ماذا قدمت الغرفة للقطاع الخاص في العقود الخمسة الماضية؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
بالرغم من أنها تعدّ من المؤسسات الوطنية التي تأسست في بداية السبعينيات من القرن الماضي، إلّا أن البعض لا يزال يسأل عن الأدوار التي أدتها غرفة تجارة وصناعة عُمان في دعم خطط التنمية الاقتصادية خلال العقود الخمسة الماضية منذ تأسيسها عام 1973، وعن إنجازاتها ودعمها وتحفيزها لأعمال المؤسسات والشركات العُمانية في مختلف المجالات.
والسؤال الذي يُطرح دائمًا على مجالس إدارات الغرفة يتعلق بمدى حاجة هذه المؤسسة إلى فرض الرسوم المالية السنوية التي يدفعها أصحاب المؤسسات وخاصة الصغيرة منها من الدرجة الرابعة لكي تصبح عضوًا في الغرفة، في الوقت الذي يرون هؤلاء أنهم لا يحصلون على أية منافع مادية من الغرفة مثل تلك التي يحصل عليها أصحاب المؤسسات الكبيرة، وبعض أعضاء مجالس الإدارة والفروع.
هناك الكثير يُمكن قوله في هذا الشأن بعد مرور خمسين عامًا على إنشاء هذه المؤسسة التي تساهم بشكل إيجابي في العمل الإنمائي للشركات والمؤسسات التابعة للقطاع الخاص العُماني. فقد كان لغرفة تجارة وصناعة عُمان دور كبير في دعم المؤسسات والشركات العُمانية بمختلف درجاتها من خلال الخدمات التي وفرتها الغرفة لتسهيل الأعمال التجارية للمؤسسات، وكذلك دعم الخطط الخمسية للبلاد. وشهدت السلطنة طفرة تجارية في عدد المؤسسات والشركات ليزيد عددها عن 400 ألف مؤسسة مسجلة لدى الغرفة لمواكبة التطورات المستجدة، فيما تعمل اليوم بصورة مستمرة في دعم مختلف التوجهات تجاه الاستراتيجيات التي يتم وضعها لإنجاح رؤية "عُمان 2040".
مؤخرًا نظمت الغرفة ملتقى اقتصاديًا استهدف إلقاء الضوء على الإنجازات التي حققتها وفروعها خلال العقود الخمسة الماضية، وتناولت فيه النهج الذي سلكته منذ تأسيسها في دعم توجهات التنمية الاستراتيجية في البلاد، إضافة إلى خططها الاقتصادية للفترة الحالية لمجلس الإدارة الجديد للسنوات (2022- 2026). ويرى سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة الغرفة أن توجهات المؤسسة في المرحلة الحالية تجسّد المسارات والأولويات التي تنسجم مع توجهات رؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال، والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديًّا، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، مع العمل على إرساء مبادئ الحوكمة، وتحسين بيئة العمل الداخلية، وتحقيق التحول الرقمي بما يتواكب مع التحول الرقمي الحكومي. كما تعمل الغرفة في إطار هذه التوجهات على تحسين بيئة الأعمال التجارية بالبلاد، ومراجعة القوانين والتشريعات ذات العلاقة بالعمل الاقتصادي، وتعزيز مكانة السلطنة كوجهة استثمارية قادرة على استقطاب رأس المال الأجنبي.
لقد حققت الغرفة خلال العقود السابقة العديد من الأعمال بالعمل على عدة محاور شملت تسيير الوفود التجارية، وتنظيم الفعاليات الاقتصادية المتخصصة، والمساهمة في رفع تصنيف سلطنة عُمان في المؤشرات العالمية الخاصة من خلال تبسيط وتسهيل الأعمال التجارية؛ الأمر الذي يسرّع من تحقيق سياسة التنويع الاقتصادي الذي ترمي إليه الحكومة، إضافة إلى دعم أعمال مركز البحوث والدراسات لتعزيز نمو أعمال المؤسسات والشركات التابعة للقطاع الخاص، بجانب تعزيز الشراكة في تنمية المحافظات العُمانية اقتصاديّا من خلال الإسهام في إيجاد الفرص الاستثمارية حسب الميزة النسبية لكل محافظة، الأمر الذي يعزز من فرص توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات الاقتصادية المستهدفة لكل محافظة.
إنَّ غرفة التجارة والصناعة تعمل اليوم على تحفيز الاستثمار في عدة قطاعات اقتصادية هامة مع إعطاء الأولوية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مراجعة واقتراح حزم التشريعات والحوافز التي يُمكن أن تُعزز التنافسية الاقتصادية، بالاضافة إلى المشاركة في الفعاليات والمحافل والمعارض التجارية الدولية، والإسهام في الترويج للمنتجات العُمانية في المحافل الخارجية، وتنظيم المعارض والمؤتمرات المحلية لترويج الاستثمار الداخلي.
جميع هذه الخطط تدعم تحسين بيئة العمل الداخلية، ومواكبة التغيرات والاستجابة للمستجدات المرحلية، وتطوير الكفاءات والإنتاجية في المؤسسات وتحفيز المبادرات المستجدة ودعم الأفكار والابتكارات، الأمر الذي يساهم في رفع القدرات الإنتاجية لدى العاملين في المؤسسات التجارية والصناعية، وتعزيز الكوادر البشرية لتكون قادرة على إدارة التغيير ومواكبة المستجدات من خلال استخدام التقنيات الحديثة. كما تبدي الغرفة اهتماماً خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا المعلومات، وتقديم خدمات نوعية للمنتسبين لها في هذه القطاعات وربطها بالعمل الاقتصادي.
إنَّ المرحلة الحالية تتطلب تعزيز الأعمال وتسهيل الإجراءات وتقديم مزيد من المبادرات واستحداث اللجان القطاعية مع تعزيز العمل بالدراسات والبحوث الاقتصادية من أجل الإسهام في تنفيذ برامج رؤية "عُمان 2040" لرفع مساهمته في الاقتصاد العُماني. فجميع هذه الخطط ستعمل على تحقيق اقتصاد تنافسي مُستدام ومندمج مع الاقتصاد العالمي، وتتيح مزيدا من الفرص التجارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلاد. وهذا ما سيجعل الغرفة شريكًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية والمستدامة، مع توسيع دورها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
عندما دخل المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.