عمر العلماء: منطقتنا قادرة على صناعة مستقبل أفضل رغم التحديات
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
دبي: «الخليج»
أكد عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن دول المنطقة لديها القدرة على صناعة مستقبل أفضل رغم مختلف التحديات، وهذا ما يتطلب وجود رؤى مستقبلية ومنظومة داعمة لتمكين استشراف المستقبل وصناعته، مع التركيز على الشباب والمواهب الواعدة والاستفادة المثلى من والموارد والاستثمارات.
جاء ذلك خلال مشاركة عمر العلماء بالكلمة الافتتاحية لأعمال الدورة الثانية من «منتدى دبي للمستقبل»، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، والذي ينعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، في «متحف المستقبل»، بمشاركة أكثر من 2500 من الخبراء المتخصصين في القطاعات المستقبلية الحيوية من 100 دولة، وحضور 100 مؤسسة ومنظمة دولية متخصصة في مجالات تصميم المستقبل.
وقال عمر العلماء خلال كلمته: «ترتكز رؤية الإمارات لتصميم المستقبل على الإنسان أولاً وأخيراً»، مشيراً إلى أن رحلة الإمارات مع المستقبل بدأت مع الآباء المؤسسين، وتواصلها اليوم القيادة الرشيدة للدولة حتى أصبحت الإمارات منارة للأمل في المنطقة ونموذجاً يحتذى على مستوى العالم لتصميم المستقبل.
وأكد أن دولة الإمارات وفرت المساحة الإبداعية المناسبة لتحقيق التطلعات المستقبلية للأفراد والمؤسسات وقطاعات الأعمال والمجتمعات، انطلاقاً من مبدأ تمكين الإنسان وتوفير البيئة الحاضنة للكفاءات والمواهب والمتفائلين بالمستقبل، إلى جانب مفاهيم الاستباقية والتكنولوجيا والإيجابية في مقاربة التخطيط الاستراتيجي والمستقبلي والاستفادة من التقنيات الناشئة والصاعدة بمنظور إيجابي واعٍ وواعد.
واستعرض نموذج دبي ودولة الإمارات في تخيل وتصميم وتنفيذ المستقبل وفق رؤية قيادة تمتلك الرؤى الاستشرافية، وتقدم الدعم اللامحدود لفتح آفاق جديدة وتمهيد أرضية صلبة وبيئة حاضنة للابتكار والإبداع البشري الذي يصنع الفرص المتميزة.
لحظة تاريخية لاستشراف المستقبل عام 1971
وقال عمر سلطان العلماء، إن رحلة المستقبل لدولة الإمارات بدأت بلحظة تاريخية وتواصلت كرحلة استثنائية تحدوها رؤية استراتيجية محورها الإنسان، حيث يلتقي الجميع لتشكيل المستقبل وكانت اللحظة التاريخية هي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 1971، حيث اجتمع الآباء المؤسسون على مبدأ الاتحاد لتشكيل المستقبل للأجيال القادمة، وتمكين القدرات البشرية لأهل الإمارات، وكل من يأتي إليها من مختلف أنحاء العالم، حتى أصبحت دولة الإمارات اليوم منارة للأمل.
وقال أن الآباء المؤسسين كانوا مستشرفين سبّاقين للمستقبل، حيث أطلق المغفور له، بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، ميناء راشد منذ عقود بـ15 رصيفاً، في حين أن دبي كانت مدينة صغيرة، ولكنه تخيل المستقبل، وآمن به، حتى أصبح ميناء راشد ودبي، اليوم، من أكثر الموانئ نشاطاً، وأهم محاور التجارة العالمية.
وقال العلماء إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استشرف مستقبل الطاقة المتجددة، وقال إن دولة الإمارات ستحتفل بتصدير آخر برميل للنفط، لأنها ستكون بكامل جاهزيتها لذلك اليوم، مشيراً إلى الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو رئيس الدولة بالتركيز على مسار الطاقة النووية السلمية حتى أصبحت دولة الإمارات رائدة على مستوى المنطقة في هذا المجال الحيوي لطاقة واقتصاد المستقبل.
اقتصاد الإنترنت منذ عقودوأضاف العلماء أن قصة الفوز بتحدي تخيل المستقبل يتكرر مراراً عبر الأعوام، مستشهداً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أدرك قبل عقود أن الاقتصاد العالمي سيقوم على الإنترنت فأطلق مدينة دبي للإنترنت مبكراً، منذ عام 1999، حتى أصبح ذلك المستقبل المتخيل حقيقة، واليوم لدينا أكبر عدد من الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا في المنطقة، وقال: «كل هذه المحطات التاريخية تؤكد أننا في دولة الإمارات لا نتخيل المستقبل فقط، بل نصممه ونسرّعه».
كما قال العلماء: «دولة الإمارات هي اليوم محطة للأمل في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعيش 200 جنسية بتناغم وانسجام، لأن من يبني المستقبل هو الإنسان أولاً، ودولة الإمارات تجسد دليلاً على أننا نستطيع إحداث التغيير الإيجابي، واستقطاب الكفاءات والمواهب من كل أنحاء العالم إذا ما توفرت الرؤية المستقبلية الإيجابية الطموحة، حتى أصبحت دولة الإمارات عالماً في دولة، بدل أن تكون دولة في العالم».
برنامج الفضاء الإماراتيوأشار عمر العلماء إلى برنامج دولة الإمارات في مجال الفضاء الذي شكّل خلال الأعوام القليلة الماضية رسالة أمل وتفاؤل وفخر لشباب المنطقة، حتى انضمت إلى نادي الدول الخمس الأولى التي وصلت إلى كوكب المريخ، مع مشروع «مسبار الأمل» الذي برهن للعالم أن الشباب في الشرق الأوسط قادر على صناعة الأمل وتصميم المستقبل وصياغته.
وعن دور المواهب في صناعة المستقبل، أوضح أنه، وخلال الأعوام القليلة الماضية، شهدت دولة الإمارات تدفقاً هائلاً في المواهب وأصحاب الرؤى والطموحات، والشركات، والاستثمارات، لافتاً إلى أن قصة نجاح الإمارات الملهمة ستتواصل في المستقبل، لأنها ترحب بالجميع للمشاركة في صناعته؛ مهما كانت خلفياتهم الثقافية وعقائدهم وجنسياتهم، وأكد عمر العلماء أن قصة النجاح هذه تنطلق من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأن المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع.
المواهب والمعرفة لصناعة المستقبل
ولفت إلى أنه وخلال جائحة كوفيد-19، التي تسببت بتسرب ملايين الأطفال من الدراسة، خاصة في المجتمعات الأقل حظاً، أطلقت دولة الإمارات مشاريع ومبادرات مستقبلية رائدة لتوفير التعليم الرقمي للأطفال في المناطق الأكثر تضرراً من حول العالم من تداعيات الجائحة.
وأشار العلماء إلى أدوات إضافية لبناء المستقبل، في مقدمتها التحصيل المعرفي والتمكين الفكري، حيث أكد العلماء أن أوسكار القراءة العربي المتمثل في تحدي القراءة العربي الذي يحدث سنوياً في دبي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعدّ أجيال المستقبل من المبرمجين والمبدعين والمبتكرين الذين يحققون التنمية في هذه المنطقة.
منتدى لألمع العقولوقال عمر العلماء إن منتدى دبي للمستقبل يجمع ألمع العقول وخبراء المستقبل لمناقشة المعاني المختلفة لتصميم المستقبل، بالنسبة للأطفال والشباب والطلاب وقادة الحكومات، وباختلاف الفئات العمرية والتطلعات المستقبلية.
وأكد العلماء أن متحف المستقبل يشكل مقراً عالمياً لخبراء المستقبل الذين يستشرفونه ويسرعونه، وختم بالقول: «نتطلع إلى أن يكون المنتدى منصة لكل الحريصين على تخيل وتصميم وتنفيذ مستقبل مزدهر لعالمنا».
أجندة حافلة
وتتضمن أجندة المنتدى الذي ينعقد في دبي للعام الثاني على التوالي، مشاركة أكثر من 150 متحدثاً من دولة الإمارات والعالم، في 70 جلسة حوارية وكلمة رئيسية وورشة عمل على مدى يومين، لاستعراض الرؤى حول مستقبل أهم القطاعات الرئيسية، مثل الفضاء والاستدامة والبيئة والطاقة والغذاء والصحة والطب والتعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل الحكومي، وغيرها الكثير.
للمزيد من المعلومات حول «منتدى دبي للمستقبل 2023»، يرجى زيارة الرابط الإلكتروني: (www.dubaifuture.ae/dubai-future-forum-2023).
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات عمر العلماء صاحب السمو الشیخ محمد بن محمد بن راشد آل مکتوم دولة الإمارات دبی للمستقبل عمر العلماء العلماء أن حتى أصبحت إلى أن
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يؤدي صلاة عيد الفطر في مسجد زعبيل الكبير
أدى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وإلى جانبه الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، صباح اليوم الأحد، صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد زعبيل الكبير بدبي.
وأدى الصلاة إلى جانبهما كلٌ من الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، والشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، وعدد من الشيوخ والأعيان والمسؤولين، وجمع من المصلين.
واستمع ولي عهد دبي والمصلون إلى خطبة العيد التي ألقاها خطيب وإمام مسجد زعبيل الكبير الشيخ الدكتور عمر محمد الخطيب، وتناول فيها القيم النبيلة وخصال البِرّ السامية المرتبطة بالصوم، لا سيما وأن شهر رمضان تزامن هذه السنة مع "عام المجتمع".
وقال إن جانباً كبيراً من تلك الخصال يرتبط بالحياة الاجتماعية للمرء المُسلِم، مشيراً إلى اقتران صفة التقوى بالبِرّ، في قوله تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
وتطرّقت خطبة العيد إلى فضل شهر رمضان المبارك في البِرٍّ والإحسان في المجتمع الذي وصفته بأنه كيان متماسك سر نجاحه في قدرته على حفظ البِرّ بين مكوناته المختلفة، مع التذكير بأن أعظم أوجه البِرّ، هو بِرّ الوالدين، ومن بعده بِرّ سائر أفراد المجتمع دون تفرقة.
ودعا المصلين إلى جعل عيد الفطر عيد بِرّ ووفاء، لقيم الأجداد والآباء، الذين أورثوا مجتمع الإمارات المكرمات، ومهّدوا لتقدمه ورفعته وازدهاره، ولما لهم من فضل في تأسيس مجتمع قائم على الأمن والأمان، تسوده نِعَمة الاستقرار والرخاء؛ وذلك بالمضي على خطاهم ومواصلة ما بدأوه من مسيرة غايتها سعادة أهل الإمارات ورفعتهم.
وذكَّر خطيب العيد المُصلين بقول الله تعالى "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ"، داعياً كل فرد في المجتمع إلى أن يبذل نفيس وقته وغاية جهده في تأدية دوره بتفانٍ وإتقان، للارتقاء بنفسه، وخدمة مجتمعه، والإسهام في رفعة وطنه.
وابتهل خطيب وإمام مسجد زعبيل الكبير، إلى الله العليّ القدير أن يديم على دولة الإمارات الاستقرار والرقي والازدهار، وأن يوفّق القيادة الرشيدة للخير والسداد، وأن يُعيد هذه الأيام المباركة على الإمارات، قيادةً وشعباً، بالسعادة والمسرات، وسائر بلاد المسلمين وشعوب العالم.