البحر يعجز عن غسل هموم نازحي غزة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
من ضيق وكدر الملاجئ إلى سعة وصفاء البحر، خرج أطفال فلسطينيون يمرحون على شاطئ غزة وينتزعون لحظات استراحة عزيزة في زمن الهدنة القصيرة بين إسرائيل وحركة حماس، لكن وسط المرح العابر انتحب الآباء في قهر من مصاعب الحرب والتشرد.
وفي المياه الضحلة، قفز الأطفال مع الأمواج المتكسرة على الشاطئ، وراقبهم الكبار حفاة الأقدام على رمل البر.
ويلجأ أكثر من 30 فردًا من عائلة السلطان إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح مع مئات النازحين الآخرين.
وقالت أسماء إنهم جاءوا إلى الشاطئ ليروحوا ولو قليلًا عن أنفسهم وهربًا من تكدس المدرسة والأجواء الكئيبة والملوثة هناك.
لكنها أضافت أنهم حتى بعد أن جاءوا إلى الشاطئ مازالوا يحملون في صدورهم الاكتئاب الشديد ويغلبهم البكاء.
وأخرج الهجوم العسكري الإسرائيلي مئات الآلاف من الأشخاص من ديارهم في شمال غزة الذي تركزه عليه القصف والتوغل البري. وانطلق سكان الشمال يبحثون عن ملجأ في الخيام أو المدارس أو منازل الأصدقاء والأقارب في الجزء الجنوبي من القطاع.
وواجهوا أوضاعًا قاسية في الخيام والمدارس التي اكتظت باللاجئين في ظل ندرة المراحيض والحمامات، ووقوفهم في طوابير طويلة يوميا للحصول على حصص صغيرة من الطعام والمياه ليتفاقم التأثير النفسي للقصف والنزوح.
وعلى شاطئ دير البلح، ظهر صف من أكواخ الصيادين في الخلف، باتجاه أسفل منحدر تتناثر فيه القمامة. وأقام بعض النازحين في أكواخ متداعية، وكانت هناك ملابس معلقة على حبال لتجف في الخارج.
وكان وليد السلطان، أحد أقارب أسماء، يحاول إعداد شبكة للصيد بالقرب من الأكواخ قبل الخروج في قارب صغير للصيد، على أمل أن تسمح له الهدنة بالصيد في سلام.
وقال إنه لم يحمل معه شيئا حين أخرجه القصف الإسرائيلي من منزله وظن أن بوسعه العيش على صيد الأسماك، لكن الحراس الإسرائيليين منعوه من ذلك وأطلقوا النار عليه.
وبدأت الحرب بعد هجوم نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وأسفر عن مقتل 1200 شخص، من بينهم رضع وأطفال، واقتياد 240 رهينة إلى غزة.
وردت إسرائيل بهجوم شامل على غزة أدى إلى مقتل 14800 فلسطيني، 40% منهم دون 18 عامًا، وفقًا لمسؤولي الصحة في الأراضي التي تسيطر عليها حماس.
بعد انتهاء الهدنة.. جنوب غزة ينتظر "معركة وحشية"https://t.co/9FB2LFkvwW pic.twitter.com/nlyVhvwxGV
— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2023
وانتهز بعض النازحين فرصة هدنة الأيام الأربعة التي بدأت يوم الجمعة لزيارة طلل منازلهم، لكن آخرين أقعدهم الخوف عن العودة إلى الشمال الذي تحول جزء كبير منه إلى خرائب.
وأعرب حازم السلطان زوج أسماء عن خوفه مما يخبئه المستقبل لهم بعد انتهاء هذه الأيام الأربعة. وقال إنه وذويه لم يجرؤوا على التوجه شمالًا مخافة أن يطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم وعلى أطفالهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
تحذير من انتشار الأوبئة في غزة بسبب اكتظاظ النازحين ونقص الموارد
تتهدد الكوارث البيئية أعدادا كبيرة من النازحين الفلسطينيين في مناطق شمال قطاع غزة، على وقع تدمير النى التحتية، والاكتظاظ الكبير في مراكز الإيواء، مع نقص حاد في المستلزمات الأساسية.
حذرت بلدية مدينة غزة من تفاقم الأمراض وانتشار الأوبئة مع دخول فصل الشتاء، بسبب الاكتظاظ الشديد للنازحين بالمدينة من محافظة الشمال والنقص الحاد في الموارد الأساسية والخدمات في ظل الإبادة الجماعية بغزة التي ترتكبها دولة الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقال بيان للبلدية، إنه مع دخول موسم الشتاء "تتفاقم الأزمات مع نقص الخدمات حول مخيمات ومراكز الإيواء، حيث تتزايد الحاجة للخدمات الأساسية المقدمة من البلدية، بما يشمل خدمات المياه والصرف الصحي"، محذرة من أون الوضع الحالي "قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض وانتشار الأوبئة".
وأضافت البلدية في بيانها أن النزوح القسري بأعداد كبيرة لسكان محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة ولجوء النازحين إلى الساحات العامة والمراكز الثقافية والترفيهية والتعليمية المدمرة أدى إلى تزايد الأعباء والضغط على خدمات المياه والصرف الصحي وجمع النفايات، مما فاقم من الأزمة الصحية والبيئية التي تعيشها المدينة.
وتابعت "النزوح القسري تسبب في تراكم النفايات بمستويات غير مسبوقة وارتفاع كبير في الطلب على المياه، ما جعل الوضع في غاية الصعوبة، خاصة في ظل الإمكانيات المحدودة والطواقم المرهقة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر".
وناشدت البلدية المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية التدخل العاجل لدعم جهودها وتوفير الإمكانيات اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، مؤكدة أن "الأوضاع تتطلب استجابة عاجلة لتجنب المزيد من التدهور في الصحة العامة والبيئة".
وفي الأسابيع الأخيرة، أجبرت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح قسرا من محافظة شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لشمال قطاع غزة، تطبيقا لخطة "الجنرالات" والتي تشمل احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وتواصل دولة الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية بغزة، مخلفة نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.