مايكروسوفت تضيف روبوت دردشة الذكاء الاصطناعي كوبايلوت لجميع منتجاتها
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أعلنت مايكروسوفت أنها تخطط لإضافة روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي "كوبايلوت" (Copilot) إلى جميع منتجاتها وخدماتها.
ويوجد كوبايلوت في ويندوز 11، وأضافته الشركة الآن إلى ويندوز 10، ومع هذا تريد الشركة أن يجربه كل مستخدم ويندوز.
ويمكن لمستخدمي ويندوز 10 هوم أو برو الموجودين في قناة ريليز بريفيو (Release Preview) التابعة لموقع مايكروسوفت اختبار كوبايلوت الآن، ومن المحتمل أن يستغرق الأمر بضعة أيام أو أسابيع فقط قبل أن يحصل جميع مستخدمي ويندوز 10 في الأسواق المدعومة من قبل الشركة على هذه الميزة الجديدة.
وأوضحت مايكروسوفت الأسبوع الماضي أنها كانت "تعيد النظر" في نهجها تجاه نظام تشغيل ويندوز 10، وتقول إنها تقوم "باستثمارات إضافية" في نظام تشغيل ويندوز 10 وإنه قد يكون هناك المزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي في المستقبل. ولكنها قالت إنها لن تقوم بأي تحديثات رئيسية لنظام التشغيل ويندوز 10.
وقد أكد آرون وودمان نائب رئيس تسويق ويندوز، في مؤتمر صحفي مع موقع ذي فيرج (The Verge) الأسبوع الماضي، أن مايكروسوفت لن تستمر في دعم ويندوز 10، مضيفا: "نحن لن نُجري أي تغييرات على موعد نهاية دعم الشركة لنظام التشغيل ويندوز 10، والذي ينتهي في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025".
وليس من المستغرب أن يأتي برنامج كوبايلوت إلى نظام تشغيل ويندوز 10، حيث لا يزال نظام التشغيل يحظى بشعبية كبيرة.
وكشف تقرير حديث استند إلى بيانات مايكروسوفت الداخلية، أن نظام التشغيل ويندوز 11 وصل إلى 400 مليون جهاز فقط بعد عامين من إطلاقه. بينما وصل ويندوز 10 إلى هذا الإنجاز بعد عام من إصداره ووصل إلى 600 مليون جهاز بعد أشهر قليلة من الذكرى السنوية الثانية لإصداره.
ويتمتع كوبايلوت في نظام التشغيل ويندوز 11 ببعض التكامل على مستوى نظام التشغيل حيث يدخل في معظم التطبيقات، في حين أن إصدار ويندوز 10 هو في الأساس مجرد موقع بنغ تشات (Bing Chat) متاح عبر متصفح إيدج، ولا يمكنه فتح التطبيقات أو تغيير الإعدادات أو تنفيذ أي شيء من مهام التطبيقات الأصلية لنظام التشغيل ويندوز 10.
ووفقا لمايكروسوفت، يعتمد روبوت دردشة الذكاء الاصطناعي كوبايلوت على تكنولوجيا النماذج اللغوية الكبيرة، وتأمل الشركة أن يجرب المستخدمون كوبايلوت ضمن ويندوز عبر شريط المهام أو متصفح إيدج، سواء أكانوا مستخدمين عاديين أم موظفين يعملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وقالت الشركة: "يمكنك مع كوبايلوت استخدام تجارب الذكاء الاصطناعي التوليدي دون التضحية بالخصوصية، ويمكنك أن تكون في طليعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع حماية بيانات الشركة الحساسة".
وأضافت: "يستخدم الأشخاص الذين يتعاملون مع المعلومات يوميا قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي بطريقة غير مباشرة من أجل مساعدتهم في اكتشاف المحتوى الجديد، وأيضا يستخدمونه بشكل مباشر عن طريق استخدام كوبايلوت أو تشات جي بي تي (ChatGPT) في المتصفح".
وتؤكد الشركة أن كوبايلوت في ويندوز مصمم لتلبية كلا المتطلبين، إذ تقدم مايكروسوفت لعملاء المؤسسات إصدارا من كوبايلوت يسمح للمؤسسات بتمكين مزايا الذكاء الاصطناعي لموظفيها دون المخاطرة بالكشف غير المقصود عن معلومات سرية أو خاصة.
وتشير مايكروسوفت إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل إنشاء محتوى إبداعي، مما قد يفتح مصادر إيرادات جديدة، فيما تأمل الشركة أن يصبح كوبايلوت أداة مهمة في نظام ويندوز البيئي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نظام التشغیل ویندوز الذکاء الاصطناعی الشرکة أن ویندوز 11 فی نظام
إقرأ أيضاً:
ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟
رغم أن العالم يشهد تقدما تقنيا مذهلا في ظل الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الثورة تأتي بجانبها المظلم الذي يهدد سلامة الأنظمة المالية والشخصية. فما بين الفوائد الكبيرة التي يقدمها هذا الذكاء، وبين مخاطر الاحتيال المتزايدة، تزداد الحاجة إلى التأهب لمستقبل أكثر تعقيدا.
لقد شهدنا عام 2024 لمحات عن قدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق، واستنساخ الصوت، وعمليات الاحتيال، لكنها كانت مجرد عجلات تدريب للمحتالين أثناء اختبارهم للأوضاع.
ومع دخولنا عام 2025، المليء بالتطورات التقنية المثيرة، يظهر الذكاء الاصطناعي كسلاح ذي حدّين. ففي حين يعزز من قدراتنا، يضعنا أمام خطر داهم قد يجعل من هذا العام نقطة تحول، حيث تصبح العمليات الاحتيالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قوة مهيمنة تهدد الأنظمة المالية والبنوك العالمية، إضافة إلى سمعة البشر ومصداقية الأحداث ومن أبرز هذه العمليات الجديدة عمليات "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).
تهديدات مالية غير مسبوقة.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الاحتيالوفقا لتقرير مركز "ديلويت للخدمات المالية" (Deloitte Center for Financial Services)، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق خسائر قد تصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2027، بزيادة ملحوظة عن 12.3 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 32%.
إعلانوقد جذب هذا الارتفاع الملحوظ في الخسائر انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي، الذي حذر في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي من أن المجرمين يستغلون الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات احتيال على نطاق أوسع، بهدف تعزيز مصداقية مخططاتهم.
الاحتيال كخدمة.. كيف انتقلت الجرائم الإلكترونية إلى مستوى جديد؟في عالم الاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ظهرت شركة "هاوتيان إيه آي" (Haotian AI) التي تقدم برامج تغيير الوجه عبر "تليغرام"، في إعلان يظهر أن فريقهم جادّ في عمله، حيث صرحوا علنا: "لدينا فريق بحث وتطوير مكون من مئات المبرمجين وعشرات الخوادم لخدمتكم".
حيث يروج الإعلان لبرامج تغيير الوجه العميقة التي يصعب تمييزها بالعين المجردة، والمصممة خصيصا للمكالمات الخارجية، وهو ما يتناسب تماما مع المحتالين الذين يرغبون في جعل عمليات الاحتيال الرومانسية أكثر مصداقية.
ومع ازدهار هذه التكنولوجيا، شهدت القنوات المخصصة للجريمة الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على "تليغرام" نموا ملحوظا في المحادثات، وهو ما يعكس انتشار هذه الظاهرة.
ووفقا لتحليل أجرته شركة "بوينت برودكتيف" (Point Predictive) في عام 2023، كان هناك حوالي 47 ألف رسالة في تلك القنوات، بينما تجاوز عدد الرسائل عام 2024 أكثر من 350 ألف رسالة، مسجلا زيادة بنسبة 644%.
تخيل جدارا من الهواتف المحمولة، يدير آلاف المحادثات الوهمية لخداع ضحايا من جميع أنحاء العالم في كل دقيقة.
إنه ليس مشهدا من فيلم خيال علمي، بل واقع تكشفه مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل "تليغرام". بل إنها تقنية جديدة تستخدم لتوسيع نطاق عمليات الاحتيال بشكل غير مسبوق.
أحد الأمثلة البارزة هو برنامج ذكي يعرف باسم "معجبو إنستغرام التلقائيون" (Instagram Automatic Fans)، الذي يرسل آلاف الرسائل في الدقيقة لإيقاع المستخدمين في مصيدة عمليات احتيال "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).
إعلانحيث تبدأ الرسائل عادة بجمل بسيطة مثل "صديقي أوصاني بك. كيف حالك؟"، ويتم إرسالها بشكل متكرر لإغراء الضحية.
ومع دخول عام 2025، يتوقع الخبراء أن تستفيد العصابات الإجرامية المتورطة في عمليات "ذبح الخنازير" من تقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مكالمات الفيديو، واستنساخ الصوت، والدردشة الآلية لتوسيع نطاق عملياتها.
لكن ما عمليات احتيال "ذبح الخنازير"؟وفقا لـ"مكتب المفتش العام" (Office Of Inspector General – OIG) -وهو هيئة مستقلة تشكل داخل الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة، مسؤولة عن مراقبة نزاهة وكفاءة العمليات داخل هذه الوكالات- فإن عمليات "ذبح الخنازير" هي نوع من الاحتيال يتعلق بالثقة والاستثمار.
حيث يتم استدراج الضحية تدريجيا لتقديم مساهمات مالية متزايدة، عادة في شكل عملات مشفرة، لصالح استثمار يبدو موثوقا، قبل أن يختفي المحتال بالأموال التي تم تقديمها.