يشعر المسلمون في هولندا بالقلق بعد فوز حزب الحرية اليميني المتطرف المعادي للإسلام، بزعامة خيرت فيلدرز، بالانتخابات العامة المبكرة الهولندية، إذ قد يتمكن فيلدرز -المعروف بعدائه للأجانب والمسلمين على وجه الخصوص- من تشكيل ائتلاف حاكم ويصبح رئيسا للوزراء.

والأربعاء الماضي، فاز حزب فيلدرز بـ37 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وقال فيلدرز -في كلمة أمام أنصاره عقب صدور النتائج الأولية- إنه "لم يعد من الممكن تجاهل النتائج وسوف نحكم البلاد"، ودعا الأحزاب الأخرى إلى البحث عن أوجه التشابه بينهم والعمل معا، معتبرا أن الوضع خلاف ذلك سيكون غير ديمقراطي على الإطلاق.

"هولندا غير صالحة للمسلمين"

وفي هذا الإطار، قال رئيس منظمة التواصل ين الدولة والمسلمين محسن غوكتاش إن فوز فيلدرز -الذي صرح في خطابه الانتخابي بأن المساجد والمدارس الإسلامية والقرآن الكريم لا تنتمي لهولندا- كان خيبة أمل كبيرة للمسلمين في هولندا.

واعتبر غوكتاش -في تصريح لوكالة الأناضول- أن نتيجة الانتخابات ليست مخيبة للآمال فحسب، بل إنها أيضا مصدر قلق لمستقبل المسلمين في البلاد، وإذا وجد فيلدرز الفرصة لتنفيذ برنامج حزبه ورحب به شركاؤه في الائتلاف، فإن هولندا ستصبح غير صالحة لإقامة المسلمين.

لكن رئيس منظمة التواصل أوضح أن وعود فيلدرز الانتخابية مخالفة للقانون، وربما لا يكون قادرا على تنفيذ ما هو موجود في برنامج حزبه، لكن فيلدرز وغيره من الأحزاب اليمينية سيبذلون قصارى جهدهم لجعل حياة المسلمين صعبة في هولندا.

وأوضح غوكتاش أنه حتى لو لم يتمكن فيلدرز والأحزاب اليمنية الأخرى من حظر بعض الأشياء فسوف يفرضون قواعد صارمة، وبالتالي، ستصبح حياة المسلمين صعبة للغاية في هذا البلد.

وأكد غوكتاش أن فوز فيلدرز، الذي وعد بفرض حظر على ارتداء الحجاب في الدوائر الرسمية، كان له تأثير صادم في جميع أنحاء العالم، مشددا على أنهم سيناضلون من أجل الحيلولة دون تنفيذ فيلدرز وعوده الانتخابية وبرنامج حزبه.


أوقات صعبة تنتظر اللاجئين

من جانبه، قال كنعان أصلان -رئيس العلاقات الخارجية لمنطقة جنوب هولندا في منظمات الرؤية الوطنية للجالية الإسلامية- إنهم قلقون جدا على وجه الخصوص بسبب خطابات فيلدرز التي تحتوي على تمييز ضد الأجانب والمسلمين، والممارسات المعادية للإسلام التي قد تصل إلى حد إغلاق المساجد وحظر القرآن الكريم.

وأضاف أصلان أن أوقاتا صعبة تنتظر اللاجئين الذين يتجهون إلى الغرب بسبب الأوضاع في بلدانهم، وذلك بعد وعود فيلدرز بشأن وقوف قبول اللاجئين والمهاجرين من الدول الإسلامية.

وأوضح أن الدستور الهولندي يحمي الطوائف الدينية، وما سيفعله الائتلاف اليميني قد يصل إلى حد تغيير الدستور، ورغم صعوبة الأمر، فإنهم سيحاولون ذلك.

ضغوط نفسية على المسلمين

بدوره، قال مراد غديك، رئيس الاتحاد التركي الهولندي، إن عدد الأصوات التي حصل عليها فيلدرز شجعت مؤسسات اليمين المتطرف وأحزاب يمين الوسط، كما لقيت وعوده بشأن الحد من الهجرة وحظر الجنسية المزدوجة استجابة من الناخبين في هولندا.

وأكد غديك أن حزب فيلدرز ربما لا يتمكن من تنفيذ وعوده الانتخابية -مثل إغلاق المساجد وحظر القرآن الكريم- لأنها مخالفة للدستور، لكن نتائج الانتخابات ستشكل ضغوطا نفسية على الأجانب، وسوف يتزايد الاستبعاد والتمييز.

وختم حديثه بالقول إنه مع القوة التي اكتسبها اليمين المتطرف نتيجة للانتخابات، ستزداد الضغوط النفسية في هولندا على المجتمع التركي والإسلامي بشكل عام.

مظاهرات مناصرة لفلسطين في العاصمة الهولندية أمستردام أمس الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني (الأناضول) مناصرة إسرائيل

وتُعرف عن فيلدرز مناصرته إسرائيل، إذ دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -أول أمس السبت- تصريحاته التي أنكر فيها حق الفلسطينيين في إقامة دولة، ودعا لتهجيرهم إلى الأردن.

وكان فيلدرز أطلق مؤخرا تصريحات أنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، ومن بينها حقه في دولة مستقلة ذات سيادة، زاعما بوجود إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

وجاءت تصريحات هذا اليميني المتطرف تزامنا مع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی هولندا

إقرأ أيضاً:

أرتيتا يكشف فوائد لقاء أيندهوفن.. ويعترف بالتحدي الذي ينتظره

قال ميكل أرتيتا مدرب أرسنال إن مواجهة أيندهوفن في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم في هولندا اليوم الثلاثاء ستجلب "طاقة مختلفة" لفريقه بعد تراجعه مؤخرا في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ووصل النادي اللندني إلى هولندا بعدما تلقى ضربة في المنافسة على لقب الدوري، إذ تعثر في الفترة الأخيرة ليتأخر بفارق 13 نقطة عن ليفربول الذي يبتعد بالصدارة.

وأبلغ أرتيتا الصحفيين يوم الإثنين قبل مواجهة أيندهوفن على ملعب فيليبس "إنها مباراة تجلب طاقة مختلفة بكل تأكيد، وتُبقي
الجميع في حالة تأهب".

وأضاف: "ما ينتظرنا هو فريق أطاح بيوفنتوس. لعبنا ضده كثيرا في السنوات الأخيرة، لذا فنحن نعرف التحدي الذي ينتظرنا".

وواجه أرسنال منافسه أيندهوفن مرتين في دور المجموعات بالموسم الماضي، وفاز 4-صفر في لندن وتعادل 1-1 خارج أرضه.

ولن يكون أرسنال في حاجة لتذكر نتيجة آخر مواجهة جمعته مع بطل هولندا 25 مرة في مرحلة خروج المغلوب في دوري الأبطال، إذ ودع الفريق المنافسة عقب خسارته 1- صفر خارج ملعبه قبل التعادل 1-1 على ملعب الإمارات.

وافتقد أرسنال مهاجميه المميزين في الأسابيع الأخيرة، إذ انضم كاي هافرتس وغابرييل مارتينيلي إلى بوكايو ساكا وغابرييل خيسوس المصابين منذ فترة طويلة.

وفشل الفريق في التسجيل في آخر مباراتين بالدوري ليخسر 1- صفر من ويست هام يونايتد ويتعادل مع نوتنغهام فورست
في منتصف الأسبوع الماضي.

ولم يكن أيندهوفن في أفضل حالاته أيضا، وفاز مرة واحدة في آخر سبع مباريات في الدوري الهولندي، ليتأخر عن منافسه أياكس أمستردام.

لكن أرتيتا قال إن مستوى كل فريق لن يؤثر على مباراة الثلاثاء، مضيفا أنه "مهما كان الوضع في الدوري فإنك تشعر بشيء آخر بشأن الأجواء والطاقة عندما تصل إلى هذه المرحلة من دوري أبطال أوروبا. تلعب وأنت قد تستمر أو تغادر (البطولة). هذا يمنحك الرغبة للفوز ويخرج أفضل ما لديك بالتأكيد. تتغير النتائج في كرة القدم، لكن ما يهمني هو أسلوب لعب أيندهوفن، والتركيز على نقاط ضعفه وكيفية التغلب عليها".

مقالات مشابهة

  • أرتيتا يكشف فوائد لقاء أيندهوفن.. ويعترف بالتحدي الذي ينتظره
  • انشغال النواب بالانتخابات يؤثر على التشريعات والمواطن يدفع الثمن
  • هل حسم الاطار التنسيقي أمره بالدخول بالانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة؟
  • هل حسم الاطار التنسيقي أمره بالدخول بالانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة؟ - عاجل
  • محافظ شمال سيناء يستقبل سفير هولندا في القاهرة
  • حماس تُعلق على قرار وقف المساعدات الإنسانية: ابتزاز رخيص
  • رئيس الدولي للخماسي الحديث: مصر من أفضل الدول التي تنظم البطولات واللعبة أصبحت أكثر متعة وإثارة بالنظام الجديد
  • «جروك 3».. الذكاء الاصطناعي غير المقيد بين وعود الشفافية ومخاوف الأمان |تفاصيل
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • ألمانيا بين الاستقلال عن أميركا وصعود اليمين المتطرف