كشفت الهدنة الإنسانية بقطاع غزة، جانباً مؤلماً من جوانب الحرب الإسرائيلية، وذلك عقب انتشال مئات الجثث المتحللة ومجهولة الهوية من الشوارع والمباني التي كان يصعب الوصول إليها خلال فترات القتال. وتواصل الفرق الطبية المختصة والمؤسسات الإغاثية جهودها من أجل انتشال وإجلاء الضحايا الذين قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي، وكان من الصعب الوصول إليهم خلال الأيام الماضية، وسط تحذيرات من كوارث بيئية وصحية نتيجة لذلك.



وتظهر صور، تم رصدها، "تكدس الجثث المتحللة ومجهولة الهوية في إحدى ثلاجات الآيس كريم وسط قطاع غزة، وذلك بسبب عدم التعرف عليها وانتظار الإذن من الجهات المختصة لدفنها دون التعرف عليها.

ووفق وزارة الصحة بغزة، فإن آلاف الفلسطينيين في عداد المفقودين نتيجة الحرب الإسرائيلية على القطاع، مشيرةً إلى أن بعضاً منهم لا يزال تحت أنقاض البيوت المدمرة والبعض الآخر بالقرب من مناطق تمركز الجيش الإسرائيلي.


وأكد مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى، محمد ريان، أن "مئات الجثث لا تزال تحت الأنقاض وملقاة بشوارع القطاع"، مشيراً إلى أنه وبالرغم من ضعف الإمكانيات إلا أن الطواقم الطبية تواصل العمل لانتشالهم.

وأضاف ريان، "وزارة الصحة بغزة تبذل جهوداً بهذا الشأن ولا يمكن معرفة العدد الكلي للضحايا مجهولي الهوية بسبب استمرار عمليات البحث، وانقطاع الاتصال بين شمال القطاع وجنوبه".

وتابع: "نتواصل بصعوبة مع الطواقم الطبية في غزة والشمال، وتردنا معلومات بشأن انتشار الجثث وتكدسها في الشوارع"، قائلاً: "تضطر الطواقم الطبية لإبقاء الضحايا بثلاجات الآيس كريم لأيام ثم يتم دفنها".

وحذر ريان، من "خطورة تكدس الجثث بالشوارع وبقائها لفترة طويلة دون دفن على الوضع البيئي والصحي في القطاع"، مشدداً على أن غزة قد تشهد بعد الحرب الإسرائيلية انتشار عدد من الأمراض والأوبئة.

وقال مدير مغسلة المستشفى، ياسر خطاب، إنه "تم انتشال 65 جثة مجهولة الهوية خلال الأيام الأربعة للهدنة الإنسانية على مستوى المحافظات الوسطى فقط"، مشيراً إلى أن أوضاع تلك الجثث صعبة للغاية.

وأوضح خطاب، أن "الجثث بدون معالم ولا يمكن التعرف عليها ولا يوجد علامات دلالية عليها بسبب المدة الزمنية الطويلة التي مكثت بها في العراء"، لافتاً إلى أن الجهود متواصلة لانتشال آخرين.

وأضاف: "للأسف اضطررنا لوضع تلك الجثث في ثلاجات الآيس كريم في محاولة للتعرف عليهم من قبل أي شخص"، متابعاً: "سيتم التنسيق خلال الأيام المقبلة مع الجهات المختصة لدفنهم في مقابر جماعية خصصت لمجهولي الهوية".

وأشار إلى أن "الروائح الكريهة للجثث المتحللة أثرت على العاملين بمغسلة تكفين الأموات بشكل سلبي، وأصابت بعضهم بأمراض صدرية، خاصة في ظل تعرضهم المستمر لمثل هذه الحالات خلال الحرب".


من ناحيته، قال المختص في الأوبئة والأمراض المعدية بوزارة الصحة بغزة، غسان وهبة، إن "مخاطر صحية كارثية ستنتج عن تحلل الجثث وتكدسها في الشوارع وثلاجات الآيس كريم دون دفنها لفترة من الزمن".

وأضاف وهبة، :"قطاع غزة سيشهد بعد انقضاء الحرب الإسرائيلية العديد من الأمراض الخطيرة، وسيسجل معدلات عالية بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض المعوية، وسيكون الوضع كارثيا".

وأشار إلى أن "تحلل الجثث سيؤدي لانتشار البكتيريا المعدية والضارة بالإنسان في كل مكان، كما أن الذباب سيكون ناقلاً لهذه البكتيريا والأمراض في ظل تنقله بين الجثث المتحللة"، مؤكداً أن القطاع مقبل على كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة.

وتابع: "يجب العمل من قبل الأطراف الدولية والمؤسسات الصحية والإنسانية من أجل تقديم الدعم الطبي اللازم للقطاع، من أجل الحيلولة دون تفشي الأمراض والأوبئة"، لافتاً إلى أن المنطقة بأسرها ستتأثر نتيجة ذلك.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الحرب الإسرائیلیة الآیس کریم إلى أن

إقرأ أيضاً:

الهوية البصرية للجمعيات الخيرية

إن توظيف العلوم الإدارية في الأسواق له أهمية بالغة، ولذلك نجد أن القطاعات التجارية تهتم إلى حد بعيد بزيادة ربحيتها من خلال توظيف هذه العلوم الإدارية، وتمكينها من التفوق على منافسيها والبقاء في المقدمة في كل المجالات، وهناك شركات عالمية عملاقة تعزو نجاحها في المقام الأول إلى توظيف الأبحاث والعلوم، التي وضعتها على المستوى الأول عالمياً. والأمثلة في ذلك كثيرة حتى أصبحت منتجات تلك الشركات محط اهتمام العملاء، بل انتقل العميل من مشترٍ إلى مناصر ومسوق، ومن أسباب نجاح هذه الشركات خلق هوية بصرية لدى عملائها، فأصبحوا عندما يرون تلك الهوية، يبدأ العقل الباطني باسترجاع معلومات ومنتجات تلك الشركة، بل تستثيره للشراء ،إن الهوية البصرية للعلامة التجارية هي مزيج من العناصر الرسومية التي تحدد العلامة التجارية وعناصرها، الألوان، والرموز، والشخصيات، وتصميم العبوة والتغليف، وكلما اتسقت تلك العناصر عززت الهوية البصرية لدى العملاء.

انظر إلى بعض المنتجات، مثل القهوة، فقد ترغب في شرائها من متاجر مشهورة وتدفع فيها القيمة العالية، وقد يكون ذلك لتميزهم في الجودة أو لارتباط الصورة الذهنية والهوية البصرية لذلك المتجر بعقلك حتى جعلتك تقدم على الشراء، فالعملاء عندما يرون رمز ذلك المتجر في أي مكان، يرتبط عقلهم الباطني بمنتجاته، وهذا ما نريده أن ينمو في قطاعاتنا الخيرية، تُعد الهوية البصرية للجمعيات الخيرية حجر الزاوية في تعزيز تواصلها مع المجتمع وداعميها، ولو تخيلنا جمعية خيرية تمتلك شعارًا مميزًا وألوانًا جذابة، يتعرف عليها الناس في جميع أنحاء المدينة، حيث يرتبط اسمها في عقول المواطنين سوف ينعكس ذلك على تقديم الدعم والتسويق لها، فالهوية البصرية قد تحدث فرقًا كبيرًا في تشجيع الناس على المشاركة والدعم.

عندما نتحدث عن ‘الصورة الذهنية’، فإننا نشير إلى الطريقة التي ينظر بها الأفراد إلى الجمعية عند رؤيتهم لشعارها أو لونها المميز، هذه الصورة تتشكل من خلال التجارب السابقة والاتصالات البصرية التي تربط القيم التي تمثلها الجمعية، من ناحية أخرى، ‘الهوية البصرية’ تشمل جميع العناصر المرئية التي تميز الجمعية، بما في ذلك الألوان، الشعارات، وأنماط التصميم، التي تعكس رسالتها وأهدافها الأساسية.

إن الهوية البصرية للجمعية تزيد من رغبة الداعمين للعطاء لتلك الجمعية وتعزز الولاء لديهم ولدى أصحاب المصلحة ،فلابد من اختيار الألوان الجاذبة التي يسهل مع العقل استذكارها، وتعد الألوان العنصر الأساس لتعزيز الصورة الذهنية لدى أفراد المجتمع، كما أنه لا بد من اختيار الرموز (Logo) بعناية، ويتراوح ذلك من كتابة الاسم بطريقة مميزة، أو يمكن أن يكون تصميمًا من دون كتابة مع التأكيد على أن يكون بسيطًا وأنيقًا، مع إمكانية الاعتماد على الكتابة والرموز، وهذا ما تفعله معظم الشركات العالمية، إن فوائد الرموز (Logo)تعزز الصورة الذهنية وسهولة التعرف على الجمعية، ولابد أن يعكس النشاط الأساس لها.

وقد أشار بعض الخبراء أن تصميم الهوية ‘تشكّل الهوية البصرية الأساس الذي يُبنى عليه تواصل الجمعية مع المجتمع ، وإنها ليست مجرد شعارات وألوان، بل هي تجسيد لقيم الجمعية ورسالتها.’ هذه الرؤية تؤكد أهمية التركيز على العناصر البصرية لإيصال الرسالة بشكل فعال وإحداث التأثير المطلوب، كما أن الهوية البصرية ينعكس أثرها على العاملين.

وحتى يكون للهوية البصرية تأثير كبير لابد من انسجام الظهور الخارجي في وسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات والحفلات والبيئة الداخلية من مطبوعات ومبانٍ وغيرها مع الهوية البصرية، فهي توجد الولاء وتمنح النفس مزيدًا من العطاء ، وذلك العلم لا يُستهان به، وقد تستخسر بعض الجمعيات البذل على إيجاد هوية خاصة مما يكون له أثر سلبي على المستوى البعيد ، فالدراسات التي كتبت في القطاع التجاري عن أثر الهوية البصرية على الفرد والمجتمعات، فهي ليست بمعزل عن القطاع الخيري الذي هو بحاجة لتلك الهوية التي تحقق له الأثر والاستدامة في أعمالها.

أخيرا نحن في عالم تتسارع فيه المنافسة على الدعم والمساهمات، فإن تحسين الهوية البصرية للجمعيات الخيرية لا يعد مجرد خيار بل ضرورة، ولهذا يجب علينا أن نركز على بناء هوية قوية تعكس قيمنا وتجذب الدعم الذي نحتاجه لتقديم العون للآخرين، تذكر الهوية البصرية ليست فقط لتمييز الجمعية، بل هي دعوة لكل فرد للمشاركة في بناء مجتمع أفضل.

مقالات مشابهة

  • كيف تحافظ على الكوليسترول بالدم عند المستوى الطبيعي؟
  • معروضات لا تصدقها.. أكثر المتاحف رعبًا وغرابة حول العالم
  • الهوية البصرية للجمعيات الخيرية
  • في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • 6 عادات يومية تحافظ على شعرك من الجفاف في الشتاء
  • الصحة الفلسطينية تكشف ارتفاع حصيلة الحرب على قطاع غزة لـ44211 شهيدا
  • انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
  • الموسم السياحيّ الشتويّ على الأبواب.. هل لبنان مستعدّ؟
  • أول اجتماع لهما.. مستشارا الأمن القومي لـ بايدن وترامب يبحثان الحرب في غزة
  • "المركزي الصيني" : الصين تحافظ على سعر صرف اليوان مستقرا بشكل أساسي