعرف بالاستعمار التقني من قبل المُنتِجِين للتقنية في العالم، للأقطار والشعوب المستهلكة للتقنية. وهذا الاستعمار- بطبيعة الحال- وجه جديد من أوجه الاستعمار الناعم، ظاهره رحمة وباطنه عذاب، على اعتبار أنه ضرورة عصر متعددة الاستعمالات والأهداف كذلك.

وبما أن كل استعمار بطبيعته وصفته وأهدافه هو احتلال وسيطرة على الآخر المستهدف، فمن الطبيعي أن تكون له مخالب وأنياب وأعراض، وفي المقابل أدوات مقاومة له من الضحية توازي ضراوته وتخفف من آثاره قدر المستطاع. من هنا نشأت جيوش القرصنة وجيوش مضادة تُعرف باسم الأمن السيبراني، والأمن السيبراني مفهوم وأداة جديدة على العالم، نشأت لغرض مواجهات حربية ناعمة في ظاهرها ومدمرة في مفاعيلها في ساحات معارك خفية، ومن قبل جيوش غر مرئية تعتمد في تأثيرها على مدى جهوزيتها وتمرسها في عالم التقنية.

ثورة التقنية هذه، وتشابك مصالح العالم تقنيًا واقتصاديًا، وثورة الاتصالات، جعلت بعض المفاهيم السائدة في عالمنا، مثل: السيادة والأمن القومي والتحرر والاستعمار، وهي مفاهيم محل تقليب رأي، بعد عقود من الإجماع السياسي على تعريفها؛ فالسيادة اليوم أصبحت منقوصة ومجروحة بفعل الحاجة للتكامل وتعدد المصالح وتباعدها جغرافيًا وسكانيًا؛ حيث لا توجد دولة اليوم تتمتع بسيادة كاملة في ظل حاجتها للتكامل مع الجوار أو الإقليم أو العالم، لسد حاجة أو حاجات ماسة لها، الأمر الذي يدفعها قسرًا الى التنازل الجزئي غير المُخل عن سيادتها لتأمين تلك الحاجة أو المصلحة الحيوية لها. كما إن مفهوم الأمن القومي لم يعد ما يغطي تلك المساحة المعلومة من الجغرافيا والمسماة بالحدود السياسية للدولة. ففي ظل تشابك المصالح بين الدول وفي طفرة ثورة الاتصالات والتقنية التي تجتاح العالم، أصبح مفهوم الأمن القومي هو كل جغرافية تحتوي على مصالح حيوية لهذه الدولة أو تلك، وأصبح الأمن الإقليمي والذي كان من مفاهيم الأمن القومي، متداخلًا جدًا مع مفردات الأمن الوطني للدولة اليوم.

ثقافة الحصارات للشعوب والتي أنتجها العقل الغربي المُعاصر كأداة استعمارية حديثة لإخضاع الشعوب والبلدان التي تُصنف بالمارقة وفق التوصيف السياسي الإمبريالي الغربي، أنتجت مفهومًا آخر للسيادة والأمن القومي والوطني للدولة المعاصرة، وبرهنت بأن الأمن الغذائي سلاح ماض للتحرر، وسلاح ماض للحروب الناعمة كذلك؛ حيث جعلت الامبريالية الغربية حاجات الشعوب الضرورية من غذاء ودواء تحت رحمتها ومرهونة بمنسوب خضوع أو رفض الدول لهيمنتهم، لهذا تعددت مفاهيم الأمن القومي ومفرداته في عصرنا، كما تعددت اسلحة المواجهة بين ناعمة وخشنة لصون السيادة والأمن القومي للدولة.

اليوم لم تعد المسألة تُقاس بقوة الجيش وتعداد أفراده ومدى جهوزيته ونوعية عتادة بل بمدى حيوية الدولة وتفاعلها مع العصر وتناغمها مع متطلباته، وبحجم مكاسبها من أدوات العصرنة للوقاية والدفاع معًا.

قبل اللقاء.. إذا أردت السلام، فكن مستعدًا للحرب.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبير: إغلاق تطبيق المراهنة XBET1 هو انتصار للدولة المصرية

قال المهندس مصطفى أبو جمرة، خبير نظم المعلومات، إن إغلاق تطبيق المراهنة XBET1، هو انتصار للدولة المصرية أولًا، كون أن التطبيق غير قانوني داخل الدولة، فالدولة المصرية من حقها إغلاق البرنامج، كما أن تلك الشركة لديها سمعة سيئة في العديد من الدول.

وأضاف أبو جمرة، خلال مداخلة هاتفية، لـ "برنامج مصر جديدة"، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة  etc، أن الأهم من غلق التطبيق هو توعية المواطنين، فحقيقي "الحداية مش بتحدف كتاكيت"، فكل التطبيقات تجر إلى المكسب في البداية ثم تدمن وتخسر أموالك، ورغم ما حدث اليوم، إلا أن هناك أشخاص أخرين يبحثون عن تطبيقات أخرى، فللاسف نحن في حرب، وفي الحقيقية لن يربح أحد من تطبيقات المراهنات.

وأوضح أبو جمرة، أن "السرفير الرئيسي" أصبح لا يعمل في مصر نهائيًا، سواء من لديه التطبيق بالفعل، أو من لم يحمل التطبيق، كما أن القنوات الشرعية لتطبيق  XBET1 اتقفلت كلها، وأي شخص سيحاول بطرق أخرى للدخول على التطبيق لن يفلح كون القنوات الشرعية أغقلت.

إبراهيم عيسى: عملية 7 أكتوبر أدخلت الشعب الفلسطيني في أوقات سوداء إبراهيم عيسى يهاجم حماس: عليهم دخول مستشفى الأمراض العقلية

ومن ناحيتها قالت الإعلامية إنجي أنور، أنه في أول يوم من شهر سبتمبر، تم إذاعة فقرة خاصة في برنامج "مصر جديدة" على قناة "ETC" عن تطبيقات المراهنات، وتحدثنا عن خطورة تلك التطبيقات لأنها تقوم بسرقة أموال الناس، كما أنها قادرة على استقطاب ضحاياها بوهم المكسب، وحذرنا منها وطالبنا بحذرها تمامًا ونهائيًا من مصر، وكان ضيوف الفقرة اللواء محمود الرشيدي والمهندس مصطفى أبو جمرة".

وأضافت إنجي أنور، أن تطبيقات المراهنات ساهمت في ارتكاب جرائم سرقة وقتل وانتحار، مثل المراهق الذي قتل جدته من أجل سرقتها في منطقة الخليفة بمحافظة القاهرة، وانتحار شاب بسبب خسارته في المراهنة في مركز بني مزار في المنيا، وغيرهم الكثير.
واختتمت إنجي، قائلة: "النهاردة اتفاجئ كل المهتمين بتطبيقات المراهنات إن تطبيق Xbet 1، أشهر تطبيق مراهنات، أصبح غير موجود على جوجل بلاي وأب ستور، وبالبحث عنه وجدناه غير موجود بالفعل، وهو أمر مبشرة، واتمنى أن تلك التطبيقات تختفى نهائيًا، وذلك لمصلحتكم، لأن كل من يلعب ويدخل إلى تلك التطبيقات هو في مرحلة الإدمان، وخطورته لا تقل عن خطورة إدمان المخدرات، فالاثنين نهايتهم واحدة وهو الخسارة".
 

مقالات مشابهة

  • خبير: إغلاق تطبيق المراهنة XBET1 هو انتصار للدولة المصرية
  • العالم أمام مفترق طرق
  • افتراق مفهوم السلام بين العرب وإسرائيل
  • رئيس البرلمان العربي: سيادة الصومال جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي
  • السيسي: المولد النبوي فرصة للتأمل في سيرة النبي واستحضار مفاهيم الإسلام
  • وزير الخارجية: نشعر بالغضب الشديد من تخاذل المجتمع الدولي لما يحدث بالأراضي الفلسطينية
  • السعودية.. فيديو لضبط عدد من المتسولين يثير تفاعلا والأمن يكشف عن جنسياتهم
  • معضلة التوفيق بين التدخل الإنساني ومبدأ السيادة الوطنية
  • مجلس الأمن القومي: ركيزة استراتيجية لحماية المصالح الوطنية.
  • السعودية: مواطن ينشر محتوى له دلالات جنسية والأمن العام يعلن القبض عليه